|
#1 | |
ادارية |
شمس غزة .........
في ربوع تلك القرية المدمرة .. وقفت تلك الطفلة و قد وضعت يديها الصغيرتان .. على خصرها النحيل . . في غضب طفولي .. وهناك عند ذلك الرواق .. وقفت صديقتها تضحك بشر بريء .. و هي تمسك بتلك الكرة " الممزقة " .. فترميها على بعد أميال منهما .. وما إن استقرت الكرة على الأرض .. حتى اطلقتا ساقيهما للريح .. فتصل الأولى قبل الأخرى .. ليختل توازنها مع هتاف امها الجزِع .. فتبكي الأخرى خوفاً .. وتعود أدراجها فزعاً .. ودوى انفجار .. خطف قلب الطفلة معه .. فسقطت جثة هامدة .. خوفاً من المجهول .. و لحسن حظها .. كان الموت .. أقرب لها .. من الألم .. وفي الوقت ذاته .. علت تكبيرات المساجد .. وفي حزن مرير .. ثبتت يدا أخ تلك الطفلة .. جسدها النحيل .. ليصطف الجميع .. و .. " الله أكبر " .. نحيب .. يدمي القلب .. فيتوقف .. ببطء .. شديد .. ألم .. تقشعر له الأبدان .. فلا ينتهي .. ويبقى مؤلماً .. بكاء .. يخترق صمت المشاعر .. فيهدأ .. بعد عناء .. وتصعد الروح .. بأمر ربها .. جراح .. أكملت طريقاً من شوك .. فسال الدم تحت الأقدام .. لتسقط الجث .. وتصبح التراب كفناً لها .. صراخ .. أضحى أبديّاً .. فمات الألم .. بعد أن هبت رياح المأساة .. لحظات .. هدوء وسط سقوط مبنى .. و طمأنينة .. خلف ظلام حريق الأشجار .. بخشوع ايماني .. لامس جبين شيخ كبير .. الأرض .. على سجاد من غبار .. و هناك عند آخر السطر الطويل .. انحنى ظهر امرأه .. ليجيب نداء الدين .. و ردد لسان طفل .. مع تكبيرات الإحرام .. الله أكبر .. الله أكبر .. لحظات .. و بعدها .. كان يسجد خشوعاً لله .. كل روح غلفها الإيمان .. لوحة اسطورية .. نسجتها .. خيوط العزم .. و عبّر عنها .. الأمل في قلوب صافية .. هتاف من قلب غزة .. زلزل معانيه .. كل خوف .. و أوقد صداه .. لهيب الفخر .. والعز الوطني .. " ألا إن نصر الله قريب " و غداً .. ستشرق شمس غزة .. حقيقةً .. :0153: منقول:0153: مواضيع ذات صلة |