|
#1 | |
:: كاتبة ألماسيّـة :: |
بهذا تكسبين حُبَّها .. و تُحققين هدفكِ
بهذا تكسبين حُبَّها .. و تُحققين هدفكِ
الحمد لله رب العالمين ، له الحمد الحسن و الثناء الجميل ،، و الصلاة و السلام على خير خلق الله أجمعين ، محمدٍ صلى الله عليه و على آله و صحبه و مَن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين . و بعد ،، احفظ لسانَكَ أيُّها الإنسانُ ... لا يَلدَغَنَّكَ إنَّهُ ثُعبانُ كَم فى المقابرِ مِن قتيلِ لسانه ... كانت تهابُ لقائهُ الأقرانُ لسانكِ - أخيتى - هو أحد أسباب سعادتكِ فى الدنيا و الآخرة .. كيف ذلك ؟ يقول نبينا صلى الله عليه و سلم : (( الكلمة الطيبة صدقة )) [متفق عليه] . فإذا تكلمتِ بالخير ، و جعلتِ لسانكِ يلهجُ بذِكر الله سبحانه ، فهذا من الكلام الطيب ... كما أنَّ الكلمة الطيبة تتمثل فى الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ، يعنى فى الدعوة إلى الله تعالى .. و الدعوة تحتاج إلى شئٍ مهمٍ جدًا و هو : الرفق و اللين . يقول النبى صلى الله عليه و سلم : (( إنَّ الرفق لا يكونُ فى شئٍ إلا زانه ، و لا يُنزَعُ مِن شئٍ إلا شانه )) [رواه مسلم] . ف ارفقى - أخيتى - ارفقى بمَن تدعيها ... قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم : (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظَّاً غَلِيظَ القَلبِ لانفَضُّوا مِن حَوْلِك )) [آل عمران:159] . أولاً : اعلمى - أخيتى - أنَّ النبى محمدًا صلى الله عليه و سلم هو قدوتنا ، ((لَقَد كَانَ لَكُم فِى رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرجُوا اللهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا )) [الأحزاب:21] .. و قد كان حبيبنا صلى الله عليه و سلم رفيقًا بمَن حوله ، و بمَن يتعاملون معه ،،، فلم يُعَنِّف أحدًا من أصحابه ، بل كان يدعوهم باللين ، (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَة )) [النحل:125] .. و كُلُّنا يعلمُ قصة الأعرابى الذى بال فى المسجد ، و كيف تعامل معه النبى صلى الله عليه و سلم باللين . و انظرى - أخيتى - لهذا الأسلوب الرائع فى الدعوة من النبى صلى الله عليه و سلم حين أراد أن يُقدِّمَ النصيحةَ لعبدالله بن عمر و يدعوه لقيام الليل ، فلم يأمره ، بل قدَّم نصيحته على شكل اقتراح ، و هذا يجعل النصيحة مقبولة ، فقال صلى الله عليه و سلم : (( نِعْمَ الرجل عبدالله لو كان يُصَلِّى من الليل )) [متفق عليه ] ، و فى رواية : (( يا عبدالله : لا تكن مِثلَ فُلان ، كان يقوم الليل فترك قيام الليل )) [متفق عليه] . و انظرى لأسلوبٍ آخر منه صلى الله عليه و سلم فى الدعوة باللين و الرفق ، فقد أخذ بيد مُعاذ بن جبلِ رضى الله عنه و قال : (( يا مُعاذ ، واللهِ إنى لأحبك )) فقال : ((أوصيك يا مُعاذ لا تدَعَنَّ فى دُبُرِ كُل صلاةٍ تقول : اللهم أعِنِّى على ذِكرك و شُكرك و حُسن عبادتك )) [رواه