ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ - التَربيَة و جِيل التَفآهآت . .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التربية أساسية في حياة كل إنسان ..والقليل هم الذين يتمردون على تربية الآباء..إما إلى الأسوء أو إلى الأحسن ..وتكون الأم الصالحة دائما في صفِّ الأب تعاونه على تربية الأبناء ولا تناقض توجهاته ..
حكى أحدهم وهو الآن يحمل دكتوراه :”عندما كنت في الإبتدائي، دائما كنت على بال أحفظ دروسي باستمرار لأن أمي كانت لي بالمرصاد .. أستظهر أمامها كل ملخصات الدروس، وعندما أتلعتم أو أتوقف ولو لهنيهة، تصيح في وجهي :” قم إنك لم تحفظ جيدا ..وإذا لم تحفظها حالا سأسلخك !! ” كنت أرتعد منها وجلا .. مرت الأيام وكبرت فتنبهت أن أمي أمية لا تفقه حتى الحروف الأبجدية. لكن الحمد لله أني لم أعلم ذلك إلا بعد أن قطعت الأهم من مشواري الدراسي. ولو علمت ذلك في حينه لكنت من الفاشلين!”
إحدى الدول من جوار الصين تمنع الأم الأمية من إنجاب الأطفال حتى تتعلم! وهذه الدولة تتحمل كل التبعات في تكوين المواطن الصالح /النافع تربية وتعليما وتأهيلا !! والفضل يعود للمسؤولين عن تدبير شأن التعليم لأنهم يهتمون بجوهر الأشياء ومستقبل مجتمعهم وليس بالمظهر والكماليات !!
عندنا أغلب الجيل الصاعد يتحرق شوقا لبلوغ المرامي والكسب بدون عناء ..وبأي وسيلة ..وسلوك أقصر الطرق !!
إن هذا الجيل مزْهُوٌ بنفسه لايهتم إلا بالتفاهات المستوردة: من طريقة الحلاقة إلى سياقة الدراجات النارية بالسرعة المفرطة إلى الرفيقة المتبرجة والمؤجة للشهوة إلى المواقع الخليعة إلى اللباس المشَوِّه والضيق الذي يظهر تفاصيل الجسد إلى وإلى … إلاَّ العِلْم نأى عن التقليد..!!
قال أحد الأساتذة الجامعيين درّس في وقت مضى بجامعة القروين وهو مصري:”كنت بدول الخليج فوجدت المال بدون علم وجئت إلى المغرب فوجدت العلم بدون مال.” أظن أن ذاك الزمن قد ولىَّ يا استاذ وأصبح المجتمع المغربي كباقي المجتمعات التي تعتبر المال هو سيد الأخلاق والقيم.. سأل أحد الدعاة أمريكيا:”من هو ربك ؟” أخرج الأمريكي دولارا من جيبه وردَّ :”هذا هو ربي !!”
في زمن فات اشتكى مواطنوا إحدى الدول الأوروبية (هولندا) أن المسلمين يرتادون المساجد وهذا له تأثير على بعض مواطنيهم .. فقال لهم أحد القساوسة :” أتركوا الآباء في المساجد وهاتوا لنا أبناءهم..” وهذا ما خطوا له منذ زمن طويل … تسفيه الحضارة الإسلامية والدين الإسلامي وإعطاء بدائل: نشر حضارتهم بكل الوسائل وبكل الأنماط، بتواز مع عمل المنظمات التنصيرية… للأستاذ دور الريادة في مجال التربية يكمل ويصح ما بدأته الأسرة لأنه مثل وتد الرحى بدونه لن تدور العجلة الفوقية للرحى ولن تؤدي دورها ولن يكون هناك منتوج .. رغم أن ما يتعلَّمه الطفل في الشارع وفي غياب المراقبة يترك آثارا سلبية لا يمكن لتدخلات الأستاذ أن تمحوها.. التربية هي الأساس بدونها يكون المجتمع مختلاًّ وغير محصَّن عقائديا، يرتمي جل أفراده في أحضان حضارة المتعة والهوى !! ويصبح التقليد الأعمى رمزاً ثقافيا لا مناص منه!!مما يؤدي إلى تفشي كل السلوكات المقيتة.!! أنواع يحكى أن الغراب أعجبته مشية الحمامة فأراد أن يقلدها فلم يفلح وأراد أن يعود إلى مشيته فنسيها لأنه نسي أصله وفصله !! المطلوب إعادة النظر في البرامج التعليمية والتركيز على ما هو أساسي للحفاظ على أبنائنا من الإنسلاخ من جلدتهم .. والإهتمام بما يربط الطفل بأسرته حتى لا يتيه بين الأسر.. وبعقيدته حتى لا ينسلخ عن دينه .. وبالأصالة حتى لا ينبهر بالمعاصرة!! فإذا لم تكن البرامج التعليمية /التربوية الحصن الحصين لأجيالنا فلا داعي لصرف المال العام لأنها ستبقى حبرا على ورق …

منقول.