المرأة سكن الزوج
 

إن المرأة هي أصل السكن والمودة، فإن الله - تعالى -خلق حواء لتكون سكنا لآدم - عليه السلام -، فهي المرأة التي خلقها الله - تعالى -من جنس آدم لغاية نفسية عظيمة، ألا وهي تحقيق السكن النفسي والجسدي لزوجها؛ ولذلك قال - تعالى -: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها} الأعراف.

ففي وجود حواء بجوار آدم تتحقق معاني المودة والرحمة والألفة والسكن النفسي والجسدي، وهذا ما يدفعهما لتكوين خلية زوجية شريفة يكون الأبناء نتيجة تلقائية لها لدوام الارتباط بينهما أبا وأما لهذه الذرية.

وهذا ليس خاصا بحواء وحدها وإنما هو شأن كل زوجة مع زوجها، بدليل قوله - تعالى -: {ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} (الروم)، ولهذا كان اسم حواء مشتقا من الحياة، فلا سكن ولا أنس ولا حياة بدون المرأة، ولو لم تكن حواء من جنس آدم وشكله لما اطمأن إليها ولما ألفها.

وفي خلق حواء من ضلع آدم معنى نفسي بعيد المدى، عظيم الدلالة، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا " البخاري.

وقال - عليه الصلاة والسلام -: " إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها " مسلم.

فالمعنى النفسي المفهوم من الحديثين مرتبط بوظيفة حواء وما يراد منها، وذلك أن الضلع موجود حول القلب لغرض حمايته، ولكي يحمي الضلع القلب لا بد أن يكون أعوج، ولولا اعوجاجه لتعرض القلب للصدمات، ففقد الضلع دوره.

ومعنى هذا أن دور المرأة هو حماية قلب زوجها، ومنحه الحنان والأنس والسكن، وأن الرجل لو أراد من المرأة أن تستقيم فتدع عاطفتها، أو أن تسترجل فتنزل معه في الميدان الذي لا يصلح له إلا الرجال، لو أراد ذلك لفقدت المرأة وظيفتها ودورها الأساسي الذي خلقت لأجله ولنكسرت، فلم تعد تصلح لمنح زوجها الحب والأنس (وكسرها طلاقها)، وبدون الحب والأنس والطمأنينة والسكن الذي تمنحه المرأة للرجل لفسدت العلاقة بينهما وأصبحت حياتهما جحيماً لا يطاق، وبالتالي سيفقد الرجل الحب ولن يجد له سكنا.