ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ (https://fashion.azyya.com/index.php)
-   ادب و خواطر (https://fashion.azyya.com/40)
-   -   من رسائل الرافعي ... (https://fashion.azyya.com/346483.html)

تباشير الامل 05-07-2012 01:14 PM

من رسائل الرافعي ...
 
وكم حـــار عشاق ولا مـــثل حيرتي إذا شئت يوما أن أســوءَ حبيبي
وهل لــي قلب غــــير قلبي يسوؤه ويأخذ لي في الكبرياء نصيبي ؟
ألا لــــيت لي قلبــــــين : قلب يحبه مريض ، وقلـب بعد ذاك طبيبي
و يا ليت لي نفسين: من رئم روضة أولف ومن ذي لبدتــين غضوب
فو الله إن الحـــب خــــــير محاسني و و الله إن الحــب شر عيــوبي

هذه رسالة لن أبعث بها ، رسالة مني أنا وإلي أنا ، أكتبها اليوم لأقرأها غدا ، فقد – و الله – كاد هذا الحب يجعلني على اختلاف أيامه أشخاصا مختلفين متناكرين ، حتى إنه ليحتاج شخص الغد أن يتعرف ماذا كان خبر شخص الأمس .

أكتبها لنفسي ، ومتى تنفس غد هذا اليوم النحاسي من فجره الذهبي وأخذت تتسلى هموم يوم في يوم آخر ، وضربت موجة من الزمن موجة أخرى فهزمتها إلى الساحل الذي تموت فيه الأمواج ، ساحل النسيان المحيط ببحر الحوادث ، لتتكسر عليه أمواجها العاتية ضربة ضربة ، ثم تنسحق وتتلاشى فحينئذ أقرأ في رسالتي هذه تاريخ الألم الذي بلغ مني الغيظ ودك أطوادا شامخة من الصبر كنت ألوذ بها في رمضاء الحب ، حتى عادت ظلاما كظلال الحصى لا تفيء إليها إلا نمـــــــــلة .

وأقرؤها ثم أمزقها من سطرها الأعلى إلى سطرها الأسفل ، ثم أنحي عليها من كل جهة تقطيعا حتى أدعها مِزْقا بعدد كلماتها ، ثم أبسط بها كفي إلى الريح و أقول لها :

أيتها الريح التي لا يستطيع احن يرد هبوبها احد ، ولا أن يلويها عن وجهها ، إن هذا كله ريش ُ طائر ٍ من طيور الحب ذبحه الهجر فخذيه إلى حتى لا تلتقي واحدة بواحدة ، وانثريه في أمكنة منسية ، فإنك تبعثرين به خفقات هذا القلب الذي يحاول أن ينسى !

واهاً لحوادث الحب ، كأنما هي تقع لتغير من الحياة في أيام قليلة ما يغير العمر الممتد في سنوات متطاولة ، سل الشيخ الفاني الذي أوفى على المئة فأصبح عمره في الإنسانية صفرين إلى عود ...

سله : من أنت يقل لك : أنا الذي كنت أنا من أربعين ! بل خمسين ! بل ستين سنة ....

وسل المحب الذي أضناه الحب : من أنت يقل لك : أنا الذي كان هو من شهر ٍ أو شهرين أو ثلاثة !! .....

وسلني أنا في الهجر لا بل دعها هي تسألني ........


ألا إن شر الحوادث هي تلك التي تنزل بنا فلا نعرف منها إلا أننا كنا نعيش من قبلها ، وتتقدم الحياة يوما بعد يوم ، ولكن الحي جامدٌ في مكانه من الزمن على ألم يتوجع له ما يبرح او ذكرى يحن إليها ما يزال !

أنا منذ شهر أرقب منها كتابا ولا يأتي كتابها ، ففي كل يو غضب على أثارة قبله ، وكنت أرى أن الحب هو الطريقة التي يعثر بها الإنسان على روحه وهو مغشي بماديته ، فيكون كأنه في الخلد وهو بعد في الدنيا و أكدارها ، فأصبحت أرى الحب كأنه طريقة يفقد بها الإنسان روحه قبل الموت ، فيعود كأنه ضارب غمرة من الحميم وهو قار في نسبم الدنيا !!

