ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > خيمة شهر رمضان
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
خيمة شهر رمضان رمضان يُنادي: استعدوا يرحمكم الله يوجد هنا رمضان يُنادي: استعدوا يرحمكم الله رمضان كريم وكل عام وانتم بالف خير

فساتين العيد


 
قديم   #1

مهجة الفؤاد

عضوة شرفية

الملف الشخصي
رقم العضوية: 7303
تاريخ التسجيـل: Jan 2008
مجموع المشاركات: 33,292 
رصيد النقاط : 177

رمضان يُنادي: استعدوا يرحمكم الله


رمضان يُنادي: استعدوا يرحمكم الله

رمضان يُنادي: استعدوا يرحمكم الله
رمضان يُنادي: استعدوا يرحمكم الله
عادل هندي
الاثنين 06 رمضان 1431 الموافق 16 أغسطس 2010
عدد القراء : 199




مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله فَضَّلَ بعض الأمكنة على بعض، وفَضَّل بعض الأزمنة على بعض، وفَضَّل بعض الأنبياء والرسل بعضهم على بعض: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) سبحانه سبحانه، نشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، خالقٌ حكيمٌ عليمٌ، يعلم ما خلق ومن خلق، له ما في السموات وما في الأرض، وله من في السموات ومن في الأرض، يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، سبحانه فضَّل بين الأنبياء والرسل؛ فجعل خاتمهم أفضلهم وأشرفهم، وفضَّل بين الكتب فجعل كتابه الحكيم القرآن أفضل الكتب، وفضَّل بين الأيام؛ فجعل يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويوم عرفة أفضل أيام العام، وفضَّل بين الشهور؛ فكان رمضان خيرها وأشرفها وأكثرها بركة، فلله الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون.
وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا وعظيمنا محمدٌ رسول الله، إمام المتقين وسيِّد النبين، وأشرف خلق الله أجمعين، أسلم الناس صدراً، وأزكاهم نفساً وأعطرهم مسكاً وأحسنهم خلقاً، قال عنه ربه في الكتاب الحكيم: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم:4].
أما بعد:
أيُّها الأحبة الكرام:
طبتم وطاب ممشاكم وتبوَّأتم من الجنة مقعداً ومنزلاً، وأسأل الله العلي العظيم سبحانه كما جمعنا في دار الدنيا على طاعةٍ من طاعاته، ألا يحرمنا من الاجتماع تحتَ ظلِّ عرشه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه، وأن يرزقنا وإياكم شربةً هنيئةً من يد حبيبنا لا نظمأ بعدها أبداً؛ إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.
أحبتي الكرام:
كلُّ عامٍ أنتم بخير.. كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم، وعن معصيته وناره أبعد وأبعد، وتقبَّل الله منَّا ومنكم صالح الأعمال، وأسأل الله سبحانه وتعالى بعزته وقدرته كما جمعنا بهذه الصورة في هذا الوقت والمكان؛ ألا يحرمنا وإياكم من الفردوس الأعلى في جنته.
أيُّها الإخوة الكرام.. أيَّتها الأخوات الفضليات:
جميعاً بلا استثناء! كأننا نشمُّ رائحة رمضان، وقد هبَّت نسائمه على أمة الإسلام والمسلمين، هذه النسائم التي تهبُّ بخيرِ ريحٍ مكرَّمةٍ كريمةً طيبةً؛ ولذا يُقابِل المسلم أخاه فيقول له: (رمضان كريم)؛ لأنَّ رمضان يحمل كثيراً من الكرم.. يحمل كثيراً من البركات؛ ولذا قال القائل:
رمضان أقبل قم بنا يا صاح هذا أوانُ تبتُّلٍ وصلاحِ
الكون مِعطارٌ بطيب قدومه روحٌ وريحانٌ ونفحُ أقاحي
صفوٌ أُتيح فخذ لنفسك قسطها فالصفو ليس على المدى بمتاحِ
واغنم ثواب صيامه وقيامه تسعد بخيرٍ دائمٍ وفلاحِ
هذا موسم الخير!!
هذا موسم الطاعات.. الذي يُوزن به عبدٌ على عبدٍ، ويفضَّل به إنسانٌ على إنسانٍ!!
نتحدَّثُ إليكم اليوم -أيُّها الأحبة- تحت عنوان:
رمضان يُنادي: استعدوا يرحمكم الله!!
أسأل الله أنْ يشملنا وإياكم برحمته الواسعة، وأنْ يلطف بنا فيما جَرَتْ به المقادير.
معاشر الإخوة!
إذا كانت أول ليلة من رمضان؛ فإنَّ هناك مناد ينادي: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر! تخيَّلوا أيها الأحبة! إذا كان الخالق جلَّ وعلا يُعِدُّ العدة لنا بكونه وجنته لهذا الشهر المفضال الكريم، ويُهيِّئ الجو للطاعت؛ فتُفتح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتُسلسل الشياطين وتُقيَّد، والخير منتشرٌ بين ربوع الدنيا؛ فكان شهراً عظيماً: شهرٌ للغنى بعد الفقر!!
ولصحة بعد المرض!!
ولعزة والقوة بعد الذلة والضعف!!
شهرُ الخير والحب والودِّ والألفة بين الناس!!
شهرٌ للإنفاق والصدقة والعطاء!!
شهرٌ تمنَّى النبي صلى الله عليه وسلم لقاءه، ومقابلته قبل موعدِ قدومه وموعد ميلاده، قائلاً: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان).
شهرٌ كله خيرات: بكاءٌ ودموعٌ، خضوعٌ وخشوعٌ، تبتلٌ وابتهالٌ، تذكُّرٌ وتدبُّرٌ..
شهرٌ كله نفحاتٌ، ومن أصابته نفحةٌ من نفحات ربه؛ فلا يشقى بعدها أبدا!!
هذا الشهر أيُّها الإخوة:
جعله النبي عليه الصلاة والسلام شهراً لميزان عبدٍ على عبدٍ، وأفضليةِ إنسانٍ على إنسانٍ، فقد روى ابن ماجة -رحمه الله- في سنه -وصحَّحه الشيخ الألباني رحمه الله- كما عن طلحة بن عبيد الله -رحمه الله- وهو يقصُّ علينا خبر رجلين من الصحب الكرام كان إسلامهما جميعاً، فكان أحدهما أشدَّ اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهِد، ثمَّ مكث الآخر بعدهُ سنةً ثم تُوفِّي.
قال طلحة رضي الله عنه: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي تُوفِّي الآخِر منهما، ثُمَّ خرج فأذن للذي استُشهِد، ثم رجع إلي فقال: ارجع؛ فإنَّك لم يأنِ لك بعدُ، فأصبح طلحةُ يُحدِّث به الناس؛ فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه بالحديث، فقال: مِنْ أيِّ ذلك تعجبون؟!!
فقالوا: يا رسول الله! هذا كان أشدَّ الرجلين اجتهاداً ثم استُشهِد، ودخل هذا الآخِرُ الجنةَ قبله!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى! قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟! قالوا: بلى!
قال رسول الله -وانظروا أيُّها الإخوة إلى فضل وقيمة من حضر خيراتِ رمضان-: »فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض« يا الله!!
الله أكبر..
تخيلوا إخواني!
