ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ (https://fashion.azyya.com/index.php)
-   روايات مكتملة (https://fashion.azyya.com/118)
-   -   البحار الساخر رواية رومانسة من روايات عبير (https://fashion.azyya.com/302951.html)

عبير الامل 11-10-2011 07:53 PM

البحار الساخر رواية رومانسة من روايات عبير
 
https://up.azyya.com/do.php?imgf=1431198212381.jpg

الفصل الاول

لو اتيح لك الصيد فى مطقة اواكيبو لوجدت ان المياه الجاريه غالبا ما تملا زورقك بسمك الاسبرط من دون ان يكلفك ذلك
كثيرا من الجهد .كانت الهره السياميه الانيقه المدعوه شاى تفضل سمك الاسبرط على اى طعام اخر لذلك تجدها برفقه سيدتها جاينى باودن تتبعها عن كثب كلما سارت متنزهه على طريق المرفأ.
اعتادت جاينى بعد الحادث ان تجمع شعرها الى الوراء وبعيدا عن وجهها .اعجب ذلك امها لانه يدل على الترتيب.لكن جاينى كانت تعلم ان تصفيف شعرها على هذ النحو لم يكن ملائما فوجهها ملىء بالعظام والزوايا كانت عيناها اجمل مافى وجهها .

تخلت جاينى عن الاهتمام بمنظرها كتخليها عن السعى فى ان تكون الفتاه المثاليه التى تتمناها امها.اما بانلوب
شقيقتها التى تكبرها بثلاث سنوات,فهى جميله وظريفه.
يبدو ان هناك يختا جديدا اتى الى المرفأ خلال الليل...كان موصولا بالمرفأ.وجلست جاينى بارتياح مدليه ساقيها
الطويلتين على الحافه واغمضت عينيها ورفعت وجهها الى الشمس وعندما فتحت عينيها من جديد كانت شاى قد اختفت فوقفت جاينى وراحت تنظر حولها بقلق, ان شاى هره شديده الفضول ولمحت جاينى اثار براثنها على الندى
فوق غرفة القياده فى المركب الكبير الذى اتى الى المرفأ منذ فتره .سارت جاينى بخفه شديده فوق الرصيف.
ونادت بصوت منخفض لكنها لم تتلق اى جواب.
قالت متذمره:- اين انت ايتها الهره؟
ثم نادت من جديد لكن دون جدوى .لم يكن مرادها ايقاظ البحاره فى المركب وذلك بالصياح على شاى ولكن من الممكن
ان تكون شاى دخلت غرفتهم فهذه واحده من عادتها السيئه.ثم سمعت جاينى صوتا رجاليا انهى ورطتها وانفتح باب
الحرجه على مصراعيه وخرج منه شاب اشقر طويل القامه ووسيم,حاملا شاى بين ذراعيه وبينما كانت جاينى تنظر
بتعجب واغتاظت بينما اطلق الشاب ضحكه شبه هازئه ثم قال:
- الهر حيوان لايعرف الاخلاق هل من عادتها ايقاظك بالمشى على وجهك؟
- انى اسفه شاى هره شديه الفضول.
قال بوقار :- انها ميزة لكنها انثويه.
شعرت جاينى باحساس غريب كان مزيجا من الانزعاج والسرور لقد اعتادت رؤيه رجال عراة الصدر من قبل لكن مشاعرها كأمرأه تتأثر لاول مره كان من الصعب عليها ان تكف عن التحديق فيه.شعرت جاينى بالقلق والخجل وكأنه اصبح يشكل خطرا عليها.
ابتسم ثم مد يده للتحيه حين انحنت جاينى لترد التحيه امسك بيدها وجذبها الى ركن المركب.
تلهفت جاينى لكنه احبط دهشتها:
- انا ثيو كارينغتون وبما ان هرتك ايقظتنى من النوم فانك مدينه لى ببعض وقتك.
اعترضت جاينى على مضض:- من المفروض ان اتابع صيدالسمك.
لم يكن مرادها البقاء معه فى ركن المركب ولم ترغب فى الرحيل ايضا. بات الوضع غريبا بالنسبه الى جاينى التى لم
تكن ترحب برفقه الجنس الاخر.
ادار رأسه تجاه شاى وعندما اومأت جاينى برأسها موافقه قال بهدوء:- هذا ما تستحقه .انتظرى لحظه....

دامت اللحظه اكثر من دقيقه , كانت جاينى تتأمل مقود المركب وفى عينيها علامة ذهول واحساس غريب يلفها.لقد تملكتها اراده اقوى منها لم يرق لها هذ الاحساس,خاصة انه كان واضحا من خلال ردة فعلها.
كان ثيو رائعا ومدركا لقوته هذا ماينتج عن كون الشخص وسيما وشردت فى التفكير فى اختها بينى .ان بينى تماثل
ثيو فى حسن المظهر وقوة الشخصيه.عندما ظهر ثيو من جديد كان حاملا فنجانين من القهوه وقد ارتدى قميص اخضر
وتساءلت جاينى ان كان عليها ان تبدأ الحديث بشكل او باخر.فألقت نظرة سريعه على ثيو .كان يبتسم ولكن فى شىء من السخريه وكأنه يعلم مافى خاطرها.ساد صمت محرج بينهما خاصه ان جاينى تشعر بوجود ثيو بقوه.وكان هذا
الشعور غريبا لا تفسير له.وعجزت جاينى عن مقاومته ثم لتضع حدا لهذا الصمت سألت جاينى اول سؤال طرأ على
بالها:- من اين اتيت؟ - من اوكلاند.
- هل كانت الرحله مريحه؟ - لابأس لا اعلم بعد كم سيطول بقائى هنا.
وافتغر ثغره عن اسنان بيضاء تلمع وسط وجهه البرونزى.احمر وجه جاينى خجلا فرفع رأسها بيده قائلا:
- انك خجوله وحساسه جدا ياجاينى باودن كم عندك من العمر؟
زاد هذا السؤال من شعورها بالنقص اكثر من قبل وقالت بغضب :- ثمانية عشر عاما
ثم اضافت:- ثمانية عشر فقط. ابتسم بلؤم وقال:- من حسن الحظ انى لم اعد فى سن المراهقه .وماذا تفعلين,
هل تشتغلين ام مازلت فى عطلة الصيف؟
- انهيت دروسى منذ يومين. - والان؟ - لا اعلم.
- اية مهنه......؟ - لا,اننى لااتقن اية مهنه .فأنا الغبيه فى عائلتنا.
رفع حاجبيه وقال:- اخبرينى عن عائلتك.
- اختى بينى تكبرنى بثلاث سنواتواخى بول فى الثالثة عشرة من عمره. ابتسم ثيو وقال:
- وماهى مهنة بينى ؟ - مازالت تكمل دراسة الحقوق فى جامعة اوكلاند.
ظهرت على وجهه علامة التعجب ثم قال:- يبدو اها انسه ذكيه حقا.
- وجميله ايضا.واضافت جاينى وقد اغضبتها سخرية صوته:- بينى تمارس عرض الازياء ايضا فى وقت الفراغ.
نظر اليها ثيو بدقه قائلا:- يبدو لى من صوتك انك تشعرين بشىء من الحسد الا تنظرين الى نفسك فى المراه ياجاين؟
بدأ اسمها جاين غريبا على شفتيه فلقد اعتادت سماع امها جاينى .كانت المجامله خاليه من الصدق ثم همت بالوقوف قائله :- لدى ماهو اهم من التأمل فى المراه ثم على ان ارحل فأهلى يتسائلون عن سبب غيابى .شكرا على القهوه.ابتسم ثيو باستهزاء ورد تحية الوداع لا مباليا .اغتاظت جاينى من طريقة توديعه لانها عاجزه عن تقليدها.
.............................. .................... .............................. .................... ............................
خلال تناول القهوه قال والد جاينى:- ارى ان يختا جديدا رسا فى المرفأ.
كان يتابع مايحصل فى ركن المركب بواطة المنظاروهذه عاده يمارسها فى الصباح والمساء .واعتبر الكولونيل والد جاينى
رئيس المرفأ مما اسعده .وتابع يقول وهو ينظر الى ابنته:- انها سفينه سياحيه.
ابتسمت جاينى وقالت:- اسمه ثيو كارينغتون .انه من اوكلاند لم يمانع فى الطريقه التى مشت بها شاى على وجهه
سألتها امها:- هل هو لطيف؟ وبذلك تعنى هل هو فى مستوى يؤهله لزيارتهم.ردا على سؤال امها هزت جاينى كتفيها وقالت:- لااعتقد ان وصفه باللطافه يعتبر مناسبا. لكن اذا كنت تعنين هل هو ملائم لزيارتنا فالجواب هو نعم يبدو من كلامه انه متعلم... قال والدها متفحصا ركن المركب :
- يبدو انه من تصميم حداد .......وراح يتحدث عن امور تقنيه يشاركه فى فهمها بول فقط.لكن وجه ثيو بجماله ومكره كان لايفارق مخيلتها .من المؤكد ان ثيو يتقاضى مدخولا لكنه يملك الحريه ايضا .هذا ما تحسده عليه جاينى.
من المنتظر ان تعود بينى الى البيت فى اليوم الذى يسبق عيد الميلاد وذلك بعد اسبوعين من التاريخ الحالى لكن جوى والدتها تحتاج الوقت كله لاعداد الترتيبات اللازمه.وضعت جاينى ذراعها حول امها وقالت:
- اجلسى انت وسأحضر لك شرابا من عصير الليمون يبدو عليك قلة النوم مابك؟
ابتسمت جوى وقالت:- هل يبدو على التعب؟جاينى استحضرين حفلة نادى الدرما بمناسبة عيد الميلاد؟
اجابت جاينى :- امى تعرفين جيدا ان الحفلات لا تروق لى . ثم اكملت حديثها :
- لقد طلب منى السيد هارفى قطف الفراوله هل تسمحين لى ؟
تنهدت الام وقالت:- اعتقد ذلك ولكن بشرط ان تحضرى حفلة النادى معنا.
ضحكت جاينى وقالت :- حسنا فانت الرابحه ,سأحضر لك الشراب الان.وعندما اتت جاينى بالشراب .دخل والدها الغرفه
واخوها وفى صحبتهما ثيو كارينغتون مرتديا سروالا قصيرا و قميصا عاديا.ودهشت عندما وقعت امها تحت سحر ثيو
تماما كما حصل لها .كان ثيو مسيطرا على الوضع كان يلقى بنظراته الساخره على جاينى ما اثار غضبها. اما امها فكانت
بوجوده فرحبت به كل الترحيب.قالت والدتها:- وهذه جاينى ,هل تعرفان بعضكما؟
اجاب ثيو مداعبا الهره التى كانت تدور حوله:- اجل وقد تعرفت على شاى ايضا.

