سيدة نساء العالمين مريم ابنة عمران عليهما السلام أسمى و أرقى من ضلالات الضالين
فمنهم من يظنها شعاعاً من الليزر يلمع فى السماء و يقولون ظهرت لنا العذراء و " شى لله يا عدرا "
و أنها تشتاق لزيارة مصر بين الحين و الآخر !! و من أدراهم أنها هى ؟!
هدانا الله جميعاً و هداهم صراطه المستقيم
اصطفاها الله عز و جل و طهرها و اصطفاها على نساء العالمين
و هى أيضاً وهبت نفسها لله عز و جل و قد تشبهت بعبادتها كآل هارون عليه السلام الذين نذروا أنفسهم لعبادة الله و تدوين كتبه و أسفار الأنبياء و ابتعدوا عن متاع الدنيا ،
و كما تقول لأخيك المسلم يا أخ الإسلام أو يا أخ الوطن خاطبها اليهود يا أخت هارون أى يا من تشبهتى بآل هارون عليه السلام فى التقوى و الورع
و لما جاءها جبريل عليه السلام و تمثل لها بشراً سوياً ، رأت فى وجهه نور الإيمان و التقوى ، فذكرته بالرحمن عز و جل ، لما رأت علامات التقوى ظاهرة على وجهه حتى لا يحاول إيذاءها
و بهذه المناسبة أتعجب جداً مما ذكره كتبة الأناجيل ( متى و لوقا ) فى ذكرهما نسب السيد المسيح عليه السلام ، فبدلاً من أن يذكروا لنا نسب أمه السيدة مريم عليها السلام ، ذكروا نسب يوسف النجار رجل مريم كما يدعون زوراً و بهتاناً عظيماً ؟؟!!! - و ما علاقة نسب يوسف النجار بالسيد المسيح عليه السلام ؟؟
تحملت السيدة مريم عليها السلام و نبى الله زكريا عليه السلام بهتاناً عظيماً من اليهود
كان على أثره هو إستشهاد سيدنا زكريا عليه السلام
و هاجرت عليها السلام من فلسطين إلى مصر مع ابنها نبى الله عيسى عليه السلام عبد الله و رسوله
خوفاً عليه من مؤامرات اليهود و بطش الرومان
و قد شرف الله عز و جل مصر باستقبالهما بضع سنين
ثم عادا إلى المدينة المقدسة لينشر منها دعوة الإسلام
و قد آمن معه طائفة من بنى إسرائيل و أقربهم إليه هم الحواريون
و قد كان أكثر ما يغيظ اليهود من سيدنا عيسى هو تبشيره أن نبى آخر الزمان الذى تضىء أوصافه كتب الأنبياء هو من نسل إسماعيل عليه السلام و إسمه أحمد ، و ليس من بنى إسرائيل
فتآمروا عليه ، و كان الرومان حينئذِ يحتلون فلسطين و أخبروا الرومان أن شخصاً يدعى عيسى يريد أن يحرض الناس على الرومان و ينفرد بالملك
فأمر الوالى الرومانى بيلاطس جنوده باستحضاره إليه ، و اتفق اليهود مع الرومان ضد السيد المسيح عليه السلام
و كان سيدنا عيسى عليه السلام من تواضعه مع أصحابه الحواريين لا يستطيع أحد تمييزه من وسطهم
فأغرى اليهود أحد الحواريين ( يهوذا الإسخريوطى ) بإظهار المسيح للجنود الرومان مقابل ثلاثين قطعة من الذهب
و فى الأناجيل ، تحدث الوالى الرومانى بيلاطس إلى السيد المسيح عليه السلام و تأثر بدعوته و بره
و قال بيلاطس لليهود إشهدوا أنى برىء من دم هذا البار
و قال لهم أننى فى كل عيد لكم أفرج لكم عن أحد المساجين و عندنا الآن إثنين
أولهما : أحد اللصوص يدعى باراباس و الثانى : المسيح عيسى
فأيهما تختارون لأفرج عنه ؟
صرخوا جميعاً : باراباس باراباس
فغسل بيلاطس يده و قال أشهدكم أننى برئ من دم هذا البار
و لهذا نستطيع بسهولة أن نتوقع أن بيلاطس أمر جنوده باستحضار يهوذا الإسخريوطى الذى خان السيد المسيح و أمر الجنود بتوقيع أشد العذاب عليه و تشويه وجهه ، حتى لا يتعرف عليه اليهود فى ساحة الصلب
و فعلاً لاقى يهوذا عذاباً شديداً جزاء خيانته لنبى الله عيسى عليه السلام ، فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله ، و ظل يهوذا يصرخ من شدة الألم و تعرض للإهانات البالغة و التعذيب الشديد حتى تم صلبه و ظن اليهود أنه عيسى عليه السلام
و لكن الله عز و جل قد نجى عيسى عليه السلام و ذهب عيسى ليطمئن أمه مريم عليها السلام و أصحابه بنجاته
و لم يقم من الأموات كما يدعى النصارى حيث لم يُصلب أصلاً
- أصبح البشر لا يستحقون هذا النبى الكريم ، لذا فقد رفعه الله عز و جل إليه