ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > منتدى اسلامي
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
منتدى اسلامي تـفـرٍيـغ حـلـقـات بـرٍنـامج ـآ‘لأخــلاق لـعـمـرٍو يوجد هنا تـفـرٍيـغ حـلـقـات بـرٍنـامج ـآ‘لأخــلاق لـعـمـرٍو منتدى اسلامي, قران, خطب الجمعة, اذكار,

فساتين العيد


 
قديم   #11

مجاهدة فى سبيل الله


Thumbs up حـلـقـة ـآ‘لـحـيـاء


تـفـرٍيـغ حـلـقـات بـرٍنـامج ـآ‘لأخــلاق لـعـمـرٍو



حــلــقــة ـآ‘لــحــيــاء


أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم . "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداً" خُلُقنا اليوم هو خُلُق " الحياء"، والحياء والإيمان متلازمان كلما زاد خلق الحياء زاد الإيمان، وكلما نقص قل الإيمان، فهو لصيق بالإيمان.


ما معنى الحياء؟ وما معنى أن نقول أن فلان عنده حياء؟

الحياء هو انقباض النفس عن فعل المعاصي والرذائل والقبائح، فقلبك لا يطيق أن تفعل الحرام، لأنك لا تطيق أن ترى نفسك مهانة أمام الله أو أمام الناس أو أمام نفسك. لأن نفسك كريمة . هذا هو الحياء، وكأنه عاطفة بداخل النفس ترتفع بها النفس عن الدنايا والصغائر، أنا أزني؟ أنا أسرق؟ أنا أكذب؟ لا يمكن، ولِمَ؟ لأن نفسي كريمة، عظيمة عن ذلك، فأنا أرقى من ذلك، وأنا أحترم نفسي أمام الله عز وجل وأمام الناس وأمام النفس.كلمة الحياء أصلها من الحياة، حيي، أو استحيا الرجل: أي من قوة نبض الحياة داخله ترفع عن فعل الرذائل والدنايا، لذلك هناك علاقة شديدة بين الحياء وأن يكون القلب حياً، كلما كان القلب حياً ازددت حياءً. ولذلك يقال: أكثر الناس حياة " أكثرهم حياءً" لأن القلب عندما يموت فلن تستقبح شيئاً، فأي شيء من الممكن أن تفعله.


ما الفرق بين الخجل والحياء؟

كثيرون يعتقدون أن الحياء معناه الخجل، أنا أخجل إذن أنا حيي، لا.


الخجل: هو ارتباك لمجرد أن يكون المرء أمام من هو أكثر منه علماً، أو تسلط عليه الأضواء، أو يوجه أحد له سؤالاً، فلا يقدر أن يعبر عن نفسه . وكأن الخجل ناتج عن جبن، عن خوف، عن شخصية لا تشعر بقيمتها، شخصية ضعيفة.


الحياء : عكس ذلك تماما، فهذه الشخصية من فرط تقديرها لذاتها وأنها كريمة تستعلي عن فعل القبائح.


الخجول يخجل لأنه يرى نفسه قليلة في نظره، أما الحيي فيترفع لأنه يرى نفسه كريمة، فيأبى أن تهان نفسه أمام الله أو أمام الناس أو أمام عينه، فالفرق كبير. هذا الفرق يجعلنا نفسر تصرفات كثيرة. فلا تترك حقك مهضوما وتقل إنني حيي، هذا ليس حياءً، إنما الحياء أن تستقذر القبيح، فلا يمكن أن تنطق بسبِّ أحد، أو تعاكس فتاة في الشارع.


أقوال النبي صلى الله عليه وسلم عن الحياء:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان " الإيمان بضع وسبعون خصلة أو نقطة أو موضوع، الحياء أحدها. والعجيب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر البضع وسبعين، لكنه ذكر " الحياء" ولِمَ ؟ لأن الحياء هو الذي يعينك على إكمال الشعب الباقية، فإذا انضبط الحياء ستنضبط بقية الأخلاق والبضع وسبعين شعبة. استكمل حياءك، تستكمل إيمانك.


في رواية أخرى " الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله؟ وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يؤكد على أن الحياء شعبة من الإيمان. حاول العلماء الاجتهاد لمعرفة البضع وسبعين شعبة، " فابن شيبان" قال إن أكثرها – وهي مقسمة – شعب تخص القلب، وشعب تخص اللسان، وشعب تخص البدن. فالتي تخص القلب: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالبعث والنشور والقيامة والجنة والنار – والخوف من الله والتوبة – والرضا – والشكر – كل ما يخص القلب … والتي تخص اللسان: - تجنب آفات اللسان – تعلم العلم – قراءة القرآن – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – والذكر والدعاء. والتي تخص البدن: - الصلاة- الصيام- الجهاد – الحج – العمرة – الدعوة إلى الله .. أشياء كثيرة. ومع ذلك لم يذكر النبي أية واحدة منها، وإنما ذكر الحياء، لأنه الضابط للسبعين. أنا لن أستطيع أن أصل إلى مرحلة بر الوالدين إلا إذا كنت أستحي منهم. لن أستطيع أن أتوب إلا إذا كنت أستحي من الله. لن أستطيع أن أقدم على الحج والعمرة إلا إذا كنت حيياً من ذنوبي وأريد أن أتطهر منها . الأخلاق كلها مردها الحياء، الحرص على طاعة الله مرده الحياء من الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم " الحياء والإيمان قرناء جميعا، إذا رُفِع أحدهما رفع الأخر " . يقول النبي صلى الله عليه وسلم " الحياء كله خير".ويقول أيضا " الحياء لا يأتي إلا بخير " نتيجته إيجابية دائما. حديث النبي صلى الله عليه وسلم " الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء – السفالة الرذائل – من الجفاء والجفاء في النار". الجفاء: غلظة القلب. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا ". ...ألا نرى هذه الأمثلة في الشارع، واحد أو واحدة، تخجل أنت من أفعالها وتتوارى خجلا، نُزِعَ منها الحياء، وإذا نظرت في الوجه وجدته بغيضا مقيتا.


"... فإذا لم تلقه إلا مقيتا ممقوتا نزعت منه الأمانة، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائنا مخونا، فإذا لم تلقه إلا خائنا مخونا نزعت منه الرحمة، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيما ملعونا...". أول ما نزع منه كان الحياء لأنه أول درجة لضياع الإيمان، وضياع الدين . يقول النبي صلى الله عليه وسلم " إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء" ماذا يعني؟ هل لا يوجد في أخلاق الإسلام إلا الحياء، لا ، ولكن أكمل وأعظم أخلاق الإسلام هو الحياء. حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى – أي أنه الخلق الوحيد الذي لم ينسى من أول الأنبياء لأخرهم ، الخلق الوحيد الذي اجتمع عليه جميع الأنبياء – إذا لم تستح فاصنع ما شئت" رواه البخاري.


ما معنى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت؟ لها معنيان:


1. تهديد: إذ لم يكن عندك حياء فافعل ما شئت فسوف تُجازى به.


2. أو انظر للفعل الذي تفعله أتستحي منه أمام الله ؟ أتستحي منه أمام الناس؟ أتستحي منه أمام نفسك؟ إذا كنت لا تستحي منه فأقدم ولا تبالِ – فافعل ما شئت – لا ضرر عليك ولا إثم عليك.


نماذج الحياء

في القرآن – في حياة النبي صلى الله عليه وسلم – الصحابة وحياؤهم – كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها. انظر للعذراء في مخدعها وهي حريصة على نفسها وعلى حيائها، عندما تتعامل مع الرسول تجده أشد حياءً منها. أين حياؤك أنت؟ أتستحي أن ترى منظراً فاضحاً فيحمر وجهك وتغض بصرك حياء من أن ترى هذا المنظر؟ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار يعظ أخاه في الحياء، أي يطلب منه أن يقلل من حيائه قليلا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعه فإن الحياء من الإيمان" حديث أهديه لأخواتنا: " جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد الإسلام فقال لها الرسول والسيدة عائشة تقف تشهد الموقف: "بايعيني يا فاطمة على ألا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني..."، و هنا من شدة حيائها من الكلمة خفضت رأسها، ووضعت يدها على رأسها، فأعجب الرسول بحيائها، فقالت لها عائشة رضي الله عنها: يا فاطمة بايعي، فقد بايعن النساء على ذلك، فبايعت فاطمة.


قارن هذا الخلق بما يجري الآن، أنت أحيانا تخجل ويحمر وجهك عند سماعك كلام البنات مع بعضهن الآن، والسيدة خجلت ووضعت يدها على رأسها وخفضته لمجرد أنها سمعت لفظ الزنا.


في حديث عن السيدة عائشة: تقول السيدة عائشة: كنت أدخل بيتي -وقد دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أبوها- فكنت أقول أبي وزوجي، فكنت أضع ثيابي، فلما مات عمر بن الخطاب ودفن بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي، استحييت أن أضع ثيابي، فكنت أشد عليّ ثيابي حياء من عمر – وهو ميت-. قارن حياءنا الآن –نساء ورجالا- بهذه القصة وهذا الحياء.


يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن حياء عثمان بن عفان رضي الله عنه: "ألا أستحي من عثمان؟ ذلك رجل تستحي منه الملائكة " من أدبه وحيائه. يا ترى من هذا الذي تستحي منه الملائكة؟ هل هو هذا الشاب الذي يركب سيارته ويرفع صوت جهاز التسجيل على آخره، ويعاكس الفتيات في الشارع. وهل هي هذه الفتاة التي ترتدي بنطلونا "سترتش " وهو ملتصق بجسدها لدرجة يستحيل معها أن تكون قد ارتدته بنفسها، وترتدي الـ "بودي " الضيق والقصير و…. هل يمكن أن يكون هؤلاء هم أبناء عثمان وعائشة وفاطمة؟ هل نحن ببعدنا عن الحياء بهذا الشكل نكون أتباعاً لهؤلاء؟ ونحن نتحدث عن الحياء تكون نظرتنا للفتاة أشد ومطالبتنا لها أشد، انظري إلى حياء الفتاة التي قابلها سيدنا موسى عليه السلام في سورة القصص {فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير. فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا} . (القصص 24- 25) وهناك في الحقيقة قراءتان لهذه الآية، الأولى: تخص مشيتها بالاستحياء والثانية تجمع ما قبل الكلمة وما بعدها أي أنها تمشي على استحياء، وقالت له على استحياء أيضا فهي كلها الحياء. يا ترى أخواتنا وبناتنا وهن يمشين يحرصن على الحياء في مشيتهن؟ وأنت عندما تتكلمين هل تتكلمين بحياء؟ في الحقيقة فتيات كثيرات فقدن معنى الحياء في العصر الذي نعيشه الآن. أعظم درجات الحياء وأرقاها: الحياء من الله.