قالت جوى ان الغداء جاهز ,هل تتفضل بمشاركتنا الطعام ياسيد كارينغتون؟
وبهذه الدعوه عبرت جوى عن قبولها لثيو.وافق ثيو على الدعوه بلطف ومن دون اى تردد .
سألت جوى :- وكم سيدوم بقائك هنا؟ - لم اقرر بعد .ربما اذا اعجبنى المكان هنا سأظل الصيف كله والا سأرحل قريبا. ضغطت جاينى على شفتيها .ربما كان ثيو كارينغتون بحارا متشردا لكنه بلا شك ذو شخصيه متصلبه
تعجب كل من يصادفه. انه من النوع الذى يحتاج اليه الاخرون.والقت جاينى نظره نحوه فالتقت نظراتهما .احمر وجه جاينى خجلا مما اثار غضبها.وفكرت ان ثيو كارينغتون من نوع الرجال الذين لا يبالون بترك كل من يرتبط بهم من دون اية
شفقه.عليها ان تتذكر ذلك اذا لزم الامر يوما........
****************************** ******************** ****************************** *******


الفصل الثانــــــــــــــــــى





لم يسأل احد جاينى رأيها بثيو كارينغتون بالرغم من ان ثيو اعجب والديها.لقد قررت ان تبعده عن ذهنها وفى صباح اليوم التالى ذهبت جاينى تتبضع من سوق المدينه , كان ثيو اول شخص تلتقى به بعد خروجها من السياره .كان واقفا امام
حانوت للتحف الغريبه يتأملها بنظره تهكميه والتفت نحوها فور خروجها من السياره وبادرها بالحديث قائلا:
- بضاعه تافهه تصلح للنفايات.اتعتقدين ان هناك من يشترى مثل هذه البضاعه؟
فألقت جاينى نظره الى الحانوت راجيه الا يكون تعليقه قد وصل الى اذان السيدتين العجوزتين اللتين تملكان الحانوت.
- نعم .لكنه عدد قليل من الناس. اضاف بلؤم: ارتفعت مكانه الشعب النيوزيلاندى فى نظرى.
ضحكت جاينى وقالت :- هل اشتريت بعض البطاقات البريديه؟
- لا فما من احد يهمنى لارسلها اليه.. - ولا اية ارتباطات وديه؟
اطلق ضحكه خفيفه وقال:- رحيلى عادة يسعد اية فتاه ارتبط بها .معاملتى للفتيات سيئه جدا.
- يبدو اك كبقيه البحاره ,يوقعون الفتاه فى حبهم ثم يتركونها بلا ندم.
اجاب ثيو وقد تلاشى عن وجهه المرح وبدت عليه القسوه:- تماما .معظم النساء يفضلن حياة مستقره , منزلا وزوجا
يعود كل مساء. تسعى النساء وراء جذور وانا مجرد من اى جذور.

- ربما كانت مسأله وقت .اعنى الرغبه بالاستقرار .حاليا لا افكر فى اى شىء اخر سوى خوض المجهول .
رفع حاجبه الكاحل اللون وقال:- يالك من رومنطقيه ياجاينى .جملتك رائعه.
- تلقيت الكثير من الالقاب سابقا , من الطفها لقب رومنطقيهوخاصه انه وصف منك.
ظهرت ابتسامه على وجهها :- حسنا اذا لن اقول المزيد .الى اين تذهبين؟
- الى حانوت البقاله.اذا شئت الانتظار اوصلك الى المرفأ.
- اشكر لطفك الحقيقه اننى عاجزة عن مل كل هذه البضائع.
دخلت جاينى الى الحانوت فقالت البائعه الشابه:- رجل رائع الذى كنت تتحدثين اليه,هل تعرفينه؟
- بالكاد تكره جاينى الثرثره لكن جانيس ودوده ولا تقصد اى شىء فاستمرت قائله:
- جاء البارحه صباحا فى يخت رائع .دعاه ابى الى تناول طعام الغداء برفقتنا.
قالت جانيس بحسد:- يالك من فتاه محظوظه.ثم استمرت قائله:- عندما دخل الحانوت تضاعفت دقات قلبى ارجو ان يدوم بقاؤه هنا لمده طويله.
ابتسمى جاينى ولم ترد فقالت جانيس :- ما اسم صديقك؟
- ثيو كاريغتون . -هل يسعى وراء عمل ؟يحتاج ابى لرجال يعاونوه فى جمع التبن.
-حسنا اذا سأسال ثيو ام تريدين طرح السؤال بنفسك؟
- اساليه انتى ياجاينى. فاقترحت عليه جاينى هذه الفكره فأجاب بعد الدقائق من التفكير:
- فكره جيده .ارحب العمل من علمك قياده السياره؟
- ابى لماذا؟ - حسنا فعل.انت تقودين من دون اى ارتباك وبراحه تامه .امر نادر لفتاه وخاصه فى عمرك.
- هل انت متحيز لجنس الرجال؟
- عليك ان تكتشفى ذلك بنفسك. قال ذلك وكأنه يلمح عن رغبته فى البقاء لمده طويله .ولد فى قلب جاينى
شعور مجهول ووجدت نفسها تبتسم من دون سبب.
- هل ستدخل لتناول الشراب ام عليك ان تذهب مباشره الى حجرتك؟
- الى حجرتى .فلدى اعمال كثيره.
رمقته جاينى بنظرة تساؤل لكن تبين لها من خلال نظرته الجامده انه لن يرحب بأى سؤال اضافى.فاكتفت بالصمت والتركيز على قياده السياره استقر فصل الصيف بحرارته وجفافه.وظمئت الارض تحت اشعة الشمس اللاهبه وفى كل انحاء اواكيبو بدأت المضخات بالعمل .ظهر القلق على وجوه المزارعين ودار بينهم حديث عن موسم جفاف لم يتكرر
منذ عشرين سنه.


قبل العيد بأسبوع نظم رجال الاعمال المحليون استعراضا حضره الجميع .كانت عائلة باودن من منظمى هذا الاستعراض.وارتدت جاينى فستان صيفيا ونزلت تتنزه فى ساحة المدينه.
وفى نزهتها مرت فتاه فى السنه الاولى من عمرها تعثرت خطاها وكانت على وشك ان تقع حين اسرعت جاينى والتقطتها وسمعت صوتا مقبلا من خلفها:- حسنا فعلت.
- ثيو************ ابتسمت جاينى لرؤيته .قال ثيو ممسكا بذراعيها:-بات لونك اسمر.تعالى رافقينى.
- كيف عملت فى جمع التبن؟اجابها :- حار .جاف وقاس .لكننى سعيد لتمرين جسدى من جديد .
- ترى كم سيدوم هذا الجفاف ؟ربما ستتساقط الامطار من دون توقف خلال شهرى كانون الثانى وشباط(يناير وفبراير)
- ارجو الا يحصل ذلك.قررت المكوث حتى (مارس)اذار. - صحيح.
فوجئت جاينى بشعورها بالفرح العارم عند سماعها هذ الخبر.كان الاستعراض مليئا باللهو والتسليه وعندما انتهى
سألها ثيو :- اترغبين فى التبضع الان؟
- اعرف ان الاستعراض للاطفال لكننى اجده ممتعا.
- لاتعتذرى ياعزيزتى فأنت مازلت طفله ومن الطبيعى ان تمتعى بهذا النوع من اللهو .فى اى حال استمتعت به انا ايضا
- لاتحاول مراعاة شعورى - للطفوله براءه مرغوبه جدا كما تعلمين ومن السهل تقليد الانسان المحنك والمتكلف
لكن يستحيل استرداد براءة الطفوله متى فقدت.كنت.
- هل تحب ان يقال عنك انك ولد.اطلق ضحكه رنانه واجاب:
- مضى على وقت طويل منذ كنت ولدا.ماذا تفعلين الان؟ اجابت هامسه:- لاشىء
- اذا تعالى معى .اتركى رساله لاهلك تعلمينهم فيها عن خروجك.وتعالى لارافقك الى شاطىء اكتشفته منذ ايام.
ترددت قليلا لكنها سرعان ماوافقت وتركت نفسها تستجيب لشخصيته الساحره.وبعد ان تركت رساله لاهلها ارتدت
سروالا قصيراوانطلقا معا.جلست جاينى تتأمل ماحولها بدهشه كانت تجهل وجود مكان بهذه الروعه .وبعد ان خرجت
جاينى من السياره الى الرمال الذهبيه رافقها ثيو ممسكا بيدها. قالت بلطف:
- مكان رائع لم ات الى هنا من قبل انها مزرعة عائلة مثيو,اليس كذلك؟
- نعم تعالى نكتشف المكان معا. ثم قال ظ:- خلال تشردى حول العالم كانت نفسى تتوق دائما للرجوع الى الوطن.
- كم طال غيابك؟ - عشر سنوات كنت فى العشرين من عمرى عملت ليل نهار ووفرت مايكفى لشراء
مركب صغير انطلقت فيه نحو الجزر
تنهدت جاينى معبره عن رغبتها الجامحهفى خوض البحارفنظر اليها ثيو قائلا :
- يبدو انك راغبه فى السفر ايضا لا تنسى ان للسفر متاعبه ومشقاته. واخبرها عن المصاعب التى واجهته وجاينى
تصغى وتراقب كل تعبير يرتسم على وجهه وكأنها حريصه على الاحتفاظ بكل التفاصيل فى ذاكرتها .كانت رائحة البحر والبستان تمتزجان مما زود الهواء بنقاء ملحوظ .قال ثيو :- رائع.
نظرت اليه جاينى ولمحت تعبيرا جامدا فى عينيه مما جعل قلبها ينكمش فتابعت سيرها بعيد عنه
----------------------------
امرت جوى ابنتها جاينى :- حاولى ان تتذكرى دائما فهذا يساعد على تحسين قامتك وثيابك هل انت جاهزة؟
- اماه احتاج الى معجزه لتحسين مظهرى لست كبينى املك جمالا طبيعيا؟
- لماذا تقارنين نفسك ببينى؟لاتدعى نجاحها يجردك من ثقتك بنفسك حتى ان بينى اضطرت ان تتعلم كيفية التصرف
فى المجتمع . كان بول من مقعده يراقب الشارع بواسطة المنظار:- هاهو ثيو فى صحبة فيل تالبوت الفتاه ذات الشعر
المصبوغ.
فيل تالبوت فتاه من عائله ثريه ولها مكانه مرموقه فى المجتمع وتدرس فى جامعة اوكلاند.رائعة الجمال .انيقه وظريفه
وقبولها باصطحاب ثيو الى الحفله يدل على انه من مستوى اقتصادى حسن.كانت الفكره نفسها تجول فى ذهن جوى
وعندما دخل زوجها الغرفه اخبرته بما قاله بول.
- هذا دليل كاف على ان ثيو ليس مجرد بحار متشرد حسنا هل انتم جاهزون؟
وخرجوا معا الى حفلة نادى الدراما.





