وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105]
صدق الله العظيم
كان علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره
ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة ، ولا يعلمون من وضعها
وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره ،لئلا يطلع عليه أحد وبقي كذلك
سنوات طويلة ، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام
فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد ، فعلموا أن ذلك بسبب
ما كان يحمله على ظهره ، فما انقطعت صدقة السر في المدينة
حتى مات زين العابدين .
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السلامة فيها ترك مـا فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه *** وإن بناها بشر خاب بانيها