رد فى ظل آل عمران
الآيات 83 ، 85
(
ثم يقول قل آمنت بالقرآن والتوراة والإنجيل وما أنزل على جميع الرسل والأنبياء من قبل ولا فرق بينهم ونحن جميعا مستسلمون لله وحده ثم يقول أنه من يريد دينا غير الإسلام فلن يقبله منه الله ويوم القيامة سيجد أنه من الخاسرين عندما يعاقب على ترك الإسلام الآيات 86 ـ 89 (
وهؤلاء عليهم لعنة من الله خالدين فى اللعنة ولا يخفف عنهم الله العذاب ولكن رحمة الله واسعة للذين تابوا واصلحوا عملهم الآيات 90 ، 91 (
أما الذين ماتوا وهم كفار فلن يقبل الله أى عمل صالح لهم ولو كان ممكن أن ينفق مال الأرض كله ليفتدى نفسه فلن يقبل منه الله ذلك ولن يغفر له ولن يجدوا من أحد ينقذهم من عذاب النار الآية 92 ( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )يرشد سبحانه أن الخير كله فى أن ينفق المؤمن من أحب ماله وليس من الردئ الآيات 93 ـ 95 (
وقد كان ذلك من قبل أن تنزل التوراة وظلم اليهود وادعوا على الله الكذب بأن هذا ما حرمه الله فى التوراة ويتحداهم بأن يتلوا التوراة لو كانوا صادقين فقد ادعوا ما كان من أمر السبت وأنه لم يبعث نبيا بعد اسرائيل ومحوا صفات الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ثم جاءت شريعة عيسى عليه السلام فأحل الله لهم بعض ما حرم عليهم بما جاء به الإنجيل ويوجه الله الناس لعبادته على الحنيفية مثل إبراهيم عليه السلام فقد كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين |
رد فى ظل آل عمران
الآيات 96 ، 97
(
مقام إبراهيم : هو الحجر الذى كان يقف عليه ابراهيم لما ارتفع البناء ليناوله اسماعيل ويكمل بناء الجدران وكان ملتصقا بجدران الكعبة حتى أخره عمر بن الخطاب بعيدا عنها حتى لا يعوق حركة الحجاج ويشوش الناس على المصلين عنده ومن دخل الحرم فهو يأمن من كل سوء حتى لو أجرم لا يعاقب حتى يخرج من الحرم ويأمر الله الناس بالحج فهو ركن من أركان الإسلام لمن توفرت له الصحة والمال الذى يعينه ويغنى أهله عن السؤال حتى يرجع الآيات 98 ، 99 (
الآيات 100 ، 101 (
ويقول كيف لكم أن ترتدوا بعد الإيمان إلى الكفر وبينكم رسول الله الذى أتاكم بكل ما حق عن ربه الآيات 102 ، 103 (
ويدعوهم إلى الجماعة والتعلق بدين الله وحبله ويذكر الأوس والخزرج الذين كانت بينهم حروب كثيرة وعداوة وبغضاء فى الجاهلية ، فلما دخلوا الإسلام أصبحوا إخوانا متحابين الآيات 104 ـ 109 (
والآية فى هذا المعنى وينهى الله عن التفرقة كما حدث فى الأمم السابقة قال عليه أفضل الصلوات والسلام " إن أهل الكتاب تفرقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستتفرق على ثلاث وسبعين ملة " ويوم القيامة تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل الفرق والضلالة والمنافقون الكافرون فى نار جهنم والمؤمنين فى رحمة الله وجناته وهذه حجج الله علينا والله لا يريد ظلم الناس فيكشف عن أمور الدنيا والآخرة ولله الأمر كله فى الدنيا والآخرة الآيات 110 ـ 112 (
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم ، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق ، فهذا اليوم الذى اختلفوا فيه ، الناس لنا فيه تبع ، غدا لليهود وللنصارى بعد غد " ويقول تعالى لو أن أهل الكتاب آمنوا بما أنزل على محمد لكان خيرا لهم فقليل منهم يؤمن بالله وما أنزل إليهم وما أنزل إليكم ، والأكثر فاسقون على الكفر والعصيان ويخبر الله عباده بأن لهم النصر ويطمئنهم بأنهم لو قاتلوا أهل الكفر فإنهم يهربون من المسلمين وقد كان فى خيبر والمدينة ويهود بنو النضير وبنو قينقاع وغيرهم ويقول أن الله ألزمهم الذل والخزىإلا أن الله ألزمهم الجزية والدمة فمن التزم فلا عدوان عليه والزموا المسكنة والضعف قدرا وشرعا وذلك بأنهم قتلة الأنبياءعلى مر العصور وعصيان الله الآيات 113 ـ 115 (
أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال : " أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم " * فنزلت الآية توضح عدم تساوى الإيمان والنفوس بينهم وبين المسلمين * و قيل هذه الآية تخص المؤمنين من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأسد بن عبيد فى أنهم لا يستوون مع الذين تقدم الحديث عنهم فى الآيات السابقة من أهل الكتاب * وقيل أن معنى الآية أن أهل الكتاب كلهم على حد سواء فمنهم المؤمنون ومنهم المجرمون قائمة : أى قائمة على تطبيق شرع الله مستقيمة يتلون آيات الله ءاناء الليل وهم يسجدون : يقيمون الليل ويتلون القرآن فى صلاتهم فلن يكفروه : عملهم الصالح لن يضيع عند الله ولمن أحسن الحسنى فكلمة يكفر تعنى يخفى أى يضيع إخفاء للشئ |
رد فى ظل آل عمران
الآيات 116 ، 117
(
ثم ضرب الله مثلا للكافرين والمشركين بأن ما ينفقونه كمثل ريح فيها برد شديد تحرق الزرع كما تحرق النار الزرع . فكذلك يمحق الله ثواب أعمالهم فى الدنيا ولا يقبل منهم نفقة ولا عمل لأنهم فعلوا خيرا ليس له أساس وغير موجه لله وهم الذين ظلموا أنفسهم ولم يظلمهم الله . الآيات 118 ـ 120 (
بطانة : أى خاصة الرجال المقربون تطلعوهم على سرائركم وتأمنوا لهم والمنافقون ما تخفى صدورهم من غل وحقد ينتظرون الفرصة ليضروا المؤمنين بما لديهم من خديعة ومكر من دونكم : أى من غيركم من أهل الأديان الأخرى وأهل الكتاب قد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفى صدورهم أكبر : تفلت من ألسنتهم كلمات العداء وتظهر الكراهة على وجوههم ولكن ما تخفى صدورهم من غل أكبر وأعظم هآأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم : أى أن المؤمنون ينخدعوا ويحبون المنافقين بما يظهرون لهم من إيمان ولكن المنافقين يخفون الكراهة للمؤمنين وتؤمنون بالكتاب كله : أى تؤمنون بكتابكم وكتابهم موتوا بغيظكم : أى مهما أكننتم من عداء ودبرتم من مكائد فالله غالب على أمره ومظهر دينه فموتوا بغيظكم إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها : أى لشدة بغضهم للمؤمنين فإنهم يفرحون بأذاهم ويحسدونهم على الخيرات وبالتقوى والصبر فلا يضركم غيظهم ولا مكائدهم والله يعلم ما يفعلون ويحاسبهم به الآيات 121 ـ 123 (
وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم حشده وأنزلهم منازلهم وجعلهم ميمنة وميسرة والله يسمع ما تقولون ويعلم ما بضمائركم الطائفتان هما بنو حارثة وبنوسلمة ولقد نصر الله المؤمنين ببدر وهم قليلوا العدد لتعلموا أن النصر من عند الله وليس بكثرة العدد والعدة الآيات 124ـ 127 (
مسومين : معلمين بعلامات القتال تصبروا : تصابروا على مواجهة وقتال عدوكم ويأتوكم من فورهم هذا : من غضبهم ووجههم وقد أنزل الله الملائكة لتطمئن قلوب المسلمين والنصر هو من عند الله ليقطع طرفا من الذين كفروا : ليهلك أمة من الكفار أو يكبتهم : يخزيهم ويرد كيدهم فينقلبوا : فيرجعوا خائبين لم يحصلوا على ما أرادوا منكم |
رد فى ظل آل عمران
الآيات 128 ، 129
(
فيقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن الأمر كله بيد الله ويرجع إليه فهو الذى يهدى وهو الذى يعذبهم على كفرهم ... وهم يستحقون العقاب على ظلمهم والملك كله لله ووما فى السموات والأرض يخضع لسيطرته وهو المتصرف فى العباد يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهو غفور رحيم الآيات 130 ـ 136 (