الفصل الثالــــــــــــــــث

--------------------------------------------------------------------------------

توجهت عائلة باودن الى نادى الدراما.ارتدت الفتيات والنساء اجمل الفساتين فبدت جاينى كفتاه يتيمه فى فستانها الاخضر وحاولت ان تختار مكانا منزويا للجلوس حتى لا يراها احد خاصه انها لمحت من بعيد ثيو كارينغتون برفقة فيل لكن ما ان جلست حتى التقت عيناها بعينى ثيو الذى حياها بابتسامه فردت التحيه.كانت فيل فى زهوه لا توصف وجعلها
وجودها مع ثيو تبدو اسعد فتاه فى القاعه.وبدا على ثيو ايضا انه يتمتع بوقت سعيد.بدأت الفرقه تعزف الموسيقى
وبين ذراعى ثيو دفنت فيل نفسها وكأنه المكان الوحيد الذى ترغب فيه.احترق قلب جاينى لهذا المشهد.وشعرت ان فيل استسلمت لسحر ثيو كليا . وبينما كانت جاينى تستمع الى امها وهى تتحدث مع صديقاتها اقترب منها شاب طويل
القام اسمر اللون فوجئت جاينى بمشاهدته وصاحت:
- سام ماذا تفعل هنا؟كنت اتقد انك ترغب فى غرب استراليا فى صناعة الحديد.
كان سام صديق جاينى منذ زمن وكانت تطمئن لرفقته فهو يعاملها معاملهه اخويه.طبع قبله على جبين جاينى واجاب:
- اننى فى عطله الان فقررت ان اتى لزيارة فتاتى المفضله.
اصطحبها الى حلبة الرقص وانطلقا يرقصان معا ثم سألها سام:
- من يكون هذا الشاب الذى يؤقص مع فيل تالبوت ؟لقد رمقنى بنظره غريبه.
اجابت:- ثيو كارينغتون. - يبدو انه يراقبك بنظرات استفهاميه.
- لااعتقد انك على صواب.فانا لا اعنى شيئا للسيد كارينغتون.
- اما زلت تعانين من عقدة النقص نفسها؟ان ماتبدين عليه الليله يجعلنى فى الحقيقه اوافق على رأيك.لكن عندما يأتى ذلك الشاب السعيد الحظ ويسعل النار فى قلبك ذات يوم ستلفتين انظار الجميع.
اجابت جاينى مقدره لباقته من دون تصديق كلمه مما يقول:-اشكر لطفك ياسام.
تقدم ثيو من جاينى ودعاها للرقص بعد ان جلست مع سام.حاولت متايعة خطواته كان يجيد الرقص وماهى الا ثوان حتى شعرت جاينى بالراحه نفسها التى كانت تشعر بها مع سام.
قال ثيو:- يبدو انك سعيده الان لرجوع حبيبك.
نظرت اليه جاينى بدهشه :- سام؟ -اهذا اسمه؟سام من؟
- سام بارتينغال.وهو ليس حبيبى بل صديق حميم.
-وماذا يفعل سام؟ - انه يدرس الطب.
اجاب ثيو:- انه جدير بالاحترام .ثم اضاف :- ايتها الغبيه يبدو ان سام يذوب فى حبك.
- غير صحيح. - لا احد يوازى سذاجتك خاصه فى هذه الايام.
ظهر الغضب على وجه جاينى:- هل تمانع ؟اذا شئت تحليلى احتفظ بالنتائج لنفسك فلدى احاسيسى الخاصه.
- يالك من طفله. كان صوته قاسيا وكأنه يقصد ايذائها ووجدت جاينى نفسها عاجزه عن صده واغرورقت عيناها بالدموع فأحنت رأسها لتخفى خجلها.
قال بحنان :- لا تبكى ياجاينى .فما من رجل يستحق دموعك.
- دموعى ليست لك لم اعتد ان يخاطبنى بهذه اللهجه من قبل.
قال ثيو مغيرا الموضوع حتى تتغير حاله جاينى:- تجيدين الرقص ياجاينى.
فكرت وكأنها تهمس بقلبها:- احب الرقص وخاصه برفقتك.
استمر الطقس على حالته ومن شدة الحراره بات الاكل صعبا والنوم اصعب واشترت جاينى اثواب جديده منها ثوب للسهره وصندل كعبه عال.
فسألت جاينى والدتها:- متى ستعود بينى؟
- لم يبق سوى ايام قليله قبل عودتها لماذا؟
- التقيت بجيف ماكدنولد فى ساحة المدينه اليوم وسألنى عليها.
تنهدت السيده باودن:-اه ....كنت ارجو ان يكون قد تحرر من حبه لبينى.
امسكت جاينى بورده النرجس تشمها وفجأه ظهر بول امامها وقد بدا عليه المرض.:- هل انت بخير؟
- معدتى تؤلمنى اقتربت منه والدته وقالت:- منذ متى تشعر بهذا الالم؟
- منذ قليل. فارغمته والدته على الايواء الى الفارش فاطاعها.سألت جاينى امها فور دخولها الغرفه:
- كيف حاله الان؟ - انه نائم لاشك انه تأثير الحراره سيحسن النوم من حالته حتما.
- اعتقدين انه سيقدر على الذهاب لصيد السمك؟
- لا ياعزيزتى فاذا كنت تنوين الذهاب عليك ان تذبى بمفردك.
ترددت جاينى لكنها سرعان ما ادركت ان رفضها للذهاب مع ثيو سيثير الشكوك فقالت:
- حسنا ربما سيعدل ثيو عن الرحيل.
لم يظهر ثيو اى ازعج لمعرفته ان بول عاجز عن اصطحابهما .اصطحب جاينى معه وانطلقا نحو الخليج.



كان النور مازال ساطعا لكن الشمس فقدت معظم حدتها وفى طريقهما وقع نظرهما على يخت فى المرفأ حيث كان يجرى احتفال.وبينما ثيو يدير الزورق البخارى خرجت فتاه من اليخت المجاور وحيت ثيو بقبله على الهواء ورد ثيو التحيه بالمثل فاشتعلت جاينى غيظا لاحظ ثيو رد فعلها واطلق ضحكه عاليه وادارت جاينى رأسها تتأمل مياه النهر محاوله اخفاء
حقيقة شعورها.اثناء الرحله لازمت جاينى الصمت كان ثيو منهمكا بقيادة الزورق عبر القناه واقترب منهما ببطء مركب
ظهر منه ريد تومسون وحياهما بأدب:
- مساء الخير ياجاينى وياثيو. - مساء الخير ياريد.
- ليله لا بأس بها .اذاهبان للصيد؟ - نعم.
قال ريد وهو يلقى سيجارته:- ونا على حذر ستجدان فى طريقكما بحارة على متن مركبين يحتفلان بالعيد اغلبيتهم فى حالة دوخه يرثى لها.
- سنكون على حذر .شكرا ياريد. - العفو.
وتابعا طريقهما .كانت جاينى تتأمل ثيو كانت تحدق فى كتفيه العريضتين ولونه الاسمر وقامته الجذابه ليس عدلا ان يملك ثيو كل هذا بالاضافه الى شخصيته الفذه انه رجل يسهل الوقوع فى حبه ويصعب نسيانه.
وكلما اقترب ثيو من الخليج سمعا بوضوح اكثر ضوضاء الحفله التى حذرها منها ريد.كان المركبان متصلان بالحبال وفجأه
قفز بحار من المركب الكبير الى الاخر حاملا بيده كوب شراب ثم تمايل المركب بقوه وانحرف المركب الكبير الى حيث
المياه قليلة العمق.وايرع ثيو بزورقه نحو المركب ثم توقف وسرعان ماتسلم ثيو الوضع محاولا تنظيم الامور.
مرت ساعه كامله ساعد ثيو خلالها على اخلاء المركب الصغير الذى تحطمت اجزاء منه نتيجة الاصطدام.وبعد ساعه
من الوقت حضرت الشرطه واشرفت على الامر.عاد ثيو الى جاينى قائلا :- حسنا هيا بنا لنعود.من المستحسن ان
نعود الى البيت الان سوف نعود للصيد مرة اخرى.وفى الليله التاليه ذهب ثيو وبول وجاينى للصيد.
وفى الايام التاليه انهمكت جاينى فى قطف الفراولع بينما كان ثيو يجمع التبن.
انتهت الترتيبات اللازمه للعيد واقترب موعج عودة بينى .اتى سام فى تلك الليله ليتباجل الاحاديث مع جاينى وبعد ان القى التحيه على السيد والسيده باودن خرج برفقة جاينى الى الشرفه وجلس على الاريكه يتناول الشراب ساد الصمت بينهما حتى قال سام: ان هذ المكان قد تغير كثيرا لقد صنعتم الكثير لتحسينه. واخذ سام يتحدث عن عمله
خلال العطله.ثم قال :- على ان اذهب الان ياجاينى مارأيك فى مرافقتى الى حفلة عيد رأس السنه؟
- حسنا. ورحل سام وتركت جاينى الشرفه لتتنزه فوق العشب الاخضر وفجاة سمعت صوتا خلفها انزل فيها الرعب.
:- انتظرت منك اشاره لكنه فاشله فى تمثيل دور جولييت.
ضحكت جاينى بعصبيه :- تحتاج جولييت لضوء القمر لالهامها وانت بعيد كل البعد عن روميو.
توقف ثيو وقطف زهرة غاردينيا والقاها بلطف على رأس جاينى وهو يقول:
- كانت جاينى تصغرك سنا لكنها استطاعت ان تحب حبا عميقا وكاملا هل انت قادرة على ذلك؟
- لاادرى كانت جولييت ناضجه فى عمرها لكننى اشك ان ما شعرت به حبا حقيقيا.
- تعتقدين انه لم يكن سوى جاذبيه ؟لماذا؟
- لانه لم يمض على معرفتهما ببعضهما سوى وقت قصير والحب الخقيقى ينمو بعد معرفة قويه بين الشخصين.
ربما كنت على صواب كم من الوقت تحتاجين كى تحبى شخصا؟ثلاث دقائق؟ام ثلاثة ايام؟ام ثلاثة سنوات؟
ازعجها السخريه فى صوته واثارتها فى الوقت نفسه فاجابت مسرعه:
- لا اعتقد ان الوقت هو العنصر الاكثر اهميه.على اى حال لا اعلم الكثير عن هذا الموضوع لم يسبق لى ان احببت.
- لااصدق ان مشاعرك مازالت نائمه منذ زمن ولم تصح ابدا.وماذا عن سام الذى ذهب منذ لحظات قليله؟
- سام ؟وماذا تعنى؟
- هل انتما اصدقاء فقط؟ - نعم .نعرف بعضنا جيدا مايمنع ان يمون بيننا علاقه.
- لكن بقولك هذا تناقضين نظريتك عن روميو وجولييت اليس كذلك؟
ضمها ثيو بين ذراعيه وتابع يقول:
- اذا كانت المعرفه عنصر اساسى للحب فهذا يجعلك انت وسام حبيبين.ولا يخفق قلبك بهذه السرعه عندما يعانقك
رجل غريب مثلى.
كانت ذراعاه حول خصرها غير مكمتين لكنها عجزت عن ان تتحرك وكان عليها ان تحارب رغبتها فى الاستسلام بكل ما
تملك من قوه لكنه حررها من قبضته بعد لحظات قليله وقال بسخريه:
ليكن هذا درسا لكى ياجاينى ابقى الانوار مضاءه دائما خلال وجودك مع رجل غريب بمفردكما ان زهر الياسمين لها عطر مثير يصعب الافلات من تأثيره.
اشكرك سأتذكر دائما.
وبعد لحظات ظهرت السيده باودن وقالت :
- سمعت صوتكما تعالا الى الداخل فالندى كثيف حتى فى هذا الوقت من السنه.




