رد: تفسير مبسط لسورة البقرة وعلى حلقات
تفسير مبسط لسورة البقرة وعلى حلقات
الآية 198
( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين )
يحل الله المتاجرة فى موسم الحج
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحج عرفات " والوقوف من الزوال ( الظهر ) إلى طلوع فجر اليوم التالى ويمكن التحرك بعد الغروب
وبعد المرور بالمزدلفة وصلاة المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين وذكر الله وسميت المزدلفة المشعر الحرام لأنها داخل الحرم
وينبه سبحانه على ما أنعم الله به على المؤمنون من الهداية بعد الضلال
الآية 199
( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )
كان أهل قريش يقفون فى طرف الحرم ويقولون نحن أهل الله فى بلدته وقطان بيته ولذلك أمرهم الله أن يقفون عرفات مع الناس ويندفعوا إلى المزدلفة مع جمهور الناس
الآيات 200 ـ 202
( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم ءاباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا فى الدنيا وما له فى الآخرة من خلاق * ومنهم من يقول ربنا ءاتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب *)
يأمر الله بالإكثار من ذكره فور الإنتهاء من المناسك كقول الصبى لأبويه أبى أمى فذكر الله والدعاء أمر
ومن أكثر الدعاء أعطاه الله الدنيا والآخرة ومن طلب الدنيا فقط أعطاه الدنيا وليس له حظ فى الآخرة
وحسنة الدنيا هى كل مطلب دنيوى من زوجة صالحة ومال وأبناء وعمل حلال وصحة وعافية وعلم نافع وحسنة الآخرة هى الجنة والبعد عن النار وتيسير الحساب ونور القبر والتقوى والرضا من الله
الآية 203
( واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون )
قيل أيام معدودات هى أيام التشريق وهى أيام العيد 10 ، 11 ، 12 ، 13 وهى أيام أكل وشرب وذكر لله خلف الصلوات وسائر الأحوال
وكان عمر رضى الله عنه يكبر فى قبته فيكبر باقى أهل السوق بتكبيره فتهتز منى بالتكبير ، وأيضا عند رمى الجمرات
ومن تعجل فى الرمى أيام 10 للجمرة الكبرى ثم 11، 12 فقط فلا ذنب عليه ثم ينزل الحرم لطواف الإفاضة ، ويدعو الله الناس للتقوى فى سائر المعاملات
الآيات 204 ـ 207
( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله علىما فى قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد * ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد * )
يقول الله سبحانه أن بعض الناس وهم المنافقون يظهر الإسلام ويبارز الله بما فى قلبه من كفر ونفاق ، فيظهر الحلف للناس بالإيمان ويقول الله شهيد على أنه كذلك وأن ما فى قلبه يوافق ما يظهره ولكن فى الحقيقة أن ما فى قلبه هو العوج وكذب وافتراء فهو سيئ الأفعال واعتقاده فاسد وفعله فاسد قبيح يدمر كل شئ
وقوله ( يهلك الحرث والنسل ) معناه يهلك محل نماء الزروع ونتاج الحيوانات ــــ أى يهلك كل شئ بفعله القبيح
والله لا يحب الفساد
وإذا وعظ هذا الفاجر بالرجوع عن فعله ويتق الله فإنه يغضب وتأخذه الحمية بسبب ما فعل من آثام ، ومثل هذا ليس له سوى الجحيم كافية لإهلاكه
وقوله ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله ) أن هناك نوع آخر من الناس وهو المؤمن على حق يدفع أمواله ونفسه ليرضى عنه الله
وهذه نزلت فى صهيب الرومى إذ أنه أسلم فى مكة ثم أراد الهجرة فمنعه الناس أن يأخذ ماله معه فتركه كله وهاجر فنزلت الآية فيه فقال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه ربح البيع ، أما أنتم (من أخذوا ماله ) فلا أخسر الله تجارتكم فسأل ما ذاك قيل له أن الله أنزل هذه الآية
وقيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له " ربح البيع صهيب "
ثم فسر بعد ذلك أن هذه الآية لكل مجاهد فى سبيل الله
|