ليس لي و الله من شدة حبي إياها إلا أن أبغضها و أتجهمها بالكلام النافر الغليظ و أقول لها ..... نعم أقول لها ثم أقول لها : قبح الله الحب إن كان مثل وجدي بك : لا يؤتي الحياة جمالها إلا من يسلبها حريتها واستقرارها معا !

و أقول لها ، ثم أقول لها أيضا :

لقد ـوقعتني من حبك وهجرك بين الشر والذي هو شر منه ... و أقول لها أيضا : لقد يكون ما نراه من حب المرأة الجميلة فنظنه أبدع ما تحسنه من الرقة والظرف ، هو أبدع ما تتقنه من صناعة الكذب بوجهها ... !!

ولكن هل تصدق شيئا من هذا ، وهي تعلم من فلسفتها ومن غرائزها أن إرادة البغض إنما هي أقوى دليل على وجود الحب ، وهي التي قالت لي ذات يوم : إن إزدراء رجل محب لامرأة يحبها هو حب جديد !!

يا ويحي ، ماذا أصنع ؟

إن سكت علمت علم السكوت وقالت : محب ٌ يأكل الغيظ ُ من قلبه ، و إن غضبت لم يفتها معنى الغضب ، محب يلتمس أسباب الرضا ، وإن زعمت السلوة كان الزعم من حجتها وقالت : محب يصور قلبه غير تصويره !

يا ويحي ! كيف؟

أيمكنني أن أنزل هذه الصورة الفاتنة من مكانها وقد أرادت المقادر أن تزخرف بها غرفة الأحلام في نفسي فجعلتها في صدرها ، لأنها من زينة الله التي أخرجها لي ولم يجتمع ما أحبه من الجمال في امرأة إلا فيها ؟

وهل على الحب خيار ؟ أم هو الجمال الأزلي يستعلن لكل إنسان بالوسيلة التي توافق مزاجه وتلائم تركيب نفسه على قدر ما يلائمه وعلى أحسن ما يلائمه ، فأتى الحب متخذا من الشكل المحبوب وسيلته ؟ فلا يكون أكمل ولا أجمل عند كل عاشق من معشوقه ، إذ هو ليس إلا الصورة التي تتراءى فيها خصائص الجمال العلوي للخصائص التي في روح العاشق وطباعه فتتصل بها من الجهة التي تنفذ منها إلى خالصة قلبه وداخلة روحه .

أنا لن أبغضها إلا أن تسيء إلي أكبر من إساءة دلالها ، بل إساءةً تضعها في دمي ، دمي الحر الجياش المتحدر إليَّ من أقصى تاريخ المكارم .


إني لمن أولئك الذين يعرفون أن لهم عروقا سماوية في أرواحهم ، تتضرم بالشعاع القدسي الذي كان يوما في بعض أجدادهم إما نبوة نبي ، و إما خلافة خليفة ، وإما مُلك مَلك .

وفي مذهبي أنه إذا اجتمع الأذى والحب في قلب ، وجب أن ينصرف الحب مطرودا مدحورا ، وليس من ذلك بد ، ولكن ، بالله ! أين منها الأذى الممض المؤلم الذي يطرد الحب ويجعلني أبغضها بدمي كما أحببتها بدمي ؟ !!

أن هي إلا هذه الإساءة المبتسمة ، إساءة الدلال التي تغضب لتجدد الضا ، وتبعد لتؤتي القرب معنى غير معناه القديم ، وتؤلم لتحدث اللذة الحادة التي يمازجها الطرب ، وترسل الوحشة إلى القلب كأنها سفير سياسي يمضي بأسلوب الحرب ليرجع بأسلوب السلم ، وتأتي من كل ذلك ماهي آتية لتجمع عليك من سحر الزمان الذي يهدد الحب ، ومع قوة الحسن قوة الرغبة في لذة الحسن ، ومع ثورة القلب عليها ثورة الفكر على القلب وعليها !!!

