|
#1 | |
:: كاتبة نشيطة :: |
دهشة
انا لا ازال في دهشة من امر الاعرابيات في حملهن وولادتهن....انها لفي شهرها التاسع وهي اشد ما تكون ثقلا وعناء بجنينها وهي مع هذا اشد ما تكون امعانا في عملها او ترحالها في الصحاري والقفار حتى اذا جاءها المخاض تنحت عن الطريق قليلا فولدت وقطعت حبل السرة لوليدها بالحجر ثم لفته والقته على ظهرها وتابعت السير كأن شيئا لم يحدث ولا يعلم احد ممن في الركب من امرها شيئا.
ونساؤنا المدنيات تحشد لولادتهن القابلة او الطبيب والمساعدة من ممرضة او قريبة وتسعف اثناء المخاض بكل ماتوصل اليه الطب الحديث من وسائل التيسير وتخفيف الآلام وتعقيم الادوات والآلات والاربطة والعلاجات فاذا ولدت ظلت في فراشها في البيت او في دار التوليد اياما لاتغادر سريرها الا لماما وتظل بعد ذلك اياما اخر لا تاتي من اعمال البيت الا بأيسرها وأخفها والكل يشفقون عليها ان تنزعج او ينزعج الوليد مدة نفاسها خشية ان ينالها ما لا تحمد عقباه. فما السر في هذا الفرق العجيب بين المدنيات والبدويات؟؟! اهو ترف الحضارة الذي يضعف في الجسم المقاومة؟وخشونة البداوة التي تقوي فيه المناعة والقدرة على تحمل المشاق؟ فان كان هذا سر الفرق بين الأمين , فما الفرق بين الوليدين؟ ايولد ابن البدوية محصنا ضد الضعف والمرض فلا يتعرض لما يتعرض له اطفال المدن بعد ولادتهم مما يحتاجون معه الى عناية الطبيب وسهر الام والحاضنة ؟ وان كان هذا صحيحا افليست البداوة اسلم عاقبة من الحضارة مع ما نمنحنا اياه ؟ ايا ما كان الامر فلن نفضل البداوة على الحضارة ! ان الانسانية لن تتطلع الى الوراء......البعيد.....البعيد مواضيع ذات صلة |