ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > منتدى اسلامي
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
منتدى اسلامي كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده يوجد هنا كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده منتدى اسلامي, قران, خطب الجمعة, اذكار,

فساتين العيد


 
قديم   #1

SO0OSO0O

:: كاتبة مقتدره ::

الملف الشخصي
رقم العضوية: 114096
تاريخ التسجيـل: Apr 2010
مجموع المشاركات: 462 
رصيد النقاط : 0

قلب جديد كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده


كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده

حديث أم زرع

باب ما جاء في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السمر:

حديث (252)

عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ الَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: "جلست إحدى عشر امرأة، فتعاهَدْنَ وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً.

(فقالت الأولى): زوجي لحم جَملٍ غَثّ، على رأس جبل وعر، لا سهلٌ فيرتقى، ولا سمينٌ فينتقل.

(قالت الثانية): زوجي لا أثير خبره، إني أخاف أن لا أذَرَهُ، إن أذكره أذكرْ عُجَره وبُجَره.

(قالت الثالثة): زوجي العَشَنّق، إن أنْطِقْ أُطلَّق، وإن أسكت أُعَلَّق.

(قالت الرابعة): زوجي كَلَيْلِ تهامةَ، لا حَرَّ ولا قَرَّ، ولا مخافة ولا سآمة.

(قالت الخامسة): زوجي إن دخل فَهِدَ، وإن خرج أسَِدَ، ولا يسأل عما عَهِدَ.

(قالت السادسة): زوجي إن أكل لَف، وإن شَرِبَ اشْتَفَّ، وإن اضطجع التفَّ، ولا يولجُ الكفَّ لِيَعلمَ البَثَّ.

(قالت السابعة): زوجي عَياياءُ (أو غياياءُ) طباقاء، كلُّ داءٍ له داء، شَجَّكِ أو فَلَّكِ،أو جمع كُلاً لَكِ.

(قالت الثامنة): زوجي المسُّ مسُّ أرنب، والريح ريح زَرْنَبْ.

(قالت التاسعة): زوجي رفيعُ العماد، طويل النِّجاد، عظيمُ الرِّماد، قريبُ البيت من الناد.

(قالت العاشرة): زوجي مالكٌ، وما مالِك؟ مالكٌ خير من ذلك، له إبلٌ كثيراتُ المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المِزْهَر أيقنَّ أنهنَّ هَوالك.

(قالت الحادية عشر): زوجي أبو زَرْع، وما أبو زَرْع؟ أناسَ من حُليِّ أُذُنَيَّ، وملأ من شَحْمٍ عَضُديَّ، وبَجَّحَني فبَجَحْتُ إليَّ نفسي، وجدني في أهل غُنيمةٍ بَشَقٍ، فجعلني في أهل صَهيلٍ وأَطيطٍ، ودائِسٍ ومُنَقٍّ، فعنده أقولُ فلا أُقَبَّحُ، وأرقدُ فأتصبّحُ، وأشربُ فأتقَمَّحُ، أم أبي زرع فما أمُّ أبي زرع؟: عُكومُها رَِدَاحٌ، وبيتُها فَسَاح، ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع؟: مضجعه كمسلِّ شَطْبةٍ، وتُشْبِعُهُ ذِراعُ الجَفرَةِ، بنت أبي زرع: فما بنت أبي زرع؟ طَوعُ أبيها وطَوعُ أمها، وملءُ كسائها، وغَيظُ جارتها، جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع؟: لا تَبثُّ حديثنا تبثيثاً، ولا تَنْقُثُُ ميرتَنا تنقيثاً، ولا تَملأ بيتنا تعشيشاً.قالت خرج أبو زرع والأوطاب تُمْخَضُ، فَلقي امرأةً معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خَصْرها برمَّانتين، فطلَّقني ونكحها، فنكحْتُ بعده رجلاً سَريَّاً، رَكِبَ شَرياً، وأخذ خَطِيَّاً، وأراح عليَّ نَعَماً ثَرِياً، وأعطاني من كل رائحةٍ زوجاً، وقال: كلي أم زرع! وميري أهلك، فلو جمعتُ كل شيء أعطانيه ما بَلَغ أصغر آنية أبي زرع.