ليت شعري أتقوم العاصفة الهوجاء من خطرات مروحة الحبيبة ؟ ويقع الزلزال المدمر من رجرجة منديلها في يدها ؟
لا أدري لكن ربما ! ربما !

إن لكل حبيبة خيالا ساحرا كأنه خارج من قوى الكون كله لا من قواها الضعيفة ، فلما تلمس من شيء إلا سحر به على عين محبها فحوله فيما شاء الهوى من صور الخيال المعقولة والمستبعدة ، والممكنة والمستحيلة !

وكل حبيبة وصاحبها كالوثن وعابده : في احدهما الحقائق كلها ما دام في الآخر الوهم كله !!

إن المرأة لتكون امرأة وحسب ، إلى أن تجد عاشقها ، فإذا هي وافقت منه الحب فقد تألهت في قلب إنسان ، وصار لها جنتها ونارها ، ومضى منها الأمر وكأنها هند محبها تأسر بقوة قادر على أن تحيي ، وتنهى بقوة قادرة على أن تميت !!

وليس ما يصفها به العاشق من فنون الجمال الخيالي وما يفيض الحس من ألوان التعبير المصبوغ – إلا ما تتوهمه العين البشرية من جلال فوق الحس – ويريد الحس أن يصل إليه كأن هناك في العقائد الإنسانية معضلتين :

ما وراء الطبيعة ، وما وراء الحبيبة ...

كل يوم أقول في هذه الجميلة القاسية التي أبغضها ، أعني أحبها ، أعني أبغضها ..... إنها لظريفة إلا حين يجب أن تكون ظريفة ... و إن كل محاسنها لا تعن ُ إلا في مساو ٍ بقدرها .

ترى ماذا حبس كتبُها عني ؟
أتكلمني بهذا السكوت ؟
إن السكوت للغة ٌ أحيانا !!

أم هي تدعني أبحث عن كلمتها في خواطري و أفكاري لأسر بقدر ما أجد و أتألم بقدر ما أستطيع ؟
أم المحبة قد أخذت تطير إلى النسيان بأجنحة الأنام التي تحمل كل شيء ٍ ولا ترجع به ؟

إن السكوت من أكبر فضائل المرأة ، وقليلا ما وفقت إليه !

ولعله أشق عليها من كتمان سرها ، ولكن سكوت الحبيبة عن كلمات الحب هو الرذيلة ، الرذيلة التي لا يعدلها في الغيظ عند محبها إلا أن تنطق بهذه الكلمات – كلمات الحب – لرجل ٍ غيره .

اتفقت لي بالأمس حادثة أوحت إلي بهذه الحكمة :
قد يكون أدق خيط من خيوط آمالنا ، هو أغلظ حبل من حبال أوهامنا ... !!

آه آه !! ما أراني عند هذه الكلمة إلا قد انتهبت إلى الموضع الذي يحسن عنده تمزيق رسالتي ، لأقول للريح : خذي ريش طائر الحي المذيوح ...........

اميره من عالم آخر 05-07-2012 11:08 PM

رد: من رسائل الرافعي ...
 
کلمات رووووعه یسلمویاقمر

تباشير الامل 05-08-2012 11:58 AM

رد: من رسائل الرافعي ...
 
تســــلمي حبيبــــة على مرووورك .. يعطيك العافيــــة

ضحكه 05-08-2012 05:52 PM

رد: من رسائل الرافعي ...
 
أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُِ بكُـل خَ ـيرٍ
دآإئمـاَ تَـبهَـرٍٍينآآ بَمَ ـوٍآضيعكـِ
أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ
لكِ الشكر من كل قلبي

علشانك اجرمت 07-20-2012 04:56 PM

رد: من رسائل الرافعي ...
 
شمعة ذوبها الغرام
حروف وكلمات في قمة الروعة
وتميز في الذائقة وحسن الاختيار
سلمت اناملك
وننتظر جديدك


تقبلي مروري


الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 01:21 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.


Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0