الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, محمد بن عبد الله, سيد الأولين والآخرين, والمبعوث رحمة للعالمين, وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:
فإن من تأمل أفعال الباري – سبحانه جل شأنه-، رآها على قانون العدل، و شاهد الجزاء مراصداً، و لو بعد حين.
فلا ينبغي أن يغتر مسامح، فالجزاء قد يتأخر. ومن أقبح الذنوب التي قد أعد لها الجزاء العظيم، الإصرار على الذنب، ثم يصانع صاحبه باستغفار، وصلاة، وتعبد، وعنده أن المصانعة تنفع.
وأعظم الخلق اغتراراً، من أتى ما يكرهه الله تعالى، وطلب منه ما يحبه هو، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ".. والعاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني".
و مما ينبغي للعاقل, أن يترصد وقوع الجزاء، فإن ابن سيرين قال: [عيرت رجلاً فقلت: يا مفلس ، فأفلست بعد أربعين سنة].
و قال ابن الجلا: [رآني شيخ لي وأنا أنظر إلى أمرد، فقال: ما هذا؟ لتجدن غبتها، فنسيت القرآن بعد أربعين سنة]. وبالضد من هذا، كل من عمل خيراً أو صحح نية، فلينتظر جزاءها الحسن، وإن امتدت المدة.
قال الله عز وجل: (..إنَّه من يتقِ و يصبر فإنَّ اللهَ لاَ يضيع أجر َالمحسنين) سورة يوسف الآية90., وقال عليه الصلاة و السلام: "من غض بصره عن محاسن امرأة أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه". فليعلم العاقل أن ميزان العدل لا يحابى.
وصلى الله وسلم وبارك على معلم الناس الخير, وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.
هذا المقال للكاتب /محمد أبو قرن ...... جزاه الله كل خير عليه وجعله في ميزان حسناته...