ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ - هل هناك رجال صالحون ؟؟

السائلة:

بسم الله الرحمن الرحيم. أود أن أستشيركم في قضية تخصني وبالله التوفيق. أنا شابه ابلغ من العمر25عاما من دولة عربية، طلق ابي أمي بعد صراع طويل ومرير دام20 عاما عانت فيها أمنا ونحن ويلات العذاب حتى أنني كرهت الرجال كرها شديدا

وكان الجميع يعرفني بمناصرتي المرأة منذ أن كنت في المرحلة الإعدادية ولم يكن يفهمن زميلاتي سبب كرهي فقد كنت احاول ألا أظهر لهن شيئا ووالله كنت إنسانة محبوبة بين زميلاتي ويستغربن من كثرت كلامي والقصص التي أطرحهن عليهن

-المهم-مر على الطلاق10 سنوات ونيف، وأنا حينها كنت في الصف الحادي عشر وأثرهذاالأمر في السنة التي تلتها في الثانوية العامة ونزل معدلي بشكل رهيب جدا وايضا وزني من 60 إلى 43 واستغربن معلماتي وزميلاتي من ذلك الأمر إلا أنني لم أبح لهن بأمري سوى صديقة واحده فهي ايضا كانت تعاني من نفس مشكلتي

-ومااكثر المشاكل التي يفعله الرجل-،الشيء الذي أثر في هو اننا قطعنا من عدة من الأقارب-جزى الله المصائب عني خيرا عرفت فيه صديقي من عدوي- ووالله ليس أحدا منا من إخوتي واخواتي يحبون ابي(والله لولا أنني أحفظ القرآن لما لفظت لفظ أبي لناديته باسمه الصريح إلا أنني أستحي من الله

أتعلمون ان أختنا الصغرى التي تبلغ الآن10سنوات كتبت في دفترها إسمها وإسم جدهافقط من دون ذكر إسم الأب وحينما سألتها عن ذلك قالت لي بأنها تكرهه وهي التي كانت عمرها آنذاك حينما طلق أمنا سنة لكنها عرفت من خلال المشاكل التي مازالت متواصلة إلى الآن.

حكايتي أنني ولمدة 7 سنوات اعمل لعائلتي ولله الحمد انا فخورة بذلك لأنني احبهم حبا شديدا ولقد قلت لأمي حينما تخرجت من الثانويةالعامة أنني سأعمل ليل نهار لأجل ألا يحسوا إخوتي الصغار بأنهم أقل مستوى من قرنائهم فسأكون كالأب لهم وأهتم بالعمل أما أنت يا أمي فواصلي دورك كالأم،لكم فرحت أمنا الغالية بذلك-يارب إحميها لنا فهي سندنا بعدك-

مشكلتي الآن وبعد أن تخرجت إحدى أخواتي والثانية تليهاهذه السنة بإذن الله ولم يبق منهم سوى اخي الصغير واختي الصغرى هو أن فكرة الزواج بدأت تراود فكري كثيرا مع انني كنت في سابق عهدي لا احب الزواج وأخشى من الرجال حتى أن احدى زميلاتي رشحت إسمي لرجل ما وانتظرت ردي إلا انني من خوفي من الرجال وهو أيضا طلق زوجته فخفت من تكرار قصتنا

وأنا لست مكملة دراستي الجامعية فخفت ان اكون تحت يده وكانت امي تقول لنا نحن البنات تعلمن حتى لا تستضعفن رفضت-الحمد لله بفضل عائلتي ودعوات امي الصالحة يسر الله لي الدراسة الجامعية منذ سنة وأنا الآن بالسنة الثانية في الجامعة

قضيتي كلها كيف لي ان اتغلب على فكرتي وأقنع نفسي بأن هناك رجال صالحون وأعيش في تناقض هل إذا رزقني الله زوجا صالحا اكون طيبة معه أم لا؟ كيف إذا تقرب مني أتعامل معه بالبرودة ام أتفاعل معه،انا لا احب أن اكون قاسية لكنني دائمة الخوف وأظل أفكربهذه الأمور كثيرا

ولا أريد ان يراني ضعيفة بين يديه وأفكر في ان اتعلم فنون الدفاع عن النفس حتى لا يتجرأ علي-والله أمي تدعو لي دائما بالزوج الصالح وانا موقنة بان الله سيرزقني به إلا أنني حائرة.