وصلت بينى الى البيت قبل العيد بيوم رحب بها الجميع وخرجت لتتنزه فى الحديقه قالت لجاينى:-
كم انا سعيده لوجودى هنا يظهر انك كبرت ياجاينى منذ رأيتك اخر مره اقرأ فى عينيك اسرارا عميقه ماهى اخر التطورات فى حياتك؟ - لاشىء يذكر
كان من السهل ان تتصرف امام اهلها وكأن كل شىء فى حياتها مازال عاديا.لكن بينى لا يفوتها شىء.منذ تلك الليله التى وجدت جاينى نفسها بين ذراعى ثيو اضطرت ان تنظر الى نفسها ومستقبلها تحت ضوء جديد.ارغمها ثيو على الانتقال من سن المراهقه الى عالم الاحاسيس التى تخيفها.
زار ثيو منزل العائله قبل العشاء بقليل.كان من المنتظر ان تعجب بينى بثيو .وبعد العشاء جلست جاينى قرب بول يلعبان الشطرنج بينما انهمك الاخرون بالحديث كانت جاينى ترغب ان تأوى الى فراشها لكنها خضعت لرغبتها فى الاستماع الى صوت ثيو.اخيرا غادر ثيو ودخل الجميع غرفهم للنوم وبينما كانت جاينى ترتدى ملابس النوم سمعت طرقا خفيفا دخلت بينى وقالت :- لماذا لا تنتقلين الى غرفتى؟فانها اكبر بما اننى لن استعملها بعد الان.
ابتسمت جاينى وقالت :- لكننى مولعه بغرفتى الصغيره.
- انها اشبه بزنزانه فانت اشبه براهبه لقد جئت استعلم عن هذا القرصان الرائع.
- ثيو ؟ سألت جاينى بحذر.
- نعم ثيو ذلك الشاب الطويل الاشقر, الوسيم ,الذكى, والشديد الثقه بنفسه.ضحكت بينى بنعومه ثم استطردت قائله:- وانا التى اعتقدت ان عطلة الصيف هذه ستكون ممله اخبرينى ياجاينى كل ماتعرفين عنه.
اخبرتها جاينى ماتعرفهه عن ثيو لم يكن ذلك الا القليل.
- رجل اسرار...... قالت بينى ثم تابعت:- حسنا اذن ومارايك فيه؟
- رايى انا؟ اجابت جاينى: انه يكبرنى سنا لطيف جدا وابتسامته جذابه لكنه فى الثلاثين من عمره.
- ستجدين ان الثلاثين هو العمر المثالى للرجل فى المستقبل القريب لاحظت انه معجب بى انه تماما ما احتاج اليه
هذا الصيف لقضاء وقت ممتع.
بعد ان غادرت بينى الغرفه اطفأت جاينى النور واقتربت من نافذة غرفتها التى تواجه المرفأ.حتى فى الليل كان بوسعها معرفة تورووا من بين السفن الاخرى.تساءلت لماذا يبقى ثيو ساهرا كل ليله حتى ساعه متأخره.
تقوم التقاليد فى نيوزيلاند على ان يتم تبادل التمنيات بالعيد السعيد بعد تناول طعام الفطور.من افضل التحسينات
التى قامت بها عائله باودن لمنزلهم كان بناء حوض للسباحه.انهمكت جاينى فى الاعتناء بالضيوف وتحاول تجنب النظر نحو بينى وثيو كانت بينى رائعة كالعاده حتى فيل تالبوت لا توازيها جمالا . شعرت جاينى بانعزال رهيب كأن الموجودين
حولها يعيشون فى عالم خاص تعجز عن دخوله.
فجأه سمعت صوتا خلفها:- كنت اراقبك .همس ثيو فى اذنها :- يبدو انك تقومين بكل الواجبات تعالى معى .
ترددت جاينى قليلا. - لاتخافىلقد سألت امك فصرحت لك بمرافقتى .
ابتسمت جاينى قائله :- الى اين؟ - ستكتشفين بنفسك.
وصلا الى غرفة الغسيل حيث لاحظت جاينى صندوق على الارض داخله ثلاث كلاب صغيره فهتفت قائله:
- ما اضغر حجمهما اين وجدتهم ياثيو؟ فهى طعنه لنا نحن معشر النساء.
ضحك ثيو واجاب قائلا :- صراحتك هذه تستحق عناقا.
حنر رأسه وعانقها ثم اخذ وجهها بين يديه بينظر فى عينيها وقال:
- لاتغضبى ياجاينى اعلم انك عجزت عن الدفاع عن نفسك تصرفت بسرعه اذ لم اقوى على ضبط شعورى.
هزت جاينى كتفيها واجابت:- لم امانع ليست هذه اول مره

فحص ثيو جاينى بدقه ثم امتدت يداه تلمسان ذراعيها العاريتين لم تشعر جاينى بالخوف بل بشعور مثير يغمر كيانها
تسمرت فى مكانها عازه عن الحركه بينما لمس ثيو رقبتها كان فى ودها ان تعانقه ان تلمس كتفيه الواسعتين لكنها
لازمت الجمود فنظر لايها ثيو قائلا:- ايصيبك الجمود؟
- اذا فوجئت بالامر فقط. ضحك ثيو وابتعد عنها .فى هذه اللحظه دخلت بينى الغرفه وقالت :- وماهو هذا السر الكبير؟
وقع نظرها على الصندوق فقالت:- كان يجب ان تتخلص منها.فصاحت جاينى :- بينى
- حسنا حسنا لكن لاتتوقعوا منى ان اهتم بها.
خرجت بينى برفقة ثيو بينما خرجت جاينى لتباشر الاهتمام بالضيوف وصل سام وابتهج قلب جاينى لرؤيته ربما سام
لا يوازى ثيو فى اهميته لكنها تطمئن لرفقته اكثر فلا يعبث سام بعواطفها كما يفعل ثيو .
بدأ الضيوف يغادرون ساعد سام جاينى على اطعام الكلاب ثم غادر بدوره وبقى ثيو برفقة بينى قالت بينى مخاطبه
جاينى:- ارى بريقا فى عينى سام يدل على عاطفه تجاهك اقوى من مجرد صداقه
اجابت جاينى بالنفى فاستطردت بينى تقول:
- لكنه يناسبك فسام سيتخرج كطبيب فى المستقبل تحتاجين لزوج مثله ليعتنى بك فانت تعيشين فى عالم خيالى
استمر الحديث بينهم وكانت جاينى تراقبهما .
- لم التق برجل يوازى سحره من قبل .قالت بينى وهى تستلقى قرب جاينى على كرسى تحت ظل الاشجار فى الحديقه.لكن جاينى لم تكن تريد سماع اى اعترافات فسألت :- صحيح؟ عادة لا تصارحها بينى باسرارها فهى من النوع
الذى يلازم الصمت.
ومرت ايام عديده لم يزر ثيو خلالها عائله باودن مما اغضب بينى واسعد جاينى .كان يؤلمها وجوده حولها ولقضاء الوقت
خرجت بينى برفقة جيف مرارا وتبين لجاينى ان ثيو مازال يسهر حتى ساعه متأخره من الليل.
ذهبت العائله الى الخليج وعندما وصلا الى الشاطىء كان المكان منعزلا .بعد حين لمحت جاينى من بعيد
ثيو يقترب الى الشاطىء كانت جاينى برفقه بول بمفردهما .
وعندما وصل ثيو حيث جاينى وبول القى التحيه عليهما وسأل عن حالة الكلاب فاجاب بول:
- انها بخير لقد وجدنا لها ماوى. فقال ثيو:- خبر سعيد.نظر ثيو الى جاينى وقال:
- تبدين جميله اليوم الا تحتاجين الى قبعه لحمايتك من الشمس؟
قال بول ساخرا: لاحاجه لها الى قبعه اطلاقا فهى مطليه بسائل يمنع اشعه الشمس من اختراق جلدها.
ابتسمت جاينى ولم ترد .كانت جاينى تشعر ان وجود ثيو قربها قد افقدها قدرتها على التصرف بطريقه طبيعيه.وضع
ثيو ذراعه فوق كتفيها وتابعا معا سيرهما الى حيث يجلس السيد والسيده باودن.
قال ثيو والابتسامه تعلو وجهه :- فى رايى ان بشرتك ملساء كالحرير.
قال بول :- ثيو مارأي فى مسابقتى فى السباحه ؟سأسابقك الى تلك الصخره هناك.
قالت جاينى :ارجو ان تكون ممن يجيدون السباحه فبول سباح ماهر. اجاب بثقه:- لا تخافى لا اعتقد انه سيسبقنى.
- هل انت دائما واثق من نفسك الى هذا الحد؟فانا احسدك على ذلك.
- من اين لك هذه العقده بالنقص ؟اعتقدت اولا انها ناتجه عن معامله اهلك.لكن اتضح لى انهم يظهرون موده عارمه
تجاهك. تكره جاينى لهجه ثيو عندما يبدا بتحليلها ابتعدت عنه لكنه سرعان مالتقط ذراعها بقوه وشدها نحو وقال:
- ليكن هذا درسا لك اعلمى انى معجب بك كما انت.
- لكننى لست معجبه بنفسى على هذا الشكل. تابعا سيرهما ثم قال ثيو:
- غريب كيف اتشوق الى ضمك بين ذراعى .فانت جذابه ذات قامه رائعه وبشره ملساء كلها عناصر تجعلنى اعجب بك
الى حد كبير .ليست شقيقتك الحسناء الفاتنه الوحيده فى عائله باودن.
عجزت جاينى عن التعليق لانهما اقتربا من والداها .فحياهما ثيو واستغرق الجميع فى الحديث.

