رد: فضل تفريج كرب المكروبين
فضل تفريج كرب المكروبين
* أمثلة من السلف في حرصهم على قضاء حوائج الناس :
1-كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم ، فلما استُخلف قالت جارية منهم :
الآن لا يحلبها ، فقال أبو بكر : بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله .
2- وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل .
ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة . فدخل إليها طلحة نهارا فإذا عجوزا عمياء مقعدة ،
فسألها : ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت : هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني ،
يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى . فقال طلحة : ثكلتك أمك يا طلحة ، عثرات عمر تتيع؟!.
3- وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن .
4- وقال مجاهد : صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني أكثر .
5- وكان حكيم بن حزام يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجا ليقضي له حاجته .
فيقول : ما أصبحت وليس بابي صاحب حاجة ،
إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها وإذا علمت أخي المسلم
أن هذا الثواب العظيم كله لمن يخدم أخاه المسلم وهو له سنة فاضلة .
فكيف بمن يكون في خدمة والديه وفي قضاء حوائجهما وهو أمر واجب عليه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة............".لى آخر الحديث
الشرح:
قال المام النوي: قوله صلى الله عليه وسلم : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة." فيه دليل على استحباب خلاص الأسير من أيدي الكفار بمال يعطيه، وعلى تخليص المسلم من أيدي الظلمة، وخلاصه من السجن ، ويدخل في هذا الباب الضمان عن المعسر ، والكفالة بدنه لمن هو قادر عليه ، أما العاجز فلا ينبغي له ذلك .
فن قيل : قال الله تعالى : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".. الأنعام : 160
وهذا الحديث يدل على أن الحسنة بمثلها لأنها قوبلت بتنفيس كربة واحدة ولم تقابل بعشر كرب يوم القيامة ، فجوابه من وجهين:
( أحدهما) : أن هذا من باب مفهوم العدد ، والحكم المعلق بعدد لا يدل على نفي الزيادة والنقصان.
(والثاني) : أن كل كربة من كرب يوم القيامة تشتمل على أهوال كثيرة، وأحوال صعبة ، ومخاوف جمة، وتلك الأهوال تزيدعلى العشرة وأضعافها.
وفي الحديث سر آخر مكتوم يظهر بطريق اللازم للملزو ، وذلك أن فيه وعدا بخبار الصادق صلى الله عليه وسلم أن :من نفس الكربة عن المسلم يختم له بخير . ويموت على السلام لأن الكافر لا يرحم في دار الآخرة ولا ينفس عنه من كربه شئ ، في الحديث شارة لى بشارة ، تضمنتها العبارة الواردة عن صاحب الأمارة ، فبهذا الوعد العظيم فليثق الواثقون ( ولمثل هذا فليعمل العاملون).. الصافات: 61
|