حفل في مستشفى
فتح أبا مصعب باب غرفة زوجته بالمستشفى في الساعه العاشره صباحا ولم يكد يقفل الباب خلفه
إلا وهو يفاجىء بصوت تصفيق عالِ,نظر لجانب الغرفه الكبيره وإذ به يرى طاقم الأطباء والتمريض
المشرفون على أم مصعب وأمامهم أطباق الحلويات وبصحبتهم مدير المستشفى...
لم يدري ماذا يقول فكيف يُحتفل في مستشفى!؟
أقبل إليه مدير عام المستشفى قائلا:
مبارك أبا مصعب فاليوم نحتفل بمرور عام كامل على رقود أم مصعب بالمستشفى وعلى هذا السرير
وسب الإحتفال أنه خلال عام كامل لم يتقرح جسدها نهائي
(علما أن بعض المرضى يتقرح جسمهم ولو مكثو بضع أيام)
فرح أبا مصعب كثيرا وحضن مدير المستشفى وكل الطاقم الطبي من الرجال وقام بالإتصال بإبنه فأوصاه بجلب الحلويات ليوزع على كل الطابق..
وبعد هدوء المكان إسترجع أبا مصعب الذكريات..
آه بالفعل قبل عام جلبت أم مصعب وهي بغيبوبه ومازالت للآن على ذلك...
يدخل أبو مصعب في كل يوم إلى المستشفى كل يوم في العاشره صباحا حتى العصر..
ثم يعود للبيت ليجلس مع أبناءه وبناته بعد عودتهم من الجامعات,ويعود للمستشفى قبل صلاة المغرب
هذا ديدنه منذ أول يوم أُدخلت أم مصعب للمستشفى. لا يمل ولا يكل..
رأيته مرةً يكرر الصلاه ,فقلت له أراك أعدت صلاتك أبا مصعب!!!
قال : لا لم أُعدها بل هي عن أم مصعب فكما ترى هي بغيبوبه وأنا أصلي عنها لعل الله يتقبل..
قلت له بارك الله بك وجزاك عنها خير الجزاء..
وعرضت عليه إقتراحا لأني رأيته منهك كثيرا من التواجد الطويل بالمستشفى
همست له: أبا مصعب مادامت أم مصعب بهذي الحال ولم تتغير طوال هذه المده
لما لا تقل من مكوثك بالمستشفى فأنت رجل كبير بحاجه للراحه وقد وصلت للستين كف أن تتواجد من ثلاث لاربع ساعات يوميا...
أتدرون ماذا قال لي؟
قال يا إسماعيل...
عشنا كزوجين محبين لمدة ثلاثين سنه, لا اتصور البيت من دونها..
حين اضحك وأنا بالبيت أنظر لمكانها التي تفضل الجلوس به,وحين لا اجدها
تحول البسمه لدموع..
كيف لي أن أجلس بالبيت وهي هنا,البيت أصبح موحشا من غيرها
كانت السراج الذي نجتمع حوله..
كانت النور الذي يجمعنا كالفراشات..
كأني ذكرته بتلك الأيام فلمحت دمعة حارة تنحدر من على وجنته وصلت حرقتها لقلبي
حتى جالت الدموع في عيني أيضا...
لم أستطع التعقيب على قوله
إكتفيت بالقول أنت معدن الوفاء أبا مصعب ومثلك نادر بالمجتمع...
م/ن