كل الذنوب، كل المعاصي صغيرة أو كبيرة، من رجل، من امرأة ، من عجوز، من صغير، تشترك في شيء أساسي: عدم الحياء من نظر الله إليك، ولو كنت تدرك أن الله ينظر إليك لما فعلت المعصية. لذلك أحيانا قد يرتكب المرء كبيرة، لكن يعقبها من الحياء والخوف من الله ما يجعلها صغيرة، وأحيانا يرتكب المرء صغيرة يقترن بها عدم حياء وعدم خوف من الله يلحقها بالكبائر. وإذ نصحه أحد قال: هذا لا يخصك، {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم} يقول: "وإيه يعني" ؟


أرأينا قيمة خلق الحياة وخطورته، فبه من الممكن أن تكون الكبيرة صغيرة وأن تكون الصغيرة كبيرة بحسب حيائك منها ومن الله.


اسمع ما يقوله ابن القيم في هذه النقطة: "وفرحك بالذنب أشد عند الله من الذنب، لقلة حيائك من الله" ، فضحكك وأنت تفعل الذنب أشد عند الله من الذنوب، "وحزنك على فوات الذنب أشد عند الله من الذنب ". هناك من يرتكب المعصية وهو خائف من الله، مستحٍ منه، غير مستمتع بالمعصية، فهذا سيعينه الله على التوبة بلا ريب، ويتوب عليه ويغفر له. وهناك من يتمنى أن يفعل المعصية، ومازال يرتب لها، فإذا لم يحصل عليها، وفشل في ترتيبها حزن وأصابه هم شديد، يوضع هذا الحزن والهم في ميزان سيئاته يوم القيامة فيكون أثقل من الذنب نفسه. وذلك لقلة حيائه من الله. وحرصك على أن تستر نفسك وأنت تذنب أشد عند الله من الذنب، أتستحي من الناس وتخاف أن يراك أحد، ولا تستحي من الله ؟


جاء رجل إلى إبراهيم بن الأدهم فقال: يا إمام أريد أن أتوب وأترك الذنوب، ولا أعود إليها، دلني على أشياء لا أعصي بها الله وتعصمني من الزلل، يقول له الإمام إبراهيم: إن أردت أن تعصي الله فاعصه ولكن لا تعصه على أرضه، قال : فأين أعصيه؟ قال: خارج أرضه، قال: كيف يا إمام والأرض كلها أرض الله عز وجل؟ قال أما تستحي؟ أن تكون الأرض كلها ملك الله، وأن تعصيه على أرضه؟ ثم قال له: فإن أردت أن تعصيه، فلا تأكل من رزقه، قال : يا إمام وكيف أحيا؟ قال: أفلا تستحي أن تأكل من رزقه ثم تعصيه بما وهبك من نعم؟ قال له: فإن أبيت إلا أن تعصي الله، فاعصه في مكان لا يراك فيه، قال يا إمام فأين أعصيه وهو معنا أينما كنا؟ قال أما تستحي وهو معك قريب منك في كل مكان أن تعصيه؟ فإذا أبيت إلا أن تعصي الله، فإن جاءك ملك الموت ليأخذ روحك فقل له أنظرني حتى أتوب، قال له: ومن يملك ذلك؟ قال : أما تستحي ؟ ستموت ويأخذ ملك الموت روحك وأنت على معصية أفلا تستحي من الله؟ قال: فإن أبيت إلا أن تعصي الله، وجاءتك زبانية جهنم لتأخذك إلى النار فقل لهم: لن أذهب معكم، أما تستحي ؟ وأنت: إنك تأكل من رزقه ، وتعصيه على أرضه، وتعصيه وهو يراك ومن الممكن أن تموت وأنت تفعل المعصية ولن تمنع ملك الموت، وفي الآخرة لن تمنع نفسك من ملائكة جهنم أما تستحي أن تصر على المعصية بعد كل ذلك؟ فإن أبيت إلا أن تعصيه فتعال أذكرك بمعنىً جديد، وهو أن تنظر إلى رحمة الله بك لتتعلم الحياء انظر إلى لطفه بك، إلى حرصه عليك لعلك تستحي منه.


يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: " إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إليّ صاعد، أتحبب لهم بنعمتي وأنا الغني عنهم، ويتبغّضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي. من أقبل إلي تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني ناديته من قريب، ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد، ومن أراد رضاي أردت ما يريد، ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد. أهل ذكري أهل مجالستي، (أي: فمن أراد أن يجالسني فليذكرني)، أهل شكري أهل زيادتي، أهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أُقَنِّطُهم من رحمتي، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين، وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب، من آثرني على سواي آثرته على سواه، الحسنة عندي بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عندي بواحدة، فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها له، أشكر اليسير من العمل، وأغفر الكثير من الزلل. رحمتي سبقت غضبي، وحلمي سبق مؤاخذتي، وعفوي سبق عقوبتي، وأنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها." (مدارج السالكين لابن قيم الجوزية)





أما تستحي بعد ذلك كله؟ أما زلت تطلق بصرك ولا تغضه؟ أما زلت تأكل حراما؟ أما زلتِ لا تريدين ارتداء الحجاب؟ أما زلتَ تكذب ؟. أما زلت تغش وليس لديك أمانة؟ أما زلت لا تتقي الله، أما زلت لا تريد أن تحسن صلاتك؟ أما زلت لا تريد أن تؤدي الزكاة؟ وأن تعيش لله. جاء في الأثر أن الله تبارك وتعالى نادى داوود وقال: " يا داوود لو يعلم المدبرون عني شوقي لهم وحبي لهم ورغبتي في عودتهم إليّ لطاروا شوقا إلي، يا داوود هذه رغبتي في المدبرين عني فكيف حبي للمقبلين علي " لا إله إلا لله. أما تستحي؟ أما زلت مُصِرًّا أن تتركه وتعصيه ولا تتودد إليه. الحديث يقول " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. وكأنه هو من يبحث عنك، هو من يدعوك، هو من يناديك. كل هذه الرحمة من الله ولا تستحي منه. فإن أبيت أن تستحي من ذنوبك وأبيت أن تستحي من كل هذه الرحمة وهذا العفو، أفلا تستحي من نعمه عليك؟ { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه } ق:16 - هو الذي خلقك. عينك التي ترى بها، أذنك التي تسمع بها، قلبك هذا الذي أصبح يتعلق بالناس ونسي رب الناس هو الذي خلقه لك، تحب به الحب الحرام وتنسى أن تحب به الملك القادر الذي رزقك بالمشاعر والأحاسيس. بعد كل هذا يكون أول ما يفكر به عقلك هو اتخاذ قرار بعدم طاعة الله عز وجل؟ انظر لنعم الله عليك؟{ يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. الذي خلقك فسواك فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك} الانفطار 6 – 8 ...{ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } عبس 24 – 32


تريد أن تتعلم الحياء، أحضر ورقة وقلماً اليوم واقسمها نصفين، واكتب في النصف الأول: نعم الله عليك: (البصر – السمع – اليد - القوة – العينين – العاطفة – المشاعر - الجمال – التفكير – الأب والأم – الإسلام .. ) واكتب في النصف الآخر: ذنوبك (فأنت لن تخجل من نفسك) اقرأ وتأمل نعمه عليك جيدا والتي لا تتوقف رغم ذنوبك، وانظر لذنوبك، والله إنه لقليل عليك أن تبكي أمام نعم الله عليك. تذكر حياءك أمام يدي الله يوم القيامة، إذا كنت لا تستطيع أن تتذكره في الدنيا وتستشعر أن الله معك في أي وقت يسمعك ويراك، ألم يقل لسيدنا موسى عليه السلام: {قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} (طه 46)، {ألم يعلم بأن الله يرى}(العلق 14) ؟ لا تريد أن تستحي من ذلك كله، ستستحي يوم القيامة، وتصور الموقف يومئذ وأنت واقف بين يدي الله ليحاسبك، كثير منا غافلون، لا يتخيلون كيف سيقفون بين يدي الله، لا يتخيلون هذا الموقف العسير، وأنت تقف مسكيناً حافياً عارياً، تمسك صحيفة سيئاتك بين يدي الله عز وجل، والله ما أقرب هذا اليوم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "بعثت أنا والساعة كهاتين – وقرب بين إصبعيه"


تذكر حياءك بين يدي الله، يقول الإمام علي رضي الله عنه: "والله إني لأعلم أقواما سيسقط لحم وجوههم خجلا يوم القيامة عندما تعرض ذنوبهم على الله عز وجل". تخيل يوم القيامة وينادي مناد فلان بن فلان وفلانة بنت فلان هلم للعرض على الجبار. فما يستطيع أن يتحرك من مكانه، من خوفه، من حيائه، فتعرفه الملائكة من وسط الملايين من شدة حيائه، من شدة خوفه من الله عز وجل، من شدة ارتعاده، وزرقة وجهه وجلاً من الله عز وجل، فيؤخذ ويوقف أمام الله عز وجل فيقول له – وهذا ورد عن النبي في أحاديث:


عبدي ما غرك بي؟ عبدي أظننت أنك ستقابلني اليوم أم نسيت ذلك؟ عبدي أما استحييت مني؟ عبدي ألم أكن رقيبا على عينيك وأنت تنظر بهما إلى الحرام؟ عبدي ألم أكن رقيبا على قدميك وأنت تمشي بهما إلى الحرام، عبدي ألم أكن رقيبا على يديك وأنت تأخذ بهما الحرام، عبدي أستخففت بلقائي؟


ماذا ستفعل عندما يقول لك الجبار هذه الكلمة ؟ أكنت عليك هيناً؟ أكنت تتجمل للناس وتأتيني أنا بالقبيح؟ عبدي ألم أزوجك؟ ألم أنعم عليك؟ ألم أرزقك مالا؟ ألم أقل... ؟ ألم …


عبدي: اقرأ كتابك. فتمسك كتابك وتقرأ، وتمر بسيئة فيسود لها وجهك، وتمر بالحسنة فيبيض لها وجهك، ولا تزال بين حسنة وسيئة يسود لها وجهك، ويبيض لها وجهك...


تخيلوا أن هناك من لا يستحي حتى يوم القيامة فيقول لله: يا رب إني لا أقبل شهادة الشهداء، ولا أقبل شهادة الملائكة، ولا أقبل شهادة هذا الكتاب الذي كتب. فيقول الله عز وجل: إذن ماذا تريد؟ فيقول لا أقبل شهادة إلا من نفسي. فيقول له تبارك وتعالى: نعم، كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا، فيختم على فمه، ويشهد عليه سمعه وبصره ويده: {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} (يس 65)، {ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون. حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون. وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا، قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون. وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين} (فصلت 19إلى 23).


