مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا
مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا
" .. مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا .. وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً .."
استغنى صاحب الجنتين عن ربه !
اطمأن للنعيم (الذي ظنه مقيم) واستغنى به عن الأصل .. عن صاحب النعم !
اعتقد هذا (وأمثاله) أن لا حاجة إلى الإيمان والعمل الصالح والكدح بعد ذلك ، فإنما هي سعادتهم الفطرية التي تُهيئ لهم الهناء والرخاء في كل وقت !
ولم يعلم أن العطاء من الله قد يكون في حقيقته منع وحجاب ، إذا لم يوجه صاحبه إلى حقيقة الاختبار !
يقول ابن عطاء :
(ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و متى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء)
فربما منع عنك ما ترجوه ، فكان ذلك سبباً في افتقارك ووقوفك على بابه وإخلاصك في دعائه !
وربما أعطاك النعمة ، فكانت سبباً في بُعدك وحجبك عنه سبحانه ، بل وطغيانك بعد ذلك بتلك النعمة ظناً أنها تدوم !
﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾. [سورة العلق: 6-7 ]
وقد حدث !
وطغى صاحب الجنتين بنعمة ربه ، فنسي شكرها ، وبات لا يؤمن بحساب ولا بعقاب
أو تناسى ذلك اليوم ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) !!
أما صاحبه ،،فقد كان مؤمناً بالغيب .. مؤمناً بالمُنعم ربُ الأسباب .. ولم يخضع للأسباب ذاتها وكيف يخضع لها ويعبدها من ينسب الفضل في كل ما حصل وما ينوي لله وحده ويقول :"ما شاء الله لا قوة إلا بالله"
لا قوة إلا بالله ..
تلك هي حقيقة الإيمان !
*فريق صفحة انه القرآن
التعديل الأخير تم بواسطة ~عائشة~ ; 03-23-2016 الساعة 09:35 AM.
سبب آخر: الموضوع ليس في مكانه الصحيح وينقل للقسم الصحيح (نقل من 56 إلى 93)
|