قالت عائشة - رضي الله عنها -: فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ )).


الحديث أخرجه البخاري في كتاب النكاح باب حسن المعاشرة مع الأهل برقم (4893)، ومسلم كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم - باب ذكر حديث أم زرع برقم (2448)، وأخرجه النسائي في الكبرى كتاب عشرة النساء باب شكر لزوجها برقم (9138)، وأخرجه ابن حبان برقم (7104)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير برقم (265)(5/354).

وأما شراح الحديث فقد قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الفتح([1]): "وقد شرح حديث أم زرع إسماعيل بن أبي أويس شيخ البخاري، روينا ذلك في جزء إبراهيم بن ديزيل الحافظ من روايته عنه، وأبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث، وذكر أنه نقل عن عدة من أهل العلم لا يحفظ عددهم، وتعقب عليه فيه مواضع، وأبو سعيد الضرير النيسابوري، وأبو محمد بن قتيبة كل منهما في تأليف مفرد، والخطابي في شرح البخاري، وثابت بن قاسم، وشرحه أيضا الزبير بن بكار، ثم أحمد بن عبيد بن ناصح، ثم أبو بكر بن الأنباري، ثم إسحاق الكاذي في جزء مفرد، وذكر أنه جمعه عن يعقوب بن السكيت وعن أبي عبيدة وعن غيرهما، ثم أبو القاسم عبد الحكيم بن حبان المصري، ثم الزمخشري في الفائق، ثم القاضي عياض وهو أجمعها وأوسعها([2])، وأخذ منه غالب الشراح بعده، وقد لخصت جميع ما ذكروه.



سبب الحديث:

قال ابن حجر([3]): وقع لهذا الحديث سبب عند النسائي من طريق عمر بن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت: "فخرت بمال أبي في الجاهلية، وكان ألف ألف أوقية" وفيه" فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اسكتي يا عائشة فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع)، وقع في رواية الزبير بن بكار: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي بعض نسائه، فقال يخصني بذلك: (يا عائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع).

ثانياً: مناسبة الحديث للبا الذي ذكره الترمذي:

قال ابن حجر: قال ابن المنير: نبه بهذه الترجمة على أن إيراد النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الحكاية يعني حديث أم زرع ليس خلياً عن فائدة شرعية، وهي: الإحسان في معاشرة الأهل، ثم قال: وليست الفائدة من الحديث محصورة فيما ذكر بل سيأتي له فوائد أخرى([4]).

وقال القاضي عياض في كتابه النفيس "بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد": وفيه من الفقه التحدث بملح الأخبار، وطرف الحكايات؛ تسلية للنفس، وجلاء للقلب، وهكذا ترجم أبو عيسى الترمذي عليه: باب ما جاء في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأدخل في هذا الباب هذا الحديث.

قال: ويروى عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: سلوا هذه النفوس ساعة بعد ساعة؛ فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد، ويروى عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقول إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير: أحمضوا - أي إذا ملتم من الحديث والفقه وعلم القرآن فخذوا في الأشعار وأخبار العرب، كما أن الإبل إذا ملت ما حلا من النبات رعت الحمض، وهو ما ملح منه -، ومنه قول الزهري: هاتوا من أشعاركم فإن الأذن مجاجة، والنفس حمضة - أي أنها لتشتهي الشيء بعد الشيء كما تفعل الإبل -، ومنه قول أبي الدرداء: إني لأستجم نفسي بعض اللهو ليكون ذلك عوناً لي على الحق، وقال علي - رضي الله عنه -: القلب إذا أكره عمي، وقال بعض الحكماء: إن للأذان مجة، ولقلوب ملاً، فرقوا بين الحكمتين؛ ليكون ذلك استجماماً.

قال القاضي: وهذا كله ما لم يكن دائماً متصلاً، وإنما يكون في النادر والأحيان كما قال: ساعة بعد ساعة، وأما أن يكون ذلك عادة الرجل حتى يعرف بذلك ويتخذه ديدناًً، ويطرب به الناس ويضحكهم - دأبه - فهذا مذموم غير محمود، دال على سقوط المروءة، ورذالة الهمة، وخلع برد نزاهة النفس، واطراح ربقة الوقار والسمت، مولجاً صاحبه في باب المجون والسخف أه([5]).