تخيل يديك وهي تقول يا رب لقد فعل بي كذا وكذا وكذا، وقدميك وهي تقول يا رب مشى بي يوم كذا إلى كذا، وقلبك يقول : يا رب اشتهى بي كذا، وأنت هل كنت تستتر أو تستحيي من الله؟ ثم انظر لأمر الله وقد غضب على هذا العبد غضبا شديدا، يقول: اذهب يا عبد السوء، عليك لعنتي فلا أقبل منك أبدا


استحِ من الله عز وجل قبل أن تسمع كلمة كهذه فيكون الويل لك.وبالعكس، يحكي النبي صلى الله عليه وسلم، أن الله يدني العبد المؤمن منه، يقول: ادنُ عبدي. ثم يرخي الله عز وجل عليه ستره يقول له: أتذكر ذنب كذا، أتذكر ذنب كذا، حتي يظن العبد أنه هالك، فيقول الله عز وجل سترتها عليك في الدنيا، وها أنا أغفرها لك اليوم.


يقول العلماء الحياء من الله " له ستة أشكال:

1- حياء الجناية: أي حياء من فعل معصية كبيرة، كحياء آدم عندما أكل من الشجرة، فظل هو وحواء يجريان في الجنة، فقال الله تبارك وتعالى: أين تذهب يا آدم؟ أفرارا مني يا آدم؟ قال لا يا رب: بل حياء منك يا رب. إنه حياء الجاني، هل شعرت بهذا الإحساس في حياتك؟ بعدما اقترفت ذنباً ما، فلم تستطع أن تنم، ونزلت تجري وليس في جيبك سوى خمس جنيهات، أردت أن تعطيها لفقير؟ إنه حياء الجاني في حق المولى عز وجل


2- حياء التقصير: إحساسك بأنك مقصر في حق الله حتى ولو كنت عابداً، وهذا كحياء الملائكة. تظل تعبد الله مئات السنين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أطت السماء –أي ازدحمت – وحق لها أن تئط، ما فيها موضع قدم إلا وملك ساجد أو راكع أو قائم لله عز وجل، حتي إذا قامت القيامة، قاموا من عبادتهم يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. أرأيتم حياء التقصير.


3- حياء العبودية: حياء إنني عبد ولابد أن أطيعك يا رب، لا يمكن أن تأمرني بأمر فأخالفه، وهذا كحياء النبي صلى الله عليه وسلم. النبي صلى الله عليه وسلم عندما كانت القبلة تجاه بيت المقدس، وهو يتمنى أن تكون باتجاه المسجد الحرام، حياء العبودية منعه من أن يرفع يديه ويطلب من الله هذا. يقول الله تبارك وتعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء}، ينظر للسماء فقط دون أن يطلب، إنه حياء العبودية منه صلى الله عليه وسلم.


4- حياء استشعار نعمة الله عز وجل: كحياء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو ويقول: "لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك"، حياء من كثرة نعم الله علينا ونحن لا نجيد شكره وثناءه.


5- حياء المحبة: من كثرة حبك لله تستشعر أنك تستحي، فلربما بكت عينك، ولربما اضطرب قلبك، ولربما خشعت جوارحك من الحياء من الله عز وجل، وهذا النوع لا يمكن أن أصفه لك، فأنت فقط من تستطيع الشعور به إذا شعرت بحلاوة حب الله عز وجل. النبي من كثرة حبه له عز وجل يقول ويدعوه: "اللهم ارزقني حبك، وحب من أحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك "


6- حياء إجلال الله عز وجل: الملك – العظيم – مالك الملك. كحياء جبريل عليه السلام عندما صاحب النبي في رحلة الإسراء والمعراج، ووصل النبي إلى السماء السابعة وتقدم إلى سدرة المنتهى ومعه جبريل عليه السلام وفجأة يتوقف، يقول النبي: فالتفت إلي جبريل فإذا هو كالحليس البالي من خشية الله، الحليس البالي: قطعة الخيش الممزقة – كان جبريل منكمشاً في نفسه، ومستشعراً جلال الله عز وجل ومستحياً منه، ولم يتخطَ أكثر من ذلك وترك النبي.


هل استشعرت أياً من هذه المعاني من قبل، هذه الأنواع من الحياء مع الله. يقول العلماء " من استحى من الله بلغ مقام الأولياء " . تعلّم أن تستحي من الله ومن نظر الله إليك وسمعه لك.


أما تستحي ؟


التعديل الأخير تم بواسطة مجاهدة فى سبيل الله ; 11-11-2009 الساعة 10:13 AM. سبب آخر: خطأ عنوان
 
قديم   #12

مجاهدة فى سبيل الله


Thumbs up حـلـقـة ـآ‘لـحـجـاب


تـفـرٍيـغ حـلـقـات بـرٍنـامج ـآ‘لأخــلاق لـعـمـرٍو



حــلــقــة ـآ‘لـحـجــاب

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. عندما تحدثنا عن الحياء كان أفضل وأشد أنواع الحياء ، الحياء مع الله . وأول تطبيق من تطبيقات الحياء عند ، وأهم ما في حياء : " الحجاب". وفي الحقيقة سأبدأ بحياء لأن استقامة المجتمع مرتبط باستحياء نسائنا ، ولا اقصد التطاول على الفتيات والأخوات ، ما عدا لله . ولكني أبدأ وأركز على حياء لأنه الأهم. فأعداء الدين عندما يريدون التخريب، يحاولون خلع حياء لأن ذلك يسهل تضييع الشباب. و إن قلنا أن الحياء في حق الرجل فريضة، فهو في حق فرائض وواجبات شديدة. فطبيعة أقرب للحياء، وأسهل عليها. وأعظم حياء أن تغطي جسدها. لو سألتكِ سؤالا: لو تمتلكين شيء غال هل ستحافظين عليه أم لا ؟ لولديك أو كنز ستحتفظين به في مكان أمين أم لا ؟ وكلما زادت قيمته هل ستواريها عن أعين الناس، أم ستجعلينها أمام الجميع ؟ وما هو أغلى شيء تمتلكه ؟ أليس حياءها؟ ألا يستحق أن تحافظ عليه ؟ ألا ترون أن ال تحفظها المحارة دون أن تكون بديعة الشكل؟ ولكنها لازمة وضرورية لحفظ ال، وكذلك الحجاب لا غنى عنه للحفاظ عليك. هنا يطرح سؤال لطيف: لماذا فرض الحجاب على ولم يفرض على الرجل ؟ هل من باب التضييق على ؟ أم ماذا ؟ مائة رجل لا يستطيعون أن يجعلوا امرأة واحدة تتعلق بهم ، مهما فعلوا ، ولكن امرأة واحدة تستطيع أن تجعل مائة رجل يتعلقون بها, لذلك كان الفرض على لأنها مصدر التأثير. ونلاحظ شيئا عجيبا، إن الأرض قبل الإسلام كانت تنظر نظرة ظالمة للمرأة، ففي عهد الرومان مثلا كانوا يرون أن قيمة في جمالها و جسدها. فمفهوم الجمال عند الرومان والأمم السابقة، مرتبط بجسد . و جاء الإسلام ليرتقي بهذه المشاعر وهذه المفاهيم، يرتقي بالإنسانية و يقول للبشرية: طهروا أذواقكم. يعلم الإسلام الرجل أن قيمة ليست في جسدها، ولكن في جمال مشاعرها و إحساسها: جمال الجوهر، ولا يتمتع بجمال الجسد إلا إنسان واحد هو " الزوج". إذن من الذي حافظ على واحترمها ومن الذي فعل غير ذلك ؟ وننتقل هنا لسؤال مهم تسأله معظم الفتيات: من الذي قال أن الحجاب فريضة؟


يقول الله تبارك وتعالى: " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن " والجلباب هو الثوب الذي يغطي الجسد . الكلام واضح و موجه لنساء المؤمنين بنص الآية . من يقول أن الأمر موجه لزوجات النبي فقط و تبع ذلك قواه سبحانه و تعالى:" ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين." أي أنه أولى بها أن ترتدي هذه الملابس حتي يعرف عنها أنها ملتزمة ومتدينة فلا يؤذيها أحد ، فهي تحترم في المجتمع ويراعيها أفراد المجتمع. (..)


كيف سيعلم الناس أن قلبك طاهر أو غير طاهر ؟ سيعلمون ذلك بالتزامك بالحجاب والزي الإسلامي. " ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين " يقول الله عز وجل: " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" فأجمع العلماء على انه الوجه والكفين ، "وليضربن بخمورهن على جيبوهن" أرأيتم التفصيل والتدقيق ، المقصود بالخمار الحجاب الطويل الذي يغطي الجيب وهو الصدر وفتحة العنق "ولا يبدين زينتهن« أعادها مرتين لا تبدي مفاتن جسدك " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " (النور-31)هذه الآيات موجهة إلى من يقول أن آيات الحجاب غير واضحة في القرآن وإنها موجهة لنساء النبي، وقل " قل للمؤمنات"، وتختم الآية ب" توبوا إلى الله".ارتدي الحجاب يا أختي، قل لزوجتك ترتدي الحجاب لا تتركها، ولكن أعنها، ووفر لها المناخ المناسب، أقنعها لأنك محاسب عليها. يقول الله تبارك وتعالي " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي " (الأحزاب-33). نهي شديد، فإياك أن تتبرجي أي أن تظهر مفاتنها ومحاسنها, ففي الجاهلية الأولى كان التبرج ليس بلبس (الميني جيب ) أو الإسترتشات أو البوديهات لا, كانوا يلبسون ثيابا طويلة وفضفاضة ولكنهم كانوا يكشفون الرقبة وجزء من الشعر – هذا هو تبرج الجاهلية الأولى . مثله، مثل الحجاب الغير كامل الذي ترتديه بعض الفتيات الآن، لا أريد إغضابهن ولكن الأمر يتعلق بحيائك مع الله ، وكيف ستقفين أمامه يوم القيامة عندما يسألك عن الحجاب. ولا نريد أن يتذمرن ويخلعن هذا الحجاب الغير كامل، بل بالعكس نحن فرحين جدا بالخطوة التي اتخذنها للأمام, ولكننا نريد خطوات أخرى للأمام ليكتمل حجابك فيتغطي الشعر كله، وفتحة العنق والصدر حتى يتم حجابك و لا تكوني متبرجة تبرج الجاهلية الأولى.