أبوداود و صحَّحه الألبانى] . أرأيتى أخيتى : أخذ بيده / واللهِ إنى لأحبُّك / أوصيك . ثلاثُ عباراتٍ ... ما أجملها ..!! ما أروعها ..!! ما أصدقها ..!! ‹‹ أخذ بيده ›› : استشعرى أخيتى معى هذا المعنى ... و الذى يدل على القُرب ، و الحب ، و قوة الصلة بينهما ... و مما يؤكد ذلك : قوله صلى الله عليه و سلم : ‹‹ واللهِ إنِّى لأحِبُّك ›› ، يُقسم بالله ، و هو صادقٌ فى قَسَمِه ،، ‹‹ إنِّى لأحبُّك ›› مشاعر جميلة صادقة يُعَبِّر عنها صلى الله عليه و سلم بكلامه . ‹‹ أوصيك ›› ، و لا يُقَدِّم الوصية إلا شخصٌ مُحِب ، تهمه مصلحتك ، و يريد لكِ الخير .... فما أجمل أسلوبه صلى الله عليه و سلم فى الدعوة ..!!! و كم تمر بنا من مواقف فى حياتنا ، مع أخواتنا ، و زميلاتنا ، و جاراتنا ، و قريباتنا ، كلها تحتاج إلى دعوةٍ بأسلوبٍ هادئٍ لَيِّن .. لكنْ مِنَّا مَن تُحسِن تقديم النصيحة ، و مِنَّا مَن لا تُحسنها . و هذه مفاتيح تستطيعين بامتلاكها كسب حُب مَن تدعينها ، و تحقيق هدفك ، أقدِّمُها لكِ أخيتى لعلها تنفعكِ : 1- أخلصى النيةَ لله سبحانه و تعالى ، (( وَمَا أُمِروا إِلَّا لِيَعْبُدوا اللهَ مُخلِصينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) [البينة:5] . 2- إنْ كان المُنكر أو الفِعل المُسئ قد صدر من فتاةٍ أو امرأةٍ واحدة ، فلا تنصحيها أمام الناس ، حتى و لو كان ذلك أمام إحدى أخواتها أو صديقاتها المُقربات منها . تعمدنى بنُصحٍ فى انفرادى ... و جنبنى النصيحةَ فى الجماعة فإنَّ النصح بين الناس نوعٌ ... من التوبيخ لا أرضى استماعه فإنْ خالفتنى و عصيتَ أمرى ... فلا تجزع إذا لم تُعطَ طاعة 3- اختارى الوقت المناسب لتقديم النصيحة ، فلا تُقدِّميها مثلاً فى وقت حُزنٍ أو فرحٍ أو غضب ، حتى لا تُنَفِّرى المَنصوحةَ منكِ . 4- اختارى المكان المناسب لتقديم نصيحتك ، فلا تُقدِّميها فى الشارع ، أو فى منزلٍ غير منزلك أو منزل التى تريدين نصيحتها . 5- حين تُقدِّمين النصيحة ، خاطبى قلب المنصوحة ، و لا تُخاطبى جسدها .. فلا تضربيها إن كانت أختك أو ابنتكِ مثلاً . 6- لا تنتقديها ، فالناس لا يحبون النقد . 7- لا تدققى و تركزى على كل صغيرةٍ و كبيرة ، بل تغاضى عن بعض الأشياء ، خاصةً تلك التى لا فائدة من ذِكرها . 8- ابدأى باستخدام جانب الترغيب ، و اجعلى أسلوب الترهيب هو آخر ما تلجأين إليه إنْ لم يُفلح الترغيب ،، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : ((يَسِّروا و لا تُعَسِّروا ، و بَشِّروا و لا تُنَفِّروا )) [متفق عليه] . 9- ابتسمى فى وجه مَن تدعينها ، حتى تقبل منكِ ، و اعلمى أنكِ تؤجرين على ابتسامتك ، فلا تبخلى بها ،، يقول النبى صلى الله عليه و سلم : (( لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا ، و لو أنْ تَلقى أخاك بوجهٍ طليق )) [رواه مسلم] . 