ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

الإنطباعية أو ( Impressionism بالأنكليزية)، من هذه المدرسة الفنيّة العريقة إستمدّ المزيّن اللبنانيّ الفنّان جو رعد موضوع مجموعة تسريحاته الجديدة لموسم خريف وشتاء 08-09.
حقاً، إنّها مجموعة رائعة يتفوّق فيها المدهش جو رعد على نفسه، لتأتي صور تسريحاته لوحات فنيّة تسحر العين وتحبس الأنفاس.
من المعلوم أنّ الإنطباعيّة هي مدرسة فنيّة أوجدت في القرن التاسع عشر. اسم الحركة مستمد من عنوان لوحة للرسّام الفرنسي كلود مونيه ، (انطباع شروق الشمس Levant du soleil )التي قام بإنجازها عام 1872 م، ولما كان الأوّل في استعمال هذا الأسلوب الجديد في التصوير، فقد اشتقّ اسم المدرسة الجديدة من اسم لوحته: الانطباعيّة.
وهو أسلوب فنيّ في الرسم يعتمد على نقل الصورة أوالحدث كما تراها العين المجردة ، وسميت بهذا الأسم لأنها تنقل الصورة المنطبعة على العين البشرية إلى رسم وعمل فني. وقد تأثر الكثير من الفنانين في هذا الأسلوب فقاموا بنقله إلى الموسيقى والنحت، واليوم يصل الدور إلى المزيّن المبدع جو رعد ليعتمد أسلوب الإنطباعيين في تجسيد تأثّره بما إنطبع في ذاكرته ومخيّلته من أفكار وصور بتسريحات مذهلة وساحرة.
ضمّت المجموعة الجديدة ستّ لوحات مليئة بالألوان الدافئة، والأفكار المميّزة التي عكست إنطباعات عديدة، ونقلت الحسّ الإبداعي الذي يتمتّع به المزيّن جو رعد.
1 ـ Tarantula : (تارانتولا)

تارانتولا

فكرة التسريحة في هذه الصورة اتت من الإنطباع الذي تركته إحدى اللوحات الإعلانية للراقصة الفرنسية "Liane de Pougy" (ليان دو بوغي)، وهي راقصة فرنسية ذاع صيتها في ملهى Folies Bergères (فولي بيرجير) الفرنسيّ العريق خلال فترة الحرب العالميّة الأولى. كما يظهر جلياً من تسريحة العارضة الفنيّة إنطباع العنكبوت الشهيرة "تارانتولا" المشهورة بالشعر الذي يغطي جسدها، والذي تغيّره كلّ فترة. وما يجمع بين "Liane de Pougy" والعنكبوت "تارانتولا" هو رغبتهما في التمرّد على الذات.
فـ "Liane de Pougy"، وإسمها الأصليّ آن ماري شاسينيْ " Anne-Marie Chassaigne" تلقّت تعليماً دينياً في أحد الأديرة، ثمّ تزوّجت في عمر السادسة عشرة من رجل ذي طباع وحشيّة، كان ملازماً في الجيش الفرنسيّ، ويدعى هنري بوربر، وقد ترك ضربه القاسي لها ندباً وآثار جروح رافقتها طوال حياتها، وقد وصل به الأمر في أحد الأيّام إلى رفع مسدّسه في وجهها.
أعطت ليان زوجها الهمجيّ ولداً هو الطيّار مارك بوربر، الذي ما لبث أن فارق الحياة في ريعان الشباب، حيث سقط خلال الحرب العالميّة الأولى في العام 1916، وبعد سنتيْن من المعاملة السيّئة، هربت "ليان" إلى باريس حيث بلغت سنّ الرشد، وحصلت على الطلاق الذي سبّب فضيحة لعائلتها.

نسيم الإنبعاث

بعد ذلك إلتقت "ليان" بالمؤلّف الدرامي "هنري ميلاك" الذي إفتتن بسحرها، وكان سبب إنطلاقتها في عالم المسرح من خلال إدخالها في ملهى Folies Bergères (فولي بيرجير) الشهير. تدرّبت آن ـ ماري على الرقص تحت إشراف الراقصة ماريكيتا، وعملت في الملهى العريق تحت إسم "ليان دو بوغي". وكما في محاولة للإنتقام من ماضيها الأليم، وكردّ فعلٍ عكسيّ على معاملة زوجها الوحشيّة، إنحرفت آن ـ ماري ومارست مهنة أوقعت الكثيرين من العشاق في شباكها، فإنقضّت على فرائسها كإنقضاض العنكبوت "تارانتولا" على من يقع في شباكها التي حاكتها بنفسها من خيوط الحرير التي لفظتها، فغمرها هؤلاء بالمجوهرات وبكل ما تسلتزمه حياة الترف والبذخ.
2 ـ" Resurrection Breeze" ـ ( نسيم الإنبعاث)
مخيّلة مذهلة عكست مدى إبداع المزيّن الفنّان جو رعد في إبتكار مثل هذه اللوحة الفنيّة. إن الإنطباع في هذه التسريحة إستمدّ من فخامة النحت المعماريّ الذي يميّز قصر شانتيي الفرنسيّ العريق (Château de Chantilly )، الذي ورثه "هنري دورليان (Henri d’Orléans)، دوق مقاطعة "أومال" الفرنسية، ونجل ملك فرنسا "لوي ـ فيليب دو فرانس".
ورث هنري هذا القصر الذي يعدّ اليوم من أهمّ المواقع الأثريّة في فرنسا عن عمّ والده الملك، الملّقب بأمير "كونديه"، وذلك في العام 1830 حيث كان هنري في الثامنة من عمره، وعاشت في القصر عائلة "أوليان" الملكيّة، ويتميّز هذا القصر بحدائقه الخلاّبة، وبالمنحوتات المذهلة المنتشرة في أرجائه.