إنَّ بلوغَ رمضانَ نعمةٌ عظيمةٌ، ومنَّةٌ جليلةٌ، وفضلٌ كبيرٌ من الله تعالى على عبده، حتى إنَّ العبد بلوغ رمضان وصيامه وقيامه يسبق الشهداء في سبيل الله الذين لم يُدركوا رمضان.
هكذا نوقِن أنَّ بلوغ رمضان نعمةٌ من نعم الله علينا، { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الَّهِ لا تُحْصُوهَا } [إبراهيم:34] { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ الَّهِ } [النحل:53].
انظروا! كم من قريبٍ كان بجوارنا فارقناه!!
وكم من عزيزٍ بأيدينا في التراب وضعناه ودفناه!!
وكم من مسلمٍ كان يُصلي بصلاتنا، وكان يصوم بصيامنا ويُفطر معنا، ويذكر ويُسبِّح، الآن: هو بين التراب آملاً في رحمة مولاه!! وسيأتي دور كلِّ واحدٍ منَّا -بلا شكٍّ- فلم الغفلة عن هذا الموعد؟!! نأكل ونشرب ونتمتَّع بالدنيا وكأننا فيها مخلَّدون!! ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ومِنْ هُنا فإنَّه يلزم على كلِّ واحدٍ منَّا أنْ إذا حضره رمضان أو حضر هو في رمضان أنْ يحمد الله ويشكره، فالحمد لله والشكر لله، ونسأله كما بلَّغنا شعبان وخواتيمه أنْ يبلِّغنا رمضان وخيراته ورحماته.
أيُّها الأحبة:
هذا الضيف الغالي رمضان، يحبُّ منَّا أشياء ويكره أشياء!!
فتعالوا بنا نتعرَّف على ضيفنا مدرسة الصيام!! التي يجب أنْ نتوقَّف عن محطات الدنيا الممتعة اللذيذة الفانية؛ لنأخذ بأيدي أبنائنا وبناتنا وزوجاتنا للالتحق بهذه المدرسة؛ لنتعلَّم كل خلقٍ قويمٍ فاضلٍ ربَّى عليه ربنا سبحانه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وربَّانا عليه من بعدهم؛ عسانا نفوز في النهاية بالتقديرِ الممتازِ المتميِّزِ!!
رمضان في قلبي هماهمُ نشوةٍ من قبلِ رؤيةِ وجهكَ الوضاءِ
وعلى فمي طعمٌ أُحسُّ بأنهُ من طعمِ تلك الجنةِ الخضراءِ
قالوا بأنََّكَ قادمٌ فتهلَّلتْ بالبشرِ أوجُهنا وبالخيلاءِ
تهفوا إليه وفي القلوب وفي النُهى شوقٌ لمقدمهِ وحسنُ رجاءِ
هذا الشهرُ الكريمُ أيُّها الأحبابُ، يلزمُ على كلِّ واحدٍ فينا ومنَّا أنْ يتعرَّف عليه، وأن يُكرمه بعض ما أكرمه به مولاه، وأنْ يستغلَّه استغلالاً سليماً.. فما بال البعض لا يعرف حقيقة هذا الشهر، ومنْ ثَمَّ فقد سمعنا عن استقبال الجُهَّال له بالوسائل المذمومة!!
فهيَّا الآن إلى رحلةٍ في رحاب رمضان، نتعرَّف عليه ونعيش معه بعض نفحاته، وما يلزم أنْ نستقبلَ به ونستغلَّ به رمضان، فهذه عناصر ثلاثة سنتحدَّث عنها:
1. تعرَّف على ضيفك.
2. ما يكرهه رمضان.
3. كيف نستعدُّ لهذا الضيف.
وذلك على النحو التالي:
أولاً: نتحدَّث عن هذا الضيف؛ لأنَّ الناس أساءوا استقبال رمضان واستغلال أيامه، وغفلوا عن حقائقه التي من أجلها تزيَّنت الجنة ونادت الحور الحسان بالخير.
هذا الضيف رمضان:
تنادي فيه الحور العين، فتقول: يارب! اجعل لنا من رمضان أزواجاً
وتنادي الجنة فتقول: أي رب! اجعل لنا في رمضان سكاناً..
رمضان: تُفتح فيه أبواب الجنان فلا يُغلق منها بابٌ.
رمضان: تُغلق فيه أبواب النار فلا يُفتح منها بابٌ.
رمضان: تُصفَّد فيه مردة الجن والشياطين، وتُسلسل وتُقيَّد؛ تيسيراً لطاعة الرحمن.
رمضان: فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ (83 عاماً وأربعة أشهر تقريباً).
رمضان: من صامه إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.
رمضان: من قام ليله إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.
رمضان: ليلةُ القدر فيه مَنْ قامها ومن حضرها فقد حضر الخير كله، ومن حُرمها فقد حُرم الخير كله.
رمضان: هذا الشهر الكريم، أُعِدَّ فيه بابٌ للصائمين فقط (باب الريان) لا يدخله إلا الصائمون، فإذا دخلوا أُغلق دونهم.
رمضان: خلوفُ ورائحةُ فم الصائم فيه أطيب عند الله من ريح المسك العطر.
رمضان: شهرٌ تتزيَّنُ فيه الجنة، ويُنادي رب العزة عليها ويقول: تزيَّني واستعدِّي لأهل طاعتي وكرامتي؛ فعسى أنْ يستريحوا من دار الدنيا وأعبائها ويأتون إليك يا دار رحمتي!
رمضان: شهر الجود والكرم، الذي كان فيه حبيبنا أجود من الريح المرسلة بالخير، عليه الصلاة والسلام.
رمضان: لا يعلم ثواب الصائم فيه إلا الله؛ دليلاً على عظمة ثواب الصائمين: (كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، قال العلماء:
يعني: الله وحده هو الذي يعرف ثواب الصائم؛ فالصيام قرين الصبر وأخوه، وقد أكَّد الحقُّ في كتابه أنَّ الصابرين يُوفَّون أُجورهم بغير حسابٍ.
رمضان: يُغفر في آخر ليلةٍ منه للصائمين إيماناً واحتساباً.
رمضان: يُعتق في كلِّ ليلةٍ منه رقاب أُناسٍ من النار استوجبوا واستحقوا النار، فإذا كانت آخر ليلة -وانظروا وتأملوا- تُعتق رقابٌ من النار بقدر ما أعتق الله في رمضان من أوله إلى آخره.
رمضان: دعوةُ الصائم فيه مستجابةٌ عند فطره، ويفرح به.
رمضان: شهر التوبة للعُصاة والمذنبين، نسأل الله أن يتوب علينا جميعاً.
رمضان: شهرٌ وقف النبي صلى الله عليه وسلم ليهنئ في ربوع المدينة حيث كانت البشرى، في مدينة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام كانت البشرى تُزَفُّ لأولئك الأطهار، من الصحابة الأخيار رضي الله عنهم، يزفُّها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتَّح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر! من حُرِم خيرها فقد حُرِم) »رواه النسائي والبيهقي، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب«.
قال ابن رجب رحمه الله -كما في لطائف المعارف، وهو يتحدث عن لطائف شهر رمضان-، يقول ناقلاً عن بعض العلماء: »هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضُهم بعضاً بشهر رمضان.
كيف لا يُبشَّر المؤمن والعاقل بفتح أبواب الجنان؟!
كيف لا يُبشَّر المذنب بغلق أبواب النيران؟!
كيف لا يُبشَّر العاقل بوقتٍ تُغلُّ فيه الشيطان؟!
نعم! إنَّها البشارة التي عمل لها العاملون، وشمَّر لها المشمِّرون، وفرح بقدومها المؤمنون الصالحون، فأين فرحتك؟! وأين شوقك؟! وأنت ترى الأيام تدنو منك رويداً رويداً؛ لتضع بين يديك فرحةَ كلِّ مسلمٍ.
ومن الحديث السابق أخذ العلماء جواز واستحباب أنْ يُقابل المسلم أخاه قائلاً له: (كل عامٍ أنتم بخير)، أو (تقبَّل الله منَّا ومنكم)، هذه التهنئة بقدوم رمضان!!