عندما نزلت آية الحجاب، خرج الرجال يتلونها على زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وكل ذوي القرابة من عائلاتهم. أرأيتم حرص الرجل على كل من يعرفهم ، وأنت أيضا كن حريصا على توصيل كل ما تقرأه وتسمعه لأخواتك وبناتك وقريباتك ولكن بأرق الوسائل وأبسطها . يقول الصحابة فوالله ما منهن امرأة إلا وأخذت بعض ثيابها وشقته نصفين تصنع منه خمارا لرأسها وتستر به جسدها لشدة فقرهم. فما منهن امرأة إلا ووافت الرسول في الصلاة التالية وهي ترتدي حجابها.


أما الآن تقول للمرأة ارتدي الحجاب ، فتجيبك : إن شاء الله في فصل الشتاء لأني لا استطيع تبديل ملابس الصيف كلها وأنتم أعلم بالظروف الاقتصادية ، ويأتي الشتاء : في الحقيقة ملابس الشتاء أغلى فإن شاء الله الصيف القادم حتى أتمكن من تجميع كمية ملابس مناسبة للحجاب .


الصحابية لم تتحمل أن تظل كاشفة لشعرها بمجرد نزول آية الحجاب، وشقت ثوبها في حين أنها لا تملك إلا ثوبين مثلا. هذا هو فرق الإيمان و الحياء بيننا وبين الصحابة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" خير نسائكم الودود، الولود، المواسية إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات، المتخيلات"


المواسية: التي تأخذ زوجها باللين، والمتخيلات: التي تمشي في عجب وخيلاء. يقول النبي صلي الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار, لم أرهما بعد : قوم معهم أسياط كأذناب البقر يضربون الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ".


مائلات: تميل عن الحق، مميلات: تضيع غيرها، كأسنمة البخت: مثل الجزء العالي الذي به شعر عند الجمل.


أين رأى النبي هذه الأوصاف؟ إنها من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم. كاسيات عاريات: لا تعلم هل ترتدي شيئا أم لا ؟ لا تدخل الجنة ولا تشم رائحتها. ألا تخاف على أختك وزوجتك؟


النبي صلي الله عليه وسلم قام بغزوة كاملة بسبب امرأة تكشفت: غزوة " بنوقنينقاع" . كان يهود بني قنينقاع يعيشون في المدينة وكان عندهم سوقا للذهب.و في أحد الأيام، دخلت صحابية من صحابيات النبي صلي الله عليه وسلم تشتري من هذا السوق ، فجاء أحد اليهود الخبثاء وربط طرف ثوبها في رأسها ، فجاءت لتقوم من الأرض فانكشف ثوبها وأخذ اليهود يضحكون منها. فجاء أحد أصحاب النبي وقتل هذا اليهودي فجاء اليهود وقتلوا هذا الصحابي ، فخرج الرسول صلي الله عليه وسلم في جيش وحاصر يهود بني قنينقاع، وطردهم من المدينة، وأجلاهم منها وتفرقوا وماتوا. كل ذلك لأجل امرأة انكشفت. فلو النبي وصحابته بعد ما بذلوا كل هذا المجهود جاؤوا ورأوا حالنا الآن، ماذا سيفعلون ؟ وماذ ا سنقول نحن لهم يوم القيامة . سار الإمام أحمد بن حنبل ذات مرة في الطريق،و وجد أمامه امرأة ترتدي حجابها كاملا وملابس طويلة. لكن بمجرد أن جاء الهواء وطار طرف ثوبها ورأى كعبها فإذا به يمسك طرف ثوبه ويغطي وجهه ويقول غاضبا " هذا زمان فتن". فماذا لو جئت هذا الزمان يا إمام أحمد ؟ !


فانضباط حجاب انضباط حياءها، ولو انضبط حياءها انضبط المجتمع، واكتمل الإيمان " الحياء والإيمان قرناء جميعا". أرأينا قيمة الحجاب وكيف نحن نحتاج إليه ؟ ما الذي يمنع نساءنا من الحجاب ؟ العديد من الشبهات: منهم من تقول : أنا غير مقتنعة بالحجاب. ونقول لها من أنت؟ وما دينك؟ ستقول أدين بالإسلام فأنا مسلمة ، وما معني كلمة مسملة ؟ أصل الكلمة " الاستسلام لله عز وجل ، فلا يصح أن أكون مسلما بالإسم فقط، ولا استسلم بكل ما أملك لله عز وجل. يقول الله تبارك وتعالي " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" (الأحزاب-36)والله قضى أمر الحجاب و قد تلونا آيات الحجاب، فلا يصح أن يكون لك خيار آخر بعد أمر الله عز وجل. سيدنا إبراهيم عندما أمره الله، كان سيذبح ولده دون أن يعلم أو يسأل لماذا؟ ، وهل نحن نعلم لم أمر الله سيدنا إبراهيم بذلك ؟ ليعلمنا نحن الإستسلام. وأن هذا الدين قائم على طاعتك لأوامر الله جميعها حتي و إن كنت لا تفهمها . صحيح كثيرا ما يفهمك الله، ولكن أحيانا لا يفهمك ليختبر إسلامك. بل يصح أن تقولي أنك ضعيفة ولا تستيطعين الحجاب. فإنه أهون من قولك أنك غير مقتنعة بأمر الله سبحانة وتعالى ؟


الشبهة الثانية : تقول إحداهن : المهم الجوهر ، أنا نيتي سليمة والحجاب حجاب القلب، وأنا أصلي وأقوم الليل وأؤدي النوافل وأتصدق . ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: " لا يقوم بهذا الدين إلا من خاطة من جميع جوانبة " أي تأخذ هذا الدين كاملا نقص أوترك لأركان أخرى . قولي لله يوم القيامة يا رب إن فعلت كثير من الطاعات ويكفي ذلك ، أما الحجاب فهو حجاب القلب. يقول الله تعالى " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". وتعالي لنحسبها معا ، أنت تفعلين الكثير من الطاعات وبقلب طاهر ونقي .. وتأخذين حسنات كثيرة ، ثم تخرجين بدون حجابك ، كل رجل ينظر إلي شعرك وإلي جسدك تأخذين سيئات أليس كذلك ؟ يقينا تأخذ سيئات لإنك لم تنفذي أوامر الله . تقولين إنها مشكلته الرجل ، هو الذي نظر، فيأخذ سيئات إذا أطال النظر ولم يغض بصره . وأنت أيضا لإنك كنت الداعي لنظره ، إحسبي إذا ركبت الأتوبيس ؟ ودخلت المدرج ، فبالحساب هكذا ، كل يوم كم تأخذي من السيئات؟ لا تتعدي الألف كل رجل له عينان وقلب يشتهي ، تخيلي كم الذنوب التى قد تتراكم عليك يوميا ، هل ستكفي حسناتك ؟ من الذي أعلمك؟ إنها أوامر العليم الحكيم ، المدبر لهذا الكون. هو أعلم بمصلحتك .وإذا كانت حسناتك هذه ستكفي أم إنها تضيع ؟ أنا أخاف أن تكوني ممسكة بقرية مقطوعة من أسفل كلما وضعت فيها حسنات من أعلى ووقعت من أسفل بترك الحجاب . ولماذا في الدنيا لا تكتفي ، وكل قرش زيادة نجري لنكبة. لمذا الدين الذي نقول فيه يكفي ما أفعله من طاعات أو حسنات ؟


الشبهة الثالثة : الحجاب والحر. تقول الفتاة : إن شعري يضار جدا من الحجاب في الحر، وهذا كلام يقدره الأطباء. يقول الله تعالي" قل نار جهنم أشد حرا" يقول النبي " حفت النار بالشهوات ، وحفت الجنة بالمكارة" أنت لابد وأن تتعين قليلا ، فالجنة حفت بالمكاره، صعب عليك الحجاب، ولكن ثوابك عظيم .


الشبهة الرابعة: أنا أر محجبات يفعلن كذا وكذا وكذا ... لا تضللي نفسك ، أنا أيضا أر مصليين كثيرين يزنون، إذن لا نصلي . وأعرف من يذهبون للحج يذهبوا ليستتروا وراء الحج ويفعلون كذا وكذا.. إذن لا نحج ؟ ويصبح العيب في الحج . أما أن العيب في الناس ، هل الحجاب سيئ إذن أم أن العيب فيمن ترتدي الحجاب وتطبقه خطأ . " ولا تزر وازرة وزر أخرى"


الشبهة الخامسة : أنا أشعر أن الله لم يهدني بعد ، أنا مقتنعة بالحجاب ولكن الله سيهديني إن شاء الله على سن الخمسين مثلا .وهذا كلام خاطئ، يقول الله تبارك وتعالي " إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغروا ما بأنفسهم" لن يهديك الله إلى الحجاب إلا إذا نويت من داخلك " التغيير ونويت الحجاب لا تقولي أن الله لم يهدك بعد ، لإنه فتح لك سبيل الهداية بقراءتك لهذه الكلمات وبحضورك درس ما . يقول الله تبارك وتعالى :" وأما ثمود هديناهم فاستحبوا العمي على الهدي" ألا تشعري أنها تحادثك ، والله لم يترك الله أحد إلا ووفر له طريق الهداية ، إياك أن تقولي أن الله لم يهديني.


شبهة أخرى : بعد زواجي، سأرتدي الحجاب لأضمن الزواج. فأقول لك أن الرجال كثيرا ما يبحثون عن المحجبة أكثر من المبترجة ,أقول لك ايضا أنه لن يتزوج أحد زوجة أحد ، كل رجل مكتوب أسم زوجته عند الله فلا تخافي توكلي على الله ، وهو سيرزقكك الزوج الصالح. جاء رجل للحسن البصري فقال له : من أزوج أبنتي ؟ قال زوجها لصاحب الدين فإنه إن أحبها أكرمها ، وإن كرهها لم يظلمها . عندما تتزوجين إختاري من يفرح ويحترم حجابك فهو الذي سيحافظ عليك .