ثالثاً: هل الحديث من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أم من قول عائشة، والراجح في ذلك:

قال ابن حجر: وليس فيما ساقه البخاري التصريح بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أورد الحكاية، وقال القاضي عياض: ولا خلاف في رفع هذا الحديث: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع) وإنما الخلاف في بقيته، وقد قال أبو بكر بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ: المرفوع من هذا الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله لعائشة - رضي الله عنها -: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع)، وما عداه فمن كلام عائشة - رضي الله عنها - حدثت به هي النبي - صلى الله عليه وسلم -([6]).

وقال أبو الحسن الدارقطني: الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - أنها هي حدثت النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصة النسوة فقال لها حينئذ: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع)([7]).[/color]

رابعاً: النسوة الإحدى عشر من أين هن؟ وما أسماؤهن؟

[color=#8B0000]خامساً: شرح ألفاظ الحديث وغريبه:

تنبيه: سنحاول الاقتصار على شرح الحافظ ابن حجر لهذا الحديث مع اختصاره؛ حيث أنه قد قال - بعد أن ذكر من شرح الحديث من أهل العلم -:"وقد لخصت جميع ما ذكروه".

قال النوي: قولها: (جلس إحدى عشرة امرأة) هكذا هو في معظم النسخ، وفي بعضها جلسن بزيادة نون وهي لغة قليلة سبق بيانها في مواضع منها حديث يتعاقبون فيكم ملائكة([11]).

قال ابن حجر([12]): قوله: (فتعاهدن وتعاقدن) أي: ألزمن أنفسهن عهداً، وعقدن على الصدق من ضمائرهن عقداً.

قال ابن حجر: قوله: (أن لا يكتمن) في رواية بن أبي أويس وعقبة: أن يتصادقن بينهن ولا يكتمن، وفي رواية سعيد بن سلمة عند الطبراني: أن ينعتن أزواجهن ويصدقن، وفي رواية الزبير: فتبايعن على ذلك.

[color=#4B0082]وقول الأولى: (زوجي لحم جَملٍ غَثّ) أي: كلحم الجمل في الرداءة، لا كلحم الضأن، والمقصود منه المبالغة في قلة نفعه، والرغبة عنه.

(على رأس جبل وعر، لا سهلٌ فيرتقى، ولا سمينٌ فينتقل) المقصود المبالغة في تكبره وسوء خلقه، فلا يوصل إليه إلا بغاية المشقة، ولا ينفع زوجته في عشرة ولا غيرها مع كونه مكروهاً رديئاً، ومعنى (لا ينتقل) أي: لا ينقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه بعد مقاساة التعب ومشقة الوصول، بل يرغبون عنه لرداءته، وبالجملة فقد وصفته بالبخل والرداءة، والكبر على أهله وسوء الخلق.

وأما قول الثانية: (زوجي لا أثير خبره) أي لا أظهره وأنثره.

قال ابن حجر: قوله: (إني أخاف أن لا أذره) أي: أخاف أن لا أترك من خبره شيئاً، فالضمير للخبر أي أنه لطوله وكثرته إن بدأته لم أقدر على تكميله، فاكتفت بالإشارة إلى معايبه خشية أن يطول الخطب بإيراد جميعها.

قوله (عجره وبجره) فالعجر تعقد العصب والعروق في الجسد حتى تصير ناتئة، والبجر مثلها إلا أنها مختصة بالتي تكون في البطن قاله الأصمعي وغيره، وقال الخطاب: أرادت عيوبه الظاهرة وأسراره الكامنة، قال: ولعله كان مستور الظاهر، رديء الباطن، وقال أبو سعيد الضرير: عنت أن زوجها كثير المعايب، متعقد النفس عن المكارم.