وبعد أنْ تعرَّفنا على ضيفنا وعرفنا هداياه لعُشَّاقِ أيامه ولياليه، والسؤال الآن: ما هي الأشياء التي يكرهها رمضان؟ وكيف نستعدُّ له؟
نقول وبالله التوفيق:
إنَّ رمضان المبارك يكره منَّا الآتي:
أولاً: يكره التسويف -مشكلة المشاكل، ومصيبة المصائب في حياة المسلمين؛ فما أهلك الناس هذا الهلاك مثل ما فعل التسويف في الأمة، في الطاعات والأعمال والإنتاج- نسمع: (سوف أختم القرآن - سوف أتصدَّق - سوف أَصِلُ رحمي - سوف أذكر وأسبح - سوف أعمل وأجتهد.. سوف سوف سوف.. إلخ)، فرمضان يكره منَّا أنْ نسوِّف في الأعمال الصالحة.
نسمع في أول رمضان:
· سيكون رمضان هذا العام شيئاً آخر!
· سأختم القرآن ثلاث مراتٍ على الأقل!
· لن أُضيِّع ليلةً من غير تهجُّدٍ!
· سأحصل على أكبر قدرٍ من الحسنات!
· سأزور عدداً كبيراً من أهلي وأصدقائي!
· سأنفق نفقةً لم أنفقها من قبل!
أليست هذه عبارات نردِّدها بحماسٍ قبل رمضان، أو في بدايته، وتمرُّ الأيام وسرعان ما تمرُّ حتى نجد أنفسنا في آخر شهر رمضان؛ فيردِّد الكثير منَّا: (يا ويلتي! ضاع الشهر ولم أفعل شيئاً)، لا زلتُ في الجزء السابع عشر ولم أختم حتى المرة الأولى.. وعباراتٌ كثيرةٌ تُعبِّر عن الندم والحسرة على ما فات من رمضان ولم نغتنمه لماذا؟!!
سؤالٌ يحتاج إلى جوابٍ؛ لأنَّنا لم نضعْ حدًّا لتضيع رمضان!!
كما أنَّ ربنا يكره هذا التسويف المذموم، فالأصل: (وسارعوا – سابقوا - وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - فاستبقوا الخيرات)، هذا هو الأصل: المسارعة والمسابقة والإنجاز والإيجابية والجدية والعمل لا الكسل!!
ثانياً: يكره رمضان أنْ نقلب اليل نهاراً والنهار ليلاً:
(الذين يقضون نهار رمضان نوماً -وكأنَّه يقول: أسلي صيامي- هؤلاء الذين يعكسون آية الله في أنْ يكون النهار جهادٌ وعملٌ، واليل نومٌ وراحةٌ للقدرة على مواصلة الأعمال نهاراً -إلا لضرورة ما- فليحذر هؤلاء من ذلك).
يقول علماؤنا: الصائم في رمضان له جهادان: جهاد النهار يكون بالصيام والصبر عليه، وجهاد اليل بالقيام والصبر عليه، فكيف يتسنَّى لمسلمٍ عاقلٍ أنْ يُضيِّع ثواب الجهادين، الصيام والقيام، فيعكس الآية الكونية.
فهذا مما يكرهه رمضان!
ثالثاً: الشحُّ والبخلُ خوفاً من الإنفاق:
رمضان شهر الجود يكره أنْ يكون الإنسان بخيلاً شحيحاً بالخير والإنفاق؛ بحجة: (الي يعوزه البيت يحرم ع الجامع)، ولماذا تَحْرِمُ نفسك من خيرٍ عميمٍ للمتصدقين والمنفقين، يخلف الله على المتصدِّق خيراً، ويعطيه الجنة ثواباً على ما يبذله، ويجعله في ظلِّ صدقته، وهكذا الثواب كبيرٌ!
فلماذا البخل والشح؟ وقد كان رسول الله في رمضان حالته مع الصدقة أفضل من غير رمضان!!
رابعاً: السهر وإضاعة الوقت فيما لا يُفيد!
في أي شيء يكون ليلك؟ أقول: في أي شيء تستغلُّ ليلكَ في رمضان؟ أتجلس أمام التلفاز تُشاهد المسلسلات والأفلام والتهريج الدائر في الإعلام؛ مما يُضيِّع الصيام والقيم والأخلاق!
والعجيب أنَّهم ينسبون كل شيء مما يفعلونه إلى رمضان: (الخيمة الرمضانية - ألف خيبة وخيبة - المسلسل الرمضاني - الفزورة الرمضانية)، والأعجب أنَّك تسمع عن الشيشة الرمضانية!!! حتى الحرام صار يُنسب إلى رمضان، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
فلنحذر من السهر على الحرام!!
خامساً: يكره النوم عن الصلوات والمكتوبة، وعدم تأدية صلاة التراويح كاملة:
أيُّها الإخوة!
كما تعلمون بأنَّ هذا الشهر شهرٌ تُضاعف فيه الحسنات، حتى أنَّه ورد بأنَّ النافلة تعدل فريضةً، والفريضة تُساوي سبعين فريضة فيما سوى رمضان، فلماذا ننسى ذلك الخير؟!
وتجد من ينام عن الصلوات المكتوبة المفروضة، فإذا كانت في غير رمضان فرضٌ مفروضٌ بمواقيتها، فهي في رمضان أشدُّ إيجاباً وفرضاً وإلزاماً؛ لكثرة الحسنات فيه!!
قال تعالى: { إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً } [النساء:103]، وقال سبحانه: { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } [البقرة:238]، وحذَّر المولى من جزاء من يتكاسل عن الصلاة، فأوضح لنا في سورة المدثر جزاء هؤلاء الذين دخلوا سقر، فتساءلوا: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } [المدثر:42]؛ فكان الرد الأول: { لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ } [المدثر:43]، يعني: متساهيلن في آدائها، فالذي يصوم رمضان ويقول: أنا صائم، ثم يترك الصلوات؛ كأنه يقول: أنا مؤمن بالصيام أما الصلاة فأنا ..... لماذا؟! الذي يصوم رمضان ولا يصلي -أنا أعجب- كيف يُقبَلُ صيامه؟!!
فاحرص يا رعاك الله! على الصلوات المكتوبة على وقتها!! فلا تربط مواعيد نومك بصلاةٍ مفروضةٍ!!
ويمكنكَ أنْ تسعين في وسط النهار على سُنَّةِ القيلولة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
ثمَّ إنَّ رمضان ليكره أنْ نترك صلاة التراويح، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)، وقال عمن صلى خلف إمامه حتى ينصرف: (كُتب له قيام ليلة)، فلماذا نترك كلَّ هذا الخير: مغفرةَ وثوابَ القيام؟!!!
فلماذا تُضيِّعُ ذلك؟
يا أخي الكريم!
هل لك أنْ تستريح بالطاعة لله؟
لا تُضيِّع فرصةَ رمضان!! التي بسببها لمَّا صعد رسول الله ثلاث درجاتٍ على منبره، فقال: آمين!!
فلمَّا سُئل عن ذلك أخبر أصحابه بأنَّ أمين وحي السماء جبريل قال له: خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يُغفر له!! فقل: آمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فقلت آمين!!
ولكَ أنْ تتخيَّل أمين وحي السماء يدعو، وأمين وحي الله في الأرض يُؤَمِّنُ على الدعاء!!
فخيبةٌ وخسارةٌ لمن فرَّط في خير رمضان!!
خاب وخسر من دخل رمضان ولم يُغفر له!!
الذي يدخل رمضان ولا يُغفر له، فمتى يُغفر له؟!!
الذي يدخل إلى رمضان ولا يختم القرآن -على الأقل مرةً واحدةً- فمتى يختمه؟!!
الذي يدخل رمضان ولا يَصِلُ رحمه فمتى يصلها؟
الذي يدخل رمضان ولا يُصالح من خاصمهم ويعفو ويغفر، فمتى يكون منه ذلك؟!!
الذي يدخل رمضان ولا يتصدَّق، فمتى يُفضِّل حُبَّ الآخرة على الدنيا ويتصدَّق؟!!
رمضان فرصةٌ، أيقظوا قلبوكم وإيمانكم وعقولكم وأفهامكم في رمضان!!
رمضان إذا ضاع فقد ضاعت حياة الإنسان!! { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ } [الزمر:21].


