|
#1 | |
عضوة شرفية |
الدّعوة إلى الله في الحج .. حكمة ورشد
بلقيس بنت صالح الغامدي
موسم عظيم مبارك يستقبله المسلمون بمشاعر الشوق والفرح، مناسبة إسلاميّة عظيمة لايملك فيها المسلمون سوى التعظيم والإجلال، يقول ربنا جل وعلا في سورة الحج: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ). [الحج:٢٣]. موسم عشر ذي الحجة جمع الفضائل كلها، يتسابق فيه العابدون إلى الله بالطاعات والعبادات، ومكة هي مأوى أفئدتهم؛ إذ يحتشد الحجاج فيها لتجارة رابحة، ولابد كيف لا وهي التجارة مع الله. وليس للعبد الموفق إلاّ أن يغتنم هذه الأيام بكل الخيرات والقربات، وإنه لمن المناسب أن يستغل هذا التجمع العالمي في خير البقاع بأعظم الأعمال وأحبها إلى الله وهي الدعوة إليه تعالى:(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّه). [فصلت:33]. قلوب جاءت لتتلمس رضا الجليل، وتطلب من فيض كرمه، لم تحركها رغبات النفس من سياحة وتنّزه أو غيره..، هكذا هي حال الحجيج الربانيّين، وكم يسعنا يا أحباب أن نتقدم الركب ونقود الوفود ومن ساقهم الله إلينا فقد كفانا المولى مشقّة السفر من أجلهم ومؤونة إيصال الخير إليهم ونشره لهم. كم هي الفرصة مناسبة والتخطيط لاستغلالها فكرة حكيمة رشيدة، فالمسلون لهم حاجات متعدّدة بحسب حالهم الذي جاؤوا عليه، وبحسب مكانهم الذي حضروا منه، وبحسب ظروفهم الفكريّة والاجتماعيّة التي يعيشون عليها.. ولنتفق على دورنا الدعوي في قضاء الحاجات العامة والجامعة للمسلمين أجمع مهما اختلفت أحوالهم سأرشد إلى الأهم ومنها:- 1. الاعتناء بتعليم أمور العقيدة الإسلامية الصحيحة، وتصحيح ما يدعو إلى تصحيحه، فسلامة هذا الأصل غاية في الأهمية والأولوية. قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ). [الأنعام:82]. 2. الحث على اغتنام هذه الأيام والليالي بالأعمال الصالحة الطيّبة، مع الربط بأهمية استشعار فضل الزمان والمكان والعمل مما يستحثّ الهمم للبذل والعمل. والتذكير بما جاء في سياق آيات الحج من الترغيب في الاستزادة من الأعمال: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى واتقون يَا أُولِي الْأَلْبَابِ). [البقرة:197]. 3. الاستفادة من الالتقاء بأهل العلم من طلبة وعلماء من مختلف البقاع والبلدان، مما يكوّن حسّ الأخوّة الإسلاميّة العظيمة، ويفيد في تبادل الخير، والذي قد تستمر بركته حتى بعد انقضاء هذا الموسم المبارك من تناصح وتواصٍ، وتبادل خبرات وإعانة في سبيل الله. وفّق الله الجميع لما فيه الخير، وأصلح أحوال المسلمين، ووفقهم للفقه في دينه، وجنّبهم أسباب الزيغ والضلال والانحراف، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين. مواضيع ذات صلة |