|
#1 | |
:: كاتبة ألماسيّـة :: |
كل فتاة بأبيها معجبة
خرجت العجفاء بنت علقمة السعدي ذات ليلة مع ثلاثة نسوةمن قومها إلى روضة من الرياض فوافين بها ليلا في قمر زاهر وروضة معشبة , فلما جلسن قلن : ما رأينا كالليلة ليلة , ولا مثل هذه الروضة روضة . ثم أفضن في الحديث فقلن : أي النساء أفضل ؟ قالت احداهن : الخرود الودود الولود وقالت الاخرى : خيرهن ذات الغناء وطيب الثناء وشدة الحياء وقالت الثالثة : خيرهن السموع الجموع النفوع وقالت الرابعة : خيرهن الجامعة لأهلها الوادعة الرافعة لا الواضعة . ثم قلن : فأي الرجال أفضل ؟ قالت إحداهن : خيرهم الحظى الرضى غير الخطال ولا التنبال . وقالت الثانية : خيرهم السيد الكريم ذو الحسب العميم والمجد القديم . وقالت الثالثة : خيرهم السخي الوفي الرضي . الذي لا يغير الحرة ولا يتخذ الضرة . فقالت الرابعة : وأبيكن أن في كل ما قلتن : كرم الأخلاق والصدق عند التلاق والفلج عند السباق ويحمده الرفاق . فقالت العجفاء عند ذلك : ( كل فتاة بأبيها معجبة ) أي أنها ترى فيه خيراً من غيره وإن لم يكن . وهكذا يزهى المرء بعمله ويفضله على غيره وإن كان دونه , انتصاراً له . ويفرح المرء بأبنائه ويرى فيهم أذكى البنين وانضر الناس وإن لم يكونوا . ويمدح عشيرته إلا برأيه وينبذ رأي غيره وإن كان ذا قيمة , تعصباً لنفسه , وحينذاك يقال : ( كل فتاة بأبيها معجبة ) . أي كل أمرئ يفضل ما عنده على ما عند الناس مواضيع ذات صلة |