سادساً: يكره الغيبة والنميمة:
تأتي في سيرة فلان أو علان، تقول: فلانٌ فعل وفلانةٌ صنعت!!
لماذا لا نُطَلِّقُ هذه العادات السيئة -على الأقل- في رمضان!!
لماذا لا نُعوِّد ألسنتنا الذكر بدلاً من هذه الأخلاق المرضيَّة المذمومة؟!!
لماذا لا نتركُ ما ذمَّه رسول الله في أحاديثه، وجعله إفلاساً للعبد يوم القيامة من الحسنات، ويأخذ هذا من حسناته، وذاك من حسناته حتى تفنى حسناته؟
كيف تُضيِّع صومك وطاعاتك وكأنَّك تعمل لغيرك وأنت أحوج إليها: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ } { إِلاَّ مَنْ أَتَى الَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }[الشعراء:88-89]؟!!


سابعاً: يكره رمضان إطلاق البصر إلى الحرام:
عينك عينك!!
كيف تقول: أنا صائمٌ عن الطعام والشراب، ولا تصم جوارحك؟
قال جابر بن عبد الله: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء».
كيف تقول: أنا صائم وقد نَظَرَتْ عينك إلى الحرام؟ وسَمِعَتْ أذنك الحرام؟ ومَشَتْ رجلك إلى الحرام؟ وقد بَطَشَتْ يدك في الحرام؟
ولذا نقول:
إذا كان إطلاق البصر إلى الحرام في غير رمضان حراماً، كما سماع الحرام والمشي إليه؛ فإنَّ كلَّ ذلك في رمضان أشدُّ حرمةً وجُرماً!!


