|
#1 | |
:: كاتبة ألماسيّـة :: |
فـــــــوائـــــــد في التيـــمم
فـــــــوائـــــــد في التيـــمم
كيفية التيمم عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال : " إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه " متفق عليه واللفظ لمسلم وفي رواية البخاري : " وضرب بكفيه الأرض , زنفخ فيهما ، ثم مسح بها وجهه وكفيه . فهذا الحديث يبين كيفية التيمم وهي أن : أنه يضرب المتيمم التراب بيديه ـ يعني : كفيه ـ ثم يمسح جه بباطن أصابعهما , ويمسح كفيه براحتيه يعني يجعل ما علق بالأصابع للوجه ويجعل ما بالراحتين للكفين وعلى هذا فإن التيمم ضربة واحدة يقسمها على هذه الصف " مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه " ظاهر الحديث أنه يبدأ بمسح الكفين ويكون مسح الوجه متأخرا ولكن الرواية التي بعده بالعكس فهي تدل على أنه يمسح وجهه أولا ثم يمسح كفيه وهذا هو الترتيب والواو إنما هي لمطلق الجمع إنما الذي يفيد الترتيب " ثم " فلو أنه قال : مسح كفيه ثم وجهه لصار الترتيب صريحا فيكون المعنى والله أعلم أنه صلى الله عليه وسلم ضرب الراب بيديه ثم مسح وجهه ثم مسح كفيه وهذه الصفة التي تؤيدها الأحاديث ومن هنا قال العلماء إن من شروط صحة التيمم الترتيب بأن يبدأ بالوجه ثم بالكفين هل التيمم خاص بالتراب أم على عموم وجه الأرض القول الأول : أن عموم وجه الأرض يتيمم به سواء كانت صخرية أو ترابية أو رملية أو سسبخة أو غير ذلك من جميع وجوه الأرض والقول الثاني : أن هذا خاص بالتراب ولكن القول الأول والله أعلم هو الأرجح وهو أن التيمم يعم جميع وجوه الأرض لأن لزوم الطهارة قد يكون في أرض ليسفيها تراب في أرض صخرية أو رمليه وغير ذلك والني صلى الله عليه وسلم وأصحابه تيمموا في غزوة تبوك مع أن الطريق غالبها بين تبوك والمدينة رملية ولم يذكر عنهم أنهم حملوا معهم التراب ويؤيد هذا القول أيضا عموم الحديث : " جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا . هل التيمم يرفع الحدث وقد اختلف العلماء في رفع الحدث بالتيمم على قولين : فمنهم من ذهب إلى أنه لا يرفع الحدث وإنما يبيح العبادة إباحة مؤقتة وهذا قول الكثيرينمن أهل العلم وحجتهم في ذلك الحديث الذي سيأتي ( الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء فليتق الله وليمس بشرته ) فلو كان التيمم رافعا للحدث لم يحتج أن يمس الماء بشرته فدل على أنه إنما يصلي بالتيمم ما دام لم يجد الماء فإذا وجد الماء فإن تيممه يبطل ولو لم يحدث حدثا بعد التيمم هل على من وجد الماء بعدما صلى متيمما أن يعيد الصلاة أن من وجد الماء بعدما صلى بالتيمم لا يعيد الصلاة ولو كان قبل خروج الوقت لأنه أدى ما عليه وإنما يبطل التيمم بوجود الماء إذا كان قبل الصلاة وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم :( فإذا وجد الماء فليتق الله وليمس بشرته ) يعني إذا وجد قبل الصلاة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خرج رجلان في سفر ، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا طيبا فصليا ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر ، ثم أتيا الرسول صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال للذي لم يعد : أصبت السنة وأجزأتك صلاتك وقال للآخر لك الأجر مرتين ) رواه أبو داود والنسائي لماذا يقوم التراب مقام الماء الحكمة والله أعلم في جعل الطهارة إما بالماء وإما بالتراب أن الماء والتراب هما أصلا الآدميين فبنوا آدم مخلوقون من تراب وماء فآدم خلقه الله من تراب وخلق سائر البسر من الماء ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين فالتراب والماء هما أصل الخلقة البشرية فجعلهما الله طهورا للأمة مواضيع ذات صلة |