ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ - من امام كوافير حريمى هههه

أن يسكن شاب أمام كوافير حريمي .. فهناك بالطبع انطباعات مختلفة عن هذا المكان الذي يرفع شعار "الرجال يمتنعون" .. ورغم أني بالطبع لم ولن أدخل إليه، إلا أن هناك مشاهد تلتقطها العين من باب الفضول الذكوري بمجرد الخروج إلى البلكونة (اللي في الأول علوي) حيث يكون أمامي مباشرة كوافير الأستاذ "حمادة"..
جاء الشاب حمادة ليستأجر المحل المواجه لنا والمغلق منذ سنوات بعيدة، ومع تجهيزه للمحل جاء أخي الأصغر بالبشرى أنه كوافير حريمي .. ليرد أخي الآخر ساخراً: "كواااافير.. قشطة.. أهي دي الجيرة ولا بلاش".. ليرد الأول بنفس اللهجة: "إحنا مش ح نتحرك من البلكونة يا معلم".. بينما يظهر في خيالي مشهد الفنان "أحمد حلمي" في فيلم "السلم والتعبان" وهو بيقول بأعلى صوته فاردا ذراعيه: "يا نسوااااااااااان"!!.

https://www.20at.com/images/stories/hair2.jpg

يحجب الكوافير عن الشارع و(عنا) مجرد ستارة تغطي بابه، وهنا كانت البداية.. بمجرد خروج أحدنا نحن الثلاثة إلى البلكونة "تنتفض" بنات حواء بالداخل لو كانت الستارة نصف مغلقة أو ربع مغلقة ليقمن بغلقها بالكامل في قوة وغضب، رغم أننا لا نقصد النظر إلى عالم ما وراء الستارة!.

وإذا انفتحت الستارة بفعل فاعل لدخول أو خروج إحدى البنات، تجد العرايس المصطفة على المقاعد يوجهن إليها الكلام في عنف: "اقفلي الستارة بسرعة"، "حاسبي حاسبي" وترتفع أعين الجميع للنظر إلى البلكونة وبداخل كل واحدة يضرب صوت الكسوف بقوة: "راجل.. راجل".. يعني إنتم مكسوفين مننا ومش مكسوفين من الأخ حمادة؟!.

بعد أسابيع قليلة تغيرت الستارة وحل محلها باب خشبي، اعتقدت أن حمادة يخشى على "زبونات" الكوافير المكسوفات من شباب البلكونة، ولكن خاب ظني بعد أيام عندما قام حمادة بتركيب تكييف داخل المحل وبالطبع كان تركيب الباب لأجل إحكام الهواء (ولا رأيكوا إيه؟).

اكتسب حمادة شهرة كبيرة في أسابيع قليلة (طبعا معرفش ليه)، ومع هذه الشهرة بدأت ألاحظ بعض المشاهد عنده .. ح احكيها لكم:

- منذ الصباح الباكر (خاصة يوم الخميس والجمعة) تقف كل عروسة ومعها أختها وابنة خالتها وابنة عمتها وابنة خالها وابنة عمها وجمع من صديقاتها وأقاربها وجاراتها أمام المحل في انتظار قدوم حمادة أو البنت اللي بتشتغل عنده، وحتى قدومه يكون الرصيف أمام المحل أو أسفل بلكونتنا هما المكان المفضل إليهم جميعا.. ولست بحاجة إلى أن أشير إلى كم الضحكات والرغي واللت والعجن الصادرة من هذه الجموع الغفيرة!.

- في مرة لقيت البنت "شيماء" جارتنا وهي في أولى ثانوي داخله عند جارنا الآخر حمادة، قلت يمكن داخله لعروسة قريبتها ولا حاجة.. بعد شوية كنت طالع البلكونة لقيت "المفعوصة" شيماء خارجة من الكوافير هي وكام واحدة من أصحابها بمكياج كامل وهما فكين الضفاير وكويين شعرهم و"الذي منه".. طيب حد يقولي بنات لسه عمرهم 15 سنة رايحين الكوافير ليه؟، رغم أنه زمان البنت كانت بتروح الكوافير بس يوم جوازها!.

- ابن خالتنا (وهو صايع حبتين) جه يزورنا وطبعا الكوافير شد انتباهه.. "يا بختكوا يا ولاد اللذين.. قاعدين للسقطة واللقطة.. وطبعا الجيبونة لما بتترفع كل شيء بينكشفن ويبان"، الصراحة مكنتش واخد بالي من حكاية الجيبونة اللي بتترفع دي لما العروسة بتركب عربيتها، عدت لحظات وخرجت عروسة وزي ما قال: "كل شيء انكشفن وبان".. طبعا ابن خالتنا عجبه المشهد خصوصا أن العريس نام ع الفستان وجريت صحبات العروسة يلحقوها.. لكني كنت في نص هدومي لما "سقطت العباءة".. قصدي "ارتفعت الجيبونة"!.

- بينما تشدو أم كلثوم بأغنية "يا ليلة العيد آنستينا" يكون كوافير حمادة ملئ بـ "الزبونات" من كل الأعمار والأشكال والمستويات، فهذا هو الحال في ليلة العيد الصغير والكبير ورأس السنة.. وأشفق على حمادة لأنه يعمل حتى ساعات الصباح الأولى .. يالا ربنا يقويه!.

أصبحت جلسة أمي المفضلة هي البلكونة في المساء لمشاهدة لحظة خروج العرائس والاحتفالات التي تصاحب ذلك، ثم امتد بها الأمر إلى زملاء العرائس الواقفات أمام الكوافير لتختار من بينهن عرائس لنا، ولأني أنا كبير أخوتي كان لي النصيب الأكبر من النداء بين حين وآخر "تعالى شوف البنت دي" تعقبها بسؤال: "إيه رأيك؟".

في مرة خرجت إلى البلكونة بناء على نداء أمي، كانت فتاة تقف أمام الكوافير.. ولكن ظهرها إليّ وعلى بعد أمتار قليلة يقف عريس كانت بصحبته.. ركزت قليلا معها فأنا أشعر أنني أعرفها.. لم يقطع تركيزي سوى أن العريس يشير إلىّ من مكانه "إزيك يا باشاااا".. ايه ده .. ده الواد "أحمد" زميلي في ثانوي بيتجوز.. "ألف مبروك يا أحمد".. قلتها وأنا أرد تحيته بعد أن لاحظ انشغالي بالفتاة التي كانت معه والتي لم تكن سوى شقيقته.. "يا دي الكسوف.. أدخل أحسن شكلي وحش".