|
#1 | |
عضوة شرفية |
أسباب غلق أبواب التوفيق عن الناس
أسباب غلق أبواب التوفيق عن الناس:
1- قَالَ غِذَاء بْنُ عِيَاضٍ رحمه الله وَرَضِيَ عَنْهُ : مَنْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الْهَوَى وَاتِّبَاعُ الشَّهَوَاتِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ مَوَادُّ التَّوْفِيقِ . 2-وقيل لحكيم: ما الشيء الذي لا يستغني عنه المرء في كل حال؟ فقال: التوفيق من حرم التوفيق، فأقطع ما يكون إذا اجتهد. .. 3-وشرف الإنسان موقوفٌ على أن يكون فاتحاً لباب من أبواب الخير على نفسه وعلى غيره ، فإن لم يكن ذلك فلا أقل من أن يكون مقتفياً لأثر من كان فاتحاً قبله ؛ ومن تقاعس عن هذين الأمرين فهو الخاسر الذي جهل قيمة نفسه ، وضل عن غاية حياته ، وحرم التوفيق في إصابة رشده ؛ والله المستعان . 4- قال ابن القيم رحمه الله : قال شقيق بن إبراهيم أغلق باب التوفيق على الخلق من ستة أشياء : أولا : اشتغالهم بالنعمة عن شكرها ثانيا : رغبتهم في العلم وتركهم العمل ثالثا : المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة رابعا: الاغترار بالصالحين وترك الإقتداء بأفعالهم خامسا : إدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها سادسا : إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها قلت أي (إبن القيم) : وأصل ذلك عدم الرغبة والرهبة وأصله ضعف اليقين وأصله ضعف البصيرة وأصله مهانة النفس ودناءتها واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ؛ وإلا لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترضى بالدون فأصل الخير كله بتوفيق الله ومشيئته وهو شرف للنفس ونبلها وكبرها . وأصل الشر خسة النفس ودناءتها وصغرها . قال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) أي أفلح من كبرها وكثرها ونماها بطاعة الله وخاب من صغرها وحقرها بمعاصي الله فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات . فكل نفس تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها وهذا معنى قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) فالفاجر يعمل على بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي والإعراض عن النعم والمؤمن يعمل بما يشاكله من شكر النعم ومحبة خالقه والثناء عليه والحياء منه والتودد إليه والمراقبة له وتعظيمه وإجلاله . والله أعلم مواضيع ذات صلة |