شبهة أخرى : أنا مازلت صغيرة في السن. هل تضمني يا من لديك 17 عام ألا تموتي غدا أو الآن ؟ ترى من سيموت قبل الآخر ، نحن الآن نفتح صفحة الوفيات نجد 40 % ممن يموتون الآن شباب صغير في السن ، وكأنها تذكرة للناس. فلنأخذ مثالا واقعيا حكاه لي رجل من الإسكندرية، في شهر رمضان: زوجتي محتجبة طائعة والحمد لله، و في الشقة المقابلة لنا، تسكن فتاة صغيرة في السن، متبرجة ولبسها بعيد كل البعد عن الحجاب، لكن البنت بداخلها خير كثير، وزوجتي كانت على علاقة ممتازة بها، وهذا هو واجب المحتجبات، فجاءت الفتاة وطلبت من الزوجة أن تنزل معها لسوق لتشتري بدلة " جينز"، فوافقت هذه الزوجة المؤمنة الذكية على شرط أن تذهب معها أولا لحضور درس دين، فوافقت.. ذهبن إلى الدرس، وكان موضوعه عن التوبة والعودة إلي الله، وتأثرت الفتاة بالدرس تأثرا شديدا و إذا بها تبكي بكاءا شديدا بعد انتهاء الدرس، ولا تتكلم إلا بكلمة واحدة " تبت يا رب عائدة إليك يا رب، ألبسوني الحجاب، يقولن لها اهدئي، ولنذهب إلى المنزل ثم ضعي الحجاب، فأبت إلا أن يحضروا لها "عباية" وحجاب، فارتدته ونزلت من الدرس وأول ما خرجت من الدرس، صدمتها سيارة وماتت... يا لحظها السعيد، أرأيتم آخر عمل فعلته ؟ فإياك قول ما زلت صغيرة.


ومن الشبهات أيضا: أنا لا اريد اارتداء الحجاب بسبب " الموضة " بالله عليك، الموضة أعز عليك من أمر الله عز وجل، هل تضعي الموضة في كفة وأمر الله في كفة وترجحي كفة الموضة ؟ أصبح الله هين عليك لهذه الدرجة ؟ و الموضة عزيزة عليك ؟ والله الطاعة لها بهاء في الوجه ونور في القلب . ستزدادين بهاءا " وجمالا " وعفة بحجابك . ومن الذي قال أن ارتداءك للحجاب سيبعدك عن "الشياكة" والموضة، صحيح نحن لا نرتديه من أجل الموضة، لكن من الممكن أن توافقي بينهما فإن لم تجدي، فسترتدي الحجاب لأنه أمر الله عز وجل، لأن طاعة الله أهم من الموضة.


أنا لا أود ارتداء الحجاب لأني أريد أن أكون مثل الأجنبيات، وأنا أقول: من الذي احترم ، الغرب أم الإسلام ؟ الذي لا يبيع عود كبريت أو أي شيئ إلا وعليه صورة امرأة عارية، أم من صانها وحفظها ؟ عندهم أعلى معدلات الشذوذ الجنسي وأعلى معدلات الاغتصاب بعد الإباحية التى نشروها، و هل بعد ذلك تريدي أن تقلدي الغرب؟ لا أريد أن أرتديه لإني أخاف أن أخلعه مرة أخرى.


سبحان الله، ولمذا لا تقدمي بأسباب الثبات ؟ لمذا لا تقولي أن الأصل أني سأضع الحجاب. لا أنكر هنا أنها معصية شديدة، و المعصية الأشد خلع الحجاب بعد الالتزام به، لأنها لم تبعد هي فقط عن الله، إنما فتنت وأضاعت العشرات وابغضتهم في الحجاب، وأصبح دين الله لعبة. يجب في هذه الحالة أخذ العزيمة، ارتدي الحجاب، وصممي على ألا تتركيه، وكيف ذلك ؟


1- بالصحبة الصالحة التى ستعينك على الحجاب .


2- حضور وسماع دروس العلم


3- الدعاء والاستعانة بالله عز وجل " يا رب أعني على الحجاب".وأدعية بدعاء النبي " يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك" ثبت قلبي على الحجاب .


فلماذا بعد هذا لا تريدين الحجاب؟ "إنني أخجل من صديقاتي، ومن عائلتي الغير محجبة، سيكون شكلي مستهين جدا في مدرستي (الفرنسية ) أو جامعتي." بالله عليك ألا تخجلي من الله عز وجل يوم القيامة، ومن نبيه صلي الله عليه وسلم، ألا تعلمي أنك ستعطشين يوم القيامة وتجري نحو حوض النبي صلي الله عليه وسلم لترتوي، وهو يريد أن يسقيك بيده الشريفة، شربة لن تظمئي بعدها أبدا، وأنت تأتي من بعيد فإذا بالملائمكة يأخذونك بعيدا عنه، فيقول النبي: أتركوها إنها من أمتي ، فيقولن يا محمد أنت لا تدري ما ذا فعلت بعدك، لقد تركت الحجاب بعد وفقاتك فيقول لها النبي سحقا سحقا ، بعدا بعدا ، كما جاء في حديث النبي صلي الله علىه وسلم، ألا تخجلي من النبي وتخجلين من الناس. ومن الذي يحق له أن يخجل ؟ من كشفت جسدها أو من حافظت على دينها وعلى جسدها ؟ يقول النبي صلي الله عليه وسلم " من أرضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس. يقول النبي صلي الله عليه وسلم ، لا يكن أحدكم إمعة يقول : إن أحسن الناس أحسنت ، وإن اساءوا فلا تظلموا " هذه كانت دعوتي لأخواتنا عن أهمية الحجاب، ولكن تبق نصيحة ووصية لهن ، الله أمرك بالحجاب ولكني أوصيكي :


1- بالتدرج في الخطوات، فإذا كانت لديك رغبة لحجاب الآن ارتديه فورا ولكن إياك أن ترتديه وأنت لا تصلين أولا تصومين، وسلوكياتك في التعامل مع الناس مازالت كما هي ليس فيها من أدب وأخلاق الإسلام من شئ، أو حياءك مع الرجال لم يتغير . إذا استعطت أن ترتدي الحجاب اليوم وتصلحي معه باقي هذه الاشياء فهذا جيد، فتبدئي بالصلاة في أول الوقت، وتصادقي فتاة حريصة على طاعة الله عز وجل، متدينة ومرتدية حجابها، و اقرئي كل يوم قرآن ولو قليل، وابدئي في ذكر الله ولو بالقليل أيضا. إذا فعلت هؤلاء الخمسة سيسير حجابك مع عبادتك مع أخلاقك كلهم سويا ، وتصبحي بذلك نموذج المسلمة الصحيحة . لكن إياك أن تفهمي أن الحجاب هو وضع الحجاب على رأسك ثم تأتي الأخلاق والعبادات بعيدة كل البعد. فإن لم تستطيعي ضبط أخلاقك وعبادتك، اضبطيهم أولا ثم ارتدي الحجاب، لكن ليس معنى ذلك أن ترتدي حجابك بعد 6 سنوات ، بل ارتدي الحجاب بعد شهر من اليوم أو شهرين على الأكثر .


ليس لديك حجة إنه فريضة، ولكن اضبطي صلاتك أولا وعبادتك ثم أرتديه.


2- النقطة الثانية: إن وضع الحجاب ليس بنهاية المطاف ، بل هو بدايته مع الله عز وجل ، فما زال أمامك خطوات كثيرة.


3- تذكري دائما إنك داعية إلي الله بحجابك ، الرجال وهم يسيرون في الطريق لن يتاثر بهم أحد ، لكنك و في طريقك إلى كليتك ، وأنت وسط الناس بأخلاقك ، بعلمك، بثقافتك، بجمالك مع حجابك. فأنت منبر للإسلام متحرك دون أن تكلمي الناس في الإسلام سيتأثرون بك، ربما هديت الآلاف بحجابك، فاجعلي عندك ثقة في حجابك وفي نفسك .


ستأخذين بيد الناس بحجابك، ستطهري المجتمع. فثوابك عند الله عظيم بهداية آلاف البنات والأولاد، أنت القدوة . بالله عليك لا تفضحي الإسلام والمسلمين .


شروط الحجاب

لن ألزم عليك إرتداء الخمار والعباءة ، بل سأطرح عليك الشروط و طبقيها بالطريقة التى تريها ليطلق عليه حجابا .


1- لا يصف ، لا القدمين ،و لا الوسط ، فلا يسمى حجابا إلا ما كان واسعا.


2- لا يشف ، فلا ترتدي الحجاب ويظهر من تحته شعرك: لا يصح .


3- يغطي جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين .


4- الا يكون مشابها لملابس الرجال .


5- ألا يكون معطرا .


بذلك انتهينا من نقطة أساسية في حياء (الحجاب)، وأريد أن انتقل لنقطة مهمة في حياء الرجل، وهي " غض البصر". إياك أن تقول إن السيدات غير محجبات فأنا لا أستطيع غض بصري، ليس لك عذر " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم" هذا أطهر لقلبك لأنك لو لم تغض بصرك ستتعب.وهنا يطرح سؤال: هل القلوب تتعب حقا؟ بالطبع، لأنك ترى أشياء ولا تطولهما، والعين رسول القلب، هي تنظر وتتمنى هذه الأشياء ولا تطولها فيتعب القلب. فيمكن أن تخرج من عملك مسرورا وتذهب لمنزلك تعبان ومتضايق، أم خارجا من كليتك مسرورا من أدائك في الامتحان ومن كثرة ما ترى من مناظر ترجع لمنزلك مهموما وتعبانا. وفي النهاية ماذا ربحت؟ لا شيء، بل خسرت قلبك الذي بات بعيدا عن الله، خسرت عيناك التى رأت حراما وستسأل عنهم يوم القيامة، خسرت روحك، خسر ت مزاجك. و الوحيد الرابح هنا هو الشيطان ، أما أنت فلم تنل شيئا سوى تعكر مزاجك وتعب قلبك. و الذي يحدث هو العادة على إطلاق بصرك، فلم تعد تسطيع البعد عن هذه المعصية حتى ولو لم تستمتع بها، فقد النساء تكون قبيحات وأنت تنظر إليهن، فلماذا ؟ لأن الشيطان جبلك على ذلك شئ السيئ، أين حياؤك، لابد وأن تحجب عيناك، لابد وأن تقاوم نفسك. و لكن هل غض البصر عبادة أو خلق. هو مفتاح الحياء عند الرجل فإذا كنت غاضا لبصرك ستصبح أقدر على العبادة، واقرب إلى الله الذي سينير قلبك، وهذا الكلام من تجارب.


جرب أن تغض بصرك أسبوع وستجد كلام رسول الله: يقول النبي صلي الله عليه وسلم: النظر سهم من سهام إبليس، من تركه خوفا لله أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه " .


