ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

الآه تتلو الآه..كم كان مؤلما و محزنا و محرقا...كم كان كاسرا و عاصفا و باردا...كم كان مترامي الأطراف...حتى أن دقائقه و ساعاته بترت كضحية من ضحايا حرب العواطف...كم كانت ضحكاتي كاذبة بعدما يئست من رؤيتكِ...يالي من ممثل بارع استطيع خداع جميع المشاهدين حتى أنني كدت أن أخدع نفسي بسيل الابتسامات...قنطت من رؤيتكِ كمن يقنط من انهلال المطر في اشد الشهور حرارة – شهر تموز – كم تحاملت على نفسي و حملتها فوق طاقتها...لقد أجهدتها كما لم أجهدها من قبل ؛ فقد وصلت نغمات ضحكاتي للسماء السابعة ، كما وصل أنين قلبي لنواة الأرض....كان كل شيء متناقضا حد الجنون...كان كل شيء مُطرِبا حد الرقص...كان كل شيء بلا شيء!...كانت نبضات قلبي تخفق بشدة ؛ فاليوم سأنظر إلى من أحب قلبي النظرة الأخيرة قبل انتهاء فصل لم أحض بشيء مما أريده ...كنت انتظر تلك اللحظة التي أراكِ تخرجين فيها من قاعة الاختبار لتفاجئي بوقوفي أمام تلك القاعة كطفل يرقب خروج أمه...كبذرة تنتظر الغيث...كعصفور يترقب الصباح ليغرد أجمل ما عنده ... كالمرهق الذي ينتظر الليل...لكن ، حصل ما لم أكن أتوقعه فالطفل انفجر بالبكاء لفقدان أمه...و البذرة ماتت في باطن الأرض قبل أن تنبت...و العصفور لم يغادر عشه...و المرهق لن يرتاح أبدا.....
إذا هذا هو كل شيء و ربما كان لا شيء من أي شيء!....
لم تتكحل عينيَ برؤية نورهما...حتى أنها لم تلحظ طرف ثوبها...رأيت كل شيء بمرآة معكوسة!...رأيت الدموع تخرج من باطن الأرض كنبع حديث العهد و الولادة...كانت دموعي تشكل السحب في السماء...كانت عيني هي الأرض...و كانت الدموع تصعد إلى أعالي السماء !..كان حزني و ألمي و حرقتي شديدا حد الموت!...لطالما رأيت السماء تتبرع للأرض بالغيث و لكنني ما قدرت قيمة الأرض ؛ فالغيث في مبتدأ عمره منها ..من بحارها ، و أنهارها ، من شلالات دموعها !....
كنت كغريب بلا وطن ؛ فالشمس في وطني أجمل ، و القمر ،و النجوم ، و الزهر ، و الورد ، حتى الأشواك في وطني تكون بلسم ! ..انتظرتك في الحر...في البرد...انتظرتك خريفا و ربيعا...ـ ينتظر الإنسان شخصا حميما عليه ساعة أو اثنتين...ينتظره شهرا ـ و لكنني انتظرتك سنة كاملة عسى أن تأتي و لم تأتي... و بعد هذه السنة لا أستطيع حتى رؤيتك لأخزن محصول حبكِ في قلبي..لكي لا أموت شوقا...فتحت لمخزوني أبواب قلبي و هيأتها لأدخلكِ إليها في الطقوس التي ترتضينها ، و لكن محصولي قد حُرق و أُتلف من حيثُ لا أدري...و بــــــات قــــلـــــبــــــــــــــــــ ي....
شرايين قلبي تغلي و صارت على وشك الانفجار ؛ فقلبي قد غُلِِّقت أبوابه ولم يترك له بابا فيه نافذة إلا و قد غلّقت هي الأخرى...فلم تجد شراييني بداً من تحطيم قلبي المجبور كسره للتو!..