رد: مجــــلة أزيــــــــــــاء الاسلاميه العدد الخامس
مجــــلة أزيــــــــــــاء الاسلاميه العدد الخامس
قال تعالى:
((وكذلك جعلناكم امةً وسطا لِتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ....)){البقرة 143}
هذه الآية تبين ميزة من ميزات هذه الامة ،وهي ان الله قد جعلها امة وسطاً.
((وسطاً)) بكل ما تحويه الكلمة من المعاني والظلال ، فهذه الأمة أمة الوسط بمعنى العدل والقسط في الحقوق ؛ لأنها مطالبة بإقامة القسط في الارض كلها ،وعندما تترك هذا الدور يسود الظلم بين الامم وتذهب الحقوق بين الناس.
وهي امة الوسط الذي هو بين الإفراط والتفريط سواء في العبادات او العادات او العقائد والتصورات والأخلاق .
فإن كان غير هذه الامة قد غلا في نبي او وَليٍ ورفعه إلى درجة التقديس الإلهي ،
او كان غيرها قد فرّط في حق نبي او صالح فقتله او اهانه فإن هذه الامة هي صاحبة الموازين القسط
التي تضع كل شيء في مكانه الذي اراده الله بلا إفراط أو تفريط .
وإن كان غيرها من الأمم قد شدد في شأنٍ من شؤون الدين أو تهاون وضيَع فإن هذه هي الأمة الوسط.
من أجل ذلك كانت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس لأن من معاني الوسط الأفضل والأخيَر، فهي أفضل الأمم واخيرها وأحقها في قيادة البشرية إلى سمو الاسلام وعليائه.
والأمة التي تمتازبهذه المعاني -التي تجمعها كلمة الوسط - هي الجديرة بأن تكون صاحبة الشهادة على الأمم في الدينا والآخرة ،كما كان رسول الله -صاحب المكانة وصاحب المنهج الوسط -شهيداً على أمته في الدنيا والآخرة.
ولقد كانت هذه الشهادة على الأمم لأمة محمد دون غيرها من الأمم ؛ لأنها حملت هذا الدين بقوة ولم تعنت، ولأنها كانت النموذج الذي يجب أن تحتذي به كل الأمم بإمثالها وتمسكها وتطبيها لدينها وأوامر ربها .
وهذه الأمة لها الشهادة لأنها أمسكت بإيدي الأمم الأخرى لتصعد بها في مراقي الإنسانية التي جاء بها الأسلام .
هذا في الدنيا ،أما في الآخرة فشهادتها أنها ستكون الحجة على العالمين لأنها حُمّلت الأمانة فحملتها وبلغتها.
وهي شاهدة في الآخرة للأنبياء جميعاً بين يدي الله على أممهم التي كذبتهم ؛كما جاء في الحديث الصحيح.
وإذا كانت امة ُ محمد هي امة الوسط والشهادة فلا ينبغي لها أن تكون أمةً تابعة بل يجب أن تكون أمة متبوعة بمعنى أن من ينتمي لهذه الأمة لا يجوز له أن يكون متبوعا لفكر أو عاداتٍ تحكم حياته تقليداً وتبعيةً لأمم اخرى.
لا تنسونا من صالح الدعاء .....
|