قوله: قالت الثالثة: (زوجي العشنق): هو الطويل، وقال الأصمعي: أرادت أنه ليس عنده أكثر من طوله بغير نفع، وقال غيره: هو المستكره الطول، وقيل: ذمته بالطول؛ لأن الطول في الغالب دليل السفه، وعل بعد الدماغ عن القلب.

قوله: (إن أنطق أطلق، وأن اسكت أعلق) أي: إن ذكرت عيوبه فيبلغه طلقني، وإن سكت عنها فأنا عنده معلقة، لا ذات زوج ولا أيم، هكذا توارد عليه أكثر الشراح تبعاً لأبي عبيد، وفي الشق الثاني عندي نظر؛ لأنه لو كان ذلك مرادها لانطلقت ليطلقها فتستريح، والذي يظهر لي أيضاً أنها أرادت وصف سوء حالها عنده، فأشارت إلى سوء خلقه، وعدم احتماله لكلامها إن شكت له حالها، وإنها تعلم أنها متى ذكرت له شيئاً من ذلك بادر إلى طلاقها، وهي لا تؤثر تطليقه لمحبتها فيه، ثم عبرت بالجملة الثانية إشارة إلى أنها سكت صابرة على تلك الحال.

قوله: قالت الرابعة: (زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة) وصفت زوجها بجميل العشرة، واعتدال الحال، وسلامة الباطن، فكأنها قالت: لا أذى عنده ولا مكروه، وأنا آمنة منه، فلا أخاف من شره، ولا مل عنده فيسأم من عشرتي، أو ليس بسيء الخلق فأسأم من عشرته، فأنا لذيذة العيش عنده كلذة أهل تهامة بليلهم المعتدل.

قوله: قالت الخامسة: (زوجي أن دخل فهد، وأن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد) قال ابن أبي أويس معناه: إن دخل البيت وثب علي وثوب الفهد، وإن خرج كان في الإقدام مثل الأسد، فعلى هذا يحتمل قوله "وثب" على المدح والذم، فالأول تشير إلى كثرة جماعه لها إذا دخل، فينطوي تحت ذلك تمدحها بأنها محبوبة لديه بحيث لا يصبر عنها إذا رآها، والذم إما من جهة أنه غليظ الطبع ليست عنده مداعبة ولا ملاعبة قبل المواقعة؛ بل يثب وثوباً كالوحش، أو من جهة أنه كان سيء الخلق، يبطش بها ويضربها، وإذا خرج على الناس كان أمره أشد في الجرأة والإقدام والمهابة كالأسد.

وقولها: (ولا يسأل عما عهد) يحتمل المدح والذم أيضاً، فالمدح بمعنى أنه شديد الكرم، كثير التغاضي، لا يتفقد ما ذهب من ماله، وإذا جاء بشيء لبيته لا يسأل عنه بعد ذلك، أو لا يلتفت إلى ما يرى في البيت من المعايب بل يسامح ويغضي، ويحتمل الذم، بمعنى أنه غير مبال بحالها حتى لو عرف أنها مريضة أو معوزة؛ وغاب ثم جاء لا يسأل عن شيء من ذلك، ولا يتفقد حال أهله ولا بيته؛ بل إن عرضت له بشيء من ذلك وثب عليها بالبطش والضرب، وأكثر الشراح شرحوه على المدح، فالتمثيل بالفهد من جهة كثرة التكرم أو الوثوب، وبالأسد من جهة الشجاعة، وبعدم السؤال من جهة المسامحة.

