|
#1 | |
:: كاتبة ذهبيّـة :: |
لا تقولي لم تقتنعي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال فضيلةُ الشَّيخ عليُّ بن حسنٍ الحلبي -حفظهُ اللهُ :- «ينبغي تعليمُ بناتِنا، وتدريبُهنَّ، وتربيتُهنَّ منذ الصِّغر، حتى إذا كبِرتْ؛ تَجد قبولًا للحجاب، تجد قبولًا للِّباس الشَّرعي السَّاتر، تجد قَبولًا للنُّفرة مِن هذا التبرُّج السَّافر -والعياذُ بالله-. أمَّا أن نتهاونَ معهنَّ صغيرات؛ فسيكونُ الجُهد منَّا أضعافًا مضاعفةً عندما يَكبَرنَ ؛ بحيث تقول الواحدةُ منهنَّ لأبيها، أو لأمِّها، أو لأخيها، أو لعمِّها، أو لجدِّه ا: (والله أنا لم أقتنعْ بالحجاب ) !! اللهُ أكبرُ!! هذه كلمةٌ شيطانيَّة يُلقيها إبليس الخسيس على لِسان الملاحيد! نسأل الله العافية. لأن القناعة مرتبطةٌ بأصل الشَّرع: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ } ؛ في كلِّ شيءٍ قضيتَ به، وأمرتَ به أو نَهيتَ عنه؛ أمَّا هذا (أقتنع)، وهذا (لا أقتنع)!! تقتنع أو لا تقتنع في مسائل خلافيَّة بينك وبين جارِك أو صاحبِك أو زميلِك؛ أمَّا في مسائل الشَّرع المقطوع بها، الثَّابتة بالنصِّ أو الإجماع -كمسألة الحجاب-؛ لا يجوز أن نسمحَ لبناتِنا أو أخواتِنا أو زوجاتِنا أن تقولَ الواحدةُ لنا: (أنا لستُ مقتنعة)! أو (ألبس عندما أقتنع)! { تِلكَ إِذًا قِسمةٌ ضِيزَى } ؛ هذه قسمةٌ فاسدةٌ ما أنزل الله بِها من سلطان، والله -تَبارَكَ وتَعالَى- يقول: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } ، و(أَمْرًا): نكرةٌ، والنَّكرةُ تُفيد العُمومَ، فكلُّ نصٍّ في الشَّريعة يكون حُكمُه عامًّا بالرِّجالِ والنِّساء، أو خاصًّا بالرِّجال -دون النِّساء-، أو بالنِّساء -دون الرِّجال-؛ يجب على كلِّ مَن توجَّه إليه الحُكم أن يتلبَّس به، وأن يلتزِمَ به، وأن يَندرجَ تحت حُكمِه، هذه هي العُبوديَّةُ الحقَّة، ليست العبوديَّة الحقَّةُ عبوديَّةَ التَّشهِّي، ليست العُبوديَّةُ الحقَّة عُبوديَّةَ التَّمنِّي؛ الأمرُ كما قال اللهُ في كتابهِ العزيز -وهو أصدقُ القائلين-جلَّ في عُلاه، وعَظُمَ في عالي سَماهُ :- { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)؛ أي: أوَّلُ المُستسلِمين لأوامرِ ربِّ العالمين». [تفريغًا من أحد المجالس الرمضانية حول (أحكام العيد)، 28رمضان1430هـ]. اللهم أجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا مواضيع ذات صلة |