10- لا تُقَدِّمى النصيحة على شكل أوامر ، بل اجعليها على شكل اقتراح ، فلا تقولى مثلاً : افعلى كذا ، و لا تفعلى كذا .. و لكنْ قولى : ما رأيكِ لو فعلتِ كذا ، أو : أقترح عليكِ أن تفعلى كذا ... و قد تقدمين النصيحة بطريقة غير مباشرة على شكل قصةٍ مثلاً مُشابهة لما عليه هذه المرأة أو الفتاة ، و تكون القصة حقيقية و نهايتها هى ما تريدين من المنصوحة تحقيقه . 11- لا تُشعريها بأنها مُخطئة ، أو بأنها قد ارتكبت ذنبًا عظيمًا و كبيرة ، لأنها فى هذه الحالة لن تقبل منكِ ، و لن تسمع لكِ ، و ستُصر على ما هى عليه . 12- لا تُظهرى الشماتةَ بها على ذنبها . 13- لا تُشعريها بأنكِ أفضل منها ، فلا تمدحى نفسكِ أمامها و تذكرى محاسن صفاتك ، فتشعر بأنها أقل منكِ ، و حينها لن تكسبى ثقتها و إصغائها . 14- ارفقى بمَن تتعاملين معها و تنصحينها ، و أحسنى الظن بها ، فقد تكون نسيت أو أخطأت عن جهل .. و انظرى لعبدالله بن المبارك ، فقد عطس عنده رجلٌ فلم يقل "الحمد لله" ، فقال عبدالله : ماذا يقول العاطس إذا عطس ؟ قال : الحمد لله . فقال عبدالله : يرحمك الله . 15- اقبلى من المنصوحة أقل القليل ، فيكفى أنها سمعت لكلامك ، و استجابت لكِ ، فارضى منها بأى شئ ، خاصةً لو كانت فى أول الطريق . 16- مع تقديمك للنصيحة ، استخدمى أسلوبًا آخر بجانبها ، و هو تقديم الهدية ، فالهدية وسيلةٌ للتقريب بين الناس ، و بين قلوبهم ،، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : (( تهادوا تحابوا )) [رواه البخارى] .. فقدمى الكتيب أو الشريط الإسلامى ، أو حتى المطويات و رسائل الجَوَّال . 17- إذا لم تستجب لكِ المنصوحة ، فلا تيأسى ، بل حاولى معها ، و غَيِّرى من أسلوبك فى كل مرة . 18- اغتنمى الفرص ، فإذا كانت أختكِ أو ابنتكِ مثلاً تسمع الغناء ، و أثناء استماعكما لأحد المشايخ ذكر قصة شابٍ كان يسمع الغناء فمات و خُتِمَ له بسوء ، فحاولى إيصال المعنى لأختك أو ابنتك بطريقة غير مباشرة حتى تمتنع عن سماع الغناء دون إجبارٍ من أحد ... و هكذا مع كل موقفٍ يمر بكِ فى حياتك . 19- لا تنظرى إلى جانب الشر فيمَن تنصحينها ، بل انظرى للجانب الخَيِّر فيها ، و اذكرى مَحاسنها أمامها ، حتى تكونى عادلةً مُنصِفة . 20- لا تُشعرى المنصوحة بأنكِ تُلقين مُحاضرةً عليها ، بل قَدِّمى النصيحة باختصار . 21- راعِ المستوى العُمرى و الاجتماعى لمَن تقدِّمين لها النصيحة .. لأنها إنْ كان مستواها الاجتماعى أو المادى أقل منكِ فستشعر أنكِ تتعالين عليها ، و إنْ كان مستواها أعلى منكِ فقد لا تقبل نصيحتك لأنها ترى أنكِ لستِ من مستواها .. و كذلك إنْ كانت أكبر منكِ سِنَّاً قد تستصغركِ ، و إنْ كانت أصغر منكِ فقد تشعر بأنكِ تعطينها أوامر .. فاختارى الأسلوب المناسب لكل مَنصوحة . أسألُ اللهَ جَلَّ و عَلا أن يُعيننا جميعًا على الدعوة إليه ، و أن يتقبل مِنَّا الصالحَ من الأعمال و الأقوال ، و أن يُدخلنا الفردوس الأعلى ، إنه وَلِىُّ ذلك و القادرُ عليه منقول مواضيع ذات صلة |