|
#1 | |
:: كاتبة ألماسيّـة :: |
دعوة عامة إلى التواضع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعوة عامة إلى التواضع في هذا الموضوع دعوة عامة الى التواضع ، التواضع في كل شيء ، في الملبس ، مع الخدم ، في المنزل وغيرها ، كُن عزيزي المؤمن متواضعا ، لتقرب من الله عز وجل. هيا نتواضع في الملبَس: وليس المقصود أن أرتدي الممزق من اللباس ، أو أن أكون غير مهندَم ، فلقد جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال: "يا رسول الله ، إني أحب الثوب الحسن ، فهل هذا من الكِبر في شيء ؟ قال: لا.. إنّ الله يحب الجَمَال". إذن ، فالذي عليَّ تركه، هو الفاخر من اللباس ، والذي أرتديه بنيَّة التفاخر والمباهاة ، لأن هذا يُعد كِبْراً . أما إذا ارتديت لباساً فاخراً بنية إعطاء صورة جيدة للملتزين ، الذين يلبسون بشكل مهندم ومنسّق ، فلا بأس بذلك ، بل هو مُحبَّب. هيا نتواضع مع الخدم: يقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ): "إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم ممّا تُطعَمُون ، وألبسوهم مما تَلبسون ، وكلّفوهم بما يطيقون ، فإن كلفتموهم بما لا يطيقون فأعينوهم". يقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ): "إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فليجلسه معه ، فإن لم يجلسه معه فليُطعمه اللقمة واللقمتين ، والأكلة والأكلتين". يا أخوات .. انتبهن في معاملتكن لخدمكن . نرى بعض السيدات يطلبن من الخادمة تنظيف البيت بأكمله ، ثم إعداد الوليمة قبل أن يأتي الضيوف ، ثم تنظيف البيت مرة أُخرى بعد انصراف الضيوف ، كل هذا قد لا تطيقه الخادمة .. حذارِ يا أختاه. فنبيّ الله يُوصيكِ بها : "هي تحت يديك" .. تواضعي لله بها وبمعاملتك لها. هيا نتواضع في تأسيس المنزل: الكثير من الزيجات فشلت بسبب صعوبة ما يشترط أهل العروس وجوده في الشقة . يقول علي بن أبي طالب: " أُهديت إليَّ ابنة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فاطمة ، فدخلت بها يوم أن دخلت بها ، والله لم يكن في بيتي يوم أهديَت إليَّ ، إلّا جلد كبش على الأرض ، وسادة حشوها ليف". طبعاً ، أنا لا أضعكِ في موضع المقارنة بين ما كان في عصرهم وما هو موجود في عصرنا ، لكن ذلك أيضاً كان يُعدُّ شيئاً قليلاً مقارنة بما كان متوافراً ، وفتح الله بعد ذلك على سيدنا علي وأكمَل البيت وجهَّزه. هيا نتواضع مع الأقارب الفقراء: إذا كان لديك أقارب فقراء ، تذكَّرهم وابدأ برّهم وزُرهم ، وإيّاك أن تدَّعي أنك تَبرُّ أهلك وأقاربك ، وأنت تختار الطبقة الراقية منهم دون غيرهم ، بل عليك التواضع مع مَن هم دونك في المستوى الاجتماعي والمستوى الثقافي ، فإن كنت حائزاً شهادة عليَا ، فلا يصح أن تُعامل باستهتار مَن لا يحوزون شهادات مثل شهادتك. هيا نتواضع مع الذين علَّمونا: كثيراً ما نسخَر من أساتذة مدارسنا ، في الجامعة . إيّاك .. فهم مَن علمك ومَن لهم الفضل عليك. هيا نتواضع مع مَن نُعلِّمهم: حذار أيها الدعاة إلى الله .. تحرّوا التواضع في دعواكم ، فكم من أخت تريد أن تأخذ بيد صاحبتها ، تظل تسخر منها زمناً لتقول لها أخيراً : "أنتِ ما زلتِ مبتدئة ، أنتِ ساذجة جداً ". حذارِ .. حذار .. فتكون بذلك سبباً في بُعد الناس عن ديننا ، وسبباً في تجنُّب الملتزمين ، اصبروا عليهم يا إخوتنا ، وعاملوهم برقة ولين وتواضع. هيا نتواضع مع والدينا: يقول عزّ وجلّ: ( وَاخفِض لَهُما جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَة ) (الإسراء 24). إذا كان والداك على قيد الحياة ، أتراك ستقبِّل أيديهما ؟ هل تستطيع أن تُقبّل يد والدتك أمام الناس ؟ أتعلم أنَّ ذلك من دلائل التواضُع ؟ وإذا ما فارقاً الحياة ، استغفر لهما باستمرار ، واعمل عملاً صالحاً يُوضَع لهما في ميزان حسناتهما. أجمل التواضُع: أن تذل وتواضع لله عزّ وجلّ ، إيّاك أن تتباهى بحضورك لدرس علم ، أو بحجابك والتزامك ، بينما ما يزال الكثير من الناس بعيدين عن الله ، يقول عزّ وجلّ: (وَلا تَمنُن تَستَكثِرُ) (المدثر 6). إيّاك أن تَمُنّ على الله ، اخفض جناحك وذل لله الذي خلقك ، فأنت كلُّك من خيره ومن نعمته. فكر مع نفسك وابحث عن أي وسيلة تُبعدك عن الكبر وتجعلك متواضعاً. كيف تتخلق بخُلق التواضع ؟ كيف تصبح متواضعاً ؟ تفكّر في جلال الله عزّ وجلّ ، وقدرته ونعمته ، تشعر بذلك ، اشعر بفقرك إلى الله تكن متواضعاً ، انظُر إلى عظمة الله وإلى مكانتك تكن متواضعاً. كيف تتدرب على ذلك عملياً؟ تعاول وتنال وجبة من الوجبات مع الموظفين الأقل منك درجة ، أو السُّعاة ، جالسي خادمتك وشاركيها الطعام ، قم بتعليم القرآن لفقير ، اجلس مع المساكين والفقراء ، خصص يوماً في الأسبوع لغسل الأواني ، اركع على ركبتيك وقبّل يدي أبيك وأمك ، ابحث عن العمل الذي تجد من الصعب على نفسك ، التي تعوّدت التعالي ، أن تفعله ، وافعله ؛ فهذه أحسن وسيلة لتربية نفسك على التواضع ، ابحث عمّا ولّد الكِبْر في داخلك حتى تعوّدَت عليه نفسك ، فصعب عليك التخلي عنه ، واكسره. اختم حديثي بتذكرة: " لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر". منقول مواضيع ذات صلة |