|
#1 | |
:: كاتبة نشيطة :: |
شاعرة العرب ...الخنساء...
أَرِقتُ وَنامَ عَن سَهَري صِحابي = كَأَنَّ النارَ مُشعِلَةٌ ثِيابي
إِذا نَجمٌ تَغَوَّرَ كَلَّفَتني = خَوالِدَ ما تَؤوبُ إِلى مَآبِ وَخَرقٍ كَأَنضاءِ القَميصِ دَوِيَّةٍ = مَخوفٍ رَداهُ ما يُقيمُ بِهِ رَكبُ قَطَعتَ بِمِجذامِ الرَواحِ كَأَنَّها = إِذا حُطَّ عَنها كورُها جَمَلٌ صَعبُ يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا = إِذ رابَ دَهرٌ وَكانَ الدَهرُ رَيّابا فَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ = وَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا ما بالُ عَينَيكِ مِنها دَمعُها سَرَبُ = أَراعَها حَزَنٌ أَم عادَها طَرَبُ أَم ذِكرُ صَخرٍ بُعَيدَ النَومِ هَيَّجَها = فَالدَمعُ مِنها عَلَيهِ الدَهرَ يَنسَكِبُ ياعَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مَسكوبِ = كَلُؤلُؤٍ جالَ في الأَسماطِ مَثقوبِ إِنّي تَذَكَّرتُهُ وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ = فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَشعوبِ يا اِبنَ الشَريدِ عَلى تَنائي بَينِنا = حُيِّيتَ غَيرَ مُقَبَّحٍ مِكبابِ فَكِهٌ عَلى خَيرِ الغِذاءِ إِذا غَدَت = شَهباءُ تَقطَعُ بالِيَ الأَطنابِ تَقولُ نِساءٌ شِبتِ مِن غَيرِ كَبرَةٍ = وَأَيسَرُ مِمّا قَد لَقيتُ يُشيبُ أَقولُ أَبا حَسّانَ لا العَيشُ طَيِّبٌ = وَكَيفَ وَقَد أُفرِدتُ مِنكَ يَطيبُ أَعَينِ أَلا فَاِبكي لِصَخرٍ بِدَرَّةٍ = إِذا الخَيلُ مِن طولِ الوَجيفِ اِقشَعَرَّتِ إِذا زَجَروها في الصَريخِ وَطابَقَت = طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وَهَرَّتِ أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري وَقَلَّت = لِمَرزِئَةٍ أُصِبتُ بِها تَوَلَّت لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ النَفسَ مِنها = بُعَيدَ النَومِ تُشعَلُ يَومَ غُلَّت لَهفي عَلى صَخرٍ فَإِنّي أَرى لَهُ = نَوافِلَ مِن مَعروفِهِ قَد تَوَلَّتِ وَلَهفي عَلى صَخرٍ لَقَد كانَ عِصمَةً = لِمَولاهُ إِن نَعلٌ بِمَولاهُ زَلَّتِ يا عَينِ جودي بِالدُموعِ = المُستَهِلّاتِ السَوافِح فَيضاً كَما فاضَت غُروبُ = المُترَعاتِ مِنَ النَواضِح ذَري عَنكِ أَقوالَ الضَلالِ كَفى بِنا = لِكَبشِ الوَغى في اليَومِ وَالأَمسِ ناطِحا فَخالِدُ أَولى بِالتَعَذُّرِ مِنكُمُ = غَداةَ عَلا نَهجاً مِنَ الحَقِّ واضِحا لا تَخَل أَنَّني لَقيتُ رَواحا = بَعدَ صَخرٍ حَتّى أَثَبنَ نُواحا مِن ضَميري بِلَوعَةِ الحُزنِ حَتّى = نَكَأَ الحُزنُ في فُؤادي فِقاحا جَرى لِيَ طَيرٌ في حِمامٍ حَذِرتُهُ = عَلَيكَ اِبنَ عَمروٍ مِن سَنيحٍ وَبارِحِ فَلَم يُنجِ صَخراً ما حَذِرتُ وَغالَهُ = مَواقِعُ غادٍ لِلمَنونِ وَرائِحِ أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا = أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ = أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا أَبكي لِصَخرٍ إِذا ناحَت مُطَوَّقَةٌ = حَمامَةٌ شَجوَها وَرقاءُ بِالوادي إِذا تَلَأَّمَ في زَغفٍ مُضاعَفَةٍ = وَصارِمٍ مِثلِ لَونِ المِلحِ جَرّادِ لا شَيءَ يَبقى غَيرُ وَجهِ مَليكِنا = وَلَستُ أَرى شَيئاً عَلى الدَهرِ خالِدا أَلا إِنَّ يَومَ اِبنِ الشَريدِ وَرَهطِهِ = أَبادَ جِفاناً وَالقُدورَ الرَواكِدا بَكَت عَيني وَعاوَدَتِ السُهودا = وَبِتُّ اللَيلَ جانِحَةً عَميدا لِذِكرى مَعشَرٍ وَلَّوا وَخَلَّوا = عَلَينا مِن خِلافَتِهِم فُقودا أَهاجَ لَكِ الدُموعَ عَلى اِبنِ عَمروٍ = مَصائِبُ قَد رُزِئتِ بِها فَجودي بِسَجلٍ مِنكِ مُنحَدِرٍ عَلَيهِ = فَما يَنفَكَّ مِثلَ عَدا الفَريدِ عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ مِنكُما جودا = جودا وَلا تَعِدا في اليَومِ مَوعودا هَل تَدرِيانِ عَلى مَن ذا سَبَلتُكُما = عَلى اِبنِ أُمّي أَبيتُ اللَيلَ مَعمودا أُبَكِّ أَبي عَمراً بِعَينٍ غَزيرَةٍ = قَليلٍ إِذا نامَ الخَلِيُّ هُجودُها وَصِنوَيَّ لا أَنسى مُعاوِيَةَ الَّذي = لَهُ مِن سَراةِ الحَرَّتَينِ وُفودُها ضاقَت بِيَ الأَرضُ وَاِنقَضَّت مَخارِمُها = حَتّى تَخاشَعَتِ الأَعلامُ وَالبيدُ وَقائِلينَ تَعَزّي عَن تَذَكُّرِهِ = فَالصَبرَ لَيسَ لِأَمرِ اللَهِ مَردودُ يا اِبنَ الشَريدِ وَخَيرَ قَيسٍ كُلَّها = خَلَّفتَني في حَسرَةٍ وَتَبَلُّدِ فَلَأَبكِيَنَّكَ ما سَمِعتُ حَمامَةً = تَدعو هَديلاً في فُروعِ الفَرقَدِ أَسَدانِ مُحمَرّا المَخالِبِ نَجدَةً = بَحرانِ في الزَمَنِ الغَضوبِ الأَنمَرِ قَمَرانِ في النادي رَفيعا مَحتِدٍ = في المَجدِ فَرعا سُؤدُدٍ مُتَخَيَّرِ يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ = جُهدَ العَويلِ كَماءِ الجَدوَلِ الجاري وَاِبكي أَخاكِ وَلا تَنسَي شَمائِلَهُ = وَاِبكي أَخاكِ شُجاعاً غَيرَ خَوّارِ عَينِ فَاِبكي لي عَلى صَخرٍ إِذا = عَلَتِ الشَفرَةُ أَثباجَ الجُزُر يُشبِعُ القَومَ مِنَ الشَحمِ إِذا = أَلوَتِ الريحُ بِأَغصانِ الشَجَر قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ = أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت = فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار = وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا = أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار كُنّا كَغُصنَينِ في جُرثومَةٍ بَسَقا = حيناً عَلى خَيرِ ما يُنمى لَهُ الشَجَرُ حَتّى إِذا قيلَ قَد طالَت عُروقُهُما = وَطابَ غَرسُهُما وَاِستَوسَقَ الثَمَرُ أَعَينَيَّ جودا بِالدُموعِ عَلى صَخرِ = عَلى البَطَلِ المِقدامِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ لِيَبكِ عَلَيهِ مِن سُلَيمٍ جَماعَةٌ = فَقَد كانَ بَسّاماً وَمُحتَضَرَ القِدرِ مواضيع ذات صلة |