السلّم الحلزوني الملكيّ

وفي هذه اللوحة، يهبّ نسيم إنبعاث الحياة على أحد التماثيل المنحوت على أحد أسوار القصر، فيحيي الحجارة، وينطبع إبداعاً في تسريحة العارضة، ويجعلها آية في الجاذبية والغرابة، وأقرب ما يكون من الجمال البوهيميّ.
3ـ Royal Spirale: (السلّم الحلزوني الملكيّ)
إنّها السلالم الحلزونيّة المزيّنة بسور صغير من النقوشات الدائريّة المطلية بأوراق الذهب. هذه الجمالية المسبوكة بعناية شديدة، وبدقّة فنيّة بارعة، تركت في ذهن المزيّن المبدع جو رعد إنطباعاً تولّد عن الترف الملكيّ الذي إنغمست فيه عائلة أورليان الملكيّة التي عاشت بدورها في قصر شانتيي لفترة من الزمن. فجاء هذا الشينيون المذهل، الذي يعكس ما إنطبع على عين الفنّان جو رعد من أثر تركته تلك الدوائر المنقوشة والمسبوكة بتعقيد ساحر، لتتمازج حركات الشينيون بتناغم متقن مع المحيط المليء بالتصميم الدائري والحلزوني، ما شكّل تمازجاً جميلاً، وتفاعلاً فريداً بين مكوّنات تلك اللوحة الفنيّة المشعّة.

4ـ Lionhearted (جريئة وشجاعة)
النظرة ثاقبة، الطباع صارم، والجرأة واضحة في هذه التسريحة التي لا تخلو من الأنوثة والرقّة. إنّ إنطباع القوّة والشجاعة بدا جليّاً في موضوع هذه التسريحة التي تجسّد سحر المرأة القويّة التي تضع هدفها نصب عينيْها، ولا تعرف سوى التقدّم إلى الأمام، ولا تتوانى عن المجازفة وخوض غمار المغامرات والمجازفات من أجل تحقيق ما تصبو إليه، حتّى ولو كان عليها أن "تأخذها من فمّ الأسد" كما يقول المثل الشهير.

جريئة وشجاعة
وعلى الرغم من كلّ ذلك، فإنّ المرأة القويّة، تملك من الذكاء ما يكفي ليجعلها تدرك بأنّها إن أوْلَت أنوثتها العناية الكافية، فهي لا شكّ لا تنقص ممّا يميّزها كإمرأة. تسريحة غريبة، تجمع ما بين خطوط مختلفة وجريئة، ولا تخلو من الأنوثة المتجسّدة بوردتيْن رائعتيْن أضفتا على مظهر العارضة سحراً أرستقراطياً لا يقاوم.
5 ـ Marylin (ماريلين)
أي إنطباع أفضل من ذلك الذي من الممكن أن يتركه أثر لإمرأة تعدّ رمزاً للأنوثة والإغراء. تسريحة ماريلين الشهيرة بلمسات الفنّان جو رعد الذي وضع بصماته المبتكرة على شعر هذه العارضة التي برعت في إستحضار ضحكة ماريلين المميّزة. هذه التسريحة تعيد كلّ سيّدة إلى روعة عصر الخمسينات المترف، والتي كانت فيه ماريلين مونرو أكثر من مجرّد رمز مثير، لتتعدّاه إلى السيطرة على عصر أفلام النجوم في ذلك الزمان، لتصبح فيما بعد الإمرأة الأكثر شهرةً في القرن العشرين من دون منازع.
6ـ Ritzy Retrospection: ( "الريترو" الأنيق والمترف )
إنّها الموضة التي لا تبطل، إنّه الإنطباع الأبديّ الجميل الذي يتركه في كلّ نفس عبق الماضي المترف والمتأنّق. إنّه "الريترو" سيّد المناسبات الدائم، واللائق بكلّ حدث تميّزه عوامل الترف والفخامة. لمسات بسيطة ولكنّها أعطت هذا الشينيون طابعاً مبتكراً، وخاصاً في طريقة تسريحة الغرّة التي جاءت غاية في البساطة والإبتكار.