رجال أسلموا
رد النجاشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الأرض ليدعوهم للدخول فى الإسلام ومنهم النجاشى ملك الحبشة ، الذى أرسل له رسالته مع عمرو بن أمية الضمرى فى شأن جعفر بن أبى طالب ابن عمى النبى وأصحابه الذين هاجروا إلى الحبشة فرارا بدينهم ودعوة لله .
فكتب النجاشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى محمد رسول الله من النجاشى الأصحم ابن أبجر ، سلام عليك يا نبى الله من الله ورحمة الله وبركاته لا إله إلا هو الذى هدانى إلى الإسلام فقد بلغنى كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا وقربنا ابن عمك وأصحابه فأشهد أنك رسول الله صادقا ومصدقا وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين ، وقد بعثت إليك يا نبى الله بأربحا بن الأصحم بن أبجر ، فإنى لا أملك إلا نفسى وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله ، فإنى أشهد أن ما تقول حق . "
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
اسلام رافع بن عمير
واسلام شيخ الجان
هو رجل من بنى تميم
كاه أهدى الناس للطريق بالليل وأشجعهم ، وكانت لذلك تسميه العرب : دعموص العرب .
قال يحكى قصة اسلامه :
كان يسير ليلة فى أرض رمل عالج وغلبه النوم
نزل عن راحلته ونخها وتوسد ذراعه
وقبل نومه تعوذ من الجان فقال : أعوذ بعظيم هذا الوادى من الجن من أن أوذى أو أهاج .
فرأى فى منامه رجلا شابا يرصد ناقته وبيده حربة يريد أن يضعها فى نحرها
فقام فزعا ونظر يمينا ويسارا فلم ير شيئا
فقال : هذا حلم
ثم عاد فغفوت عيناه
فرأى مثل الأولى ، فاستيقظ
فوجد الناقة ترعد خوفا
ثم غفوت عيناه الثالثة ، فرأى تكرارا
فانتبه
رأى الناقة تضطرب ونظر حوله فرأى ( رجل شاب كالذى رأى فى منامه بيده حربة ، ورجل شيخ ممسك بيده يمنعه عن الناقة وهو يقول شعرا ينصح ويمنع الشاب من قتل الناقة ، والشاب يرد عليه بالشعر فيما معناه تضرره من منع الشيخ له )
ويكمل رافع قصته يقول : ( فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش
فقال الشيخ للشاب : قم يا بن أخت فخذ أيها شئت فداء لناقة جارى الإنسى
فقام الفتى فأخذ منها ثورا وانصرف
ثم التفت إلىّ الشيخ فقال : يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل : أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادى ، ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها .
فقلت : ومن محمد هذا ؟
قال : نبى عربى لا شرقى ولا غربى بعث يوم الأثنين
قلت : وأين مسكنه ؟
قال : يثرب ذات النخل
فركبت راحلتى حين برق لى الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة فرآنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثنى بحديثى قبل أن أذكر له منه شيئا ، ودعانى إلى الإسلام فأسلمت )
ونزلت فيه الآية الكريمة :
( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )
|