ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ - لحظات تاريخية احنا بتوع الاوتوبيس

احنا ... بتوع الأُتوبيس .
هرمنا ... هرمنا حتى نرى هذه اللحظة التاريخية ! , قالها ذلك الكهل التونسي بعد أن مسح رأسه الأشيب مرتين أو ثلاثا , وقالها ذلك المشجٍّع الوحداوي حين رأى فريقه يصل الى النهائي , وسينتظر خمسين عاما آخرى ليخسر مرة ثانية من الهلال , أصلا , قليلة هي الأشياء التي تتغيّر لدينا , كما درج مشايخنا وشيوخنا وأشياخنا على القول المشهور ( الله لا يغيّر علينا ) ... لذا سنهرم ونموت وتحلل جثامين الذي قاموا بخلفتنا ولن تتغيّر كثير من الأشياء كالهلال مثلا , لأن الاتجاه السائد لدى العامة والمثقفين أن الشعب يريد إسقاط الهلال , وفي هذا الأسبوع بدأت حملة القبيلة لدعم مرشح ال ...جماعة وأخذوا يجمعون التبرعات لدعم ابن القبيلة البار المجاهد الذي سيحيل صحارينا الى جنات وأنهارا وخضرة وأوجه ملاح , رغم إن المرشح السابق جزاه الله خير لم يحقق لنا أي مطلب ولم نعثر على أي انجاز يسجل باسمه الا تدشين محطة البنزيم خاصيته , لكن يقولون إن يد الله مع الجماعة , والجمعة عزّت هتيم , والتخلف عن تسديد الألف ريال هو كالتولي يوم الزحف , وأهون على المرء أن يلاقي المنايا كالحات ولا يلقى الهوانا ..... ومن أجل ماذا ألف ريال ؟
وقد هرمنا ... هرمنا كي نسمع هذه الكلمة التاريخية ( انتخابات ) وشعب لا يرغب بالحياة لديه فوبيا من كل كلمة تنتهي ب آت , ك معاكسات ومهاترات وهات ... بدلا من خُذ , وكانت نصيحتي للمرشح الهُمام هو أن يأخذ المال الذي سيُجمع وينشئ محطة بنزين أو ديزل , والله الغني عن أربعة آلاف ريال من وظيفة في المجلس البلدي , وتقبل دعاء البشر أن تتخطف كل عضو مجلس بلدي طير أبابيل وترميه في وادي الموت السحيق , فمن يوم عرفنا المجالس البلدية وأسعار الأراضي بارتفاع ولكن الشهادة لله أن قيمة البني آدم قلّت قليلا عن سعر القطعة السكنية , ورغم انجازاتهم التاريخية الا أن البشر لا زالوا أحياء , وحقيقة أن الانتخابات هي مرادف للنزاهة فهناك خلط بين النزاهة والديموقراطية بعد تعريف القذافي لها , ونحن لدينا خمسة أو ستة أو سبعة مستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي , وتجربتنا في هذا المجال لا تخرج عن انتخاب عريف الفصل الذي يكافأ بالعرافة حتى يتقي المدير والمدرسون شره بعد الطلعة ولا يكسّر زجاج سياراتهم , وكان أحد أصحابنا أيام مركب الهند أبو دقلين يشرب عصير سن توب برتقالي فوقع القدح منه صدفة في منزل الجيران وقفز خلفه بالصدفة ليجد نفسه في غرفة إحدى بناتهم المطلقات , ليمسك به أبوها بالصدفة ويحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الرأفة وليخرج بعدها وهو عصفور كناري يشك في ظله ويخشى من هاجسه البرئ ويبلّغ عنه أقرب بحث , ولأنه اكتوى بنار السن توب فقد أقلع عنه بتاتا البتة وحين احتفل بعض أصدقائه بخروجه وضعوا ( سلامتها أم حسن ) له على الفونوغراف وكان مدير البحث العلمي في دائرته اسمه حسن قال كلمته المشهورة ( تسكّتون هالبلية والا سوف أمشي ... اسم الله عليك أما أنته ( ما تخاف ) ) وهكذا لدينا فوبيا من انتخابات فسموها اختيار أو فرز أو مرادف قريب من هذا المعنى .. ونحن لن نهرم كما هي الأنظمة العربية في فيلم احنا بتوع الاتوبيس .. بتاع عادل امام وعبد المنعم مدبولي قبضوا عليهم بسبب خناقة على الورق ( فاتورة الركوب ) , الذي اكتشف المفتش محمود عبد العزيز أنه منشورات وسجنوا جميعا , وكانت تهمتهم التعامل أو التخابر مع جهات أجنبية , والفيلم يمثّل حقبة عبد الناصر , والآن في كل بلد مثل اليمن وسوريا ( بلاش الخوف ) يقولون هم مدفوعين من الخارج , يعني ملاين تخرج كلها عملاء وجواسيس ومخربين , لذلك لم تهرم الأنظمة ولم يتطور الفكر , بدليل نفس المنطق البالي من خمسين سنة , وبعد ستة أعوام لا زالت المجالس البلدية تبحث عن مرشحين لم يهرموا ويصوتوا للأكف وليس ابن الحتة الذي يبحث عن محطة بنزين , وهناك مئات الآلاف من الكتب والمقالات التي تريد أن تجعل أمة العرب تكتسب وعيا بحقوقها ولم تفلح وصفعة واحدة على خذ المغفور له باذن الله بوعزيزي جعلت الملاين تت , لذلك فان اقتراحي أن تمنح الشرطية فادية الحمدي جوائز هذا العام كلها في البلاد العربية وأن لا يتم الانتقام منها , ويجب على مراقبي البلدية وكذا مرشحي البلدية أن يفخروا بفادية , ولا ملامة عليها فقد كانت تقوم بعملها بمخالفة عربة الخضار للمرحو بوعزيزي الذي لم يستخرج تصريح بيع من البلدية , ولكنها زوّدتها حبتين بصفعه اذ أن المخالفة كانت كافية , وحتى هو لم يحرق نفسه الا بعد أن عرض قضيته على رئيس البلدية , لذلك اذا وضعوا تمثال لبوعزيزي يجب أن يضعوا بجانبه تمثال لفادية .