الاخلاص
الاخلاص
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
له الحمد على ما أعطى و له الحمد على ما منع
فما أعطى إلا فضلا منه و كرماً و ما منع إلا لحكمة
فله الحمد دائما و أبدا
و الصلاة و السلام على من جعله الله سبباً لكل خير نحن فيه
اللهم صلى على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
و بارك على محمد و على آل محمدكما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
الإخـــلاص
قال ابن يحيى بن أبي كثير:
تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل.
يقول ابن أبي جمرة وهو من كبار العلماء:
وددت لو أنه كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلا،
فإنه ما أتى على كثير من الناس إلا من تضييع ذلك.
ما هو الإخلاص ؟
تعريف الإمام ابن القيم في مدارج السالكين
قال -رحمه الله تعالى-
«قيل الإخلاص: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة»
وقيل تعريف ثان ذكره ابن القيم: هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين،
وذكر تعريفاً ثالثاً للإخلاص: وهو استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن،
الإخلاص تعريفه الدقيق:
أن يقصد المسلم بأقواله وأفعاله وجه الله تعالى فيرجو الثواب ويخشى العقاب ويحذر الرياء والسمعة بين الناس.
وقيل الإخلاص هو :
نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق
قال تعالى :
﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-
(إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه)
شروط العمل الصالح:
1. الإخلاص
2. المتابعة
التحذير من عدم الاخلاص :
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-
إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار
رواه مسلم
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-
(من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله - عز وجل- لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة )
[رواه أبو داوود وابن ماجة]
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-
(لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا يتخير به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار)
[رواه ابن ماجة]
قيل لسهل التستري:أى شيء أشد على النفس؟
قال: (الإخلاص إذ ليس لها فيه نصيب).
يقول سفيان الثوري –رحمه الله- :
(ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي).
الوسائل المعينة على الإخلاص:
1. مجاهدة النفس
2. ملازمة تقوى الله
3. استحضار عظمة الله -سبحانه وتعالى- ومراقبته
4. الحرص على نيل الأجر من الله -سبحانه وتعالى- والإكثار من الحسنات
5. كثرة الدعاء والإلحاح على الله - عز وجل- أن يجعلك من المخلصين
(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
6. الاسرار بالعبادة
ثمرات الإخلاص
1. يحقق قول الله تعالى
﴿ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى ﴾
[ الليل: 21]
2. الإخلاص أساس لقبول الأعمال مع المتابعة والاقتداء
﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ [الكهف: 110]
3. الإخلاص سبب في قبول الدعاء
4. يرفع منزلة المسلم في الدنيا والآخرة
5. تتحقق له الطمأنينة في الدنيا ويشعر بالسعادة
(من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن جعل الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر الله له)
أخرجه الترمذي وابن حبان
6. الإخلاص منجاة من الشدائد والهموم والمصائب
قال تعالى
﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عملا ﴾
[الملك: 2]
قال الفضيل بن عياض:
يعني أخلصه وأصوبه
|