والعجيب أنَّ الناس يُلبون نداء وطلب الفاسقين العصاة، وهم يقولون: (مش هتقدر تغمض عنيك) لماذا لا تسطيع أنْ تغمض عينيك عن الحرام؟
لماذا لا يمكن لك أنْ تعلنها صريحةً ومدويةً تسمع بصوتك الدنيا: أنا أقدر - أنا أستطيع أن أغمض عيني عن الحرام؟!!


ثامناً: يكره رمضان الكسل والخمول وتعطيل الانتاج:
لما تجد الموظف في عمله يجلس على كرسيه ومكتبه ويأتي إليه أحدهم يُريد قضاء مصلحته وليست بدعة أنْ يقضي له مصلحته وهذه وظيفته وذلك عمله، اسمع! يقول له: يا أخي أنا صائم، أما تفهم؟!!
وكأنَّ الصيام صار رخصةً لعدم آداء المهام والأعمال، وصار رخصةً لتعطيل الإنتاج!!
ولو عُدنا بالذاكرة إلى عصر أهل الفهم في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، نُلاحظ معارك وغزوات وفتوحات.. ما هذه الهمة وهم صائمون!! وما العاشر من رمضان عنَّا بعيد!!


تاسعاً: يكره رمضان التوسُّع الزائد في المباحات:
درسنا في أصول الفقه أنَّ الإسراف في المباح حرام، كمن يُسرف على نفسه في الأكل -وهو حلال-، ثم يجلس عن الطاعة بعد إسرافه في الطعام فلا يستطيع أنْ يقوم رمضان مع الإمام في المسجد؛ فقد أصابته التخمة، وذلك واقعي: فكيف يتحمَّل القيام وقد مُلأت المعدة بما يُقعدها ويُجلسها عن الطاعة للرحيم الرحمن؟!!


فالذين يُسرفون في الطعام والمشروبات، إنَّ الذين يصنعون ذلك لا يُحبُّهم الله، قال تعالى: { وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[الأنعام:141].


عاشراً: يكره رمضان التعصُّب والتهور والاندفاع بحجة: أنا صائم:
هذا أمرٌ مذمومٌ؛ فالصيام يُعَوِّدُ الإنسان الرحمة والرأفة، ويُعوِّده الطف في التعامل، لا الشدة والعنف، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما كان العنف في شيء إلا شانه)، فاحذر التعصب والتهور والاندفاع، وتعلَّم أخلاق الصائمين الحقيقية.


حادي عشر: وأخيراً -بالطبع- يكره رمضان من تَرَكَ الصيام لغير عذرٍ مطلقاً، وهذا إثمه أعظم عند الله تعالى.


وما سبق كلُّه قائمةٌ أعددتها لما يكرهه رمضان؛ عسانا أنْ نبتعد عنه، وأن نتحلى بما يحبه ويرضاه!! وهذا نداءٌ رمضاني من رمضان يُعرِّفنا على نفسه فيقول: قد هبَّت نسائم رمضان، وها هو رمضان يُنادي قائلاً:
أنا رمضان
أَسْكُب الأنوار فجراً في قلوب مظلمة
أملأ الأرواح طُهراً في نفوسٍ هائمة
أجعل التقوى دليلاً كي تعود إلى الطريق
أمةٌ عَزَّتْ وسادتْ يوم عاشت مسلمة


أنا رمضان
دمعةُ العاصي دليل خجله ممن عصاه
سجدة الملهوف للرحمن يستجدي رضاه
موجة الإيمان ألقت نحو شُطْآن النجاة
نفحةٌ من فضل ربي جلَّ ربي في علاه


أنا رمضان
قوة الإيمان في حربٍ لظاها دائرة
نجدة الأقصى الذي يشكو الجراح الغائرة
دمعة المسكين أمحوها بوعدٍ لن يغيب
نصركم آتٍ قريباً يا قلوباً طاهرة


فهل من يُلبي نداءه ويقول: أهلاً ومرحباً بك يا رمضان، ويجتهد في تحصيل فضائله وخيراته، ويحذر من تضيع أوقاته وهداياه الطيبة؟!!
هذا رمضان يُنادي علينا جميعاً: أنْ استعدُّوا يرحمكم الله!!
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وتوبوا إلى الله جميعاً أيُّها المؤمنون لعلكم تفلحون.
.............................. .............................. .......
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
أما بعد:
إنْ شئت من بعدِ الضلالةِ تهتدي صلي على الهادي النبي محمدِ
يا قومنا صلوا عليه لتظفروا بالبشرِ والعيشِ الهنيِّ الأرغدِ
ويخصكم ربُ الأنامِ بفضلهِ والفوزِ بالجنَّاتِ يومَ الموعدِ
صلى عليه اللهُ جلَّ جلالهُ ما لاحَ في الآفاقِ نجمُ الفرقدِ


أيُّها المسلمون!
أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، وأحذِّركم وأحذِّر نفسي معصيةَ الله، وأسأل الله تعالى أنْ يرزقنا وإياكم خشيته وتقواه في السرِّ والعلن.. اللهم آمين.


