إلى أصدقائي الذين رحلوا ، الذين ينوون الرحيل والمتعلقين بأهداب شعرة
يــا ليــل ...
كنت أهابك ... ذات يوم إذ صحوت
ووجدت أمي قد خبأتها في جوفك حتى الصباح
كنت موقنة أنها سوف تأتي في الصباح
وأتى الصباح ورحلت أنت ولم تعد أمي
وقد خاب الرجاء
علمتني قد يرحل الأحباب قسراً في الضياء
وأنت وحدك لست مسئولاً عن غياب الأصفياء
قد يرحلون وقتما يحن القضــاء
يــا ليـــل ...
احترت فيك ... توددت لك
كنت خجلى
كيف انثر أمنياتي الوجله بعدما خبأتها زمناً
لألقمها العراء ...
ضحكت نجومك مالت على كتفي
وخفضت رأسي في حيــاء
وقتها أسرجت خيلي وعرجت أعدو
ها قد عرفتك ... من لي بمثلك يا أعز الأصدقاء...
يا آخر التطواف ... يا وعداً يجدده الضياء
مذ عرفتك لم يؤرقني رحيل الأصدقاء
كلهم لا يأبهون...
أنت وحدك من يحضن أسراري ويلبسها رداء
أنت وحدك من يصغي بلا تبرم أو عناء
في صدرك كل بوحي وأحلامي الخواء
أنت وحدك من يفي بالوعد ويأتي
دوماً كلما حل المساء .... فلك التجلة والوفاء
ولك الثناء ولك الثناء