|
05-10-2013, 09:24 AM | #1 |
:: كاتبة فضيّـة :: |
هذا ما تعلمته من حياتي مع زوجتي
لطالما استمعنا لرأي الزوجة و تعريفها للعلاقة الناجحة بين الزوجين، و أسباب بلوغها. محاولة منا أن نستمع للجانب الآخر من الحكاية، سألنا الزوج عن رأيه، و عن بعض النصائح التي توصل إليها، مما تعلمه من حياته مع زوجته.
قدّري قيمة شريكك التقدير كلمة كثيرة الذكر بين الزوجين، ولكنها لا تطبق دائماً بالشكل الصحيح. كثير من المشاكل التي تنشأ بين الأزواج تكون بسبب اعتقاد أحدهما بأنه وعمله أهم من الطرف الآخر مما يسمح له بالتصرف كما شاء لأنه قدّم الكثير وأن هذه التصرفات من حقّه. يمضي الزوج نهاره بالعمل و الكد خارج المنزل و ينظر إلى عمل زوجته (خصوصاً إذا كانت ربة منزل) بأنه عمل سهل بسيط لا يتطلبها الكثير من الجهد، بالمقابل ترى الزوجة نفسها كالشخص الذي يتحمل كل المسؤوليات، من تربية الأطفال و إدارة المنزل، و أن زوجها لا يساعدها كثيراً داخل المنزل. من هنا تنشأ المشاكل و يبدأ كل منهما بمحسابة الآخر على تقصيره و يحملّه مسئولية أي خلاف يحدث. لتفادي نشوب هذه الخلافات، على كل منهما أن يتذكر أن الزواج شراكة بين اثنين، تتوزع المهمات فيها بينهما، و أن كل منهما يحمل عبء مسؤولياته ويقوم بقصارى جهده لإتمامها، و من هنا على الطرف الآخر أن يقدّر دور شريكه و يحترمه، و أن يبادره بالثناء و الشكر ليُعلِمه بتقديره و يشعره بأهميته. لا تحاولي تغيير شريكك عند بداية حياتك مع الشريك، يسود الود و الحب بينكما و يتقبل كل منكما الآخر و كل ما يبدر منه. مع مرور الوقت، تبدأ المشاكل بالنشوب و تظهر الاختلافات بينهما و تتغير الصورة المثالية التي رسمها كل منهما في مخيلته. مع مرور الوقت، يبدأ كل من الشريكين بمحاولة تغيير شريكه و تغيير بعض الصفات التي تزعجه فيه. سواء كانت تفاصيل صغيرة أو كبيرة، هذا التصرف لا بد أن يزعج الشريك و يدفعه في بعض الأحيان للتظاهر والاصطناع ليرضي شريكه، أو يسبب له الضيق و الإحباط. عند قبولك بالاقتران بشخص ما فإنك تقبل به و بكل صفاته، السيء منها قبل الجيد، فلا تحاول تحويله لشخص آخر. إذا كان هناك تصرف معيّن يضايقك كثيراً و لايمكنك تحمله على الإطلاق، الجأي للحديث مع شريكك بهدوء وناقشيه عن سبب تصرفاته. تجنبي أسلوب المواجهة المباشر و توجيه الإتهامات، لأن لا بد من هذا أن يستفز شريكك و يجرحه. استعملي أسلوباً لطيفاً تركزين عليه على حل المشكلة بدل التجريح أو الانتقاد. أهم ما عليك تذكره هو أن الأسلوب، التوقيت، و المكان المناسب هم أدواتك التي ستساعدك على تجاوز أي خلاف بينكما، مهما كان كبيراً أو معقداً. لا تكرري الماضي ولا تصنعي المستقبل طبيعتنا البشرية تجعلنا نتأثر بالتجارب التي نمر بها و تجعل منا أفراداً مختلفين، و تكسبنا خبرات جديدة تصبح جزءً من شخصياتنا. عند بدء علاقة جديدة مع الشريك، لا بد أن لا يتصرف كل منكما متأثراً بالتجارب التي خاضها، الأشخاص الذين تعامل منهم، و الخلافات التي لا بد له أن مرّ بها و أثرت عليه سلباً في ماضييه. نتيجة لذلك لا بد أن تتعقد الأمور و سرعان ما يجد الشريك نفسه يُحاسب على أخطاء لم يرتكبها بالأصل و تصرفات لم تبدر منه بعد، نتيجة لترسبات شريكه من كل الخلافات العائلية، الشخصية، و المهنية التي مرّ بها. حاولي دائماً أن تتجاوزي مشاكلك السابقة و تبدأي صفحة جديدة من حياتك مع زوجك، عيشي في الحاضر و لا تكرري الماضي من جديد. من ناحية أخرى يلجأ بعض الأزواج للتخطيط للمستقبل بكل تفاصيله والبدء بصنعه على الطريقة التي يرغب بها، مبالغاً في بعض الأحيان بتوقعاته من شريكه. تصبح بعد ذلك الحياة مجرد محاولة لبلوغ تلك الصورة و صناعتها بكل تفاصيلها، سواء أمكن ذلك أم لم يمكن، سواء ناسب ذلك الشريك أو لا. كثيرٌ ما يقال: عيشي في اللحظة، و هذا تماماً ما عليك فعله. التخطيط للمستقبل أمر مهم، و هو أمر عليك بمشاركة شريكك فيه، لكن هناك مرحلة معينة عليك أن تتوقفي بعدها عن التفكير و تسمحي للأمور أن تأخذ مجراها الطبيعي. مواضيع ذات صلة |