يموت فيّ شخص ويولد شخص جديد ،
والميتُ أنا والمولود أنا .
خلايا جسدي تتجدد كلها كل بضع سنوات حتى لا يبقى منها شيء مما كان .
عواطف نفسي تتبدّل فأحب اليوم ما كنت أكره بالأمس وأكره ما كنت أحب .
أحكام عقلي تتغيّر ، فأصوّب ما كنت أراه خطأ وأخطّئ ما كنت أجده صواباً .
فإذا كانت خلايا الجسد تتجدد ، وعواطف النفس تتغيّر ، وحكم العقل يتبدّل ،
فما هو العنصر الثابت الذي لا يتبدل ولا يتغيّر ؟ .
أقول ” قال لي عقلي ” و ” قلتُ لنفسي ” ،
فمن أنا – إذن –
إذا كانَ عقلي غيري فأقول له وكانت نفسي غيري فتقول لي ؟
العنصر الثابث الباقي هو الذي لا ينقص إن قُطعَ عضو من اعضائي ولا يموت إن متّ ،
بل يبقى حيّا يًحاسب فيكافأ أو يعاقَب . هذا العنصر هو ” أنا ” الحقيقي ،
وهو شيء من غير عالمنا الأرضي فلا تنطبق عليه قوانين علومنا الأرضية ، هو الروح .
( إن من تعوّد أن يكتب كل يوم في هذا الدفتر وجدَ فيه يوماَ نفسهُ التي فقدها )