رد: الصمت بين الزوجين اقصر طريق للطلاق
الصمت بين الزوجين اقصر طريق للطلاق
الصمت الزوجي .. حلول عملية:
أهم ما نحتاج إليه كي ندفع حالة الصمت إلى حالة الحوار هو أن يكون تشخيصنا لوظائف الصمت دقيقاً فمن الممكن أن يكون الصمت للاسترخاء، فالصمت حالة تؤدي إلي الهدوء والصفاء، وتؤهل الإنسان العامل والباحث عن مستوى أفضل في حياته المهنية لتجديد قواه وتوفير جهوده الذهنية لما يحتاج إليه عمله.
وقد يكون الصمت تعبيراً عن الخوف أو الضعف، وقد يكون نوعاً من العصيان، وفي أوقات معينة يكون الصمت علامة الرضا، و في أوقات أخرى يكون دلالة على عدمه.
وأياً كان السبب فإن التغلب على الصمت الزوجي في يد كلا الزوجين، فعلى كل طرف أن يراعي حقوق الطرف الآخر، لأن المشكلة تبدأ عندما يتجاهل كل من الطرفين حقوق الآخر وعلى الزوجين توفير مِساحة زمنية للحوار والنقاش، وتبادل الرأي سواء فيما بينهما أو بين الأولاد، لأن الإنسان بحكم تركيبه النفسي يحتاج إلى ذلك، والكلام أول درجة في سلَّم الوصال، ومن ثم فإن الصمت يمزق هذا الوصال، ويجب تجاوز أي مشكلة في الحياة الزوجية بحيث لا يتعطل الاتصال.
وإذا حدث أي اختناق فلابد من التغلب عليه في أقصر وقت ممكن، ولا بد من الحوار حتى لو اضطر الزوجان إلى إلغاء هوايات مهمة، أو التوقف عن متابعة برامج تلفازية جذابة، حرصاً على استقرار الحياة الزوجية التي تحتاج إلى تواصل دائم ومستمر بين الزوجين.
والزوجة قادرة على إلغاء الصمت من حياتها الزوجية حينما تعرف كيف تشارك زوجها في ميوله وهواياته، والأحاديث التي تهمه، ولكن دون أن تتنازل عن هواياتها وما يهمها، وتستطيع الزوجة أن تتجاوز الكثير من المشكلات التي تعترضها، من خلال تفهمها للأمور واستيعابها لحجم الضغط الذي يتعرض له زوجها خارج البيت، وهي بذلك تحمي منزلها من الانهيار، وتخلق مساحة أكبر للحوار.
نصائح الخبراء:
* لا تُشعري زوجك بأنه في حالة استجواب دائم، لأنه يرى في هذه الحالة أن الصمت أفضل له من الشعور بأنه متهم، أو أنه في تحقيق بوليسي.
* اختاري الحديث المناسب قبل أن تشتكي من صمت زوجك، فليس من المعقول أن تكون كل مفردات حديثك "ادفع. هات. اشتر. البيت يحتاج" إلى ما لا نهاية من هذه الطلبات، وعندما يكون حديثك خالياً من هذه الكلمات سيخترق زوجك الصمت، و سيندفع في الكلام.
* التحاور والتشاور لا يكون إلا من طرفين أحدهما يتحدث والآخر يستمع ثم العكس، ولا يعني أن أحدهما يرسل طوال الوقت أو يُتوقع منه ذلك، والآخر يستقبل طوال الوقت، أو يُنتظر منه ذلك، وتكرار المبادرات بفتح الحوار، ومحاولة تغيير المواقف السلبية مسألة صعبة، لكن نتائجها أفضل من ترك الأمر، والاستسلام للقطيعة والصمت، وإذا كانت حاجتنا شديدة وماسة لتعلم فنون الكلام، فإن حاجتنا ربما تكون أكثر وأشد لتعلم فن الإصغاء.
* تفهم سيكولوجية الآخر، فالرجل في عملية التواصل يمر بثلاث مراحل:
فهو أولاً يبدأ بالتفكير، ولا يرى ضرورة إلى كشف محتوى تفكيره،
وبعدها يقوم بالتخزين، وفي أثنائه يصمت حتى يسيطر على الموقف،
وبعد تقديره لجميع الإجابات الممكنة يختار منها ما يراه الأفضل فيتواصل، أما النساء فلديهن ميل إلى التفكير بصوت عالٍ، وذلك من أجل إطلاع الآخر على حالتهن النفسية، والحوار عند المرأة طلب عون، وهي بطلبها لتلك المعونة تقدِّر من تطلب معونته، أما الرجل فلا يطلب العون إلا في آخر المطاف، فلابد أن تفهم المرأة أن صمت الرجل هو جزء من تواصله أيضاً.
* تعلم فن الحوار باختيار الوقت المناسب، وعدم الانفعال، والبعد عن الجدل والمراء، وحسن الإصغاء، وعدم المقاطعة، فمثل هذه الأمور وغيرها تحقق نجاح الحوارات بين الزوجين وتشجع على استمرارها.
بيت النبوة.. قدوة وأسوة:
يضرب لنا الرسول- صلى الله عليه وسلم- في حياته الخاصة النموذج العملي للعلاقة الزوجية، فسيرته-صلى الله عليه وسلم- تمثل السنة العملية التي لا تقل في حُجِّيَّتها وإلزامها عن السنة القولية، فقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يداعب زوجاته، ويلاعب أهله، ويعاونهن في شؤون البيت، ويتحدث معهن في شؤون الحياة والدعوة.
والسيرة النبوية تذكر لنا الكثير من الحوارات التي كانت تدور بين الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- وزوجاته. فمثلاً في بداية الوحي كان يبلغ أم المؤمنين خديجة بما كان يحدث له، ويتحدث معها في حوار مطوَّل عما رآه وعما سمعه، وتبادله هي الحديث مواسية له وتقول له: ((إنك لتصل الرحم،... وتعين على نوائب الدهر... ))
وكل ذلك يؤكد أن الزوجة شريك كامل في الحياة الزوجية، تتحمل المسؤولية التي عليها، ولا بد للزوج أن يعي ذلك، ويعطي جزءاً من وقته لأهله، وجزءاً لعمله، وجزءاً لخاصَّة شؤونه، وأن يوازن بين الحقوق والواجبات.
منقول
|