يقول الرسول صلي الله عليه وسلم " ما من مسلم ينظر إلي محاسن إمرأة مرة واحدة – النظرة الأولى – ثم يغض بصره، إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها " سيرزقك الله بعبادة (قيام الليل أو ذكر أو خشوع أو دموع من خشية الله ) كل ذلك بترك النظر ؟ نعم لأنه " من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه" .لكن انتبه : إبليس يجعلك ترى الشيء البعيد عن يديك أحلى مما في يديك ؟ يكون الرجل متزوج فيزين له النساء الأخرى أحلى من زوجته والله إن زوجته لأعز وأكمل وأطيب ، الحلال أطيب بكثير مما ليس بين يديك. جاء رجل لرسول الله صلي الله عليه وسلم وقال له : يارسول الله أسألك عن النظرة – جاءت عينه على أمراة فقال : أصرف بصرك إن الأولى لك والاخرة ليست لك أي الثانية " يقول النبي " من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقفا وأعينه فلادية له ولا قصاص" من نظر في بين أحد من شباك أو فتحة باب أو بتلسكوب .. وهم فقا ,اله عينه ليس له دية كما يقول النبي ، الحديث رواء النسئي . ويقول النبي : " العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما السمع ، واليدان زناهما البطش ، والقدمان زناهما المشي ، واللسان زناه الكلام والقلب يشتهي ويتنمنى ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه . العينان تقدمان للزنا بالنظر الحرام، والسمع بكلام مثير مشجع على الفاحشة، واليد تزني بلمسها الحرام، والرجل تزني بسيرها للحرام، لحفلة أو مكان شبهات، واللسان يزني بأن تحكي لصديقك عن مفاتن امرأة أو تحدث معه بفحش أو مع امرأة في الهاتف ، وذلك ليس معناه أن العين أو اللسان أو .. تزني بمعنى الزنا، ولكن من يفعل كل هذا أنت تسير في طريق الزنا وتقترب منه، إذن بداية طريق الزنا ترك البصر، وحفظك من الزنا غض البصر. ختاما، خرجنا بوصيتين ثقيلتين سنحاول تطبيقهما بعون الله، فقد قرأت هذا الدرس أو سمعته لكي تتغير، وإلا فحرام عليك المجهود الذي بذلته. و يحزنني جدا تلقي من أولياء الأمور، مكالمات يقولون أن الأولاد حريصون على الصلاة في المسجد وحضور الدروس، لكن مازالت أخلاقهم غير منضبطة. أشعر وكأن ليس هناك جدوى أو فائدة من كلامي، وأننا نستمع و نقرأ ومازلنا عاجزين عن التطبيق.


الوصيتين من درس الحياء هما :


1- سنغض بصرنا حياء من الله عز وجل يقول الله تبارك وتعالى: " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " قالوا في تفسير يعلم خائنة الأعين " إذا جلس الرجل وسط القوم لا يدرون به يصرف عينه مع هنا وهناك ألا تحدث ؟ أين حياءك مع الله وهو يراك ويعلم خائنة الأعين؟


2- الحجاب، وتوصي زوجتك وابنتك وأختك، بألين الوسائل ، وإذا غضضت بصرك ستعينها هي على الحجاب.


وفي سياق فكرة غض البصر للرجال والنساء " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" ،وصية لأولياء الأمور : إستحي من الله أن تمنع ابنتك من الحجاب ستقف أمام الله عز وجل ولن ينظر الله إليك.


يقول النبي صلي الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر إليهم الله عز وجل يوم القيامة منهم : الرجل الديوث : الذي يرى ابنته على معصية أو على غير لباس الإسلام ولا يتحرك قلبه ولا يأمرها ولا يبينهما لها . لماذا تعرض نفسك لذلك بالله عليكم لا تمنعوا بناتك من الحجاب بل أعينوهن.. و في النهاية أصلي و أسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

 
قديم   #13

مجاهدة فى سبيل الله


Thumbs up حـلـقـة ـآ‘لإيـثـارٍ


تـفـرٍيـغ حـلـقـات بـرٍنـامج ـآ‘لأخــلاق لـعـمـرٍو



حـلــقــة ـآ‘لإيـثــارٍ


أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً . خلق اليوم هو خلق " الإيثار " ، وفي الحقيقة من العجيب أن نجد أخلاقا إسلامية اندثرت ولم تعد معروفة مع أن الإسلام أمر بها، والرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها وفعلها وتخلق بها، لدرجة أنني عندما أقول للشباب الآن (الإيثار) يقولون : وماذا يعني الإيثار ؟ والعجيب أيضاً أنه إذا أردت أن تبحث عن مرادف لكلمة (الإيثار) في أي لغة أخرى مثل الإنجليزية مثلاً لن تجد لها معنى وكذلك في الفرنسية، وليس الإيثار فقط ولكن أخلاق الإسلامية عديدة مثل (الحياء) ترجمته بالإنجليزية (Shy) وهذه الكلمة تعني الخجل ولا تعطي معنى (الحياء) أبداً – كما قلنا في درس الحياء - ، وكذلك (التواضع) تترجم إلى Humble وهذه الكلمة تعني الخنوع وليس التواضع أبداً ، وكذلك (الإيثار) .


- يا خسارة يا شبابنا ، قيمنا من أين نأخذها ؟ ليس من قيمنا الإسلامية الثرية ولكننا نلهث وراء الغرب، ويا ليتنا نأخذ من الغرب التكنولوجيا والحضارة وعلم الإدارة، ولكننا أخذنا مجرد التقليد الأعمى، ويا ليت أمتنا متقدمة ومتحضرة ونأخذ البقايا من الغرب، لكن أمتنا ضعيفة ومتأخرة وما زال عندها مشكلة وبدلاً من أن يتفرغ لحلها الشباب ذهب ليقلد الغرب في الملبس والمأكل وسماع الأغاني العربية ، لكن أخلاقنا الإسلامية لا، لا أربد أن آخذ منها ، فأين ستجد الإيثار ؟


لن تجده إلا في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم ، في وسط رجال آمنوا بالإسلام وعاشوا للإسلام . إذن تعالوا لنعرف " الإيثار " وما هو ،،،


- معنى الإيثار: أن تفضل أخاك على نفسك، شيء من حظوظ الدنيا تتركه لأخيك فيستمتع هو به وتفقده أنت. عندما نقول فلان آثر فلاناً – أي قدمه على نفسه، أي فضله عل نفسه في حظوظ الدنيا رغبة " في حظوظ الآخرة " .


نماذج في الإيثار:-


في ليلة من ليالي الشتاء القارص في المدينة والنبي يشعر ببرد قارص جاءته امرأة من أنصار المدينة وقد نسجت له بردة من القطيفة ففرح بها النبي ولبسها ، فخرج بها النبي صلى الله عليه وسلم (في أول لبسة) – مثلما تشتري بذلة جديدة وتخرج بها لأول مرة – فنظر له أحد الصحابة من الأنصار وقال له ما أحلى هذه العباءة ! ألبسنيها يا رسول الله ، - إذا كنت مكان النبي ماذا تفعل ؟ قال له النبي : نعم وخلعها له في الحال – صلى الله عليه وسلم – أرأيتم الإيثار ، فاحتدوا بالصحابة على هذا الأنصاري وقالوا له كان النبي في احتياج لها ، فقال لهم : وأنا أحوج منه إليها فقد أردت أن أجعلها في كفني حين أموت . جاء أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فتحت مكة وخبير و كثرت الغنائم وقد كان ذلك بعد 23 عام هي فترة بعثة النبي كانت أكثرها والنبي والصحابة في حالة شدة وفقر فقد كان صلى الله عليه وسلم يربط حجرين على بطنه من شدة الجوع فبعد أن من الله عليهم بكل هذه الفتوحات، كان نصيب النبي من الغنائم، عدد أغنام ما بين جبلين، تخيل هذه الكمية تصبح مع فقير عاش كثيراً في الفقر، ولكن النبي كان يريد الآخرة .


- جاءه أعرابي ونظر لهذه الغنائم فقال له النبي : أتعجبك ؟ قال : نعم ، قال له النبي : هي لك ، فقال له : يا محمد ، أتَصدقني القول ؟ قال : نعم خذها إن شئت – هل تتخيل من الممكن أن تؤثر إلى أي مدى ؟ - فقام الرجل وجرى إلى الغنم وهو يلتفت حوله، وأخذها كلها وعاد بها إلى قومه وقال لهم : أسلموا فقد جئتكم من عند خير الناس، إن محمد يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبداً.


يقول الراوي: ما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدً شيء يملكه، أي لم يمنع الرسول عن أخذ أي شيء يطلبه من النبي …..


جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا نبي الله إني مجتهد – أي ليس معي ما آكل – فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض زوجاته هل عندكم من شيء ؟ فكلما بعث إلى واحدة ، أرسلت له قائلة لا والذي بعثك بالحق ما عندنا إلا الماء ، فقام النبي ونادى في أصحابه من يضيف هذا الرجل ؟ فقام رجل من الأنصار وقال : أنا يا رسول الله ، وأخذه وأسرع إلى زوجته سألها : هل عندك طعام ؟ فقالت : لا إلا قوت صبياني – أي بقايا أكل لا تكفي إلا أولادهم - فقال لها علليهم بشيء – أي أنسيهم الأكل – وإذا أرادوا العشاء أنيميهم، حتى يأتي الضيف فضعي الطعام وأطفئي السراج – أي النور- حتى يشعروا أننا نأكل فيأكل هو - أترون الإيثار – إننا الآن ممكن يكون هناك شابين أو ثلاثة مسافرين سوياً وكل منهم يخبأ طعامه في جيبه، ولا يضعون الطعام سوياً يأكلون سوياً كما كان يفعل الأشاعرة ويخبرنا عنهم النبي . فجاء الضيف للأنصاري :- بعد أن نام الأطفال –جلس الضيف وأطفؤا الأنوار ليشعروه أنهم يأكلون وأكل الضيف حتى شبع ، وجاءت صلاة الفجر وذهبوا ليصلوا فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم : لقد عجب الله تعالى من صنيعكما بضيفكما الليلة – أي رضي عن صنيعكما – فأنزل الله تبارك وتعالى قوله " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " . خصاصة أي تعب – جوع – فقر – احتياج - هو لا يجد شيء ويؤثر أخيه ، إنه خلق غائب بيننا ولا نسمع عنه. هل فكرت أن تؤثر أخيك ببدلة اشتريتها جديداً ؟ لابد وأن يكون شعارنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . هذا هو شعار الإيثار. لا يكتمل إيمانك حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك.


إيثار الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم: وهو ليس إيثار أموال إما إيثار أرواح.


- هذا هو " أبو دجانة " في غزوة أحد والسهام تصوب ناحية الرسول صلى الله عليه وسلم من كل مكان ، فيأتي أبو دجانة ويؤثر النبي على نفسه و يحتضن النبي ليقديه من السهام .


