الرَّجل الذي تذكَّر الجميع .. و نسيَ نفسه . حصريا
كبداية :
يُؤسفني أنَّك كالتُّرابْ .. كلَّما وطئوك أكثَرْ ، ازدَدْت اعتداداً بلونِك ! . . . و لأنَّك مسافِر ، كما تُثبِت الحقيبة بيدِك ، والمناديل التِّي تلوِّح بأحداقِك ، ستركبُ ككلّ المسافرين القِطار .. و بعربة القطار ، ستقرأ متهجياً بصعوبة .. : comfortable لكِنك ستعلم بحدْسِ منْ تركَ خلفه كلّ شيءٍ هرباً نحو أيّ شيءٍ ، أنْ ما من أحدٍ مرتاح . للمرَّة الأولى ستفتحَ الباب بعدَ أنْ قضيتَ نِصف عُمرك و أنت لا تعرِف من الأبوابِ غير عتباتِها ، ستفتحُ البابْ و كُلّهم سيرفعون أبصارهم بتؤدة إلى وجهِك قبل أنْ يهربوا بها نحو الأشجار التّي تمشي إلى الوراء ، فلَمْ تغرِهم ملامِحك بشيءٍ مميَّز ، أنْتَ تشبههم كثيراً ، و هُم لَمْ يسافِروا إلّا هرباً من الأشياءِ التي تشبههم ! عليكَ ألّا تنزعِج حينَ تلاحظِ ألا أحدَ منهم سيضمّ ركبتيه قليلاً ليفسح لك مكاناً لتجلِس .. و أنّ ذاك العجوز سيفضِّل أنْ يجلِس على جريدته على أن يقاسِمك قراءتها ، عليكَ ألا تنزعِج حين تلاحظِ ذلك ، فجميعهم متعبونْ ، و جميعهم يخبِّؤون خلف صمتِهم ألسنةً مثقلة بالحكايا ! و أنتَ مثلهم مُرهقْ ، .. الفرقُ الوحيد بينك و بينهم أنّهم جالسون و أنْت ستذرعُ المسافة واقفاً ، و رجليك كقلبِك ستخذلك قبل أنْ تصِل ! . . غريب .. و الغرباء ليسوا يحملون في جيوبهم مذكّرات عناوين و لا أرقام هواتِف .. الغرباء لا يحملون سوى معاطف مبلولة بالمطَر و الأناشيد الحزينة التي لا يسمعها أحَدْ ! لايسكنون المنازِل .. لكنّ مقابض الأبوابِ الجاحِدة تحفظُ نتوءاتِ أيديهم جيداً . الغرباء لا يدخلونَ المقاهي لأنَّهم لا يغادِرونها .. و حينَ يلمحهم النَّادِل يسرع إليهم بقهوةٍ سوداءَ مُرَّة يضعها بصمتٍ أمامهم ثمّ ينسلّ دون حاجةٍ منه إلى سؤالهم . أمَّا أنت فلا يعرفك أحَد .. سوى وردة نبتت فجأة على شفتكِ فانزويت تزدرد الصَّمْت خشيةَ أن يجرحها الكلامْ ! . . ستظلّ تمثِّل .. ستظلّ غارقاً في تمثيلياتك السخيفة مترنِّحاً كثملٍ بينَ خشباتِ المسارِحْ ، ثمّ يوماً ما ، ستشقّ وريدك بقارعة شوارع عاصمتك الباردة .. و لن تجِد غير قصاصاتِ الورق .. و بقايا أشواكِ وردٍ كانتْ يوماً ما تخِزُ الدَّم فيكْ ، ستكتشف حينَها بحزن طفلةٍ أضاعت دميتها للأبَد ، أنّك ميتٌ منذ زمَن .. و أنّ حياتك لم تكن غير تمثيلية سمجة ، صفّق لها الجميع ليُدفِئوا أياديَهم لا غيْر ، و أنْت كدأب كلّ مغفّل ، كُنتَ الوحيدَ الذي حسبتها حقيقة ! . . كنهاية : و تبدأ القصصُ نزقةً ، و تنتهي مترهلة ، و بين بداية و نهاية ، تفاصيلُ ، تبدُو أرهقَ منْ أنْ تُطوى تحتَ الوسائد قبل النوم ! |
رد: الرَّجل الذي تذكَّر الجميع .. و نسيَ نفسه . ح
|
رد: الرَّجل الذي تذكَّر الجميع .. و نسيَ نفسه . ح
مشكووورة يااا الغااالية
|
رد: الرَّجل الذي تذكَّر الجميع .. و نسيَ نفسه . ح
|
رد: الرَّجل الذي تذكَّر الجميع .. و نسيَ نفسه . ح
مشكورة على الموضوع |
الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 02:37 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by
vB Optimise (Pro) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.