|
#1 | |
:: كاتبة مقتدره :: |
متى الإياب ؟
متى الإياب ؟
قصيدة د. الشيخ جمعة سهل * ظهرت هذه القصيدة عام 1966 م والصراع محتدم بين السفور والحجاب وكان السفور غالباً آنذاك ؛ حيثُ كانت الفتاة المتحجبة تعاني كثيراً من مجتمعها ، وتتعرض للاستهزاء والسخرية ولكنها صبرت وصابرت ، متمسكة بدينها ، معتزة بحجابها ، داعية إلى الفضيلة ، وقد برزتْ شخصيتها المسلمة من خلال أبيات هذه القصيدة التي تحكي قصة فتاة ملتزمة حاول أحد الشبان إغراءها فلقنــته درساً في الأخلاق كان سبباً في هدايته . مهلاً رويداً يا صحاب ***إن الفؤاد لمستصاب إني غدوتُ متيماً *** كَلِِفاً بربات الحجاب عُوْجُوا بنا نحو القرى *** مهدِ الطفولة والشباب حيث استقيتُ الدرس من *** ذاتِ الأساور والخضاب بَرَزَتْ فقلتُ محــيِّـياً *** بوركتَ يا حلو الرِّضابْ يا بنت يَعْرُبَ لحظُكم *** من بين طيَّات النقاب صوبتموه مُيمِّـماً *** شطر الفؤاد وقد أصاب قالت: أيا متودداً *** لي بالحديث المستطاب أقلِع وكُفَّ عن التهالك *** في تصرفك المعاب الدين يمنع أن تغا *** زلني وينذر بالعقاب والله يغضب فابتعِد *** عني وفر من العذاب قلتُ : اسمعيني عَلَّنا *** نُهدَى إلى أمرٍ صواب قالت: أبيت ولا أوَدُّ *** سوى انصرافك والذهاب أرأيتَ إن ألقيتُ سمعي *** للكُلَيماتِ العِذاب ماذا تظن نسيجها *** يحكي سوى طيش الشباب ؟ تبَّاً لكم فلقد غدوتـم *** في الضراوة كالذئاب لا شيء يرضيكم سوى *** وأدِ الكرامة في التراب تتظاهرون بما يسرُّ *** وفي حقيقتكم كلاب فلئن أردتَ غوايتي *** فاخسأ فذا لن يُستجاب تأبى عليَّ عقيدتي *** في الله مولاي المهاب واسترسلَتْ في قولها *** حتى وَدِدْتُ الانسحاب وقد اقشعرَّ الجلد مني *** واعتراني الاضطراب قالت: رويدك إن تكن *** حقاً تروم الاقتراب فاذهب فدونك والديَّ *** فلا ملام ولا عتاب فإذا حظينا بالعلاقة *** وفق منهاج الكتاب فلسوف أمنحك السعادة *** والحنان بلا حساب وتهيم بي وأكون طوعك *** دون خوف واضطراب وأُرِيكَ حباً صادقاً *** فالحبُّ معظمه سراب قرويةٌ جُبِلتْ على *** هديِ العقيدة يا صحاب وأنا الذي عُلِّقتُها *** فمتى الإياب متى الإياب ؟ قال الشاعر: وردت في هذه القصيدة كلمتان هما: ( المُعاب ) و ( المهاب ) كلتاهما بالألف ضرورة شعرية ، الأفصح فيهما أن يقال : ( الـمَعيب ) و( الـمَهيب ) . كُتِبتْ هذه القصيدة عندما كان الشاعر طالباً في معهد أم درمان الثانوي ( الصف الثاني ) 1386 هـ ، 1966 م جزى الله خيراً كل من أعان على نشرها وتصويرها -------------------------------------. مواضيع ذات صلة |