- يقول أبو بكر نظرت إلى ظهر أبو دجانة فإذا هو كالقنفذ من كثرة السهام مجروح وما زال يؤثر النبي صلى الله عليه وسلم ، أين إيثارنا نحن لرسول الله بحفظ سنته ؟


- وهذا هو طلحة بن عبيد الله يأتي للنبي يوم أحد ويقول له : " اخفض رأسك يا رسول الله ، نحري دون نحرك يا رسول الله – أي رقبتي دون رقبتك يا رسول الله – ويقذَف النبي صلى الله عليه وسلم بسهم فيمنعه طلحة بيده ويخترق السهم يده ، وتشل هذه اليد الكريمة .


- يقف الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويقول " من يمنعهم عني وله الجنة؟ فقد كان الكفار يتكالبون عليه يريدون قتله. فيأتي عشرة من شباب الانصار (من 18، 19 سنة) ويموت الأول ثم الثاني ثم الثالث ، وكان آخرهم "يزيد بن السكن " ومات على قدم رسول الله وهو يدافع عنه فيرفع النبي رأسه إلى السماء ويقول اللهم إني أشهدك أن يزيد بن السكن قد وفى.


دائماً نسمع عن الإيثار بأن يقوم به فرد ، لكن أن تقوم به بلد بأكملها لم نسمع ، وقد كانت المدينة هي هذه البلد ، وكانوا هم الأنصار، لقد كان إيثارهم شيء خيالي لايصدق. عندما خرج المهاجرون من مكة لا يملكون شيئا كل واحد بما يلبسه فقط ، وقد كانوا أغنياء ، وكانوا تجاراً ، أما أهل المدينة فهم زراع ، وكان المهاجرين لا يستطيعون العمل بالزراعة .. وأتى المهاجرون، منهم من أتى على قدمه. لكن ما حصل كان فوق الخيال يقول الصحابة أن ما من مهاجر دخل المدينة، إلا بالقرعة من كثرة تكالب الأنصار على من يأتي من المهاجرين. كل منهم يريد أن يضيفه هو، فكانوا يدخلون بالقرعة.


- ونحن الآن ، تكون الأم قد كبرت في السن وتريد من يرعاها ويكون هناك زوجة الابن، وزوج الابنة، وبناتها وكل منهم لا يريد أن يضيفها ويرسلها للآخر أنظر للأنصار وكانوا ضعفاء وفقراء، ونحن بيوتنا على أكمل وجه وزوجة الابن لا تتحمل والدة زوجها .


من إيثار الأنصار للمهاجرين سيدنا سعد بن الربيع (أنصاري) نزل عليه سيدنا (عبد الرحمن بن عوف) من المهاجرين ، قال له يا أخي : هذه أموالي أجمعها لك – جمعها كلها من السوق – أقسمها بيني وبينك هذا نصفي وهذا نصفك ، وهذه هي الأراضي التي أمتلكها أقسمها بيني وبينك ، وهذا هو بيتي ، وإني متزوج بامرأتين آتي لك بهما حتى ترى أيها تحب لأطلقها لك وتتزوجها بعد أن تفي عدتها– لكن انظروا للإيثار إلى أي درجة وصل؟ لكن عبد الرحمن بن عوف كان لديه ذوق ولم يستغل الفرصة وقال له جزاك الله خيراً ، أين السوق؟ كل هجرة حدثت في التاريخ كانت بالدماء، هجرة الأوروبيين إلى أمريكا – وكلنا شاهدنا أفلام الهنود الحمر – كم من الدماء ؟ وكم من الهنود الحمر قتلوا لكي تكون أمريكا للأوروبيين ؟ لكن أعظم هجرة في التاريخ كانت كلها حب، كلها إيثار لأنها كانت هجرة المهاجرين إلى المدينة، وانظر إلى استقبال الأنصار لهم تخيل كل أنصاري كان يقاسم المهاجر في بيته ، وأمواله ، وملابسه وملابس زوجته تقاسمها فيها زوجة المهاجر ، وكذلك ملابس الأولاد ، من يتخيل أنه يقاسم بيته مع أحد ، ويا ترى كانت مساحة بيوت الأنصار 200 ، 300 م أم كانت صغيرة ، وكيف فعل ذلك ولم يخف من زوجته ، وكيف أن زوجته قبلت ؟ ذلك لأن الإيثار يجعل البركة تعم ، ويجعل رضا الله يوسع من رزقك ، لكن ما دمت لديك الأثرة – وهي عكس الإيثار - أن تؤثر نفسك على الغير ، لن تشعر بالبركة . اقتح دولاب ملابسك وانظر إليه ستجد ملابس منذ 3 سنوات وملابس لا ترتدينها، لماذا لا تخرجينها؟ وأنا لا أقول لك الجديد ؟ فما بالك بالنبي الذي يتصدق بالجديد ؟ والذي يقاسم بيته ؟ مَثل صعب، أليس كذلك ؟


لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر وصحابته إلى المدينة ذهب إلى الأنصار وقال لهم عن المهاجرين: إخوانكم تركوا الأموال والأولاد وجاءوكم، لا يعرفون الزراعة، فهلا قاسمتموهم ؟ فقالوا: نعم يا رسول الله ، نقسم الأموال بيننا وبينهم بالسوية – والرسول كان يقصد مساعدتهم فقط – فقال لهم النبي أو غير ذلك ؟ - ممكن تقدموا لهم شيء آخر – فقالوا له وماذا بعد يا رسول الله ؟ فال تقاسمونهم الثمر – لأنهم لن يستطيعوا التصرف بالأموال أو الخروج من المدينة لأنها محاصرة فقالوا : نعم يا رسول الله ، بمَ يا رسول الله ، فقال : بأن لكم الجنة.


- أرأيت ثواب الإيثار – فكان الأنصاري يعمل طوال العام وعندما يثمر الزرع يأخذ التمر ويذهب به إلى المهاجر قبل أن يذهب إلى بيته .


- لم يجلس ليختار الأفضل له ثم يذهب له بالباقي، وأنت تتصدق بأسوأ النقود في جيبك والتي لا تحتاجها.


يذهب بالتمر كله لأخيه ويقول له : اختر ما تشاء ، وإني سأتركك ساعة حتى تتخير ما شئت – حتى لا يحرجه – ثم يعود فيكون المهاجر قد اختار الثمر الغير جيد ويظلوا يتشاجرون ، كل منهما لا يوافق أن يأخذ الآخر غير الجيد .


- فلما فتحت خيبر وكثر المال قال النبي للأنصار : جزاكم الله خيراً قد وفيتم بالشروط ، فقالوا للنبي يا رسول الله : استرطت شرطاً واشترطنا شرطاً ، وها نحن قد وفينا وإنا لنا عندك الجنة ، قال : لكم بما وفيتم .


- أترى ثواب الإيثار؟ اخرج ما عندك وكلما أخرجت زادت نفسك سخاءاً، وكلما أخرجت صفيت نفسك من الحقد والحسد.


إنها علاقة عجيبة بين الإيثار وبين سلامة الصدر، بين الإيثار ورحمة الناس، بين الإيثار وترك الكبر وترك الغل تريد أن تنقي صدرك تعلم الإيثار.


- حتى أنه عندما جاء مال كثير من البحرين ، فقال النبي هذه للأنصار وحدهم – يكفيهم ما أعطوا وبذلوا – فجاء الأنصار وقالوا : لا يا رسول الله لا نأخذها حتى تقسمها بيننا وبين إخواننا المهاجرين فجاء المهاجرون قالوا لا يا رسول الله ، إخواننا نشك أنهم ذهبوا بالأجر كله ، فقال لهم النبي ، لا : ما دعوتم لهم ، أي طالما تدعون لهم ستأخذون أنتم أيضا الأجر .


ما هذا المجتمع؟، أي مدينة فاضلة يتحدثون عنها الآن ؟


إنها هذه وهى ليست صعبة التحقيق إذا عاد الإيمان وأخلاق الإسلام وكانت الجنة هي الغاية .


لا يكون الإيثار في الأموال فقط كما قلنا ، ولكن في الأرواح أيضا. عكرمة بن أبي جهل حارب النبي 22 سنة ثم أسلم وحسن إسلامه ومات شهيدا، ابن أبي جهل مات شهيدا وبسبب الإيثار، عكرمة كان من ضمن الجرحى في معركة اليرموك، وقد وضع الجرحى جميعهم في مكان ما حتى تنتهي المعركة كلما جرح جندي وضعوه هناك. وكان ابن عم عكرمة في الساقة، أي ممن يسقون الجرحى، فيقول: بحثت عن عكرمة فوجدته في الجرحى يئن، يكاد يموت وبجواره عشرة من المسلمين، فأخذت أجري نحوه لأسقيه وإذا هو يتناول القرية ليشرب سمع صوت أخيه يقول : أنا عطشان فقال: لا والله لا أشرب حتى يشرب أخي، فذهبت الى الثاني وهو يشرب سمع أخوه يقول آه فقال : لا والله لا أشرب ، وذهبت الى الرابع هو الخامس و .... حتى وصلت الى العاشر فقال : لا والله : لا أشرب حتى يشرب عكرمة ، فعدت الى عكرمة ، فإذا به مات شهيدا ، .. آثر على نفسه وهو يموت ،وهو جريح ونحن نبخل بالقليل من المال، نبخل بالملابس، نبخل بالعلم تخاف أن تعطى معلومة لزميلك فيتفوق عليك.


- إيثار عبد الله بن عمر ، إيثار نتعجب له ، عبد الله بن عمر كانت تعجبه الآية : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " فكان يخرج الصدقة مما يحب . وذات مرة تنبه إلى أن ناقته تعجبه فنذل من عليها ووقف إلى جوارها في عرض الطريق حتى وجد عجوز فقيراً ، فقال : اركب يا رجل فهي لك أتته مرة سمكه هدية وكان يحب السمك حباً شديداً ، فأتت إليه امرأته بسمكة مشوية ، ففرح بها ثم طرق الباب مسكين، فقال لها : أعطيه السمكة فقالت : عندنا في البيت خبز وشعير ولحم .
قال : وماذا أفعل بقول الله : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ؟ أعطه السمكة . وبعد أن أعطتها للرجل قالت له : اتبيع إلى السمكة بدرهم ؟ فقال الفقير : نعم . فأعطته الدرهم وأخذت السمكة ثم وضعتها أمام ابن عمر ، ففرح وعندما هم بأكلها طرق الباب نفس الرجل وقال أعطوني شيئا ، فقال لها بن عمر : أعطيه السمكة . فقالت : يا بن عمر فعلتها مرة . قال : إن الله قالها مرات ولم يقلها مرة . " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ، فخرجت للرجل بالسمكة وقالت له : ابتاع منك السمكة ؟ فوافق فقالت له : أقسمت عليك ألا تعود مرة ثالثة وأخذت السمكة واعطتها لابن عمر .