ياربي إني حائرة فاعني.يارب ارزق بنات المسلمين ازواجا صالحين تقيين.أنتظر ردكم سريعا لكي أستفيد منكم

المستشار:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لكِ التوفيق ..
عزيزتي /
قد يجد المرء الكثير من التجارب السلبية في حياته والتي منها ما يرقى إلى مستوى العقد النفسية ومنها ما يظل تجربة يحذر منها الفرد كثيراً خصوصاً إذا ما توفرت ظروفها أو حضر مشهد من مشاهدها فمن الناس من يعمم الحكم على هذه الظروف وهذا المشهد بأنه كتلك التجربة السابقة ومن الناس من يبقى حذراً و لا يحكم على ذلك إلا بعد التجربة والإقدام .
وصاحب التجربة أو أي طرف من أطرافها لابد وأن يقيِّم تلك التجربة وأن يبذل الأسباب لكي لا يقع في الخطأ مراراً وتكراراً ثم يتوكل على الله - عز وجل - قال  : " اعقلها وتوكل ", لذلك عليكِ ما يلي :
1- من بذل الأسباب اللجوء إلى الله - عز وجل - والدعاء بأن يوفقكِ الله مع زوج يخاف الله وعلى خلق ودين مع ضرورة محافظتكِ على ما أمرنا الله به واجتناب ما نهانا عنه .
2- السؤال عن الخاطب وعن دينه وخلقه وسلوكه وغيرها من الأمور التي تجدين أنها ترفع من أسهمه لديكِ وتكون أدعى لقبوله كمستواه التعليمي مثلاً .
3- هناك شروط كفلها الإسلام للمرأة كالنفقة والمسكن وغيرها ولها الحق في اشتراط أي أمر آخر .
4- على كل من الزوجين أن يعلم ما هي حقوقه وما هي واجباته الزوجية .
5- تنمية المهارات التي تساعد كل من الزوجين على تخطي الخلافات كالانخراط في دورة لتأهيل المقبلين على الزواج – دورة في الحوار الفعال والذي يعد غيابه سبباً في المشكلات – تنمية الذكاء العاطفي ...إلخ .
6- دراسة كل من الزوجين لشخصية الآخر وكيفية التعامل معها , ولا يقصد بدراسة الشخصية ما يحبه الآخر وما يكرهه وإنما أي أنماط الشخصية يمثله الطرف الآخر وهذا الأمر يتم غالباً في فترة الخطوبة .
7- وعلى الزوجين أن يعلما أن الزواج مشاركة وتكامل بينهما ولا يعني أن يلغي الزوج شخصية المرأة .
8- بناء الحياة الزوجية على قدر من الصراحة والوضوح .
9- البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الطلاق وتجنبها , وكذلك البحث عن المقومات التي تجعل التوافق بين الزوجين يكون بشكل أفضل وبها - بإذن الله - يقل الميل إلى وقوع الطلاق والأخذ بها .
10-إذا أحسستِ أن لديكِ رواسب مما حصل لوالدتكِ في الماضي وأن هنالك عائق نفسي يحول بينكِ وبين الإقدام على الزواج الذي هو سنة من سنن الله فلا مانع من زيارة مختص نفسي للوقوف على حالتكِ إذا كانت تستدعي التدخل والعلاج النفسي .
11- ثم الاستخارة قبل الإقدام على أي أمر .
ولا ينبغي الخوف وتعميم التجارب فإن لكل فرد ظروفه التي تدفعه إلى ما يظهر منه من سلوك فليس كل رجل كأبيكِ , وليس كونكِ مررتِ بظروف أسرية معقدة يعني أنه سيؤول حالكِ إلى ما آل إليه حال أسرتكِ ومعلوم أن الاستعداد لأي أمر هو أقرب لنجاحه .
وأسأل الله لك بناء أسرة صالحة ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم