|
05-16-2012, 08:07 PM | #1 |
:: كاتبة فضيّـة :: |
ماضي الزوجين وكيف نتعامل معه!
دخل عليَّ هو وزوجته ، وقال لي: أقول لك باختصار مشكلتي ، فأنا على علاقةٍ بهذه المرأة منذ زمن ، وإني أحببتها ، وكنت في الماضي أمارس الحرام معها وهي كذلك ، ولكننا تبنا إلى الله تعالى وتزوجنا ، وعلاقتنا ممتازة والحمد لله . ولكني أعاني من مشكلة معها ، وهي تعرف ذلك : إني أشك بها كثيراً بسبب الماضي الذي بيننا ، ودائماً تراودني الخواطر بأنها على علاقة بشابٍّ آخر ، لدرجة أني لو اتصلت عليها وعلمت أن هاتفها مشغول فإن قلبي يحترق ، وتبدأ الشكوك وأقرر أن أطلقها ! وهي تقول لي: إنها صديقتي ، وأكتشف بعد فترة أنها صادقة ، ولكني تعبت من مشاعري تجاهها ، وأحيانا أشعر أني أكرهها عندما أشكُّ بها ! فالتفتُّ إليها وسألتها عدةَ أسئلة ، فأكّدت ما ذكره زوجها ، وقالت: والله إني تبت توبة نصوحة والآن أنا محافظة على صلاتي وعبادتي تجاه ربي ، ودخلت في مشروع حفظ القرآن أنا وزوجي حتى نُكفّر عن الماضي ، وأنا كبرتُ بالسن وهو كذلك ، ولا أُفكر ولو للحظة واحدة أني سأرجع للماضي الذي عشته ، بعدما أنعم الله عليَّ بنعمة الهداية وذقت حلاوة الإيمان ، ولكني لا أعرف كيف أتعامل مع زوجي الذي يشك فيني دائماً ، فصرتُ كلما عملتُ اتصالاً عرضتُ عليه الرقم الذي اتصل به كل يوم ، حتى يطمئن قلبه . فالتفت عليَّ زوجها وقلت له : أولاً : احمد الله تعالى أن وفّقكم للتوبة من تلك المعصية الكبيرة ، وعليكما أن تجتهدا بالطاعة والعمل الصالح ، فربَّ سيئةٍ تقود صاحبها إلى الجنة كما قال الصالحون ، ويقصدون بها أن مَنْ فعل السيئة تظل أمام عينيه ، ويعمل طوال عمره في التكفير عنها والعمل الصالح ، فتكون سبباً في دخوله الجنة . ثانياً : إن الشك هو من مداخل إبليس عليك ، طالما أنه لا يوجد دليل مادي وواضح يدل عليه، فالأصل في العلاقة حسن الظن ، وهذا هو الأساس ولكني أقترح عليك أن لا تنجب منها طفلاً حتى تطمئن نفسك منها . ثالثاً : أودُّ أن أقول لك: إن ما ذكرته كذلك ينطبق عليك ؛ لأنك أنت لك ماض كذلك ، ولكنها هي صدَّقت توبتك وقبلتك ولم تشكَّ فيك ، فعليك أن تبادلها نفسَ المشاعر ، وتتعامل معها كما تتعامل مع نفسك . رابعاً : لو كل شخص لديه ماض تعاملنا معه مثل ما تتعامل أنت معها ، لَما رأيت معاملةً صادقةً بين الناس ، ولهذا لو تأملت في السيرة النبوية لوجدت أن أكثر الصحابة الكرام كان لهم ماضٍ سيء في الجاهلية ، وحين تابوا واهتدوا صلح أمرهم ، (والإسلام يجب ما قبله) ، وعفا الله عما سلف ، بل وأصبحوا للمسلمين قدوةً في سيرتهم بعد التوبة والإسلام . خامساً : تذكَّرْ دائماً المعاني الإسلامية ؛ لأنها تطرد وسواس الشيطان ، فإذا كانت زانيةٌ من بني إسرائيل أدخلها الله الجنة بسبب توبتها الصادقة وسقيا كلب ، فكيف بزوجتك وهي المسلمة التي تابت توبة صادقة وتقوم على خدمتك وخدمة أهلك ، وقد بادرت لحفظ القرآن والتزمتْ ؟ فنظر إليَّ وقال : والله كنتُ في حيرة من أمري ، وقد قرّرت الطلاق ، ولكن الكلمات التي ذكرتها لي جعلتني أُصحّح المسار ، وأعقد العزم على الاستمرار . فقلتُ لهما مودّعاً : إن الله يُبدّل السيئات حسنات ، وكما رآكما الله تعالى في معصيته ، فاحرصا على أن يراكما دائماً في طاعته ، فهذه بتلك . مواضيع ذات صلة |