حرب حماس وإسرائيل تنتقل لصحافة بريطانيا وشارعها
 

https://ube.azyya.com/uploads2/1211201353417.jpg


انتقلت أصداء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى الإعلام البريطاني الذي يشهد ما يشبه "حرباً إعلامية" موازية بين إسرائيل وحركة حماس، فضلاً عن أن الشارع البريطاني يشهد أيضاً سباقاً محموماً أعاد إلى أذهان البريطانيين الأجواء التي رافقت حرب غزة في العام 2008، وحرب العراق في العام 2003.

ودخلت إسرائيل وحماس في حرب إعلامية اتخذت من صفحات الجرائد البريطانية واسعة الانتشار ساحة لها. حيث نشرت صحيفة "الغارديان" التي تحظى بقراءة ومتابعة حثيثة داخل وخارج بريطانيا مقالاً لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي يوصف بوزير خارجية الحركة، دعا فيه العالم الغربي الى تغيير موقفه من الحرب في غزة، ليرد عليه في اليوم التالي نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون بمقال مضاد، يحمل عنوان "حماس تركت إسرائيل بدون خيارات".

ورغم أن أيالون لم يشر في مقاله الى أنه يرد على أبي مرزوق، إلا أنه احتل نفس المساحة والمكان الذي حظي به مقال أبو مرزوق ليبدو واضحاً أن أيالون يرد على الأخير، محاولاً إفشال جهود وزير خارجية حماس باستمالة الرأي العام الغربي عموماً، والبريطاني على وجه الخصوص.

وفي مقاله يقول أبومرزوق إن كلاً من وزير الخارجية البريطانية وليم هيج، ومفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، والرئيس الأمريكي باراك أوباما أدانوا حركة حماس وحملوا صواريخها مسؤولية التصعيد، لكنهم لو تفحصوا الحقائق على الأرض فإنهم سيدركون بأن إسرائيل هي التي بدأت العدوان وتوغلت برياً في غزة يوم الثامن من نوفمبر الحالي وقتلت طفلاً فلسطينيا حينها.

أما أيالون فرد على أبومرزوق بالقول إن آلاف الصواريخ الفلسطينية هطلت على المدن الإسرائيلية منذ مغادرة قطاع غزة في العام 2005، وبحسب أيالون فإن الصاروخ القادم من غزة يمثل "جريمة حرب مزدوجة"، فهو أولاً يستهدف المدنيين، وثانياً فإن هذه الصواريخ يتم إطلاقها من مناطق مدنية وغالباً ما تكون قريبة من مدارس أو مساجد أو مستشفيات، كما أن 10% من هذه الصواريخ تنفجر في غزة ولا تصل الى إسرائيل.
إلى ذلك أفسحت العديد من الصحف البريطانية مساحة للحدث الغزاوي والاعتداء الإسرائيلي.

ويبدو أن المناكفة التي انتقلت الى الصحافة لم تكتف بذلك، وإنما ظهرت واضحة على الأرض بين المنددين بإسرائيل والمؤيدين لها، حيث احتشد المئات من العرب والمتضامنين البريطانيين أكثر من مرة أمام السفارة الإسرائيلية في لندن للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي بينما يقف في كل مرة على مقربة منهم مئات المؤيدين لإسرائيل، ويتبادل كل من الطرفين الهتافات المتضادة، فيما تحول الشرطة دون حدوث أي تماس بين الجانبين.

وتعتزم عدة منظمات بريطانية داعمة للشعب الفلسطيني تنظيم تظاهرة كبرى السبت المقبل في لندن، كما يعتزم المنتدى الفلسطيني في لندن –لأول مرة- تنظيم يوم مفتوح يبحث في وسائل تشكيل "لوبي فلسطيني" من أجل الضغط على صانعي القرار في بريطانيا، على غرار اللوبي الداعم لإسرائيل والذي يؤثر في البرلمان البريطاني والأحزاب الرئيسية ودوائر صنع القرار في المملكة المتحدة.