كانت جاينى تسبح فى الماء عندما سمعت صوت سياره تترك الشاطىء.وعندما رفعت رأسها وجدت ان اهلها قد غادروا
فى السياره من دون ابلاغها اقترب منها ثيو وقال :
- لقد غادر اهلك لزيارة عائلة سينكلير وعدتهم باصطحابك الى البيت. - شكرا
اجابت جاينى بصوت جاف وقد اغضبها انفرادها مع ثيو من جديد.فهرعت تسبح نحو الشاطىء بأقصر سرعتها كانت تعلم
ان ثيو يتبها وما ان برحت ان وصلت الى الشاطىء حتى امسكها ثيو من ذراعيها ضاغطا عليها بقوه وفى عينيه شرارة
غضب شديد. - ماذا تفعلين؟
- لاشىء . صاحت محاوله الافلات من قبضته :- ربما كنت ارغب فى زيارة عائلة سينكلير .الم تفكر فى ذلك؟
- ولماذا ؟قالت لى امك ان زيارة عائله سينكلير لن تهمك فكفى عن التصرف كطفله فقدت دميتها.
يؤلم جاينى اتهامها بالتصرف كطفله بينما الشعور الذى يمزق قلبها هو شعور فتاه ناضجه.تملكتها رغبه فى المقاومه فانهالت عليه بالضرب ثم حاولت الفرار فامسكها بعنف والقاها على الرمال استمرت جاينى تقاو مما ارغم ثيو على
استعمال قوته للسيطره عليها استغل الفرصه هذه ليطبع قبله لكنها لم تكن لطيفه بل اعتداء افقدت جاينى صوابها
وشرعت تصرخ محاوله الرب لكن ثيو كان مصرا على بقائها فقال:- انت تنالين ما تستحقين.
غمر قلبها الخوف. اصبح ثيو عدوا لها وكأنها ايقظت شريرا من اعماقها .كفت جاينى عن مقاومته.سرعان ماتلاشت
شرارة العنف من عينيه وحلت محلها نظرة شوق وهيام .استجاب لها قلب جاينى فاغمضت عينيها واسلمت روحها له
راغبه فى ان يصبحا معا جسدا واحدا لكن ثيو ابتعد عنها فجأه وقال:
- ان الاوان ان تعلمى ان اثارة عواطف اى رجل تؤدى الى متاعب. - لكننى ........
اوقفها عن الكلام متابعا:- حتى لو انها اثاره بريئه. تنهد ثيو ثم اضاف:- تفقديننى صوابى ياجاينى .لكننى سأقاوم رغبتى الجامحه فى امتلاكك. لاتنظرى الى هذه النظره الكئيبه وكأننى طعنتك فى الصميم. - هذا ما فعلته.
اغرورقت عينا جاينى بالدموع وشعرت بخجل رهيب.
- جاينى دموعك ثمينه جدا ولا استحقها اعذرينى لقد نسيت كليا قلة خبرتك فى الحياه هل تسمعيننى؟
جلست جاينى محاوله التمسك بما تبقى لها من عزه وكبرياء. كبرياء منعها من الاعتراف لنفسها انها واقعه فى حب ثيو
- نعم ثيو اسمعك لكن لاداعى للشرح .ربما انا جاهله لكننى لست غبيه الى هذا الحد.لقد سبق ان حذرتنى امى من
بعض الوقائع الحياتيه لا بد ان اعترف اننى ماكنت اتوقع......حسنا,انه من السهل نسيانها.
- حسنا ,اذا انتهى الامر.
وقف ثيو ومد يده ليعاون جاينى على الوقوف توجها معا الى سيارته تجنب كلاهما النظر الى الاخر وعندما التقت عيناهما ابتسم ثيو ثم اقترب من جاينى وطبع قبله على وجنتها قائلا:
- يوما ما سيفقد رجل عقله لاجلك حتى ذلك اليوم لا تخاطرى باثاره عواطف اى رجل كان.قليلون هم الرجال الذين فى
وسعهم مقاومة غريزتهم. - تعنى ان امثالك قليلون على اية حال اشكرك.
ضحك ثيو واجاب:- لايفقد كل الرجال صوابهم اول ما ستجيب لهم فتاه .على اى حال ات فى مأمن برفقتى .ليس من
عادتى اغراء فتاه فى سن الدراسه مثلك حتى لو انى فقدت صوابى اليوم وعاملتك كامراه.
انكمش قلب جاينى لسماعها لسماعها ماقاله ثيو وتحول حبها له الى كراهيه لم تعد تريده بعد اليوم لتأخذه بينى اذا
شاءت.وفى المساء بعد ان اتفردت جاينى بنفسها استرجعت تفاصيل ماحدث .همست فى صمت احبه وانهمرت
الدموع من عينيها .مضى وقت طويل قبل ان تستسلم للنوم.
وفى صباح اليوم التالى كان نادى الزوارق يستعد لسباقه وصلت جاينى وسام وانهمك سام بالاستعداد للسباق
ووجدت جاينى نفسها برفقة كارين مور تعاونها فى بيع المرطبات وغيرها .اقترب ثيو وبينى معا ابتسمت جاينى ثم همت بالذهاب عندما نادتها بينى قائله:- سيشترك ثيو فى السباق وهو فى حاه لمن يدله على الطريق.فما رايك
ياجاينى ؟انت تعرفين الطريق جيدا.
وثيو لا يبالى .رمقها بظره قاسيه قبل رحيله وكأنه يؤنب قلة ثقتها به.لم يربح السباق لكنه ابدع فى محاولته.
وضع سام ذراعه فوق كتفى جاينى وقال:- ارى انك تحتاجين لشراب مرطب ياجاينى فماذا تفضلين؟
- عصير الليمون .شكرا ياسام.ذهب سام لشراء العصير وتوجهت جاينى برفقة كارين ومارك صديق كارين للجلوس تحت
ظل الاشجار فقالت كارين:- انظرى ياجاينى الا تعتقدين ان بينى وثيو يتمتعان برفقة بعضهما؟
القت جاينى نظره سريعه واجابت :- نعم يبدو انهما ينسجمان معا الى حد بعيد.وحين رست اخر سفينه فى المرفأ
كانت جاينى قد فقدت ما تبقى لها من الجهد جسديا وعقليا حتى الالم داخلها قد اخفته .كان من السهل ان تخفى
ابتها وتتظاهر بالفرح سألها سام مستفهما:- هل انت بخير؟ - طبعا لماذا؟
- تبين لى انك منزويه على نفسك اكثر من العاده لم يسبق ان لازمت الصمت الى هذا الحد من قبل
اجابت جاينى بقسوه:- تعلم انك لست مرغما على الخروج برفقتى .
تنهد سام وقال:- لا شك ان الوضع تغير بيننا لا يبقى شىء على حاله اعتقدت ان صداقتنا ستستمر فى النمو لكننى
اخطأت فانت تغيرت كثيرا ياجاينى كما اننى لم اعد الشخص نفسه. - اذا؟
- اذا لنترك الامور تأخذ مجراها الطبيعى. وعندما انفردت جاينى بنفسها بدأت تستعد لحفلة المساء.ساورها شعور
حزين ان صداقه الطفوله التى جمعتها مع سام اوشكت ان تنتهى. ارتدت ثوب للسهره يناسب قامتها ولون بشرتها .
لكنها احتارت كيف تصفف شعرها فجأه دخلت بينى الغرفه:- دعينى اصفف شعرك.
وماهى الا لحظات تى حولت بينى شعر جاينى الى تسريحه تناسب مع الثوب وتضيف اناقه لم تألفها جاينى من قبل
- تبدين رائعه دعينى احضر لك بعض ادوات الزينه. ذهبت بينى واحضرت قرطا وبعض ادوات التجميل وعندما انتهت كانت
جاينى اشبه بحسناء رائعه فقالت بينى والابتسامه تعلو وجهها:- لن يعرفك سام .انتبهى ربما تكون الصدمه قاتله
ضحكت اينى وهى تنظر لنفسها فى المراه تبدو مختلفه تماما.شعرت بسعاده لا توصف خاصه ان ثيو سيراها على هذا
النحو.وغادرت العائله لحضور حفلة نادى الزوارق اعطت بينى علما لاهلها ان ثيو سيتولى امر احضارها الى البيت بعد
الحفله كانت بينى تتألق فى ثوب رائع.كان الطقس مازال حارا قالت جوى :- نحتاج للامطار بشده.
توقفت السياره وتوجه الجميع الى الداخل .اجتمع شمل جاينى وسام ومارك وكارين وغيرهم من الاصدقاء .اظهر الجميع
دهشتهم لما تبدو عليه جاينى من روعه وسحر.اما سام فلزم الصمت لم تعارض جايى صمته بل رحبت به لانها كانت
تتجنب الحديث عن علاقتهما.سالها سام وهما يرقصان:- مابالك لا تتكلمين؟
- اسفه ياسام اعلم اننى رفيقه ممله.
- للحقيقه افضل صمتك على الاستماع الى كارين لاادرى كيف يتحملها مارك.
نظرت اليه جاينى بدهشه لم يسبق لسام ان كان لاذعا بكلامه من قبل فاجابته :- امر اعتاد عليه الا تعتقد انها امسيه
ناجحه؟ - ياعزيزتى .امسية رأس السنه تنجح دائما .
خلال الفله رقصت جاينى مع والدها .لا حظت ان بينى يغمرها السرور والبهجه تساءلت جاينى عما يجرى فى حياة
شقيقتها يبدو انها استسلمت كليا لجاذبية ثيو اما بالنسبه اليه فيصعب قراءة افكاره.لا حظت جاينى امراه تحاول
لفت انتباه ثيو وحين التقى نظرها بنظر ثيو اقتربت منه قائله:
- سيد كارينغتون انا ساره تورنر.لقد تقابلنا خلال حفله اعدها الناشرون لترويج كتابك الثانى.
ساد الصمت بينما تابعت السيده تخاطب الجمع الذى يحيط بثيو:
- امر مثير وجود السيد ثيو برايدى فى رفقتكم اتنوى اصدار كتاب جديد محوره هذا المكان ياسيد كارينغتون؟






الفصل السادس

--------------------------------------------------------------------------------




حاول ثيو ان يتخلص من السيده تورنر وعندما كان يرقص مع جاينى جعله صمتها يسأل مستفهما:
- مابالك ؟هل فقدت لسانك؟
- لا. اجابت بأدب :- لكننى اجهل كيفية مخاطبة كتاب مشهورين مثلك اسفه.
ابتسم ثيو واجاب:- هل استنتج من كلامك انك غاضبه على ؟ - لا طبعا ولماذا اغضب عليك؟
- ربما كنت تفضلين معرفة سرى الرهيب منى شخصيا بدلا من اكتشاف الحقيقه على يد شخص غريب.
فاجاب:- ليس هناك مايجبرك على ان تكشف لى اى سر من اسرارك.
- على اى حال لنتحدث عنك الان .تبدين رائعه الليله اخبرتنى بينى انها سبب هذا التطور.
- صحيح.يسعدنى ان التغير يروقك.
- يروقنى ؟لا اعتقد ان ذوقى يهمك من الارجح انك تحاولين اعجاب سام اظن انك نجحت فى محاولتك .تأكيدا على ذلك
نظرة سام العدائيه التى رمقنى بها منذ لحظات.
تمنعت جاينى عن نفى الموضوع وهزت كتفيها لا مباليه.جذبها ثيو نحوه بشده قائلا:- لنعطى غيرته اذا مبررا اكبر مارايك
وضع ثيو وجنته فوق وجنة جاينى .محكما قبضته حول خصرها.تملك جاينى غضب شديد لكنها مابرحت ان استردت
السيطره على نفسها ونسيت انها بين ذراعيه.وفى هذا الحين بدأت الفرقه الموسيقيه تعزف لحنا رومنطيقيا وخفتت
الانوار .ارتعشت جاينى حين شعرت بأنامل ثيو تلامس شفتيها جذبها نحوه بقوه جعلتا تبتعد عنه قائله:- ثيو
لكه تجاهل نداءها وشدها نحوه من جديد مبتسما.فصدته جاينى محاوله الفرار نظر اليها ثيو بسخريه وقال:
- يالك من جبانه. - ربما لكننى لم افقد صوابى.
- مخطئه فلو لم تفقدى صوابك لما رقصت معى فانت متهوره تماما مثل اختك.
اول سام جاينى الى المنزل ورحل. تخلت جاينى عن احاسيسها المتشابكه لتتأمل جمال الطبيعه حولها وشعرت
بالنعاس ونهضت لتأوى الى فراشها وفجأه لمحت بينى بين ذراعى ثيو تجمد الدم فى عروقها وحاولت الهرب لكن شاى
قفزت امامها متجهه الى بينى ضحكت بينى واخذت شاى بين ذراعيها قائله:
- جاينى تعالى لقد رأيتك. ارتاحت جاينى لان الليل اخفى استيائها .سألتها بينى:- ماذا تفلين هنا وفى هذه الساعه؟
اجابت جاينى مبتسمه:- كنت اتأمل النجوم المعذره لم اقصد مقاطعتكما لم اعلم بوجودكما هنا.
ضحكت بينى وابتسم ثيو قائلا:- هل قضيت وقتا ممتعا؟
اغضبها تصرفه اللامبالى وكانه يريدها ان تعلم ان من قه اغواء شقيقتها واغوائها فى نفس الوقت.بالنسبه اليها لن تسمح له بمجرد لمسها بعد الان رفعت رأسها بغضب واجابته باستهزاء:
- نعم امضيت وقتا سعيدا لا شك ان هذه الامسيه علمتنى الكثير. تصبحان على خير.
دخلت جاينى غرفتها وقلبها يخفق بسرعه وقبل ان يغلبها النوم صممت جاينى على ان تبعد ثيو عن حياتها كليا.
وفكرت ان مايشدها اليه ليس سوى جاذبيه سطحيه.
****************************** ******************** ****************************** ******
قالت بينى فى الصباح:- لم اصدق ان ثيو مجرد بحار متشرد
ردت جاينى:- افهم ما تعنين هل قرأت احدى رواياته؟ - نعم وانت؟
- قرات جميع رواياته انه كاتب موهوب .
وعندما انهت بينى حديثها لازمت جاينى الصمت اذ اكتشفت ما كانت تخشاه لمده طويله وقوع شقيقتها فى حب ثيو.
يدل من حديثها على انها بنت قصورا على الرمال تحلم بينى بأن تصبح زوجه لثيو فى المستقبل.تقلص قلب جاينى
وتوصلت جاينى الى نتيجه واحده بعد كل هذا التفكير شعورها نحو ثيو اقوى واعمق من مجرد اعجاب وجاذبيه سطحيه
قررت جاينى العملوالالتحاق بالمعهد التجارى فى اوكلاند وعندما تلقى والداها الخبر قالت الام :- عليك ان تسكنى خلال السنه الاولى فى بيت عمتك كاترين.
وفى الايام التاليه خرجت بينى برفقة جيف قبل ان تعلن انتهاء علاقتهما .انهمكت جاينى بالاستعداد لانتقالها الى
اوكلاند محاوله طرد ثيو من افكارها.
وانهمك ثيو فى اموره الخاصه مما منعه من زيارة عائله باودن لايام عديده حاولت بينى اخفاء تعاستها لعدم رؤيته.خاصه
انها اكتشفت من اصدقاء امها انه خرج برفقة فيل تالبوت مرات عديده. وتعلق بينى بثيو بات امرا علنيا وقلة اهتمام
ثيو بدا يمزق بينى لكنها اخفت تعاستها .