ثم يبشر الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله ولا يستغلون حاجة الضعفاء من الفقراء والذين يكظمون الغيظ والذين يعفون عن الناس عند المقدرة عليهم يبشرهم بمغفرة ورضوان ويبشر الذين يتوبون من قريب لذنوبهم ولو كانت فواحش فإذا تابوا واستغفروا فإن الله يتوب عليهم ويعفو عن سيئاتهم ولكن شرط التوبة أن لا يصرون على المعصية وهم يعلمون جيدا أنها تغضب الله هؤلاء التائبين المنيبين إلى الله لهم الجنة ولهم فيها نعيم وأنهار خالدين فيها الآية 137 ( قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) عندما قتل سبعون يوم أحد من المسلمين فإن الله خاطبهم فقال قد حدث مثل ذلك فى الأمم التى من قبلكم من أتباع الأنبياء ثم دارت الدائرة على الكافرين الآية 138 143 (
هذا القرآن يبين الله فيه الأمور على حقيقتها وفيه هدى لقلوبكم وموعظة وزاجر عن المحارم . فلا تضعفوا بسبب ما جرى فى أحد والعاقبة لنصركم أيها المؤمنون . إن كانت قد أصابتكم جراح وقتل منكم من قتل فقد أصاب أعداءكم مثل ذلك وهذا يتداول بينكم وبين أعداءكم وفى ذلك حكمة من الله وليعلم الذين يصبرون على جهاد أعدائهم ومن يتراجع ومنكم من يكون شهداء فى سبيل مرضاة الله والله لا يحب الظالمين وليكفر عن المؤمنين ذنوبهم إن كانت لهم ذنوب وإلا فليرفعهم درجات بما أصيبوا وليدمر الكافرين ويقوى قلوب المؤمنين أم تريدون أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد ويعلم الله الصابرين وكنتم تمنون لقاء العدو والقتال من قبل هذا فها أنتم قد ابتليتم بالجهاد فى سبيل الله فقاتلوا واثبتوا |
رد فى ظل آل عمران
الآيات 144 ـ 145
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّه كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) هذه الآية قرأها الصديق عليه رضوان الله عندما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فهدأت النفوس بعد ثورتها وسكت الناس بعد نحيبهم إذ كان عمر بن الخطاب فى ثورة عارمة فدخل الصديق وقال ( اجلس يا عمر .. أما بعد من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت ــــــــــ قال الله تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت .......الشاكرين ) ولا يموت أحد إلا بقدر الله حتى يستوف المدة التى قررها الله لبقائه على الأرض وهذا حافز لخوض القتال دون خوف من الموت ومن يرد خير الدنيا فسوف يناله ما حدد له الله منها ومن يريد الآخرة فسيجزيه الله حسن الثواب الآيات 146 ـ 148 (
الجهاد فى سبيل الله ولم يضعفوا ولم يتراجعوا بل كانت دعواهم اللهم ثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين واغفر لنا ذنوبنا فكفر الله عنهم سيئاتهم وأثابهم جنته وكم من نبى قاتل معه جموع كثيرة من المؤمنون فلما مات أو قتل صبروا واستمروا على الآيات 149 ـ 151 (
واتبعوا ما أنزل الله فهو الأحق بالولاية ووعد الله أن يلقى فى قلوب أعداء الله وأعداء المسلمين الخوف بأن يظهر لهم المسلمين فى قوة وكثرة عدد وأن لهم النار وبئس المصيربسبب شركهم بالله الآيات 152 ـ 153 (
تصعدون : تفرون فأصاب المسلمين الغم بالهزيمة والغم بسماع الكافرين يعلنون موت النبى إلا أن رد عليهم عمر بن الخطاب وكشف الله الغم بعدها بالغنيمة ثم التأكد من عدم موت النبى فخفف عنهم ما أصابهم من جراح وقتل والله يعلم ما يعملون . الآيات 154 ـ 155 (
والذين لا يظنون بالله خيرا حرمهم الله من هذه الأمنة وظلوا فى الخوف والجزع وهؤلاء ضعفاء النفوس الذين تحسروا على خروجهم للجهاد ويخفون فى صدورهم ما كشفه الله ويقول لهم : لو كنتم فى بيوتكم لدخل عليكم فيها أعداءكم ما دام كتب عليكم القتال وما نجيتم من أعدائكم وهذا ليختبر سبحانه ما يخفون فى صدورهم وهؤلاء الفارين من الميدان إنما أراد أن يزلهم الشيطان بما كسبوا من ذنوب وقد عفا الله عنهم بتوبتهم بعد ذلك فهو الغفور الرحيم |
الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 11:29 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by
vB Optimise (Pro) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.