… قبل أن تحاسبوا :
أن لنفرح بالأيام نقطعها ……. وكل يوم مضى يدني من الأجل
فأعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً …….. فإنما الربح والخسران في العمل
أن الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم .
ثم أما بعد :-
أخواني واحبتي في الله
اعلموا أني والله احبكم في الله و أتمنى لكم السعادة في هذه الدنيا وفي الآخرة كما أتمنى تلك السعادة لي ولسائر احبتي في الله ، واسأله سبحانه وتعالى أن يجمعني وإياكم في جنة عرضها عرض السموات والأرض فيها من النعيم ما لذ وطاب وحسن المآب وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر نعيم في نعيم في نعيم وزيادة فوق هذا كله رضوان الله علينا ورحمته بنا والنظر الى وجه سبحانه وتعالى فأي نعيم بعد هذا
أساله ان لا يحرمني وآيكم واخواني المسلمين المؤمنين حقاً من لذة النظر إلى وجه سبحانه وتعالى علواً كبيرا .
أخي الحبيب لنقف وقفه قليلة لا تأخذ من وقتك ثواني أو دقائق معدودة ، وقفه مع النفس
فهل خلوة بنفسك يوماً فحسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال ؟
وهل حاولت يوماً أن تعد سياتك كما تعد حسناتك ؟
بل هل تأمات يوماً طاعتك التي تفتخر بذكرها ؟
نعم اخي بل حبيبي في الله
أن أعمالنا الخيرة وأن كثرة فلا تخلوا من الرياء والسمعة وحظوظ النفس التي تقودنا الى المكاره والأخطار ثم نحمّل أنفسنا بالأثقال من الأثام والذنوب التي لم نعد نفرق بينها وبين الصح والخطا من اعمالنا .
اخي في الله قف لحظه
وسال نفسك كيف القدوم على الله وأنت على هذه الحال
تأمل بقلبك قول المولى سبحانه وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )) الحشر(18-19) .
و (( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (الزمر:54) .
قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبو ، وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذً تعرضون لا تخفى منكم خافيه )) وقد مدح الله تعالى أهل طاعته بقوله ((إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ(57)وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ(58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ(59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ(60)أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (المؤمنون:57-61)
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه ال فقلت : أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون فقال : (( لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، ويخافون الا يقبل منهم ، أولئك يسارعون في الخيرات )) [ رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد]
أخي في الله
هكذا كان السلف يتقربون الى الله بطاعات ويسارعون إليه بأنواع القربات ويحاسبون أنفسهم على الزلات ، ثم يخافون الا يقبل الله أعمالهم .
فيا أخي في الله اعلم رحمك الله أن واعظ الله في قلبك
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً ، وعلى جنبتي الصراط سوران ، فيهما أبواب مفتحة ، وعللا الأبواب ستور مرخاة ، وعلى الصراط داع يدعو يقول : يا أيها الناس اسلكوا الصراط جميعاً ، ولا تعوجوا ، وداع يدعو على الصراط ، فإذا أراد أحدكم فتح شئ من تلك الأبواب قال : ويلك لا تفتحه ، فإنك أن تفتحه تلجه . فالصراط الإسلام ، والستور : حدود الله ، والأبواب المفتحة : محارم الله ، والداعي من فوق : واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم )) [رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني ] .
فهل استجبت _ أخي في الله
لواعظ الله في قلبك وهل حفظة حدود الله ومحارمه وهل انتصرت على عدو الله وعدوك ، (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6) .
أخي الحبيب في الله
حق على الحازم المؤمن بالله واليو م الأخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضيق عليها في حركاتها وخطواتها .
(( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة7-8) .
و (( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً)) آل عمران: من ال30) .
أخي في الله
قال الفضيل لرجل : كم عمرك قال ستون سنه ، قال له : أنت منذ ستون سنه تسير الى الله توشك أن تصل .
وقال أبو الدر داء : أنما أنت أيام ، كلما مضى منك يوم مضى بعضك .
فيا أبنا العشرين كم نات من أقرانك وتخلفتم . ويا أبنا الثلاثون اصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم . ويا أبنا الأربعين ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم . ويا أبنا الخمسين تنصفتم المائة وما أنصفتم . ويا أبنا الستين أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم ، أتلهون وتلعبون لقد أسرفتم .
ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أعذر الله الى من بلغه ستين سنه )) .
أخي الحبيب في الله
كم من صلاة أضعتها .. كم جمعة تهاونت فيها .. كم صيام تركته .. كم زكاة بخلت بها .. كم حج فوته .. كم معروف تكاسلت عنه .. كم منكر سكت عليه .. كم نظرة محرمة أصبتها .. كم كلمة فاحشة تكلمت بها .. كم أغضبت والديك ولم ترضِهما .. كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه .. كم من الناس ظلمته .. كم من الناس شتمته .. كم من الناس اغتبته .. كم من الناس أخذت ماله ..
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أتدرون من المفلس قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال (( إن المفلس من امتي يا تي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، وياتي قد شتم هذا وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطياهم فطرحت عليه ،ثم طرح في النار )) رواه مسلم .
اسال الله أن يحسن أعمالنا ظاهرها وباطنها وأن يحسن خواتيم إعمالنا وأن يجعلنا من الذين يدخلون الجنة من غير حساب اللهم آمين العالمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه احمعين .
كنت اتصفح ورأيت الموضوع فاأعجبني وأحببت نقلة لكم وكل عام وأنتم بألف خير وعافية
__________________