قوله: (قالت السادسة: زوجي أن أكل لف، وأن شرب اشتف، وأن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث) المراد بالف الإكثار منه واستقصاؤه حتى لا يترك منه شيئاً، والاشتفاف في الشرب استقصاؤه، مأخوذ من الشفافة بالضم، والتخفيف وهي البقية تبقى في الإناء، فإذا شربها الذي شرب الإناء قيل اشتفها، وقوله (التف) أي: رقد ناحية وتلف بكسائه وحده وانقبض عن أهله إعراضاً، فهي كئيبة حزينة لذلك؛ ولذلك قالت: (ولا يولج الكف ليعلم البث) أي: لا يمد يده ليعلم ما هي عليه من الحزن فيزيله، ويحتمل أن تكون أرادت أنه ينام نوم العاجز الفشل الكسل، والمراد بالبث: الحزن، ويقال: شدة الحزن، ويطلق البث أيضاً على الشكوى، وعلى المرض، وعلى الأمر الذي لا يصبر عليه، فأرادت أنه لا يسأل عن الأمر الذي يقع اهتمامها به، فوصفته بقلة الشفقة عليها، وأنه إن رآها عليلة لم يدخل يده في ثوبها ليتفقد خبرها كعادة الأجانب فضلا عن الأزواج، أو هو كناية عن ترك الملاعبة أو عن ترك الجماع، وقد جمعت في وصفها له بين الؤم والبخل، والنهمة والمهانة، وسوء العشرة مع أهله، فإن العرب تذم بكثرة الأكل والشرب، وتمدح بقلتهما، وبكثرة الجماع لدلالتها على صحة الذكورية والفحولية، ويحتمل أن يكون معنى قوله: ولا يولج الكف كناية عن ترك تفقده أمورها، وما تهتم به من مصالحها، وهو كقولهم: "لم يدخل يده في الأمر" أي لم يشتغل به ولم يتفقده.

قوله: (قالت السابعة: زوجي غياياء أو عياياء طباقاء) والغياياء الطباقاء: الأحمق الذي ينطبق عليه أمره، وقال النوي: قال عياض وغيره: غياياء بالمعجمة صحيح، وهو مأخوذ من الغياية وهي الظلمة، وكل ما أظل الشخص، ومعناه: لا يهتدي إلى مسلك، أو أنها وصفته بثقل الروح، وأنه كالظل المتكاثف الظلمة الذي لا إشراق فيه، أو أنها أرادت أنه غطيت عليه أموره.

وقولها: (كل داء له داء) أي: كل شيء تفرق في الناس من المعايب موجود فيه.

وقولها: (شجكِ) أي: جرحك في رأسك، وجراحات الرأس تسمى شجاجاً، وقولها: (أو فلكِ) أي جرح جسدك، وقولها: (أو جمع كلا ًلكِ) قال الزمخشري: يحتمل أن تكون أرادت أنه ضروب للنساء، فإذا ضرب؛ إما أن يكسر عظماً، أو يشج رأسها، أو يجمعهما، قال عياض: وصفته بالحمق، والتناهي في سوء العشرة، وجمع النقائص بأن يعجز عن قضاء وطرها مع الأذى، فإذا حدثته سبها، وإذا مازحته شجها، وإذا أغضبته كسر عضواً من أعضائها، أو شق جلدها، أو أغار على مالها، أو جمع كل ذلك من الضرب والجرح وكسر العضو وموجع الكلام وأخذ المال.

قوله (قالت الثامنة: زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب) زاد الزبير في روايته: (وأنا أغلبه والناس يغلب) والأرنب: دويبة لينة المس، ناعمة الوبر جداً، والزرنب: هو نبت طيب الريح، وصفته بأنه لين الجسد ناعمه، ويحتمل أن تكون كنَّت بذلك عن حسن خلقه، ولين عريكته؛ بأنه طيب العرق لكثرة نظافته، واستعماله الطيب؛ تظرفاً، ويحتمل أن تكون كنَّت بذلك عن طيب حديثه، أو طيب الثناء عليه؛ لجميل معاشرته، وأما قولها (وأنا أغلبه والناس يغلب) فوصفته مع جميل عشرته لها، وصبره عليها؛ بالشجاعة، وهو كما قال معاوية: (يغلبن الكرام، ويغلبهن الئام)، قال عياض: هذا من التشبيه بغير أداة، وفيه حسن المناسبة والموازنة والتسجيع، وأما قولها: (والناس يغلب) فيه نوع من البديع يسمى التنميم؛ لأنها لو اقتصرت على قولها: (وأنا أغلبه) لظن أنه جبان ضعيف، فلما قالت (والناس يغلب) دل على أن غلبها إياه إنما هو من كرم سجاياه فتمت بهذه الكلمة المبالغة في حسن أوصافه.

