:::
يقول الله جل في عُلاه : " وفي الأرضِ آياتٌ للمُوقني*ف أنفُسِكُم أفَلَا
تُبصَرُون " ويقول سبحانه : " سنُريهم آياتنا في الآفَاقِ وفي أنفُسِهم
حتّى يتبيّن لهُم أنّه الحَق"
ما أودعه الله في بني البشر من نعمه نعمتين عظيمتين، نعمتي الضّحكِ
والبكاء .. ضَحكٌ وبُكاء أودعهما الله في النّفس الإنسانية والنفس البشرية لتعبر
به عن فرحها المرغوب ورضاها به ، وأُنسها بما يسُر ..
وبُكَاء .. أودعه الله في التّفس تعبر به عما يعتريها من الخوف والخشية
والوجل ، وربّما زاد السرور على النّفس فكان من فرط ماقد سرّها أبكاها ..
فهي تبكي في الأفراح والأحزان !
إنّ الله عزّ وجل أنشَأ دواعي الضَّحك ودواعي البُكاء وجعلها وفق أسرارٍ
أودعها في البشر .. يضحك لهذا ويبكي لذاك ، وقد يضحكُ غداً
مما أبكاه اليوم ، ويبكي غداً مما أضحكه بالأمس من غير ذُهولٍ ولا
جُنون ، إنّما هي حالات جِبِليّة خلقها الله فيه " وفي أنفُسكم أفلا تُبصرُون "
إنّ الله عزّ وجل أنعم علينا بنعمة البكاء انشكره عليها ، إذ كيف يعيش
من لايبكي ! كيف يتوب التوبة النصوح إن لم تخالطها دموع الخشية
والرجاء ! وقد كان يدعو عليه الصّلاة والسلام : " اللهم إني أعوذُ بك من
علمٍ لا ينفع ، ومن نفسٍ لاتشبع ، ومن قلبٍ لا يخشع ، ومن عينٍ لا تدمع ،
ومن دعاءٍ لا يُستجاب له "