لشدة دهشتها اكتشفت جاينى ان امها اعدت لها موعدا مع المسؤولين فى معهد التجاره باوكلاند وطلبت الى ثيو ان
يصطحبها ويعيدها بعد يومين.لقد رحب ثيو بالفكره .قبلت جاينى على مضض ثم سألت :- ومتى موعد المقابله؟
- بعد يومين يود ثيو الرحيل غدا باكرا فعليك ان تأوى الى الفراش مبكره هذا المساء.
وافقت جاينى وهمت بالدخول الى غرفتها وفى طريقها سمعت بكاء اتيا من غرفه بينى.
ترددت جاينى فى الدخول حتى لا تسبب الحرج لبينى لكنها قررت الدخول
- ارحلى ياجاينى اتركينى فى همى - لكننى لااقدر اخبرينى عما يعذبك
- لاشىء. ولازمت جاينى الصمت منتظره ان تهدأ شقيقتها .وادركت جاينى ان سبب بكاء بينى ثيو قالت
جاينى :- اسفه. فقالت بينى :- لاتقلقى على ياجاينى كنت احتاج الى درس يعلمنى ان انظر الى نفسى بتواضع
فما هى سوى اسابيع قليله ويتحول حقدى نحو ثيو الى امتنان .لقد استغل شعورى واظهر نحوى عاطفه وقتيه
تلاشت سريعا.
قالت جاينى:- اسفه. اجابت بينى :- وانا كذلك سأتغلب على اسفى لحسن الحظ لم يسمح لى الوقت بالوقوع فى
حبه.
تجد جاينى انه من الصعب لثيو ان يحب حبا حقيقيا ولكن اذا حصل هذا فانه سيتحول الى حبيب مخلص
- عودى الى فراشك الان.
وفى فراشها اخذت جاينى تفكر فى سوء حظها .ترك ثيو فى نفسها اثرا لا يمحى لكن مع ما تشعر به من غضب هنالك
ايضا شعور جديد لم تعهده من قبل فى تسامحه على مااساء اليها وتشوق لرؤيته بكل جوارحها.شعور لذيذ لاشك
انا اسيرة حبه.



وفى صباح اليوم التالى وصل ثيو لاصطحاب جاينى.ابتهج قلبها لرؤيته ادراك جاينى انها تحبه اعطاها قوه لتواجهه ودعت
جاينى امها واستعدت للرحيل قالت جوى:
- لاتنسى الاتصال بى هاتفيا مساء الغد لتخبرينى عن المقابله بلغى سلامى لعمك كاترين.
كان الظلام مازال مخيما حولت جاينى الابتداء بالحديث فقالت:
- شكرا لعرضك اصطحابى الى اوكلاند .
- للحقيقه لم تكن الفكره فكرتى اك هى التى نسقت الامر فكان لابد من موافقتى لتجنب اى احراج.
-اذا كنت ستصرف بلؤمك المعتاد فسألزم الصمت.
ضحك ثيو واجاب:- لا يا جاينى سأكون لطيفا معك لكنك لست مرغمه على الحديث الا اذا اردت ان تقولى شيئا يجدر
بالقول اجد صمتك منعشا مثل حديثك.
- ارجو ان يكون كلامك من باب المجامله.
اجابت جاينى بذلك والشك يساورها لكن ثيو جاد فى كلامه فما لبث ان اظهر لطفا ولباقه نحو جاينى وتبادلا الاحاديث
والنكات وشعرت جاينى بالراحه لوجودها برفقته.وصلا الى مدينه بريندروين فانطلقت جاينى قائله:
- على ان اعتاد على العيش فى المدينه اذا اردت تحقيق شىء فى حياتى.
- وماذا تنوين ان تحققى ؟ - للحقيقه لاشىء.... عدا عن....
- عدا عن ماذا؟ - حسنا عدا عما تفعله انت.....
ضحك ثيو واجاب قائلا:- فى ودى لو اقبل عرضك هذا لو كنت اصغر سنا.
ارتبكت جاينى وتوردت وجنتاها ثم اجابت:- لكنك اسأت فهمى ما اقده هو اننى ارغب فى السفر بحرا .
امتدت يد ثيو لتلامس وجنة جاينى واجاب:- مسكينه جاينى لم اقصد احراجك اسف اخبريتى اذا مالذى يدفعك الى
الالتحاق بالمعهد التجارى بينما السفر فى البحر هو امنيتك المطلقه؟
- لانه الباب الوحيد المفتوح امامى فكما قالت بينى من الضرورى ان اتلقى تدريبا عمليا فى حقل التجاره .
- انت فتاه رومنطقيه مثاليه ياجاينى نجحت حتى الان فى تفادى امور الحياه التقليديه فلماذا توقفت ؟حسبت ان شجاعتك لا تقهر.
كان فى ود جاينى ان تبوح له بحقيقه شعورها تجاه قرارها لكنها تذكرت تصرفه نحو بينى ولاحظت تعابير وجهه المتنقله


بين السخريه والجمود فتمنعت واجابت:
- يختلف الامر بالنسبه اليك فانت رجل مما يجعلك تنعم بحرية تقريرمستقبلك اكثر منى.
- لكن نساء كثيرات قبلك برهن ان العكس صحيح
- اعلم ذلك لكن على ان اواجه الحقيقه الان افضل من الغد من الضرورى ان اجد عملا اذا شئت ان احقق ما ارغبه فعلا
- وماذلك؟ - اشياء عديعده افضل بقائا سرا
- حسنا اذا لن اصر على معرفة اسرارك لكن يبدو لى انك مصممه على اضاعه حياتك ستقومين بعمل تكرهينه حتى
يأتى اليوم الذى تلتقين فيه برجل احلامك وتتزوجين
انتفضت جاينى بغضب واجابت :- وماذا تقترح ان افعل؟
- اسف لكننى لااقرر مصير احد .اعلم ان الحياه مليئه بالصعوبات واقدر ان اعطيك نصيحه واحده ,عليك ان تقدرى قيمة هدفك .وهل يستحق مكافحتك؟ احيانا يصل البعض الى اخر الطريق الى جاهدوا بعزم لاجتيازها ليجدوا بعدما فات
الاوان انهم اخطأوا فى اختيارهم.
- انت تفتقدين الثقه بنفسك.عاملك والداك وكأنك تفتقدين الموهبه ونشأت فى ظل شقيقتك مما اساء الى نمو ثقتك
الشخصيه.حتى قرارك هذا مازال تحريضا من بينى لابد ان تشقى طريقك بنفسك ...حسنا ,هل تشعرين بالجوع؟
هكذا انتهى الحديث فتصرف ثيو نحوها بات كتصرف رجل ناضج يعاون فتاه فى مطلع العمر .المها انفصاله عنها ولمحت
فى عينيه شرارة غضب لم تعرف سببها.
كانت العمه كاترين تعمل فى الحديقه عندما وصل ثيو وجاينى تقدمت منهما وتبادلا التحيه.وقع نظرها اولا على الشاب
الوسيم الاسمر الجذاب ثم انتقلت الى جاينى والابتسامه فى عينيها:- جاينى عزيزتى.
عانقتها طابعه قبله على وجنتها :- السيد كارينغتون ارجو ان تتفضل بالدخول ومشاركتنا تناول الغداء
- الحراره فى الداخل اسوأ من الخارج.قالت كاترين وهى ترافق ثيو وجاينى .
رافقت كاترين جاينى الى غرفتها وامرتها ان تغتسل .عادت جاينى بعد دقائق مرتديه ثوبا صيفيا ناعما.
- مابالك ياجاينى لا تشاركيننا الحديث؟هل تعانين من صداع؟
احتقن وجه جاينى واجابت:- لا لم اعد اعانى من صداع مثل قبل اعتقد انها لم تكن الا مسأله وقت
- يسعدنى معرفه ذلك يبدو ايضا انك توقفت عن النمو كنت اخشى ان تبلغى ستة اقدام لحسن الحظ باتت قامتك
متناسقه يبدو انك تحولت الى امرأه ناضجه
ابتسمت جاينى وهى ترمق ثيو بنظره ساخطه لاحظت السخريه على وجهه وابتسامته الماكره فهو يفكر بلقائهما معا
على الشاطىء حيث ساهم ثيو فى نضوجها من فتاه الى امرأه
وبعد الغداء غادر ثيو وذهبت جاينى مع عمتها للتبضع. حان اوان المقابله كانت المقابله افضل مما كانت تتوقع .قام
بالمقابله ثلاث مسؤولين وكانت الاسئله تطابق التى طرحها عليها ثيو .وذهبت جاينى واثقه بأن المقابله تمت بخير
فى المساء ذهبت مع عمتها الى المسرح وارتدت جاينى ثوبا اخضراللون كانت الوحيده المرتديه ثوبا من الطراز القديم
فشعرت بالاحراج


