بين شوارعنا
بين شوارعنا
أنا الغريب عن هذه الأجواء
أنا الوافد من الفضاء
قلبي يأبى الارتماء
ويرفض التجنس و الإنتماء
سئمت الشوارع تعج بالرجال و النساء
الكل في عرض أزياء
سئمت المقاهي و الأسواق والضوضاء
والسراويل الضيقة وموضة العراء
سئمت الموسيقى الصاخبة ووضاعة الغناء
أين الحياء والاستحياء
عصرنا وعصر الجاهلية سواء
وتقدمنا كذبة حمراء
....
شوارعنا خشبة لمسرحية
تلعب فيها أدوارا بطولية
ترتدي حجابا يجعلها كالمزهرية
ووجهها بالمكياج صار لوحة فنية
ان كان هذا تحضرا
فأين الهمجية
والبربرية
شوارعنا غابة للذآب البشرية
وساكنها إما كاسر أو ضحية
...
ليتني أنام كأصحاب الكهف
و أصحو على عالم آخر
عالم ليس فيه أقنعة تمثيلية
و لا ثياب المسرحية
و لا فتات الحقارة الغربية
عالم يتعرى من همجية البربرية
و انحلال المدنية
و قيود الرومانسية
و الواقعية
و الكلاسيكية
و خدعة الديمقراطية
و غلو العصبية القبلية
و أوهام الروايات الشرقية
و الأفلام الغربية
|