- سيدنا عمر بن الخطاب لحظة موته، عندما ضربه أبو لؤلؤه المجوسي وسقط في دمائه وعلم إنه الموت، قال لابنه : عبد الله بن عمر يا عبد الله : اذهب الى أم المؤمنين : عائشة وقل لها : عمر بن الخطاب ولا تقل أمير المؤمنين فلم أعد عليكم أميرا – عمر بن الخطاب يستأذنك أن يدفن مع صاحبيه (الرسول وأبو بكر) في حجرة عائشة ، فقالت عائشة : كنت أريد هذا المكان لنفسي، ولأوثنرن به عمر .


- هل الإيثار في الدفن وحتى بعد الموت؟ تخيل كانت ستدفن بجوار زوجها وأبيها وهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، أي مدفن وأي مكان شريف ، ولكن السيدة العظيمة تركت أفضل مكان ورضيت أن تدفن بالبقيع ، إيثارا منها لعمر رضي الله عنه .


- أبو هريرة يحكى لنا : كنت أجوع حتى أصرع من شدة الجوع ، ويقولون مجنون ووالله ما أنا بمجنون إنما هو الجوع ، فكنت أجلس بجوار منبر النبي صلى الله عليه وسلم يمر بي الرجل من المسلمين استقرأه أيات الإنفاق – لعله يعطينى شيئا– فقال : فمربي أبو بكر وقرأها علي ومر، لم يدرك ما أريد ، ومر على عمر بن الخطاب.


فمر النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر الي فعرف حالي ، فبتسم وقال : يا أبا هر : الحق بي ، فدخل بيته واستأذن ، وقال لزوجته هل عندنا شيء؟ فقالت : جرة لبن تكفي رجلا أو اثنين فقط ، فنظر أبو هريرة للبن بشوق فأراد النبي أن يعلمه الإيثار ، فقال له : يا أبا هريرة : اذهب وائتنى بأهل الصفة .


وأهل الصفة من فقراء المسلمين لا يجدون ما يطعمونه مثل أبو هريرة ، وهم حوالي مائة – فيقول : فاهتمت نفسي، وقال لرسول الله : وأين هذه الجرة من أهل الصفة ؟ أيكفيهم هذا؟ فيقول : فخرجت مهموما ولكنه كان لابد لي من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .


فذهبت وأتيت بهم ، فنظر إلي الرسول مبتسما وقال : يا ابا هريرة اسقهم – إنه يعلمه ويعلمنا معه – فيقول : أخذت الجرة وبدأت أمر عليهم حتى شربوا منها جميعا. والنبي ينظر إلي ويبتسم. فقال لي النبي : يا أبا هريرة لم يبق سوى أنا وأنت ، قلت له : صدقت يا رسول الله ، فقال لي : اشرب يا أبا هريرة – النبي يؤثرهم جميعا على نفسه ثم يؤثر أبا هريرة واللبن يكفى كل هذا العدد لنتعلم خلق الإيثار وأنه يبارك في الشيء يقول أبو هريرة، فشربت ثم أعطيتها له ، فقال : اشرب يا أبا هريرة فشربت وشربت وشربت كلما قال لي ، حتى قلت له : لا والله لا أحد له مسلكا ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم وشرب الفضلة صلى الله عليه وسلم شرب ما بقى من ذلك كله .


- أخرجوا الشح من بيوتتكم، ومن جيوبكم ترزقوا سخاء النفس وتذوقوا حلاوة الإيثار ، لذة غريبة كلما أعطيت كأنك أنت الذي أخذت.


- الآن : تكون جالسا على مائدة الطعام أنت وأمك وتقول في نفسك ياليتها لا تأخذ هذه اللقمة ، كيف ذلك ؟ إذا كنت لن تؤثر مع أبيك وأمك ، ماذا ستفعل مع من في الشارع ؟ إذا كنت في الأتوبيس ومتعب جدا كيف ستؤثر أخيك وتجلسه مكانك ؟ أين الإيثار في الصغيرة والكبيرة ؟


- ينظر لإيثار النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق كان يعلم جيش بأكمله هذا الخلق العظيم ، جاء " جابر بن عبد الله " يوم الخندق ، قال يا رسول الله : عندنا في البيت دجاجة وبقية شعير فاقدم يا رسول الله وكل معي ، فنظر إليه النبي وقال : وحدي ؟


لقد كان الصحابة ومعهم رسول الله متعبين جدا من الحفر لمدة 15 يوم وكانوا يربطون على بطونهم من شدة الجوع – فقال له جابر بن عبد الله : ومعك رجل أو اثنين . فوقف النبي على تل وقال : يا معشر المهاجرين ، يا معشر الأنصار : غداؤنا اليوم عند جابر بن عبد الله. يقول جابر: فتسللت وجريت إلى البيت أقول لزوجتي: رسول الله قادم ومعه الجيش ! فقالت – المسلمة المؤمنة - أو أخبرت رسول الله بالطعام ؟ فقال : نعم ، قالت : فالله ورسوله أعلم ، ويقف النبي ويقول لجابر : أنت بوابنا اليوم ، وقال النبي بتكسير الخبز ويدخل جابر عليه عشرة عشرة يطعمهم ويخرجوا..


- أرأيت متى ظهرت معجزة النبي وحلت البركة؟ عندما حدث هذا الحدث ليعلمهم الإيثار وتحل البركة مع أنهم كانوا جوعى منذ مدة فطعم الجيش كله، يقول بن عبد الله ، كلما دخلت مجموعة قلت إنها آخرمجموعة ولن تأكل التي تليها ، ولكنهم كانوا يخرجون وقد امتلأت البطون، يخللون أسنانهم ، ثم دخل جابر في النهاية فقال له النبي : يا جابر بارك الله لك ولأهل بيتك في طعامك ، فدخلت فإذا بالطعام كما هو إلا قطعة من الدجاجة .


- صلى الله علي نبينا معلم الإيثار، ويا خسارة على أمة ضاع فيها الإيثار.


- سيدنا جعفر بن أبي طالب مات يوم مؤتة وترك ثلاثة أطفال والصحابة ضعفاء فقراء، ووقف النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يكفل أولاد جعفر ؟ يقول الراوي : فخرج ثلاثة من الصحابة يتشاجرون : أنا يا رسول الله ، بل أنا يا رسول الله ...


يقول الراوي: والثلاثة أفقر من بعضهم البعض – ويريدون أن يأخذوا 3 أولاد أيتام، ونحن الآن إذا مات لأحد أخيه أراد أن يتخلص من ابنه اليتيم، ويلقى به على الأخ الأخر، ويضيع الولد.


لكن جعفر بن أبي طالب كان لديه خلق الإيثار ولذلك أراد الله أن يبارك له في أولاده ويتربوا جيدا، حتى أن النبي سماه:أبو المساكين.


- لن يستشعر المجتمع الطمأنينة ولا الأمان ولا الاستقرار إلا إذا اتبع خلق الإيثار، وتخيل معي ما يحدث الآن في المجتمع: الرجل يعمل عمره كله ليلا ونهارا ليجمع الأموال ويمكن أيضا ولكن لماذا ؟ حتى يضمنوا لأولادهم المستقبل الجيد ويتركوا لهم ما يكفيهم لماذا ؟ لأنهم يعلمون أنهم إذا ماتوا ستشرد الأولاد ، من الذي سيتكفل بهم ؟ سيضيعون ، فالدنيا كلها ذئاب ، لكن بالله عليك لو المجتمع لديه خلق الإيثار، المجتمع كل سيعلم ويطمئن إلى أنه إذا مات الأب أو الأم سيجد من يتكفل بأولاده بل وسيتشاجرون على من يأخذه مثلما حدث مع أولاد جعفر بن أبي طالب لذلك خلق الإيثار مهم.


- يقول الإمام الغزالي في الإحياء : الإيثار على ثلاثة منازل :


الأولى : أن تنزل أخوك من نفسك منزلة الخادم فتطعمه وتعطيه مما يبقى منك – ألا يحدث أن تتعامل مع أخيك كالخادم بعدما تنتهي أنت وتأخذ ما يكفيك تعطيه – وهذا إيثار .


الثانية: أن تنزله منزلة نفسك فكما تأخذ تعطيه.


والثالثة: أن تنزله فوق نفسك، فتفضل حاجتهم على حاجتك.


- أولاده سيدخلون المدارس ولا يجدون ملابس، قبل أن تشترى لأولادك تشترى له


- هذه هي منازل الإيثار الثلاثة أختر لنفسك منها.


- أعظم الإيثار في هذه الدنيا : أن تؤثر مرضاة الله على مرضاة الناس، وأن تؤثر رضا الله على رضا من سواه وأن تؤثر رضا الله على هوى نفسك " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " ، مرضاة الله أولى.


عندما نعيش لأنفسنا فقط نعيش حياة قصيرة ، نولد صغار ونموت صغارا ، لكن عندما نعيش من أجل غيرنا نعيش كبارا وحياتنا تمتد بامتداد البشرية ، وهذا كلام حقيقي إذا عشت لغيرك وليس لنفسك فقط ستجد سعادتك في بسمة غيرك ، وفرصتك في فرصة غيرك، وستجد السعادة الكاملة عندما تجد من يدعو الله لك ويقول يا رب ارضى عنه كما أرضاني، لذة عجيبة, جربها ستجدها أعظم من اللذة التي كنت ستشعر بها إذا حصلت على الفائدة والمنفعة بمفردك .


أختم بكلمة قالها رجل صالح وهو يموت:" يا بنيتي لم أعد أفزع من الموت ولو جاء اللحظة. لقد أخذت من الحياة كثيرا، أقصد أعطيت كثيرا هل فهمتها ؟ - أحيانا يا بنيتي يصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء لأنها عند المؤمن لهما مدلول واحد، في كل مرة أعطيت فيها أخذت فيها، بل أخذت أكثر مما أعطيت . تعالوا لنجرب هذا الخلق يا شباب ، وأرجوا من الله تعالى أن ينفعنا به.

 
قديم   #14

~ شروق ~


رد: تـفـرٍيـغ حـلـقـات بـرٍنـامج ـآ‘لأخــلاق لـعـم


تـفـرٍيـغ حـلـقـات بـرٍنـامج ـآ‘لأخــلاق لـعـمـرٍو


 
قديم   #15

~ شروق ~


رد: تـفـرٍيـغ حـلـقـات بـرٍنـامج ـآ‘لأخــلاق لـعـم


تـفـرٍيـغ حـلـقـات بـرٍنـامج ـآ‘لأخــلاق لـعـمـرٍو


 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 12:50 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0