حولت جاينى نظرها الى عمتها ففوجئت بها تبتسم لها كأنها علمت مايدور بخاطر جاينى.احنت جاينى رأسها وتوردت وجنتاها من الخجل.لازمت كاترين الصمت تاركه المبادره لجاينى.وراهما ثيو
وألقى التحيه عن بعد تغلبت جاينى على ارتباكها فقضت وقتا سعيدا فى المسرح حتى انها تمكنت من النوم دون صعوبه.
استيقظت فى الصباح للعوده الى اواكيبو وصل ثيو لاصطحابها خيم الصمت بينهما فبدأثيو الحديث
قائلا:- كيف كانت امسيتك البارحه.
- ممتعه جدا وانت؟هل قضيت وقتا مرحا؟
- بكل تأكيد هل اعجبتك ثورا؟ - ثورا؟اه ...تعنى الفتاه او المرأه التى كانت برفقتك؟
- نعم .المرأه اصح .ثورا برايدى تعمل فى التصميم الفنى للمنازل.
اجابت جاينى محاوله اخفاء الحسد فى صوتها:- لاشك انها خارقه الجمال.
ضحك ثيو واجاب:- قالت انك لطيفه ومفعمه بالصحه ولا اعتقد انها تقصد مجرد الاطراء.
اغتاظت جاينى لمعرفة ان ثيوتحدث عنها فلا شك ان ثيو وثورا يعرفان بعضهما معرفه حميمه.ولاحظ ثيو شرارة الغضب فى عينى جاينى قائلا:
- ما بالك؟ لم يسبق ان اظهرت نفورا تجاه صديقه من صديقاتى من قبل؟
يبدو من لهجه ثيو انه مدرك عواطف جاينى لكنها صممت على مقاومته فقالت بعزم:
ربما لاننا نختلف كليا ومارأى ثورا بعمتى كاترين؟
- اعجبت بها الى حد كبير امى تعمل معها فى لجنات مختلفه .انا واثق انها ستعجبك.
- ربما نظر اليها ثيو بدهشه واجاب:- يالك من لئيمه.مالذى يجعلك تشكين فى ماقلت؟
-حسنا قلت لى مرة انها لاتحب البطاقات البريديه وانا احبها اترى اختلاف ذوقنا؟
- اتذكرين كل شىء قلته لك؟
نعم اجاب قلبها لكنها قالت:
- لا اذكر كل شىء .هل اوشكت على انهاء روايتك الجديده؟
- يوما ما سأرفض اجابتك حين تغيرين الموضوع لكننى قررت اليوم سأكون لطيفا نحوك فسأجيبك
على سؤالك حسنا لم انه الروايه بعد ويبدو اننى سأتاخر فى انهائها.
- ولماذا هل غادرك الوحى؟
- لا لم يغادرنى الوحى لكن هنالك حاجزا منعنى من الاستمرارفى الكتابه.
اجاب بصوت متجهم تعلم جاينى انه لن يخبرها عن الحاجز هذا ففضلت التزام الصمت وبعد وقت
قصير سألها ثيو :- كيف تمت المقابله مع المسؤولين فى المعهد؟
- لابأس اعتقد انهم وافقوا على التحاقى بالمعهد - رغم ما اظهرته من قله اهتمام.
- نعم اعجبتهم صراحتى.
ضحك ثيو واجاب:- صحيح ان الصدق من حسناتك المحببه اذا ستتبعين نصيحه بينى
- نعم بكل تأكيد



وبعد مضى اسبوع تلقت جاينى رساله من المعهد تبشرها بقبول طلبها وانهمكت جاينى بالاستعداد للانتقال الى اوكلاند.جاء سام لزيارتها وقد اسعده قرارها خاصه انه سيتمكن من رؤيتها
باستمرار.
شردت افكار جاينى سام سيتوقع منها اكثر من الصداقه . شعرت بثقل السنين التى ستقضيها من
دون ثيو سمع سام بكاء جاينى فقال لها بلطف وهو يشدها نحوه:-
- لم تغادرى اواكيبو بعد فلا تفسدى اخر اوقاتك فيها بالحزن تعالى الى الداخل قبل ان تفكر امك فى
اننى سبب بكائك


جاينى مادمنا احتفلنا بانتقال بينى الى اوكلاند علينا ان نعاملك بالمثل اريد منك ان تعدى لائحه
باسماء المدعوين ليكون عددهم الاقى حوالى عشرين شخصا.
قالت جوى ذلك مخاطبه ابنتها.لم يقع نظر جاينى على ثيو سوى مره واحده حين تناول العشاء برفقتهم .تجاهل ثيو حب جاينى له ومنعها من اية مشاركه فى حياته وبدأ يبتعد عنها منذ ان جمعتهما تلك اللحظات العاطفيه على الشاطىء.ادرك ثيو حينئذ خطر الموقف وتصرف بحكمه .
كيف تلومه جاينى فاذا فشلت بينى فى اجتذابه لا امل لجاينى بذلك اطلاقا.
تناولت جاينى قلما وشرعت تدون اسماء الاشخاص الذين تود دعوتهم الى حفلتها.
فى صباح اليوم التالى ارتفعت الحراره الى درجه قصوى ومازال بول يراقب تطورات الطقس فقال:
- اتوقع وصول عاطفه استوائيه قريبا.
فاجابت امه:- اهلا بها اذا كانت تحمل امطارا فى طياتها لم يمر علينا بمثل هذه القساوه وهذا الجفاف من قبل.
شعرت جاينى برغبه قويه للتنزه فى الخارج قفزت شاى بين ذراعيها وكأنها ادركت مايجول فى ذهن جاينى.قالت جوى:- اعتقد انها ترغب فى اكل السمك.
فاجابت جاينى :- ساصطحبها الى المرفا اذا واحاول التقاط بعض السمك. قال بول:- سارافقك.
وتوجها معا الى المرفأ.جلست جاينى حيث يصعب عليها رؤية تورووا فعندما سمعت فجأه صوت ثيو
خلفها ارتعش قلبها وجمد الدم فى عروقها التفت بول وقال:
- اهلا ثيو فاتك مشاهده سمكه عملاقه التقطتها جاينى لكنها لشدة غبطتها دعتها تفلت من صنارتها.ضحك ثيو وهو يرمق جاينى بنظره متفحصه ثم ابتسم اخذا يدها بيده وقال:
- تعالى لنقضى النهار معا.
طلب مجنون ومتهور لكنها وافقت عليه.
- سأعلم امى عن وجودك برفقة ثيو واتولى امر ايصال عدة الصيد الى البيت انطلقت جاينى برفقة
ثيو متمنية لو كانت ترتدى ثيابا مناسبه ومتناسقه كثياب الفتاه التى تحدق بثيو عن بعد بنظرة
اعجاب لكن ثيو لم يلاحظ حتى وجودها بل اصطحب جاينى الى سفينته ودعاها الى الداخل قائلا:
- تعالى ربما تستطيعين اعداد طعام الغداء.
كانت هذه اول مره تدخل فيها جاينى حجرة السفينه.غمرتها الدهشه فبرغم صغر حجمها الا انها حقا رائعه ومنمقه.
قال ثيو:- تجدين الثلاجه هناك وتجدين مزيدا من الطعام فى الخزانه هناك.
وحين انتهت جاينى من اعداد الطعام قال ثيو:
- كونك امراه يجعلك تتشوقين لرؤية ما تبقى من داخل السفينه اليس كذلك؟
- اتعنى ان الفضول ميزه تخص النساء فقط؟
ضحك ثيو واجاب:- حسنا اعترف ان بعض الرجال يتشاركون بالصفه نفسها تعالى اذا.
كانت القاعه الاساسيه مفروشه بالسجاد وتغطى نوافذها الستائر.تحتوى السفينه على كل ما
يحتاجه المرء لقضاء حياة طبيعيه مريحه سألت جاينى:- واين تنام؟
- فى القاعه الاساسيه تتحول الاريكه الى سرير.هل رايت مايكفى الان؟ - نعم
وصعدت جاينى السلم عائده الى ركن السفينه فوجودها مع ثيو بمفردها جعلتها ترتبك وادركت فجاه
جنونها لانها قبلت بتمضية النهار معه .اغمضت عينيها مقاومه الخوف الذى تملكها,محاوله استعاده
سيطرتها على نفسها. قررت جاينى ان تجعل اخر لحظاتها برفقته لحظات سعيده تحتفظ بها فى
مخيلتها لتخلد بها هذا الصيف الذى اوشك ان ينصرم.
ادار ثيو زورقه وانطلقا عبر الجدول بصمت انتاب جاينى خوف مريع عندما ادركت ان ثيو يصطحبها الى
الشاطىء حيث قضيا وقتا معا لاينسى.
استلقت جاينى فوق البساط الذى وضعه ثيو فوق الاعشب وماهى الا لحظات برفقة ثيو حتى نسيت جاينى كل شىء الا فرحتها لوجوده معها.اعد ثيو الطعام وتناولاه معا.بعد ذلك استلقيا على البساط وغلبهما النوم وعندما استيقظت جاينى كان قد مضى على نومهما ساعات معدوده.امتلات
السماء بالغيوم لكن الحراره مازالت مرتفعه ويبدو ان الاصفه على وشك ان تبدأ.
استلقت جاينى على العشب مقاومه رغبتها فى الوقوف.كانت تخشى ان ينتهى الحلم.لكنها
اضطرت للجلوس بعد ان انهكتها شده الحراره كان ثيو مستلقيا يراقبها وعندما نهضت ابتسم قائلا:
- تبدين رائعه الجمال وانت نائمه
- هراء...اجابت ثم تابعت:- هل تعتقد ان السماء ستمطر قريبا.
- ربما لكن الوقت لم يحن بعد.فما رايك بالسباحه معا؟
ترددت جاينى قليلا ولم تجب. لاحظ ثيو ارتباكها فاقترب منها قائلا:
- جاينى هل تثقين بى؟
نظرت جاينى فى عينيه واجابت:- نعم
- اذا تعلمين اننى لن اسىء اليك - نعم -حسنا
كان الماء باردا قليلا انتعشت جاينى وشعرت بالاطمئنان لرؤية ثيو يسبح بعيدا عنها.لكن شعورها
مالبث ان تحول الى كابه وحزن لابتعاده.وخاب املها فقررت العوده الى الشاطىء ثم هتفت قائله:
- انى عائده الى الشاطىء - انتظرى لحظه.
صاح ثيو وهو يسبح نحوها وعندما اقترب منها اخذها بين ذراعيه وعانقها بشده ثم اخذ وجهها بين
يديه قائلا:- سأغادر اواكيبو غدا ياجاينى وداعا.
تلاشت القوه ن جسمها واوشكت ان تفقد توازنها فى الماء جذبها ثيو نحوه من جديد وقال:
- جاينى تقتلنى نظرة اليأس فى عينيك لو انك تفجرين غضبك نحوى باية طريقه اخرى لتمكنت من احتمالها لكن صمتك واللوم القاسى فى نظراتك يجردنى من قوتى كليا.
اجابت وهى تبتعد عنه:- اسفه
ثم اكملت وهى تحاول التخلص من قبضته:- دعنى ارحل.
لكن ثيو رفض التخلى عنها واجابها:
- تمنعنى السنوات التى بيننا من متابعة علاقتنا مازلت فى ربيع عمرك جاينى ورجل مثلى لا
يستحق حبك الطاهر .تجهلين حقيقتى وماضى احببت نساء كثيرات قبلك.لم اعد اذكر عددهن.
فاذا استجبت لعاطفتى تجاهك وتزوجتك اخشى ان اسىء اليك فى المستقبل بعد ان اشبع
شوقى لامتلاكك.
احنت جاينى رأسها عاجزه عن الكلام فابعدها ثيو عنه واضاف:
- هيا ارحلى قبل ان افقد ما تبقى لى من شهامه.
عادت جاينىالى الشاطىء بعد ان ارتدت ملابسها وكان ثيو يستعد للرحيل ايضا فخاطبها قائلا:
- علينا ان نعود الان ستمطر السماء قريبا وداعا ياجاينى.
اجابت جاينى مبتسمه: وداعا ياثيو رحله سعيده.غادر ثيو بزورقه بينما عادت جاينى الى المنزل
مشيا على الاقدام .عندما استيقظت فى اليوم التالى كانت تورووا قد تلاشت عن الانظار
وبعد ايام معدوده وصلت منه رساله تشرح سبب رحيله فجأه .و انهمكت جاينى بالاستعداد لحفلتها
وفاجات اهلها يوما بطلها ان يناديها الجميع باسمها جاين لانها لم تعد طفله بعد الان.استمرت
جاينى بالتغلب على الالم الذى يمزق فؤادها برباطة جاش لم تالفها حان وقت حفلة وداعها امضى
الجميع وقتا ممتعا ولم يفارق سام جاينى لحظه مما ارغمها فى نهاية الحفله ان تتخلص منه بلطف
واوت جاينى الى فراشها وفى راسها حديث دار بينها وبين كارين خلال الحفله(ان فيل تالبوت حامل
وهناك اشاعه ان ثيو كارينغتن هو الاب ولكن نجحت جاينى فى وضع حد لثرثرة كارين وتشويه اسم
وسمعة ثيو.)ولا تعلم جاينى السبب وراء ثقتها القويه فى ان ثيو لا يقدم على عمل هكذا.لم يستغل ثيو ضعف فيل لارضاء نزوته .جاينى واثقه تماما ان لثيو استقامته مما يمنعه من استخدام
فيل لمتعته الخاصه ثم نبذها



