|
#1 | |
:: كاتبة مميزة :: |
تفسير سورة الأنفال
تفسير سورة الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم الآية 1 ( يسئلونك عن الأنفال ، قل الأنفال لله والرسول ، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) نزلت سورة الأنفال فى غزوة بدر. النفل هو ما تبقى من غنائم بعد التقسيم الأصلى يعطيه الإمام لبعض الأشخاص . وقد نزلت فى سعد بن مالك إذ طلب سيفا من الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال له صلى الله عليه وسلم " ضعه من حيث أخذته " مرتين ، فطلبه الثالثة فنزلت الآية . يقول الله تعالى أن الأنفال هى لله وللرسول يعطيها من رأى استحقاقه لها واتقوا الله فى أموركم وأصلحوا بينكم ولا تخاصموا ولا تشاجروا بسبب الغنائم وأطيعوا الله ورسوله فيما قسم بينكم بعدل وانصاف . الآيات 2 ـ 4 ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا ، لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) يعرف الله صفات المؤمنين بأنهم تفزع وتخاف قلوبهم عند ذكر الله فيفعلون أوامره ويتركون نواهييه وهو الرجل يهم بالمعصية فيقال له اتق الله فيتراجع عن ظلمه وإذا قرئ عليهم القرآن يزيدهم إيمانا بالله ويتوكلون على الله ولا يقصدون غيره ولا يطلبون إلا منه . ويقيمون الصلاة فى أوقاتها ويجيدون إتمام شعائرها فى خشوع ويحسنون وضوءها وينفقون من أموالهم فى المصارف التى حددها الله حلالا طيبا هؤلاء المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون حق الإيمان . ولهم منازل عند الله ومقامات ويغفر لهم سيئاتهم ويجازيهم حسناتهم . الآيات 5 ـ 8 ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون * يجادلونك فى الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون * وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ) يقول تعالى : كما اختلفتم عند تقسيم الغنائم فانتزعها الله منكم وجعلها لله وللرسول ليعدل فى التقسيم وكان فى ذلك المصلحة لكم أيضا كرهتم الخروج إلى الأعداء لتقاتلوهم فجعله الله قدرا لكم وخرجتم وعدوكم على غير موعد للقتال وجعل لكم النصر. يجادلونك يا محمد فى القتال كراهية لقاء المشركين كأنهم يسحبون إلى الموت ويعدكم الله أن يجمعكم مع الفئة التى لها قوة ويريد أن ينصركم عليهم ويظهر دين الله عليهم ويرفع كلمة الإسلام والله يعلم عواقب الأمور ويرفع كلمة الحق ويبطل الباطل مهما حاول الكافرون غير ذلك . وفى هذا المعنى تكون الآيات ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) الآيات 9 ـ 10 ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم ، وما النصر إلا من عند الله ، إن الله عزيز حكيم ) يوم بدر كان عدد المسلمين ثلثمائة وعدد المشركين يزيد على الألف استقبل النبى صلى الله عليه وسلم القبلة وقال داعيا لله " اللهم أنجز لى ما وعدتنى ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد فى الأرض أبدا " وأخذ يستغيث ويدعوالله حتى سقط رداءه عن كتفيه ، فجاء أبوبكر فألبسه رداءه وقال : يا نبى الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله الآية : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) يقول سبحانه أنه يمد المسلمين بألف جندى من الملائكة متتابعين . وهذا لتطمئن قلوب المسلمين وإنما النصر هو من عند الله وليس بقتال الجنود ، فالله قوى لا يغالب وحكيم فى أقواله وأفعاله . الآيات 11 ـ 14 ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام * إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا ، سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان * ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ، ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب * ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار ) أنعم الله على المؤمنين بالنعاس ليخفف من خوفهم لقلة عددهم وكثرة عدوهم كما حدث يوم أحد ، ويذكرهم الله بذلك .وأنزل عليهم مطرا من السماء ليطهرهم به من الحدث الأصغر والأكبر ويزيل عنهم وساوس الشيطان فذلك تطهير جسدى ونفسى ، ويثبت قلوبهم وعزائمهم . ويوحى الله للملائكة بأن يقاتلوا مع المؤمنين وأن الله معهم ينزل فى قلوب الكافرين الخوف الشديد ويأمر الملائكة بأن يضربوا أعناق الكفار ويضربوا كل بنان كل مفصل وطرف فى أيديهم وأرجلهم وهذا لأنهم خالفوا طريق الله ورسوله وتركوا الإيمان وشقوا عن طريقه . ومن يخرج عن طريق الله فإن الله يعاقبه أشد العقاب . ذوقوا أيها الكفار العذاب فى الدنيا ولعذاب الآخرة فى جهنم أشد . الآيات 15 ، 16 ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم ، وبئس المصير ) يأمر الله المسلمين بعدم الفرار من الزحف وقتال الأعداء فيقول : يا أيها المؤمنين إذا تقاربتم من الكفار للقتال فلا تفروا وتتركوا القتال فمن يعطى ظهره إلا لكر وفر وخدعة قتال أو الإنضمام إلى جماعة أو لفن قتال فمن يهرب فقد رجع ـ باء ـ عليه غضب الله عليه وله جهنم وسيئ المصير فى النار . مواضيع ذات صلة |