رد: الوصايا الثلاث للعرسان ..
الوصايا الثلاث للعرسان ..
3- طبيعة دور الرجل وطبيعة دور :
إن الله خلق الرجل قوام في البيت هو الذي ينشئ البيت وهو الذي يأتي ب ، وهو الذي يرعى البيت وينفق عليه، وهو الذي يحميه ويتعب من أجل إسعاده وتوفير سبل الراحة فيه ، وهو الذي يملك قرار استمرار الحياة الزوجية، أو إنهاء مدة صلاحيتها، ولم يعط هذا الحق للمرأة إلا على سبيل الخلع والتظلم من المعاملة الجائرة من الرجل، أو عدم كفاءته في قيادة الحياة.
إنه المسئول الأول عن تحقيق رسالة الأسرة، والتصحيح الدائم لمسارها، ومراقبة انحراف الأفراد عنها، وتوجيههم باستمرار نحو الهدف العام، والغاية العظمى من إنشاء هذا البيت .
و دور فلا يقل أهمية عن هذا الدور الكبير للرجل، لكنه يعمل في الخلف، فيهتم بتوفير كافة سبل الراحة لأفراد الأسرة، والعناية بالأولاد، وتربيتهم على رسالة المنزل ، والعمل باستمرار وبحرص على غرس وتأكيد التفاصيل الكثيرة لرسالة المنزل، من خلال تعويد الأطفال وتعليمهم هذه الجزئيات الكثيرة الصغيرة مثل؛ الصلاة والأذكار والتوحيد وغرس عقيدة الولاء والبراء وتزين الخير والحث عليه وتشويه الشر والتنفير عنه، حتى يتربى جيل يحمل رسالة بتفاصيلها وهو مستعد لنقلها إلى أسرة أخرى يكون هو الذي ينشئها .
يابني :
لهذا وجدت الأسرة وهكذا ينبغي أن تسير لاكما هو سائد ومعلوم ومعروف في كثير من أسر اليوم، حتى ظهر فينا من ينادي بتحرير من مهمتها هذه واستبدالها مهمه أخرى هي الكد والكدح مما لم تخلق له ، فان استجابت لهم ضاع العيال وضاع حق الزوج ، ولم يعد أثرها ودورها في غرس مفاهيم رسالة الأسرة واضحاً .انه الضياع الحقيقي للبيوت وتشريد الأولاد وانتهاك حق الزوج، وبالتالي فساد المجتمعات.
4- الحب جنة البيوت وسر سعادتها :
اجعل بيتك جنة وادخل السرور على الأهل والعيال، ولا تجعله جحيماً بكثرة الغضب ورفع الصوت بدون مبر، بحجة انك (راجل البيت)، إن الرجولة يا ولدي تعني ممارسة القوامة بالحكمة والين، مع الحزم في مواطن الخلل وعدم التهاون إذا انتهكت الحرمات والخطوط الحمراء .
ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ملاعبة الأهل والعيال وإكرامهم وتعليمهم بالحسنى وغرس مكارم الأخلاق والنهي عن سفاسفها .
إياك والتركيز على توافه الأمور وإشغال وقتك بها أو إعطائها اكبر من حجمها ، عليك أن تكون حليماً ، حكيماً في تقدير المواقف ، فما كان كبيراً فلا تتركه يمضي دون توقف منك، وما كان صغيراً فتعمد أن تتجاهل ، مع التنبيه بذكاء إلى تصحيح الأخطاء .
لابد أن تمارس الحب بمعناه الحقيقي، وليس الحب الأعمى، الذي يعميك عن حقائق الأمور. إن حب الأهل من الدين وهي سنة سيد المرسلين ، ولكن لايمنع من التربية والتوجيه ، والغضب بل والضرب – المنضبط والهادف وبحب ورحمة - أحياناً؛ إذا انتهكت الحقوق والحرمات وتبدلت رسالة البيت .
إن حب الأولاد أمر في غاية الأهمية، فإذا أحبتهم وبادلوك المحبة ، فإنهم حينئذ يسلمون أمورهم وقيادتهم إليك، فتصير بذلك الحبيب والصاحب والصديق ثم المستشار الناصح، فتجدهم لا يقطعون أمرا إلا باستشارتك الحنونة النابعة عن قلب المحب الصادق .
فإذا لم تمارس هذا الحب وهذه الصداقة معهم، وحلت الفضاضة والخشونة وسوء المعاملة بحجة الرجولة والقوامة، حينها ونتيجة لفضاضتك وخشونتك، وسوء معاملتك، يتركونك ويملوا عشرتك وصحبتك معهم، ويبحثون عن أصدقاء ومستشارين يوجهونهم ويدلونهم ربما إلى الطريق الذي قد لا يرضيك، ويبعدهم عن رسالة الأسرة ، وربما دلوهم على الضياع ومواطن الهلاك .
وهذا وضع طبيعي يحدث عندما يتخلى الأسد عن عرينه، حينها ،تسلط عليه الذئاب والكلاب والثعالب، ليسدوا هذه الثغرة الخطيرة، ثم لا تسل بعدها عن حال فريسة الذئاب وسؤر الثعالب والكلاب .
يا بني :
هذه بعض همهمات من عارف بشؤون النساء وأحوال البيوت، أحسب أنها ستنفعك إذا أخذت بها وتفهمت مسؤوليتك، واستطعت أن تجيب عن السؤال الكبير،
لماذا تأسس هذا البيت ؟
ودمت محروسا بعناية الله وتوفيقه،،،،
والدك المحب
|