استقرت جاينى فى اوكلاند ساعدتها حياتها الجديده على تجاهل انين قلبها.اشترت جاينى رواياته
وقرات قسما منها لكنها وعتها جانبا مصممه الا تلمسها بعد الان .ولشدة دهشتها وجدت جاينى انها تتمتع بدراستها فى المعهد التجارى وتخرجت بتفوق وعملت لدى عمتها فلمدة سنتين وجدت
جاينى نفسها تنتقل من بلد الى بلد والتقت برجل فى لندن احبها وعرض عليها ان تتزوجه فترددت
جاينى اذ مازال حب ثيو مطبوعا فى قلبها فارادت ان تاخذ اجازة لتفكر فى الموضوع.
قررت العوده الى اواكيبو يث ستقرر مصيرها.قالت امها والفرح باديا لى وجهها:
- علينا ان نجمع شمل اصدقائك من جديد فاتك عرس كارين ومارك وكذلك عرس بينى هل قمت
بزيارتها خلال مرورك فى اوكلاند؟
- نعم لاشك ان الحياه الزوجيه تلائمها تماما جوليان هائم بحبها ويبدو انه جعل منها اسعد
امراه فى العالم.
اصبحت جاينى حسناء جميله وانيقه وقرت جاينى ان تقصد فى اليوم التالى الخليج حيث
بنت منزلها الخيالى وحيث امضت اسعد اوقاتها برفقة ثيو.
وفى صباح اليوم التالى اتجهت جاينى بزورقها نحو الخليج وعندما اقتربت لا حظت ان الشاطىء لم يتغير ابدا وعندما اقتربت اكثر اذهلتها رؤية نزل بنى فى مكانها المفضل وعندما اقتربت من الشاطىء نزلت فالمنزل يطابق منزلها يطابق الهندسه التى صممتها ذلك اليوم الذى افترقت فيه عن ثيو دخلت المنزل وابتسمت كل التفاصيل التى اتفقا عليها كانت موجوده.
واقتربت م غرفة المطالعه ووقع بصرها على كلبها سيمبا وانفتح الباب وخرج منه ثيو فاصبحا وجها
لوجه ظهر على ثيو التعب لكن عينيه مازالتا مفعمتين بالشوق والحب ووقف ثيو لحظه محاولا
استيعاب مايراه ثم قال :- جاين.......
وعانقها بقوه واشتدت قبضته حولها ثم ابتعد قليلا قائلا: اسف هل المتك؟
اجابت بصوت ناعم:- لا ابدا.واقتربت منه تلامس شفتيه باناملها.فقال:
- كدت افقد الامل لا شك انك اتخذت وقتا طويلا لتقررى العوده الى.تركتنى اتعذب فى جحيم بعيدا عنك. - انا؟اه..انت......انت
وفارقتها الكلمات فابتسمت ثم حاولت من جديد قائله:
- انت الذى رحلت اولا وغادرتنى فمن منا المذنب؟
تمعن ثيو فى وجهها ثم عانقها من جديد دافنا راسها فى صدره راغبا لو يستعيد الوقت الذى هرب
من امام حبهما وشوقهما كانت جاينى تستمع لدقات قلبه السريعه وتشعر بارتعاش جسمه
لوجودها قربه حينئذ فقط ادركت انه فعلا يحبها.حملها ثيو بين ذراعيه داخلا بها الى غرفة الجلوس
والقاها فوق الاريكه ثم جلس قربها يتاملها بامعان باتت عيناه وكانهما تلتهمانها واخذ ثيو وجهها بين يديه قائلا :- ليس المكان ولا الزمان مناسبين ليعبر كل منا عن الحب الاسير الذى تجاهلناه لسنتين
اجابت جاينى هامسه:- حسنا - اذا لنسيطر على عواطفنا حتى يحين موعد زفافنا
- ماذا ؟هل تقصد اننا سنتزوج؟ - بكل تاكيد
شعرت بسعاده لا توصف لاشك ان حب ثيو لها قوى والا لما تفجر بهذا العنف والوضوح.ثم وردت فى
ذهنها تساؤلات ارادت توضيحها فقالت:- لماذا تركتنى بهذه القساوة ياثيو؟لاشك انك ادركت حبى
لك منذ بدايته. التفت ثيو نحوها وجذبها اليه مجيبا:- اكيد علمت بحبك نحوى قبل ان تدركى هذا
الشعور لكننى كت خائفا. - خائفا؟ومم؟
- نعم خائف لانى لاول مره فى حياتى وجدت انى احب حبا حقيقيا ولم اعد املك السيطره على عواطفى وادركت ان الحل الوحيد ان ارحل وادعك فى سلام
من اجل ان ترى بوضوح حقيقه مشاعرها خاطر بها تركها ترحل ربما ادرك انها ستعود اليه يوما ما وانهمرت الدموع من عينيها عانقها ثيو قائلا:
- لم اقصد ايذائك بعد ان نتزوج سابرهن لك عن حبى وحنينى نحوك كما لم افعل من قبل
زجفف ثيو دموع جاينى ثم همس فى اذنها قائلا:
- لكننى اعطيتك فرصه خلال ذهابنا معا الى اوكلاند ذلك اليوم فلو لم تصممى بحزم على الالتحاق
بالمعهد التجارى لكنت طلبت منك الزواج عندذاك لكنى ادركت الان ان مافعلته هو الافضل لانك كنت تحتاجين لوقت بمفردك لتقيمى درجه حبك لى وقوته...عندما رايتك اول مره تتفقدين شاى التى دخلت حجرة السفينه ادركت انى وجدت نصفى الاخر
تنهدت جاين وعانقته قائله:- ثيو حبيبى كم يسعدنى هذا الخبر احبك كثيرا
وقاطع سيمبا عناقهما بنباحه محاولا لفت انتباه سيده لوجوده.ضحك ثيو واخذه بين ذراعيه ثم قال
لجاين:- اود لو تمكثين معى تعالى لاعرفك على منزلك.
كان كل شىء يطابق وصف جاين للمنزل الذى تخيلته منذ عامين تذكر ثيو كل التفاصيل ولم ينس
الوانها المفضله. -كيف تذكرت كل ذلك؟
- اذكر كل شىء قلته لى - ادركت حبك لى حين رايت المنزل هل علمت بقدومى؟
ابتسم ثيو وجاب:- كنت انتظرك تابعت تنقلاتك باستمرار خلال السنتين الماضيتين.
- كيف؟ - اسالى عمتك كاترين - اه
ادركت جاينى ان زيارتها لاواكيبو كانت من تنظيم عمتها بالاشتراك مع ثيو
- يالكما من ثعلبين وهل يعلم والدى بالخبر؟
- طلبتك للزواج من والدك منذ سته اشهر بعد ان انتهيت من يناء المنزل فكما ترين وقعت فى فخ
اعدته مؤامره عائليه.
بقى امر واحد فى ذهنها ارادت توضيحه وهو يتعلق ببينى فسألته:- وماذا عن بينى؟
- بينى؟ -نعم
كان ثيو يعلم ماوراء تساؤلات جاين.:- اعتقدت بينى اننى لعبه اصرت الحصول عليها لارضاء كبريائها
- لكنك اسات اليها - ربما لكن كان على ان ارحل بسرعه
وساد الصمت بينهما لفتره كانت جاينى مستغرقه فى التفكير.لم يعد الماضى مهما بعد الان
وبدايه جديده تنتظرهما .احبها ثيو وامضى سنتين وهو ينتظر بصبر عودتها اليه ونظر اليها ثيو وسال:
- اذا؟ - كل شىء على مايرام
- حسنا لا مفر لك بعد الان ساتبعك الى اخر العالم لو احتاج الامر
ابتسمت جاينى وفكرت فى ذهنها ان ثيو اظهر اخيرا انه انسان ضعيف امام عواطفه وحبه مهما بين عن قوة شخصيه وصلابه
- هيا لنذهب ونواجه اهلك بالخبر
واتجهها معا الى الخارج ووقفا يتاملان الافق وقال ثيو :
- تعالى ياحبيبتى تنتظرنا حياه سعيده ومستقبل زاهر
امسك بيدها ومشيا معا وغمر قلب جاين شعور يالطمانينه والراحه انتهى النزاع وتلاشت المراره
واصبح كل شىء فى مكانه كونهما معا حقيقه اقوى من الواقع نفسه





تمـــــــــــــــــــت

فدو أزياء 11-21-2011 07:51 PM

رد: البحار الساخر رواية رومانسة من روايات عبير
 
https://cms.azoz-star.com/upfiles/vx354335.png

إْنِيـٍّقًـهَ
هُـيٍ آلـتَفـآإْصَـيُـلْ هُنـًآإْ

لـٍ قُـلًّبُـكٍ آإْلـفُـرٍحَ بلآ إْنـتهَـآإْءْ

إْحٌتًرٍإْمُيٍ ..

حكايةإحساس 11-22-2011 12:51 AM

رد: البحار الساخر رواية رومانسة من روايات عبير
 
روعه يسلموا ياعسل

aday1985 05-03-2015 10:28 AM

رد: البحار الساخر رواية رومانسة من روايات عبير
 
روعه يسلمو

فخآإمهہ جيزآإنيهہ 05-03-2015 04:26 PM

رد: البحار الساخر رواية رومانسة من روايات عبير
 
يعطيك العافيهه


الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 11:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.


Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0