أيُّها الإخوة!
باع قومٌ من السلف جاريةً، فلما قَرُبَ شهر رمضان رأتهم يتأهَّبون له ويستعدُّون بالأطعمة وغيرها؛ فسألتهم، فقالوا: نتهيَّأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان!! لقد كنت عند قومٍ كلُّ زمانهم رمضان، ردوني عليهم!!! يعني: لا تعرفون الصيام ولا الطاعاتِ إلا في رمضان!!


أيُّها الإخوة!
كيف نستقبل رمضان؟
1. هل نستقبل رمضان بشراء الياميش والمكسَّرات التي يُنفق عليها أهل بلدٍ مسلمةٍ أكثر من 5 ملاين في العام الواحد؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله!! وهناك فقراء ويتامى ومساكين لا يجدون القمة الأصلية التي تُقيم صُلبهم!!
2. هل نستقبل رمضان بمعرفةِ مواعيد برامج ومسلسلاتِ وأفلامِ رمضان؟
3. هل نستقبله بالسفر والترحال الكثير، والمضَيِّعِ للحظاتِ الخير فيه؟!
كيف نستقبل رمضان؟
وهذا السؤال نسمعه كلَّ عامٍ في نفس هذا الوقت، وقليلٌ من يهتمُّ بالجواب!!
واستقبال رمضان والاستعداد له أمرٌ مطلوبٌ؛ مخافةَ أنْ يُفاجئنا الموت بغتةً ونحن لا ندري!!


وصدق القائلُ حين قال:
تزود من التقوى فإنَّكَ لا تدري
إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ
فكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ
وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
وقد نُسجتْ أكفانه وهو لا يدري
وكم من عروسٍ زيَّنوها لزوجها
وقد نُسجتْ أكفانها وهي لا تدري
الموت يأتي بغتة والناس في غفلة!!
وتعالوا أيُّها الإخوة! لنتعرَّف طُرُقَ الاستعداد المثلى لرمضان!!
أولاً: بالدعاء:
ما أجمل أنْ يلهج لسانك بالدعاء والجوء إلى الله، لقد كان رسولنا يدعو ربه: (اللهمَّ بلِّغنا رمضان)، فهذه سنةٌ أنْ ندعوا بمثل هذا الدعاء بُغية بلوغ رمضان، وما فيه من نعمٍ وخيراتٍ!!
وما أحسن قول أحدِ السلف الصالح حين كان يدعو قائلاً: (اللهمَّ سلِّم لنا رمضان، وسلِّمنا إلى رمضان، وتسلَّمه منَّا مُتقبَّلاً مبروراً).
ومن الدعاء: أنْ تدعو بدعاء رؤية هلال رمضان: (الله أكبر! اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال خيرٍ ورشدٍ).


ثانياً: اصطحابُ نيَّاتٍ صالحةٍ لاستقباله:
بمعنى: أنْ تصطحب نيةً قلبيةً لا لسانيةً لأعمال الخير والفلاح والصلاح؛ فإنَّ هناك كثيرون يدخلون إلى رمضان ويخرجون منه ولا ينون النية الصالحة، (التي يمكن أنْ يكسب بها ثواباً كبيراً).
(اصطحب نيَّةَ ختم القرآن.
اصطحب نيَّةَ قيام اليل في رمضان.
نيَّةَ التصدُّق بصدقة لم أتصدَّق بها من قبل.
نيَّةَ التوبة الصادقة.
كسب أكبر قدرٍ من الحسنات.
تصحيح السلوكيات).


ثالثاً: سلامة الصدر مع المسلمين:
كنْ في رمضان سليمَ الصدر مُعافى من الغلِّ والحقدِ والحسدِ للمسلين، قال تعالى عن الصالحين الكرام: (( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:10].
نَقِّ قلبكَ.
طَهِّرْ فؤادكَ
اتقوا الله أيُّها الأحبة في قلوبكم وأفئدتكم التي يكون النظر إليها من قبل الله، كما قال حبيبنا: (إنَّ الله لا ينظر إلى أجسامكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم التي في الصدور).


رابعاً: إظهار البهجة والسرور والفرح والتهنئة:
هَنِّئ إخوانك بقدوم رمضان.. وكنْ إيجابيًّا في إسعاد الناس.. قابلْ أخيك المسلم بتهنئةٍ لطيفةٍ.. أرسل رسائل على المحمول، أو بريداً على الإنترنت هنئهم فيها بقدوم رمضان: تقبل الله منَّا ومنكم.
فحريٌّ بنا أيُّها الإخوة أنْ نُظهِر البهجة بقدوم رمضان، فنحن لسنا أقلَّ من غيرنا، نُعلِّق زينة رمضان، فوانيس لإرشاد الناس إلى أخلاقٍ كريمةٍ، وما أكثرها وهي موجودةٌ بفضل الله وجاهزةٌ فقط للشراء والتوزيع؛ وذلك كلَّه حتى لا يكون شهراً عاديًّا كبقية الشهور، فإذا كان الله فضَّله وزيَّن جنته فيه، وأكرمه بفرح الكون؛ فعلينا أن نُكرمه كما كرَّمه ربُّه.
وتلك أبسط حقوق الضيوف إذا أتوا لزيارتِك!!


خامساً: الإنفاق والبذل والتصدُّق في رمضان:
خلقٌ كريمٌ نبويٌ في رمضان وغير رمضان، ولكنْ يُفضَّل ويُعلى قدر صاحبه في رمضان أكثر وأكثر.
لِمَ نتكاسل عن إعداد شنْطةٍ لرمضان نُدخل السعادة على قلوب بعض المسلمين، وقد جُعلت من العبادات الكريمة: أنْ تُدخل السعادة على قلب مسلم، عبادةٌ بسببها يبقى لك مَلَكٌ وأنت في القبر، وتسأله من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلته على مسلمٍ يوماً من الأيام!


