|
#1 | |
:: كاتبة نشيطة :: |
الــحب والاعـــجـــاب
هل ثمة فرق بين الحب والإعجاب ؟
كلاهما ينبعان من مصب واحد .. القلب البشري بطيبته و مشاعره الطيبة الدافئة الحانية الحالمة ؛ لكن يبدو أن الإعجاب هو حب بالعقل ، والحب هو إعجاب بالقلب ………………. كما أن الحب شعور خاص يجمع بين إثنين و فيه شيء من الأنانية و حب التملك ؛ بينما الإعجاب هو شعور عام تجاه شخص ما فيه الكثير من الفضول و اللهفة . فقد يعجب المرء بشخص دون أن يحبه ، لكن لا يمكن أن تحب شخصا دون أن تعجب به !! و الحب لا يأتي إلى قلب إنسان لأن إنسانا آخر معجب به .. بل الحب يأتي إلى قلب الشخص الآخر لأن قلب إهتم به و حن علية و عامله بلطف وحنان !! فالإعجاب إحساس لطيف و خفيف و مدهش و آسر و الحب إحساس يترجم السلوك و التصرف …………. و المرء إذا لم يجد ما يعجبه فسوف يعجبه مايجدة ، لأن القناعة أحياناً هي : رضى لكل من بخلت عليه الحياة بشيء من أمانية و أحلامة . و لعلّ من أكبر أخطاء الرجل في الحياة ، أن يعجبه وجه إمرأة أو عيناها فيتزوجها كلها و ليس فقط وجهها الذي أعجبه أو عيناها التي سحرته ، و لا عجب في ذلك لأن الأئتلاف بين قلبين و روحين أعمق من ذلك بكثير وأبعد مدى . و لعلّ السؤال المؤلم المقلق المحيّر الذي يقلق الأغنياء دائما : " هل يعجب الناس بي لذاتي أم لنقودي ؟؟ " و هو بلا شك سؤال حيوي وجوهري .. فالمال يغير كل شيء و يجعل من البخيل حريصاً و من الجبان حكيماً و من الظالم مظلوما ……..!!! و إذا كان المثل العربي القديم يقول : " كل فتاة بأبيها معجبة " كـ دلالة على تلك العلاقة الخاصة و الحميمة بين الفتاة و أبيها و كيف أن الأب يحب إبنته أكثر و يحنو عليها أكثر من أبناءة الأولاد ، و كذلك الحال لدى الإبنة التي تهتم بأبيها و تحنو عليه و تراه أجمل الرجال و أطيب الرجال و أكرم الرجال .. فهو الرجل المثالي في حياتها التي ترى فيه كل صفات فارس الأحلام ، أقول إذا كان المثل العربي يقول ذلك ، فإنني أستطيع أن أقول وبكل صدق : " كل أم بإبنها معجبة " و هذا الأمر حقيقي و متعارف عليه فكل أم ترى في إبنها الجمال و الرجولة و الشهامة و أنه يستحق الكثير من الخير و تحقيق الأحلام الكبيرة في هذه الحياة !! و أجمل مافي مشاعر الإعجاب أنها لحظات ممتعة و أحاسيس و مشاعر غامضة .. فقد نظن أن الشخص الآخر معجب بنا كما نشعر نحن تجاهه لكننا غير متأكدين من هذا الإحساس و هذا يعني إرتباطنا بأرض الواقع دون إقتحام لحياة الطرف الآخر أو خصوصيته .. و قد يكون التقرب بشكل لائق إجتماعياً مما يعني بداية لعاطفة حب أو صداقة بين قلبين .. و قد ينبيء التقرب عن نهاية هذا الإعجاب حينما يتعامل أحد الطرفين مع الآخر بجفاء وتعالي ……. و عادة ما تكون مشاعر الإعجاب المتبادل بين الفتيات أكثر من الشباب ، ربما لكون العاطفة لديهن هي الغالبة على تفكيرهن و حياتهن ، فيما الشباب عادة لا يهتمون بمثل هذه المسائل و ربما إعتبروها شيئاً من الإبتذال و السخرية ، و لا تقتصر هذه المشاعر على الفتيات فقط في عمر واحد أو متقارب ، بل ريما تتجه مشاعر الإعجاب بين الطالبات و المعلمات و العكس صحيح أيضاً ، و هي في الغالب مشاعر دافئة و بيضاء وبريئة ونقية تتسم بالرقة و العذوبة و الطيبة . و مادام الحديث عن الإعجاب ، فهناك قصة تجمع بين الحزن و الطرافة تبيّن الفرق بين الحب والإعجاب ….. تحكي قصة طالبة أنهت المرحلة الثانوية و أختيرت مع مجموعة من الطالبات المتفوقات لقضاء سهرة في قصر عابدين مع الملك فاروق ، كـ تكريم لهن . و حين شارفت الحفلة على الإنتهاء إختارها الملك فاروق و دعاها لكي تسير معه في حديقة القصر ؛ و تحدث معها ببساطة و قضى معها ساعة ونصف بلا ملل ؛ ثم إنتهى الحفل ، لكن القصة لم تنتهي بالنسبة للفتاة ، فقد أثرت الحادثة كثيراً على نفسيتها بشكل كبير ، جعلها ترفض الإرتباط و الحب و أغلقت قلبها تماماً ؛ و أصبحت بكل بساطة .. تحلم بأن تكون الملكة و أن ترتبط إرتباط رسمي بالملك فاروق . إذ لم تسمح نفسية الفتاة الهشة ذات السبعة عشرة عاماً بغير هذا و لم تفهم أن كل ماحدث لها بـ كل ضخامته .. ليس سوى حادثة تافهة بالنسبة للملك . هل قرأتم ذلك : " حادثة تافهة بالنسبة للملك " و هذا ما أتذكره تماماً كلما رأيت جموع الناس تلتقي بلاعب أو فنان أو ممثل في مكان عام ، كل ما يحدث من المعجبين به من سلام و تواقيع و تحيات .. ما هي إلاّ في النهاية : " حادثة تافهة بالنسبة لهم " ………… تحياتي لكم / لقلوبكم .. جميعاً اختكم ,,اللــــــؤلـــــؤه:11_1_207[1]: مواضيع ذات صلة |