اتصلت تستشيرني كيف تفعل
اتصلت تستشيرني كيف تفعل
لا تدعيه يحرضك عليه
يقول الشيخ محمد رشيد العويد
اتصلت تستشيرني كيف تفعل ، بعد نزاع حاد جرى بينها وبين زوجها ، تركت على إثره بيتها إلى بيت أهلها .
سألتها : كيف جرى النزاع ؟
قالت : عاد زوجي ليلة أمس متأخراً فثرتُ عليه ، وصرخت في وجهه ، واتهمته بعدم إحساسه بمسؤولياته تجاه بيته وأولاده ، وعبَّرت ، وأنا غاضبة ، عن ضيقي من إغلاقه هاتفه .
قلت : وكيف كان رده عليك ؟
قالت : ثار طبعاً ، وغضب غضباً شديداً ، واتهمني بالتحامل عليه ، وعدم واحترامه في كلامي معه .
قلت : ثم زاد غضبك ، وصرختِ فيه : لن أعيش معك لحظة واحدة ، وحملتِ بعض ثيابك ، وانطلقت إلى بيت أهلك ؟!
قالت : تقريباً هذا ما حدث .
قلت : لقد أخطأتِ في ما قلتِ وفي ما فعلت ِ !
قالت : وهو .. ألم يخطئ في تأخره ؟!
قلت : لنقل إنه أخطأ .. ما كان عليك أن تستقبليه بمثل ما استقبلته به .
قالت : ولكنه عاد متأخراً دون أن يخبرني ، ولم يترك هاتفه شغالاً لأتصل به .
قلت : تستطيعين معالجة ذلك بطريقة أخرى .
قالت : كيف ؟
قلت : كان عليكِ ، حين عاد متأخراً ، أن تقولي له ، وبصوت خفيض ، زاخر بالحب : حبيبي شغلت بالي عليك ، وعقلي صار يذهب هنا وهناك ، وزاد في قلقي أنني أتصل بك فأجد هاتفك مغلقاً . المهم الآن طمني إن شاء الله لم يصبك شر .
قالت : يا سلام ، ومن أين سيخطر لي هذا الكلام وأنا قاعدة أنتظر أكثر من ساعتين أضرب أخماساً بأسداس ؟!!
قلت : لو استعذت بالله من الشيطان الرجيم ، ودعوت الله تعالى أن يلهمك ما تقولينه لزوجك حين يعود لقلت كلاما خيراً من هذا الكلام وأجمل .
وبعد أخواتي الزوجات ، هكذا احرصن أن تدفعن دائماً بالتي هي أحسن ، فتقلن كلاماً غير الكلام الذي يوسوس به شياطينكن ليفرق بينكن وبين أزواجكن ، كما فرق بين هذه المرأة وزوجها حين استقبلته بالغضب والصراخ والاتهام ، ثم تركت بيتها إلى بيت أهلها .
إن الكلمات التي اقترحتها عليها توصل الرسالة نفسها إلى زوجها : لقد تأخرت ، ولم تخبرنا أنك ستتأخر ، وجعلتنا نعيش في قلق !
لكنها توصلها في أسلوب يجعل الرجل يستقبلها بقبول ورضا ، وقد يزيد عن الرضا والقبول ؛ فيستقبلها بالحب والسعادة والسرور .
لا تدعي إبليس يحرضك على زوجك ، ويغريك بإسماعه كلمات الغضب والاتهام ، وذلك عبر استعاذتك بالله من الشيطان ، ودعائك أن يلهمك سبحانه الطريـقة التي تسلكينها والكلمات التي تقولينها .
م ن ق و ل
|