سادساً: التخطيط والتجهيز لوقت رمضان، وإعداد برنامجٍ يومي واقعي لرمضانَ:
وسنتكلم عنه بعد خطبة الجمعة، وسنرفقه للسادة الكرام على الإنترنت.


سابعاً: قراءة وتعلُّّم أحكام فقه الصيام:
تتعرَّف على ضيفك من خلال كتابِ فقهٍ مُيَسَّرٍ أو ما شابه ذلك، وسنتحدَّث عن بعض أحكام الصيام بعد الجمعة؛ لتعمَّ الفائدة، وسنرفقه أيضاً للإخوة المتصفِّحين لموقع رسالة الإسلام على الإنترنت.


كلُّ ما سبق إنَّما هو من باب تعظيم شعائر الله، والله يقول: (( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) [الحج:32].


الدعاء.
مرفق برنامج المسلم اليومي في رمضان
برنامج يومي للصائم في رمضان
قبل الفجر:
1. التهجد: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء الَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}
2. السحور: «تسحروا؛ فإنَّ في السحور بركة».
3. الاستغفار إلى آذان الفجر: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
4. أداء سنة الفجر: «ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها».
بعد طلوع الفجر:
1. التبكير لصلاة الصبح: «ولو يعلمون ما في العتمة والصبح؛ لأتوهما ولو حبواً».
2. الاشتغال بالذكر والدعاء حتى إقامة الصلاة: «الدعاء لا يُردُّ بين الأذان والإقامة».
3. الوِرْد القرآني -جزء على الأقل-.
4. الجلوس في المسجد للذكر وقراءة القرآن إلى طلوع الشمس: (أذكار الصباح)، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربَّع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء.
5. صلاة ركعتين: «من صلَّى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلَّى ركعتين؛ كانت له كأجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ تامةٍ تامةٍ».
6. الدعاء بأنْ يُبارك الله في يومك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم: فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه وشرِّ ما بعده».
7. النوم مع الاحتساب فيه: قال معاذ رضي الله عنه: "إني لأحتسب في نومتي كما أحتسب في قومتي".
8. الذهاب إلى العمل أو الوظيفة: «ما أكل أحدٌ طعاماً خيراً من أنْ يأكل من عمل يده، وإنَّ نبي الله داود كان يأكل من عمل يده».
9. الانشغال بذكر الله طوال اليوم: «ليس يتحسَّر أهل الجنة إلا على ساعةٍ مرَّتْ بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها».
10. صدقة اليوم، مُستشعراً دعاء الملك: «اللهم أعطِ مُنفقاً خلفاً».
عند الظهر:
1. صلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير إليها، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((إنَّ رسول الله علَّمنا سُن الهدى، وإنَّ من سُن الهدى الصلاة في المسجد الذي يُؤذَّنُ فيه)).
2. السنة المؤكدة (6 ركعات، 2 قبل الظهر و 4 بعده، أو العكس؛ ليصل في النهاية العدد 6 ركعات).
3. أخذ قسطٍ من الراحة (القيلولة) مع نِيَّةٍ صالحةٍ: ((وإنَّ لبدنك عليك حقًّا)).
عند العصر:
1. صلاة العصر + صلاة أربع ركعاتٍ قبلها: «رحم الله امرءاً صلَّى قبل العصر أربعاً».
2. سماع موعظةِ المسجد: «من غدا إلى المسجد لا يُريد إلا أنْ يتعلَّم خيراً أو يُعلِّمه؛ كان له كأجر حاجٍّ تامةٍ».
3. الجلوس في المسجد: «من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد؛ فهو زائر الله، وحقٌّ على المَزُوْرِ أنْ يُكرم الزائر»، يضاف إلى ذلك إتمام وردكَ القرآني.
4. تحضير طعامِ الإفطار مع الأهل؛ (استناناً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان في مهنةِ أهله).
5. أذكار المساء.
عند المغرب:
1. الانشغال بالدعاء قبل الغروب: «ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم.. ذكر منهم: الصائم حتى يُفطر».
2. تناول وجبة الإفطار -الخفيفة- مع الدعاء: "ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إنْ شاء الله تعالى".
3. أداء صلاة المغرب في جماعة المسجد مع التبكير إليها.
4. الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح.
عند العشاء وبعدها:
1. صلاة العشاء جماعة في المسجد مع التبكير إليها.
2. صلاة التراويح كاملة –احتساباً- مع الإمام: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه».
3. تأخير صلاة الوتر إلى آخر اليل: «اجعلوا آخر صلاتكم وِتْراً».
4. ممارسة أيِّ نشاطٍ اجتماعي أو دعوي.
5. زيارة أو صلة رحمٍ مضبوطةً ومختصرةً.
6. جلسة إيمانية وذكر (مع الأهل)، (مع ورد محاسبة).
7. لا تنم قبل أنْ تُتمَّ وردك القرآني اليومي.
8. النوم على طهارةٍ.
تقبَّل الله منَّا ومنكم، وكلُّ عامٍ أنتم بخيرٍ
كلُّ عامٍ وأنتم إلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم، وعن معصيته وناره أبعد وأبعد.
مرفقٌ بعض أحكام الصيام للصائمين في رمضان
أعمالٌ لا تُفسِدُ الصيام



إعداد وجمع:
عادل هندي أبو حبيبة
م
عملٌ لا يُفسد الصيام

1
الاحتلام في نهار رمضان، ولكن يستحب الإسراع بالاغتسال منه

2
الحقنة الشرجية لحاجةٍ مرضيةٍ لا تُفسِد الصوم

3
إبرُ الوريد والعضل على أرجح آراء العلماء؛ لأنَّهما لا يُغذِّيان

4
تنظيف الأسنان عند طبيب الأسنان أو حشوها، والأَولى تأجيل ذلك لما بعد الإفطار

5
استخدام معجون الأسنان مع التحفُّظ عن ابتلاع شيء من ذلك

6
البخاخة، والتي تُستخدم عن طريق الفم

7
القيء غير المتعمَّد

8
بلع الريق، أمَّا النخامة والبلغم فيُخشى منهما

9
البخور والطيب والروائح

10
الغيبة والنميمة لا يُفسدان الصيام، ولكنها معاصي على حالٍ يجب الحذر منها؛ لأنَّها تجرح الصوم