قوله: (قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد) وصفته بطول البيت وعلوه؛ فإن بيوت الأشراف كذلك، يعلونها ويضربونها في المواضع المرتفعة؛ ليقصدهم الطارقون والوافدون، فطول بيوتهم أما لزيادة شرفهم، أو لطول قاماتهم، وبيوت غيرهم قصار، ومن لازم طول البيت؛ أن يكون متسعاً فيدل على كثرة الحاشية والغاشية، وقيل كنَّت بذلك عن شرفه ورفعة قدره، والنجاد حمالة السيف تريد أنه طويل القامة يحتاج إلى طول نجاده، وفي ضمن كلامها أنه صاحب سيف فأشارت إلى شجاعته، وقولها (عظيم الرماد) تعني: أن نار قراه للأضياف لا تطفأ لتهتدي الضيفان إليها، فيصير رماد النار كثيراً لذلك، وقولها (قريب البيت من الناد) وقفت عليها بالسكون لمؤاخاه السجع، والنادي والندى مجلس القوم، وصفته بالشرف في قومه فهم إذا تفاوضوا وتشاوروا في أمر وأتوا فجلسوا قريباً من بيته؛ اعتمدوا على رأيه، وامتثلوا أمره، أو أنه وضع بيته في وسط الناس؛ ليسهل لقاؤه، ويكون أقرب إلى الوارد وطالب القرى، ويحتمل أن تريد أن أهل النادي إذا أتوه لم يصعب عليهم لقاؤه؛ لكونه لا يحتجب عنهم، ولا يتباعد منهم، بل يقرب ويتلقاهم، ويبادر لإكرامهم، وضد من يتوارى بأطراف الحلل، وأغوار المنازل، ويبعد عن سمت الضيف؛ لئلا يهتدوا إلى مكانه، فإذا استبعدوا موضعه صدروا عنه، ومالوا إلى غيره، ومحصل كلامها أنه وصفته بالسيادة والكرم، وحسن الخلق وطيب المعاشرة.

قوله: (قالت العاشرة زوجي: مالك، وما مالك؟ مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك) ما: في قولها (وما مالك) استفهامية يقال للتعظيم والتعجب، والمعنى: وأي شيء هو مالك، ما أعظمه وأكرمه، وتكرير الاسم أدخل في باب التعظيم، وقولها: (مالك خير من ذلك) زيادة في الإعظام، وتفسير لبعض الإبهام، وأنه خير ما أشير إليه من ثناء وطيب ذكر، وفوق ما اعتقد فيه من سؤد وفخر، والمبارك: جمع مبرك، وهو موضع نزول الإبل، والمسارح: جمع مسرح، وهو: الموضع الذي تطلق لترعى فيه، والمزهر بكسر الميم وسكون الزاي وفتح الهاء: آلة من آلات اللهو، وقيل: هي العود، وقيل: دف مربع، وأنكر أبو سعيد الضرير تفسير المزهر بالعود فقال: ما كانت العرب تعرف العود إلا من خالط الحضر منهم، وإنما هو بضم الميم وكسر الهاء وهو: الذي يوقد النار فيزهرها للضيف؛ فإذا سمعت الإبل صوته، ومعمعان النار؛ عرفت أن ضيفاً طرق فتيقنت الهلاك، وتعقبه عياض بأن الناس كلهم روه بكسر الميم وفتح الهاء، ثم قال: ومن الذي أخبره أن مالكاً المذكور لم يخالط الحضر، ولا سيما مع ما جاء في بعض طرق هذا الحديث أنهن كن من قرية من قرى اليمن، وفي الأخرى أنهن من أهل مكة، وقد كثر ذكر المزهر في أشعار العرب جاهليتها وإسلامها بدويها وحضريها أه.

يتبع باذن الله

 
قديم   #2

زٍحَ’ـمةَ حَ’ـڪيّ..||≈


رد: كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده


كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده

ينقل للقسم الانسب ..

 
قديم   #3

SO0OSO0O


رد: كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده


كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده

تسلمي على التنبيه

 
قديم   #4

اصعب دمعه


رد: كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده


كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ ..شرح حديث أم زرع و فوائده

مشكوره جدا

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 06:29 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0