مزقت اٍتفاقاتي ..
مع النهار ..
و خرقت معاهاداتي ..
مع الليل ..
و في كل صباح ..
أجد عزرا ..
لأمزق اٍتفاقية ..
وفي كل مساء ..
أخترع سببا ..
لأخرق معاهدة ..
و نهاري وليلي ..
رفعا شكوى ..
لا .. بل هما ..
وكْلا شيطاني ..
لكي يكون المحامي ..
في قضيتهم ضدي ..
عند محكمة الدهر .
()()
المحكمة لم تحكم ..
معي او ضدي ..
حكمت المحكمة ..
أن لا أبدأ صباحي ..
بالسخط والغضب ..
و ان أصالح .. ظهري ..
و أن أساير .. عصري ..
كما قررت المحكمة ..
أن على المحامي .. شيطاني ..
أن يشعل كل المصابيح ..
في أول كل ليل ..
فاٍذا أنطفأ المصباح ..
أو تعطل مفتاح ..
أو سرق قنديل ..
أخذ الآخر مكانه ..
حتى آخر الليل ..
ويمكنني أن اجأر بالشكوى ..
اٍذا أنطفأت ..
كل المصابيح ..
في أول ..
أو منتصف الليل ..
()()
هذا اليوم ..
أتفقت مع نهاري ..
وكان امامي ..
يسطع بشمس باهرة ..
أن أواجه الناس ..
كل الناس حولي ..
عاريا ..
و أن أمشي أمام ..
كل الناس ..
حافيا ..
وأستغرقت طوال نهاري ..
في التفاصيل ..
و مضت ساعات نهاري ..
وأنا أسأل وأسأل ..
من معي ومن ضدي ..؟
من سيحضنني ..؟
ومن سيصدني ..؟
من سيعاضدني ..؟
ومن سيتنكر لي ..؟
من سيأخذ مني ..؟
ومن سيعطيني ..؟
من سيصدقني ..؟
ومن سيخدعني ..؟
ومن هم الخونة ..؟
ومن هم ألأوفياء ..؟
و مضى كل نهاري ..
و أسئلتي كلها .. كاملة ..
والاٍجابات عليها ..
كلها ناقصة ..
غير مقنعة ..
وغير شافية .
()()
في هذه اليلة ..
عاهدت مسائي ..
على عدم النوم ..
وعلى السهر ..
وعلى الاٍستمتاع والسمر ..
وكانت كل المصابيح مضاءة ..
فصارت كل شوارعي ..
كليل في وضح نهار ..
لا يقدر ان يطفئه ..
اٍلا النور الخالق ..
فدلفت اٍلى غرفتي ..
عند منتصف الليل ..
و كانت رغبتي ..
في عنفوانها ..
فأردت أن أطفيء الأنوار ..
لأن النور فاضح ..
وسيكون فعلي ..
صريح وواضح ..
و أستنجدت بكل أداة ..
لكي يصبح ليلي .. ظلام ..
و نجحت ولكن بعد .. عناء ..
و لم أنتبه .. اٍلا ..
و شرارة الفجر ..
تفجر النور في النهار ..
من حولي .. وتنبؤني ..
أن الحرية الوحيدة ..
التي يمكنني أن أمارسها ..
لا يمكنني أن أمارسها ..
حتى في الظلام .
()()
لابد وأنكم .. ألآن ..
قد عرفتم ..
لماذا مزقت اٍتفاقاتي ..
مع النهار ..
و لماذا خرقت معاهداتي ..
مع الليل ..
ولماذا أنا .. أنا ..
ضائع .!