11
الأكل أو الشرب ناسياً

12
استخدام السواك عند الوضوء أو في أيِّ وقتٍ من نهار رمضان

13
التبرُّد بالماء من الحرِّ الشديد والاستحمام

14
تذوُّق الطعام لحاجةٍ ضروريَّةٍ

15
قُبلة الرجل لزوجته، ويُنصح لصغير السنِّ (الشاب) أنْ يبتعد عنها؛ خشية الوقوع في الخطأ

16
نزيف الدم أو الرعاف مع الاحتراز منه

17
لمس الرجل للمرأة أو العكس لمساً في مواصلة أو غير ذلك من غير قصدٍ ولا ريبةٍ، إلا إذا قَصَدَ ذلك فهو آثم، ولكنَّه لا يُفسد الصيام على كلِّ حالٍ

18
دخول شيءٍ إلى جوف الصائم رغماً عنه كترابٍ أو ذبابةٍ

19
التريُّض والعب، حتى لو وصل لحدِّ التعب، ولا يُعرِّض نفسه للتهلكة

20
النوم الكثير في نهار رمضان، لكنَّه يُذْهِب لذَّة رمضان والفائدة الحقيقية من أيامه ولياليه


مُفْطِرَات الصِّيَام
م
مفطراتٌ مُجْمَعٌ عَليهَا

1
دخول أيِّ شيء إلى الجوف عمداً (أكلاً كان أو شرباً)، وهذا بعكس من سها أو أكل وشرب ناسياً

2
إخراج المني وإنزاله بأي طريقة كانت، سواءٌ كان باليد (العادة السرية = الاستمناء)، أو كان عن طريق الجماع حلالً أو حراماً

3
القيء العمد يُفَطِّرُ ويُبطل الصيام

4
دم الحيض والنفاس


ضرورياتٌ فقهيةٌ للصائمين:
م
الضرورة الفقهية

1
السفر المُبيح للفطر هو ما يُعَدُّ سفراً عُرفاً

2
السحور بركةٌ شرعيةٌ وبدنيةٌ وقتيةٌ

3
مَنْ مرض مرضاً لا ينتظر منه الشفاء يُفطِر؛ ويُطعم عن كلِّ يومٍ مسكيناً من عُرْفِ مكانه

4
الفتاة تصوم فرضاً من وقت بلوغها بأماراتِ البلوغ، ولا تُؤخِّر الصيام إلى وقتٍ آخر

5
لو طَهُرت النُفساء قبل أربعين يوماً؛ وجب عليها الغسل والصلاة والصوم

6
ليس لقيام رمضان عددٌ معيَّنٌ واجبٌ على سيبل الإلزام، ولكنْ أفضل صلاةٍ ما كان يقوم به النبي من عددٍ (11) ركعة، أو (13) ركعة كما قالت السيدة عائشة

7
لا تأخذ حبوباً لتأخير أو منع الدورة الشهرية بحجَّة الصيام؛ وذلك لأنه مخالفة لإرادة الله، إلا إذا أقرَّها الطبيب المسلم الحاذق على ذلك، ولا ضر ولا ضرار

8
الصغار يُعوَّدون الصيام بالتدريج، حتى يبلغ الصبي سنَّ البلوغ؛ فيجب أنْ يصوم.


ما يُستحبُّ للصائمين في رمضان
م
من المستحبِّ للصائم

1
تعجيل الفطور وهي سنةٌ مستحبةٌ: « قَالَ صلى الله عليه وسلم: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ».

2
السحور: «تسحَّروا؛ فإنَّ في السحور بركةٌ».
والسنَّة تأخير السحور: لما رواه البخاري عن أنسٍ عن زيد بن ثابتٍ رضي الله عنهم قال: "تسحَّرنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمَّ قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور قال: قدر خمسين آية».

3
الدعاء عند الإفطار بمثل قوله: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجرُ إنْ شاء الله»، أو بقوله: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت».

4
التنزُّه عن اللغو والرفث والجهل والسبِّ؛ وذلك لقول الله تعالى عن صفات المفلحين والمؤمنين: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ الَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، وإنْ سابَّه أحدٌ أو شاتمه؛ فليتعبد لله بقوله: «إني صائمٌ.. إني صائمٌ».

5
القيام بعمرةٍ في رمضان؛ لقول الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «عُمرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً».

6
تفطير صائمٍ تطوُّعاً ونافلةً لها أجرٌ عظيمٌ عند الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنَّه لا ينقص من أجر الصائم شيء».

7
الاجتهاد في الجود والعطاء ومُدَارسة القرآن مع الصالحين؛ في الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».

8
الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، فلقد روى البخاري ومسلمٌ عن عائشة رضي الله عنها: «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا اليل وأيقظ أهله وشَدَّ المِئزَرَ».

9
ومن المؤكَّد أنَّك تعلم أخي الصائم أنَّ أعظم ما يُستحبُّ للعبد التنفُّل به في رمضان: هو قيام ليالي رمضان (التراويح)؛ في الحديث المتفق عليه: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه».

10
الدعاء الصالح طوال نهار وليالي رمضان، فكما تعلم أنَّ الصائم له دعوةٌ لا تُردُّ عند فطره، وكذا ورد أنَّ دعوته مستجابةٌ.


ونسأل الله تعالى أنْ يتقبَّل منَّا، ويُعيننا على حسن الصيام والقيام، وكلُّ عامٍ وأنتم إلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم، وعن معصيته أبعد.

 

أدوات الموضوع



الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 03:29 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0