ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ (https://fashion.azyya.com/index.php)
-   قصص و روايات (https://fashion.azyya.com/81)
-   -   أوحال الدم (https://fashion.azyya.com/379072.html)

كوكب الشرق2 08-31-2012 10:03 PM

أوحال الدم
 
لــ

ـهامة علت كفاحا ً
روح تأججت صبراً
لسان ما فتر بـ ـالحمدلله كما ينبغي لعظيم جلاله


{ مشاهد غائرة الوجع أبصرتها كثيرا
ولكن لكل مشهد أجد ألما أعمق و حزنا أوثق ..
أقدام عارية و نظرات متوسلة " تكفى أبغى أدفى " هكذا توسل بها لسان الطفل لأبي
عله يكمل شراء ما يتعرض به للناس ..
لم أكن حينها شاهد عيان ولكن كفى سردهم لذاك المنظر أن أستشعر خيوط أحداثه
و احاسيس غريبه تداهم وجداني }



هناكـ تحت تلك الأضواء المتناثره
وفي ظلمة الليل البهيم
كانت حكاية ..

لتتلوها أخرى تحت
سياط الشمس المحرقه
والأنفاس اللاهثه ..

وثالثة تقص حكاية طفل
تجمد الدم في أوردته
لصقيع الحياة من حوله ..

و امتزجت الحكايا بدماء خضبت الاسفلت ~*





× أوحالـ ـالدم ×
بقلمي











" نواف "
التفت ببطء أكابد الألم الذي يمزق صدري لأرفع يدي بجهد و ألصقها بشكل عرضي على جبيني خانقا أشعة الشمس من التسلل لمقلتاي , أما يدي اليمنى فكانت تحتضن ثلاثا من علب الماء التي التصقت على جدرانها قطرات ندى تشي ببرودتها , حينها أبصرت فهد يقترب مني وهو يلوح بيده برفع يده اليمنى وإبراز أربع من أنامله وضم الباقي , تنهدت بعمق ليتقطب جبيني من حرقة سرت في أوصالي حين التفت لليسار منخفضا للأسفل بمد كفي للبراد حتى انغمس بين قطع الثلج وعلب الماء لأجد برودة تتسلل لجسدي الحار لأرفع علبة أتمت ما بيدي عددا رابعا لأعتدل واقفا وأنا أمد كفي لفهد بالعلب , كان قد اقترب حينها ولم يعد يفصل بيني وبينه سوى خطوتان لا أكثر ..

اقتربت منه وأنا أبصر ملامح غريبة تكتسح مبسمه , تعب و ألم يطل من مقلتان كستهما نظرة كسيرة مقهوره مزجت ببريق يكاد يخطف تحت وطأة الفقر المدقع , تجاهلة يده الممدودة باتجاهي لأتلمس جبينه الذي يتفصد عرقا بكفي حينها خرج صوتي " أنت متعب يا نواف استرح لا تتعب نفسك أكثر عد سأتحمل اليوم عنك " إلا انه هز رأسه معارضا فكرتي لأتلمس كتفه الأيمن قائلا حين لمحت بوادر تعبه بارتجافة يده " أرجوك يا نواف أعدك لن اعود إلا بعد بيع حصتك "

خرج صوتي يكاد لا يسمع إلا لنفسي " أرجوك أنت يا فهد مجرد حرارة شمس لا أكثر " إلا أن نظرات الإصرار والخوف علي برزت بحدة في مقلتاه ليتمم حديثه بصوت بدت معالم الرجولة تشق طريقها عليه " لا تحاول عد والآن بلا جدال "

تجاهلته دون أن أجعله يبدي رأيه مرة أخرى و أنا أحكم قبضتي على العلب وانخفض باتجاه البراد مغلقا إياه لأسحبه بعدها خلفي غير مبال باعتراضاته ..

تبعته مصمما " أرجوك فهد اتركها " إلا أنه تجاهل توسلاتي فتوقفت لإنهاك أحسست به ينهش جسدي بين فكيه و يغرس الوهن في أوردتي لأتراخى بكسل على عتبة الرصيف فما عاد لجسدي قوة على حملي , متعب أنا جد متعب ,
ظللت ساكنا رافضا العودة بعد أن اتخذت قراري بانتظاره , وبين الفينة والأخرى أنين الألم يستحل زفراتي و نيران تلتهم جوفي لتبدأ زغللة النظر لما حولي بميلها يسارا و يمينا بغير توازن خلاف ذاك رجفة كفاي , و في غمرة جو بات كاللهيب بدأت برودة تستعمر أطرافي و تحتضن جسدي المريض لأحاول ضم نفسي أكثر فأكثر علني أجد دفء يحتويني , لأسترد أنفاسي المتلاشية رويدا رويدا و نبضات فؤادي التي أصابها الاضمحلال , هونت الأمر على نفسي حين أبصرت فهدا مقبلا باتجاهي و ابتسامة فرح نسجت خيوطها على محياه الفتي لأجده وقد ضم كفيه أمام فمه كالبوق صارخا " هل انت بخير ؟ "
ابتسمت بوهن و أنا أجاهد نفسي محاولا النهوض لانتصب واقفا و أتقدم بثقل باتجاهه
كم مر من الزمن ؟
ثانيه
ثانيتان
و سحق من أمامي
أشلاء تطايرت
دماء خضبت الاسفلت
و تلك البسمة التي حاولت مجاهدا برسمها غرقت بأوحال الدم
غاص فؤادي و ترنحت نبضاتي , تصلبت أطرافي لأجد غمامة عبرة تغشى الرؤيا من أمامي و ظلام يتسلل
لروحي ..



تدحرجت علبة ماء أخيره ليوقف اندفاعها جسد شاب مسجى وقد كتب على قطعة ورق غلفت جانبا منها

" نواف هي لك لم أبعها
لا تخف يا شقيق الروح
دفعت ثمنها "

فهد



و رب أخ لم تلده أمك


الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 12:14 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.


Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0